أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارتن كورش الآشوري - المؤرخ الآشوري















المزيد.....

المؤرخ الآشوري


مارتن كورش الآشوري

الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:25
المحور: الادب والفن
    



خاطرة مرثية في المؤرخ الدكتور/هرمز موسى أبونا
الذي نام على رجاء القيامة
في
مساء الاثنين 27/4/2009 في مدينة تورينتو الكندية إثر أزمة قلبية حادة عن عمر ناهز التاسعة والستين

نم على رجاء القيامة
لك من الرب سلامة
أيها الآشوري المحب
لأهلكَ سلام القلب
كل البشر مغادرون
إلى مثواهم مسافرون
سافر أجدادنا
في عمق التأريخ سجلاتنا
آشوريون
لأوطانهم محبون
وآسفاه مُرحلون
عن أوطانهم مُهجرون
في مَهجرهم حزينون
بين بقاع العالم مُشتتون
لأهلهم متذكرون
ما تنكروا لوطنهم
ما نسوا أحبتهم
هم للوطن أصل
هم للشعب أهل
آشوريون للوطن أساس
محبون لكل الناس
يعيشون في الغربة.الوطن
يفضلون في الأوطان.الوطن
يحنون دوما إلى الوطن
***
وأنت راحل أطمئن
أوراقكَ في فكر الزمن
لا تمحى كتاباتكَ عن..
إلى فكر القارئ ترتقى
في جسد الأمة تلتقي
حبر القلم دموع نقية
رسمتها حروف أبجدية
كُتِبت لمحبي الآشورية
لغة الأم الأصلية
كلمات ذهبية
للآشورية في التأريخ سجلات
حضارة من بين أرقى الحضارات
قصص وحكايات
يرويها الآباء والأمهات
ذاكرة المؤرخ لها صفحات
سجل المؤرخ للآشوريين مرآة
يكتب فيه تأريخهم والحياة
سبعة الآف عام
تأريخ وحضارة وأرقام
كنا ولازلنا
لركب الحضارة قدمنا
كلمات بماء الذهب كتبنا
راية السلام رسمنا
أعطينا ما أخذنا
عملنا ما نطقنا
لكل الناس أحببنا
الرب باركنا
فكان النبي يونان ضيفنا
أرسله الله إلينا
غفر ذنوبنا
الله يحبنا
هو رسم إسمنا
آشوريون جنسنا
لماذا تقسيمنا؟
أو تثليث إسمنا
***
نَمْ أيها المؤرخ
جدار الأمة لن يشرخ
ستتذكركَ (ألقوش)
واضحة في أوراقكَ النقوش
(ألقوش) قريتكَ يا أبن (أبونا)
ستتذكركَ على مدى السنونا
هل تنسى الأم البنونا؟
أم تنسى الدمعة العيونا؟
أم ننسى في غربتنا الشجونا؟
أرحلْ لأبقى أنا أنتظر
نهوض الأمة المبكر
متحدة متأخية تزدهر
كما كانت أيام بيث نهرين
أمبراطوية وصورتها في العين
تأريخها في ذاكرة الآشوريين
وطن نحن له مواطنين
وإن رحلونا بعد حين
نبقى في ذاكرة الزمن محفوظين
آشوريين آشوريين
أيها الدهر لِين
أسأل عنا السنين
(كركجتت مردوته) كنا
بل ولازلنا
كيف عن بالكَ يا دهر نغيب؟
لسنا بجسم غريب
بل أبناء أعزاء
للوطن أحباء
وإن لفتنا الغربة سنين
نبقى للوطن مخلصين
وإن هُجرنا مشردين
نبقى للعراق مُحبين
***
يا وطن الأجداد
في بعدكَ غلبنا السهاد
يا وطن. مؤرخكَ
رحل اليوم عنكَ
رحل عن (ألقوش) قريته
في أزقتها آثار مشيته
في ديرها ذكريات طفولته
في كنيستها رنم ترنيمته
في ملعبها ركض خلف كرته
فيها أهله وعشيرته
كل صحبته
ستصرخ الغربة (ألقوش)
نتذكر كل النعوش
(ألقوش) (ألقوش)
رحل المؤرخ دون وداعكِ
هل له مثوى في ترابكِ؟
أصرخي في وفاته
كما صرخ في حياته
لكي يعود إليكِ تابوته
أنت يا (ألقوش) أولى به
ضميه كما يضم القلب حبه
لا تبخلي عليه بمتر مربع
فالمتوفي إليكِ سيرجع
ناديه كما تنادي الأم
حققي له الحلم
في حياته لم يسعد
دعيه في ترابكِ يرقد
أنت يا (ألقوش) مسقط رأسه
بعيد عنكِ عاش في أمسه
كم تمنى أن يعود
