أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد صموئيل فارس - من قتل براءة أحمد؟!!














المزيد.....

من قتل براءة أحمد؟!!


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مع كل إنسان هناك مواقف في الحياه تصادفه تحمل في طياتها معنى ومغزى، وهذا ما دعاني إلى كتابة هذه المواقف التي حدثت معي بصفة شخصية، فهي ليست متصلة لكنها منفصلة ولكن جوهرها وهدفها هو واحد إبراز ما آلت إليه الأوضاع في مصر ونحن في القرن الواحد والعشرين، بعد أن تحطمت على أرضها كل المبادئ والقيم وسقطت فريسه للجهل الذي أصبح يحكم ويشرّع ويوجّه ضمائر الناس، ولنبدأ بالموقف الأول:

في صيف العام الماضي ذهبت إلى مدينة الأسكندرية، فهي قبلة المصيفين لما تمتلكه من شواطئ ساحرة، وكالعادة أقضي أغلب أوقاتي بين مكانين الشاطئ ومكتبة الأسكندرية، ولكن ما حدث معي كان على الشاطئ الذي له جاذبية ساحرة وقت الغروب، فقررت أن أسير على حافة الشاطئ لمسافات طويلة.
وفيما أنا أسير لاحظت طفلاً وسيماً تظهر على وجهه علامات البراءة والطهر يجلس على الشاطئ يحفر داخل الرمال أحلامه وخيالاته التي غالباً ما تكون نشيطة في مثل هذا السن، فقررت أن أداعبه -فأنا ممن يضعفون أمام براءة الأطفال ونقاوتهم- فجلست بجواره أحفر دون أن أوجه له كلاماً، وبعد قليل لاحظت أنه يوجه نظره ناحيتي وهنا بدأت العلاقة وسألته عن اسمه فقال لي أحمد، وبعد ذلك سارعت لمداعبته بالماء وعندها انطلق ببراءته المعتادة في مطاردتي على الشاطئ وهو يضحك ويلهو وأنا في قمة سعادتي لأنني استطعت أن أرسم الإبتسامة على وجهه ووجه أسرته التي كانت تراقبه على مقربة منا.
وظللنا هكذا فيما يقرب من ساعة واستلقيت على الشاطئ وأنا أضع ذراعي تحت الرمال المختلطة بماء البحر، وجاء أحمد يداعبني من بعيد فناديت عليه وبالفعل جاء فرفعت ذراعي لأسلم عليه واقترب مني ليصافحني لأنني كنت عزمت على الرحيل، وفيما هو يحاول نظر إلى ذراعي فرأى علامة الصليب التي تزين ساعدي، فإذ الإندهاش والذهول ومؤشرات الصدمة قد ارتسمت على وجهه وظل ينظر إلى ذراعي في ثبات، وحاولت أن أسلم عليه لكنه تراجع، ومع إلحاحي عليه وهو صامت هز رأسه بالرفض وشاورعلى الصليب، عندها فهمت وأنا مصعوق من هول الصدمه فأستلقيت على ظهري ثانية وأنا أنظر إلي البحر والشمس عند غروبها وكأن الظلام أتى بقوة على بلادنا.
وفي هذه اللحظات أتى أحمد وبين كفيه قليل من الرمال ولم أدري سوى والرمال تملأ وجهي، وهذه لم تكن مداعبة بل تغير الوجه الملائكي البشوش البرئ ونظرة في وجهه وكأنه يمتلك لحية وشارب ويرفع حاجبه كما جسّد هذه الشخصية الفنان عادل إمام في فيلم الإرهابي.
وقمت وأنا أسأل نفسي عن من يكون السبب في قتل هذه البراءة وتشويهها بهذه العنصرية والكراهية تجاه الآخر.
فهل الأسرة هي المسئولة؟ أم الشارع أم المؤسسة الدينية أم الإعلام أم أنني أنا المسئول دون أن أدري؟
إن عرف أحد الإجابة فليجبني...



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكرموا الرئيس
- أبونا سمعان الحائر بين ذبح الخنازير وذبح أبناءه؟!
- الشيخ الذي هز عرش بن لادن والظواهري؟!!
- الإرهاب صناعة دولة
- البشير أم السودان... من سيغتال الآخر؟!
- الآرهاب صناعة دوله
- الأقباط حركة دينية أم جماعة وطنية؟!
- رحلة في عمق التاريخ القبطي
- قريبا رسالة ترحيب من القاعده لآوباما؟!!
- الحلقه المفقودة في العمل القبطي (2)
- الحلقة المفقودة في العمل القبطي؟!
- ثري سعودي يعرض عشرة ملايين دولار لشراء الحذاء؟!!
- المرأه والآقباط بين حجري رحا؟!
- حمله دوليه تستحق التضامن والتحيه؟!
- أقباط من وطن لايرحم الي قدر متربص بهم!!
- هنا صناعة الكتاب والمفكرين
- أي جزيه تُريدين يا ناقصة العقل والدين؟!!
- حقيقة الهجوم المفتعل على شيخ الأزهر؟!
- الأمن نصب الفخ للإخوان والوسيلة كنيسة عين شمس!!!
- المصريون بين قراصنة الداخل والخارج؟!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد صموئيل فارس - من قتل براءة أحمد؟!!