أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فهد محمود - رسائل من خلف الحدود بالذكرى السبعينية لميلاد الحزب















المزيد.....

رسائل من خلف الحدود بالذكرى السبعينية لميلاد الحزب


فهد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 809 - 2004 / 4 / 19 - 05:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إلى الذين حملوا الفكر بدمائهم .......

إلى الذين حولوا أرواحهم إلى سارية لترفرف فوقها راية الحزب , الحزب الشيوعي العراقي .....

إلى الذين خضبوا ارض الوطن بدمائهم , في السجون والجبال والمنافي البعيدة ........

إلى الذين يتحدون الصعاب من اجل بناء عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي ......

إلى الذين وضعوا حياتهم في مصلحة شعبنا الكبير في تحدياته ....

إلى الشيوعيين العراقيين .....

إلى كل الوطنيين المخلصين ....

انحني إجلالا لكل الشهداء , اقدم قبلاتي لكل الأحياء ومحبتي لكل الشرفاء بمناسبة الذكرى السبعينية, عام التطلع إلى بناء دولة القانون واحترام الإنسان وحقوقه , دولة المؤسسات المدنية المتحضرة , دولة عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي .



الأعزاء الطيبون...



كنا نحتفل في السابق عند حلول كل مناسبة 31 آذار بنشيد الأممية .. نتلوه وسط من نحب .. وان ازدحمت علينا " المتاعب" ننشده على انفراد في زاوية قد تكون منسية لعيون وآذان المخبرين .. آنذاك.

ورحنا نحمل معه كل تأهبا الحذر والخوف على طقوس حييناها ونحتيي بها.. أنها قدسية الأشياء التي قد تبدوا سهلة في عالم صعب للغاية. فنشيد مثل ذاك أنشده أناس حملوا ملوحة طيبهم الخاص قبل سبعين عام مؤكد تودي بحياة من ينشدها ولو بالسر والى التهلكة.

كنا نبدأه هكذا : " لبناء عالم سعيد ولقبر مشعلي الحروب .. في هدى أكتوبر المجيد سائر موكب الشعوب " الخ

كما كنا نردد أيضا : " إمكبعة اورحت امشي يمه ... " و " ياطفال كل العالم يا حلوين ياطفال شيلي الثايرة وفلسطين ".

ماكنا لنعرف معنى للإرهاب والإرهابيين سوى أنهم أولئك الذين يسعون لوئد خلايا رفاقنا الفتية من أعضاء جدد يرفلون بمحبة الحقيقة ومن أصدقائهم الذين يحترمون فيهم مثل هذا الصدق.

وانسحبت تلكم الطقوس أيضا على أعياد رأس السنة .. على أن لآذار طعمه الخاص المشوب بخمرة الخدود وعشق الغروب لأفق الشمس.

كنت أفكر وأتأمل وأحاول كيف سأحتفل هذه المرة والعراق كله يرزح تحت وصاية الأمريكان أعتى قوة استعمارية في العالم بعد أن سلّم الطاغية الأصغر زمام العراق بكل مافيه من بنى وخيرات وشعب على طبق من ذهب .. بعد أن عتى وفسق وافسد وعدم وغيّب ودفن من خيرة البشر. نهبت البلاد وفسق من فسق وطلعت علينا فئات وأحزاب وملل .. كيف سيكون الاحتفال وسط كل تلكم الأدغال !

عمر يمضي بنا ويحسب علينا وما علينا إلا أن نعيشه بكل ما هو طيب فيه وجميل. هو عمرنا وحقنا وهم الجناة الذين أبدا ما حاولوا ويحاولوا أن يفسدوا علينا هناءنا الحياتي. خرجوا من شرانق الكذب والافتراء ومضوا يعضوننا بما ليس فيهم.

تزدحم الذاكرة بشخوص الرفاق الذين قدموا قلوبهم على راحة الكف.. وتقفز دونما رخصة سفر أرواح عدنان الهويدر وهو يزفنا بسيارته الحمراء .. يزف عرسنا سلمى وأنا.

وهاهم رفاق الدرب عبد الصاحب (أبو بسيم) وسكران (أبو رياض) وخضير (بن بلوزه) وتركي غالي (أبو فراس) .. هؤلاء صحبة الوعي الذين غيبوا تحت ثرى ارض أحن مما يدبي عليها.