إليكِ يا قرية الجدود
ناديه لتنادي معكِ كل قرانا
لمن تركوا في الغربة جثمانا
يا قرانا نادي
لينام (أبونا) في تربة الأجداد
ما أرتاح في غربته
يا (ألقوش) أريحيه في تربته
في حياته تغربا
غيركِ يا (ألقوش) ما أحبا
هل نسيت (هرمز) إبنكِ؟
فالمطر لم ينس أرضكِ
دعيه وأنحتي له تمثال
في تربتكِ نومةً ينال
عانى في الغربة السهاد
أريحيه في تربة الأجداد
سهد المتوفى في الغربة
دعيه ينام في التربة
تربة الأجداد
إبنكِ يا (ألقوش) أخذه الرقاد
باقة ورد لكِ على قبره
بعيداً عنكِ قضى عمره
ماعاش فيكِ حياته
ضميه في وفاته
له تمثالا أقيمي
ليتذكره كل حميم
المؤرخ هرمز أبونا
بكتْ له العيونا
مؤرخ ستأرخه أمتنا
آشوريٌّ له في قريتنا
سجل وكتاب وقلم
لغة الأم نتعلم
أشوريون
بين محطات الغربة متنقلون
إلى قراهم راجعون
هل ينسى أهلنا؟
أشوريون بناة حضارتنا
أم ينسى دجلة العراق؟
ففي فراقهما عناق
أم ينسى (أبونا) الفرات؟
كيف وأبنه (فرات)؟
أم ينسى دجلة (خلدون)؟
(رافد) بكت خلفه العيون
***
أحزنكَ فراق نجلكَ
تألمتَ بقية عمركَ
بكيتَ لوحدكَ
في مشوار عمركَ الطويل
على أبوابه لكَ رحيل
مؤرخ قدم الكثير
ماعرف التأخير
فكان له الرحيل
بكاء ونعي وعويل
هل سقطت أشجار النخيل؟
لتنعيها شهيدتنا(سيميل)
***
على ضفاف الفرات
أسم مؤرخ مات
رحل أبا (فرات)
له في الآشورية ذكريات
سجل وقلم وكتّاب
أيها المؤمن بالرب
على صهوة جواد الرحيل أركب
بربك يسوع المسيح، توسل
هو لأرواحنا مستقبل
يعرفكَ بالأسم
عن عائلتكَ يحمل الهم
هو مصبرهم على فراقكَ
هو سيحتضنكَ
***
مؤرخ آشوري فارقنا
بأفكاره دوما شاركنا
كل المواقع تعرفه
كل القراء تحترمه
عرّفنا بالآشورية
عرف الغير بالقومية
جال في اللغة وأخذ
كأنه فيها الفذ
تخرج من (الحقوق) قبلها
في القلب أحبها
كأنه الحبيب لها
ما أحب مثلها
حبيبة له أنتخبها
آشوري وهي الآشورية
لغة الأم هي
***
وآسفاه يا (هرمز)
فرصة لي معكَ لم أحرز
عرفتكَ بعد الرحيل
في زمن التهجير والترحيل
أمة صرنا القليل
تشتتنا في أودية الليل
وإن لم نعرف بعضنا
أو لم نلتق في وطننا
فبالفكر إلتقينا
في قرى أهلنا
على ضفاف موقع الخابور
كان للقرّاء حضور
حكيتَ لهم عن آشور
بفرح وسرور
وفجأة سكتَ
حملتَ أوراقكَ ونهضتَ
ودون أن أسألكَ أجبتَ
لتأريخ أمتنا سردتَ
ثم إفترقنا
لكن ما حزنّا
لأن الكل مفترقون
على طرقات الرحيل سائرون
عند ربهم يلتقون
بدمه البار مُخَلصون
فإذهب دون ألم
قرير العين نم
***
على ضفاف موقع الخابور
نهر الفرات بنا مسرور
إلتقينا في تسعة
وإفترقنا بعد أنطفاء الشمعة
في الأولى
إلتقينا في كليتنا
(القانون) دراستنا
في الثانية
الآشورية قوميتنا
جمعتنا في جنسنا
في الثالثة
دولة غربتنا
زمن تشردنا
واحدة طرقنا
إفتراق أحبتنا
في الرابعة
وطننا العراق
إنتماؤنا من الأعماق
عن أوطاننا متشردان
لأهلنا متذكران
في الخامسة
مسقط رأسنا
(ألقوش) و(ديانا) قريتنا
(ديانا) قرية (ناوجِيَّا)
(ألقوش) نبض القومية
كلاهما من روافد الآشورية
في السادسة
مؤرخ وكاتب يكتبان
حبر قلمهما ضمير أنسان
في السابعة
كلية القانون وأستاذنا حمورابي
يتذكركَ كل الطلاب
في الثامنة
إنّا للرب عابدان
لراية السلام حاملان
لنيل حقوق الأمة ساعيان
الحقوقي والقانوني محاميان
في التاسعة
المسيحية فيها نحن إخوان
لكل البشر محبان
نسعى لخير الإنسان
