أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حبيب غالي - لماذا يتخلى العراقي عن لهجته الجميلة ؟؟














المزيد.....

لماذا يتخلى العراقي عن لهجته الجميلة ؟؟


محمد حبيب غالي

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:12
المحور: المجتمع المدني
    


يمتلك العراق مجموعة من الأطياف والأقليات التي تشكل فسيفسائه الرائع والتي بتنوعها تتنوع اللغة فيه ، فبالإضافة إلـى اللغة العربية التي يتحدث بها عامة الشعب العراقي نـرى هناك اللغـة الكردية ، اللغـة التركمانية والسريانية وغيرها ..
إن اللغة السائدة في العراق متنوعة في طريقة لهجتها على لسان المواطن العراقي كغيرها من لهجات العالم المتنوعة بالتنوع السكاني للبلد , فاللهجة العراقية خليط لأصول عديدة كان البلد واقع تحت تأثيرها كالاحتلال العثماني والبريطاني آنذاك وبحكم قربه من إيران ، لذلك فهي تشمل العديد من المصطلحات التي أصلها عثماني أو انكليزي أو فارسي ، ونلاحظ أن اللهجة العراقية معروفة بثقلها في النطق لدى الغير مـما أدى إلى صعـوبة تعلمها لمن يريد التكلم بهـا ، ذلك على عكـس بعض اللهجات الأخـرى كالمصرية واللبنانية التي تتسم بالسلاسة والمرونة .
ورغم تعدد اللهجات العراقية في معظم المحافظات إلا أنني لـم أجد أو اكتشف أن كلمة ( بهونك ) يستخدمها العراقيين في أي محافظة من محافظات العراق ، هذه الكلمة هي اسم لألبوم غنائي لمطرب عراقي عرف في برنامج ستـار أكاديمي وهو ( بشار القيسي ) حيث سمعت خبر الألبوم عن طريق الصدفة ، تمعنت في الكلمة ولم أجد أصلاً لها في العراق فعرفت أن أصلها لبناني وأيقنت بعدها بمـرض اللغة الشامية ( السورية واللبنانية ) الذي أصاب العراقيين في الفترة الأخيرة بحيث جعلهم لا يتأخرون لحظة واحدة فـي التخلي عن لهجتهم مقابل اللهـجة اللبنانية أو السورية ,,, ولا اعرف لماذا ؟ .
ذكرني هذا الموقف بالفنان كاظم الساهر في إحدى مقابلاته وهو يتكلم باللهجة اللبنانية حيث ساد التكلف اللقاء بالإضافة إلى المبالغة في استخدام الكلمات والعبارات الشامية مبتعداً عن اللهجة الأصلية التي تمتاز بجماليتها وقربها إلى اللغة العربية الفصحى أكثر مـن نظيراتها من اللهجات ، والتـي لولاها لما كان هناك فـن عراقي أصلاً ، فهي الأداة التي بواسطتها عُرف الكثير من الفنانين العراقيين واشتهروا بها على الصعيد العربي .
يخالفني الكثير لو قلت أن الفنانين فقط هم من يمتازون بهذه الصفة في نكران اللهجة العراقية ، حيث إن بعض العراقيين يقومون باستخدامهم كلمات عدة من لهجات غربية تأثراً بالمسلسلات التركية المترجمة باللغة السورية مثلا ( كيفك ، منيح ، يؤبرني ، وحياة الله ، ... وغيرها ) حيث يستخدمها الكبار قـبل الصغار وبشكل ممل والسبب يعود وكما أظن إلى :.
1. يشعر العراقي بالممل من اللهجة خاصة بعد مقارنتها بغيرها من اللهجات كاللبنانية أو السورية .
2. بدأت مسألة الانتماء تفقد نفسها لدى المواطن العراقي ويتجلى ذلك بعدم التمسك بالتقاليد العراقية وجذورها .
3. الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها المواطن العراقي بحيث يجد بأن السفر والخروج من العراق هو الملاذ الوحيد للتخلص من هذه الأوضاع .
4. نزعة التقليد التي تستولي على عقول بعض العراقيين والتي يعود سببها إلى التأثر بالشخصيات التي مثلت في هذه المسلسلات .
5. الفراغ الثقافي الذي يعيشه بعض العراقيين ، والذي ازداد بعد عرض المسلسلات المدبلجة التي أثرت سلباً على ثقافة البعض وشخصيته .
إن هذه العادات تعتبر من الأفعال السلبية والغير مقبولة ، فمن المفترض أن يشعر المواطن العراقي بأن لهجته هي تراث يجب التمسك به حاله حال التراث العراقي القديم المتمثل بالحضارات التي مرت بوادي الرافدين والتـي نتفاخر بها كونها موروث عراقي قيم لا يمكن التخلي عنه , حيث لم لا نحذو حذو شعوب بعض الدول العربية الذين يستخدمون لهجتهم في الكتابة والترجمة ، كالشعب المصري الذي استطاع أن يوصل لهجته إلى كل بيت من خلال مجموعة ضخمة من الأفلام والمسلسلات التي شكلت عامل قوة للسينما المصرية وأهلّها لأن تدخل في المهرجانات الدولية ، أو كالشعب السوري الذي دخلت لهجته إلى قلوب الناس من خلال المسلسلات الواقعية التي تستخدم فيها الألفاظ الشامية الدارجة والتي كانت سبباً لاختيارها لهجة مقبولة لدبلجة المسلسلات التركية ..
إن واجبنا كمواطنين عراقيين يتمثل في دعم اللهجة العراقية ودفعها قدماً نحو الرقي والانتشار ، والمحافظة عليها من الضياع أو حتى محاولات الدمج وما أكثرها ..
أخيراً أحب أن اذكر مصادفة مضحكة حدثت معي أثناء كتابة هذا المقال هي دخول احد الأشخاص علي ممن اعرفهم وألقى التحية اللبنانية ( كيفك ) والتي هي دارجة في أيامنا هذه وأصبحت تستخدم أكثر بكثير من تحية الإسلام ...
والسلام عليك ورحمة الله بركاته .



#محمد_حبيب_غالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان بين السائح الغربي والعربي
- بغداد تقتل كل يوم واحد منا !!!!!
- المجتمع العراقي ..... وظاهرة البطالة
- ممنوع همس الشفه ... ممنون بالحب رجفة ... أببغداد ممنوع العشك ...
- أسرار مكالمة حسين سعيد و محمد المالكي


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حبيب غالي - لماذا يتخلى العراقي عن لهجته الجميلة ؟؟