ومن أفق الاستذكار ترفل روح (عبد السلام مطر) أحد طلابي الشجعان الذي أعدمه أزلام البعث وما زال يفيض به الابتسام. سلام هو واحد من الكثيرين من طلبتي قبل خمسة وعشرين عام.كان ما يميزه عن البقية كونه كادح يعمل في صيد السمك يساعد ابيه ويدرس بجد ومثابرة.

وأذن ما عاد لصولجان الذاكرة إلا أن يقرر في لحظة حاسمة : المشاركة في مهرجان جمالية الأشياء.

قررت أن أذهب إلى بغداد .. وأنا اردد " ما تسألنيش عل اللي أبغيه .. لا أتلومون يش أنا حبي ماقسـّيـش ... هو عشقي الأول .. خبأتك بعينيي " .

ياه ..! ومن سيكون بقرب سلمى والأولاد قد ذهبوا إلى الكلية وسنا إلى المدرسة ! أذن كتب علي أن اركن الدار لأداري سلمى. لا بأس .. قلت .. وسلمت أمري إلى الذكريات وما أكثرها .. آه لو بقى لدي قميصي المقفّل بالمربعات الحمراء يشوبها اللون الأسود الفاتح .. كان قميصا مميزا .. شاركت فيه بمظاهرات عام 73 عشية تأسيس الجبهة الوطنية في ملعب الشعب الدولي ببغداد.

الساعة تقارب الثانية عشرة صباح ذات اليوم من 31 من آذار ، فيما أنا عائد من التسوق من دكان محلتنا .. وإذا برفيق قديم ملأ الشيب رأسه وشاربيه .. لنتبادل السلام .. لأسأله مستفسرا عن تخلفه في المشاركة والذهاب إلى بغداد . أجابني مستبشرا والابتسامة العريضة تفيض من وجهه : " اتفقنا للذهاب إلى بابل للمشاركة في الاحتفالية .. ويشرفنا أن تأتي معنا".

موعد عودة ربيع ولدي سيكون قريبا من موعد التجمع – الساعة الثانية ظهرا- . وتكون سنا قد عادت من المدرسة . أذن هي الفرحة لا محال.

جئت بعد الموعد المحدد بخمس دقائق .. لكني لم أجد أحدا !! فكرت أنهم رحلوا بسرعة وانهم لم يحتملوا التعطيل. وبسرعة أجرت سيارة تاكسي والى كراج المسيب. من هناك بقينا ننتظر راكبا واحدا لكي يكتمل العدد. بادرت أني سأتحمل أجرة الكرسي الشاغر المجاور لي وانطلقت بنا السيارة تلتهم الشارع.

عند مقترب حينا قلت لأطلب من السائق أن يبطيء لألقي نظرة أخيرة .. وإذا بي أجد الفريق قد تجمع بباب الحي يبحثون عني !!

فاجأتهم وأنا ألومهم على عدم التزامهم بالموعد قائلا" :

" لا اهواية مضبوطين .. ثلث ساعة مرت على الموعد وانتم نائمون ! " قلت سأسبقكم .. ومن ثم استدركت :

" أين يقع المقر ؟ " كلمة "المقر" نطقتها بتخفيف كبير .

فهمني رفيق آخر مجيب : قرب مقهى فتحي.

انطلقت بي السيارة.

نسيت أن أقول أني قد ارتديت قميص تشوبه الألوان القرمزية بتشكيل جميل وقد وضعت وردة جورية من حديقة الدار . ثبتها جيدا بدبوس جلبته لي سنا ابنتي لمثل هذه المناسبة .. تعطرت وانطلقت. فيما أنا في طريقي إلى موعد تجمعنا وإذا بي التقي بأحد الجيران القدماء وإذا به يسلم بشغف وهو يردد : سورة ياسين عليك .. سورة ياسين تحميك من الحسد !

أجبته شاكرا ضاحكا خجلا" وأنا المح الوردة على صدري قرب القلب :

" هاي احنه الشياب .. واحد ايداري اللاخ !"

المهم وصلت بابل .. ترجلت وأنا أخشى السؤال أين مقر الحزب الشيوعي العراقي. فاستعنت بعنوان " مقهى فتحي" . فرحت أسأل سائقي سيارات الأجرة ، أين تقع مقهى فتحي!

ولما عجزت عن السؤال فكرت أن اصبغ حذائي ثانية ثم أعود للسؤال عن المقهى.

فرغت من صبغ حذائي – كنت قد صبغته بيدي في الدار – ولكن فضلت أن يصبغ هنا لكي يغدو لماعا !

شربت قدح شاي .. لا بأس فما زال الوقت أمامي طالما سبقتهم وطريقهم من هنا سأتمكن من رؤيتهم.