***
آشوريون يا وطن
كفانا نئن
لترابكَ نبقى نحن
ها قد فارقنا المؤرخ
أمته بعده تصرخ
ما فرحنا في غربتنا
ما أرتحنا في حاضرنا
الغربة أتعبتنا
(تَعَالَوْا إلَيَّ يَا جَمِيعَ اُلْمُتْعَبِينَ وَاُلثَّقِيلِي اُلأحْمَالِ وَأنَا أُرِيحُكُمْ.)
"متى11: 28"
فيكَ يا وطن ماضي عهدنا
فيكَ مرتع طفولتنا
فيكَ مدرستنا
حيث معلم الآشورية
له حصة تأريخية
لن ننساه
في مخيلتنا ذكراه
(آلب بيد كمل)
المعلم يسأل
(هي واو زين)
لغة القلب والعين
(خيت طيت يود)
أطلقوا لغتنا دون قيود
(كاب لمّت)
لغة الأم تعلمت
بها مرثية للمؤرخ كتبت
(ميم نون)
الرب على مفدييه حنون
***
لا أحد في الدنيا يبقى
العائش فيها يشقى
ينتهي به العمر ويموت
ليُحمل في تابوت
نهاية الأوقات
المؤرخ مات
على ضفاف الفرات
آشوريٌ اليوم فات
على ضفة نهر الزاب الأسفل
عن نهر الخابور نسأل
عن مؤرخ اليوم رحل
الرحيل يأتي مسرعا
يترك في عيوننا الأدمعا
لكننا لا نيأس
بالرب تفرح الأنفس
لها كل الأمل
بقوة الرب تعمل
لها الرب أفضل
هو لِهَمِّ أهلنا يحمل
***
غادرتنا يا أبا (فرات)
باقي خلفكَ يجري الفرات
دجلة والنهر والزاب
للمطر عطر في التراب
في مياه النهر دموع
كلمات الكاتب كالشموع
تضئ بنور الرب يسوع
سيتذكره كل الأصدقاء
من حوله كانوا أحباء
كتاب وأدباء
روائيون وشعراء
حقوقيون ومحامون
رجال قانون
عن الآشورية مدافعون
السلام لهم راية
من الرب لهم العناية
***
أيها راحل
في تأريخ الأمة عامل
هي نهاية الحياة
مكتوبة بأحرف الوفاة
أذهب يا مؤرخ بسلام
ستتذكركَ الأيام
عائلتكَ وأهلكَ
فرات وخلدون أولادكَ
(رافد) إبنكَ الذي فارقكَ
ظلت روافد الدجلة معكَ
من أجله تألمتَ
بكيتَ وحزنتَ
واليوم لعائلتكَ فارقتَ
هي الحياة
في نهايتها وفاة
بأسم الرب سنقوم
مع الرب سندوم
هو فخرنا
دفع ثمن خطيتنا
فدى نفسه من أجلنا
أحبنا وما تركنا
(إنَّ أبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَاُلرَّبُّ يَضُمُّنِي.)
"مزمور27: 10"
سيتركُ البعض بعضنا
الرب سيضمنا
فإذهبْ إليه
أتكالنا عليه
سيمسح دموعكَ
هو يعرف مقدار ألمكَ
***
أيها الراحل لك الرب
يسوع لنا محب
أرحل بسلام
فانية هي الأيام
عند الرب تحقيق الأحلام
عملكَ في الذاكرة باقي
يتذكره كل عراقي
ذاك تراث الآشوريين
مذكور على مر السنين
في (ألقوش) وِلدتَ
من (ألقوش) خرجتَ
في بغداد درستَ
من كلية الحقوق تخرجتَ
وفي الآشورية أبدعتَ
عن واجبكَ ما تأخرتَ
فأرحلْ ولا تحزنْ
الرب هيأ للمؤمنِ مسكنْ
(فِي بَيْتِ أبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ.وَإلاَّ فَإنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ.أنَا أمْضِي لِأعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا.)
"يوحنا14: 2"
منزل لنا في السماء
ربنا هو الرجاء
نعمل بكل نقاء
وإن تشتتنا بين الأرجاء
تبقى أنظارنا صوب السماء
فيها لنا مع الرب لقاء
فالموت نهاية الحياة
والقيامة بعد الوفاة
وداعا يا عزيزنا
مؤرخ من بين مؤرخي أمتنا
وداعا أيها المؤرخ والكاتب
سيتذكرك كل صديق وصاحب
***
المحامي والقاص الآشوري
مارتن كورش



#مارتن_كورش_الآشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطربات أم مرنمات؟
- في نيسان


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارتن كورش الآشوري - المؤرخ الآشوري