قلت أسأل صاحب الشاي فلم يعطني إجابة مؤكدة .. قال أسأل صاحب المقهى هناك .. فكرة !! قلت في نفسي وشكرته .. على أن صاحب القهوة استغرب اسم مقهى فتحي هذا.

وأخيرا أوقفت إحدى سيارات الأجرة من القدماء عسى أن يستذكر ويتذكر.

فعقب متسائلا" بعد أن لمح جنبدة الورد على صدري :

" عمي همه وين كللولك بالضبط ؟ "

وجهه وابتسامته شجعتني على القول ولأول مرة منذ ثلاثين عاما"

- " عمي .. مقهى فتحي تقع قرب مقر الحزب الشيوعي العراقي !"

- قلتها بتحدي ورحت أراقب تقاسيم وجهه .. فأجاب وابتسامة طفحت أفاض بها وجهه :

- " أي يا عمي دكول مقر الحزب الشيوعي العراقي " بعدين وين أكو مكان قهوة قرب المقر ؟! ماكو أصلا" هيج قهوة !

شكرته ودلفت إلى جوف السيارة وأنا العن رفيقي على نصيحته .. وعلى قهوة فتحي هذا .

عند وصولي إلى المقر الواسع والكبير .. لم أجد على جانبيه أو قريبا منه أي موقع يشير إلى وجود أية كازينو. كانت الأعلام الحمراء المرفرفة تعانق جانبي المقر بشكل يلفت الانتباه !

استقبلني رفيق شيخ وقور يعتمر الياشماغ والعقال وبيده علبة الجكليت وآخر يحمل رزمة من العدد الأخير من جريدة طريق الشعب ..

لكني لم أجد جمهرة الرفاق .

ولما سألته عن نصيحة رفيقنا القديم واسم قهوة فتحي .. ضحك متفائلا" :

" أيجوز فتحوا الرفاق مقر آخر !" بس اليوم كلهم ذهبوا إلى قاعة الفنانين في بابل ليحيوا مهرجانهم الكبير.. بعد نصف ساعة سيبدأ المهرجان .. والموقع قريب أيضا.

خطفت نفسي وبسرعة توقفت سيارة أجرة أخرى والى المهرجان !

سألت السائق هذه المرة بعد أن ناولته " جكليتة " لذيذة ..

"كم الأجرة ؟ "

عقب مبتسما :

" عمي .. الأجرة واصلة . "

- ممن ؟ وكيف؟

- فتح غطاء الجكليتة فيما هو يدير المقود ويضغط على عتلة البنزين .

" لم يبدأ المهرجان بعد."

وجدت نفسي أقف في دور المستقبلين عند مدخل القاعة الرحب.. وأنا أتحلف متى يصل رفاق حينا لكي أحاسب من نصحني في العنوان.

وإذن وجدت نفسي وسط رفاق عديدين وهم في حلتهم القشيبة من الملابس النظيفة والخدود الناعمة ولولا الشعر الأبيض لقلت انهم ما زالوا بريعان شبابهم البهي.

تفحصت وردة الجوري ولحظت أحد أوراقها انحنت باستحياء على طرف جيب القميص. ثم دخلت وسط وجوه مهللة مرحبة واستقبلني من بين المستقبلين أحدهم دمث الأخلاق وردي الوجنتين بشعر اكثر بياض من غيوم السماء .. عانقني وقبلني وفعلت المثل دون أن اعرف من هو. لا وقت هناك لتسأل عن من هم أولئك الرفاق.

دلفت إلى الداخل ومن فرط الإحراج وزحمة الذكريات ومقارنة وجوه وشخوص بما التقيته قبل ثلاثين عام.. فاتني حقا أن أصافح الموجودين على الجانب الأيسر من المستقبلين.. ومضيت ارتقي سلم القاعة الأول والثاني .. حتى وجدتني أمام قاعة أشبه بقاعات السينما تهيبت بجو شبه مظلم .. وما أن يتعود النظر على الرؤيا حتى يتكشف صف من شموع وأعواد بخور وقد عانقت أرضية المسرح الواسع نسبيا".

تلمست مقعدا في الصف الوسطي .. وجلست وسط عبق البخور وأضواء الشموع الحزينة..وقد بلغت سبعون شمعة ، صفّت بتواضح لتحتضن أرضية المسرح ... تذكرت سلمى وحزنت لعدم مرافقتها لي في مثل هكذا مناسبة حلمنا بها طيلة سنوات عصيبة طوال.

القاعة نصف ملئي بالمحتفلين .. فكرت أن اخرج واقف مع المستقبلين .. فأنا أمثل منطقتي وسيكون لي مدعاة فخر حين يجدني بقية الرفاق ممن يغذون سيرهم للحاق بالمهرجان.

زاد قلقي حقا متى يصل الرفاق .. أو لربما ذهبوا إلى المقر ومؤكد سينصحون بالتوجه إلى هنا.

نزلت درجات السلم واتخذت موقعا متقدما بين المهنئين.

بعض الرفاق مسكوا بنادق الكلاشنكوف لحماية الزائرين والبعض لم يصبر مثلي فخرج ليتأمل الجماهير الغفيرة التي بدأت تتزاحم في الدخول .

وكل وجبة تهم بالدخول تقف في الدور لتهنئ المستقبلين:

" كل عام وحزبنا بخير أيها الرفيق" .

- " كل عام وتبقى راية حزبنا خفاقة "

- " تهانينا رفيق .. ألف مبروك صمود حزبنا "

مضيت أتأمل وجوه القادمين .. مهمومين .. متعبين .. شياب وشباب ونساء محجبات وحاسرات الرأس وشابات يحملن صواني للكيك ومزهريات للورد.

صبايا بعمر الزهور بملابس ملونة يدخلون فرحين مبتسمين .

هاهو رفيقا فارقته أو فارقني منذ عام 1978 .. يبدوا نحيفا على غير عادته .. استبقته للتحية والسلام .. ولا اظن انه تذكرني .. فسارعت بالقول فيما أنا أرد على تحيته :

" رفيق عود آني من المسيب " !

- أجاب بفرح كمن استذكر شيئا : "رفاق المسيب الحلوين الطيبين " .

- مؤكد تذكر رفيق أبو رياض وخضير وتركي وعباس هاشم .. لكنه واصل طريقه وهو بالكاد يرى طريقه إلى داخل القاعة.

فرحت في داخلي .. ما يزال هناك من هو بمرحلتي.. نحن المعـتـّقون حلوين كما قمر الدين.

قدمن الرفيقات .. وعرفت " أم ظافر" .. أم الشهيد ظافر وحيدها.

وما أن تجاوز الموعد لبدء الاحتفال حتى قدم الرفاق المسيباويين.

-"هله بيهم .. والله وصارت زحمة ! "

انبرى أكبرهم سنا وهمس بخجل من تحت شواربه الكثة بلون شعر رأسه الأشيب:

-" رفيق .. عود تره ما ندري الاحتفال هنا ".

- " أكيد رحت الكهوة فتحي !"

- " مو ما أكدر أخبرك غير ذلك ! كان على مسمع منا بعض الناس ممن استنكف حتى ان اسمعهم بما نحن كنا بصدده."

اتخذنا أماكننا .. كانت القاعة قد قاربت الامتلاء ..

وزع برنامج الحفل على الحضور .. وبرزت طفلة أحد الشهداء من الرفاق وهي تلقي بقصيدة جد جميلة.

وعرفت الرفيق على الركابي ببدلته الزرقاء وربطة العنق الحمراء ..

قرأت الكلمات ومن ثم قصائد الشعر الفصيح ومسرحية عن تعذيب أحد الرفاق لغرض الاعتراف .. وكان الإخراج جميلا وذكيا حقا".

وتذوقنا جكليت أم ظافر وزعته علينا بنفسها. كما تذوقنا كاتوه الصبايا !.

ثم يبدأ الفصل الثاني وقد تركز على إلقاء قصائد شعر شعبية.

وما أحلاها وما اكثر فعلها الحماسي في مشاعر المحتفلين.

وكانت احتفالية ... بحق !







العزيز الغالي ...... أيها الجندي ( المجهول ) ...... في سوح النضال الوطني
تحية حب وشوق كبير

تحية احترام وتقدير عالٍ

تحية فرح وحزن عميق



نعم أيها الغالي , ها قد مرت الذكرى السبعينية خلال هذه الساعات , وأنا استرجع الذاكرة لسنين مضت , أتوقف عند كل مفردة منها , أعيد مشاهدة وقائعها , إنها درب الآم لكنها درب الضمائر الحية التي قدمت من مواقعها , ما استطاعت تقديمها لهذا الشعب النبيل من خلال هذا الحزب الكبير , حزب الشهداء وباعتراف الجميع .

أتذكر عامل البناء وهو يحمل كيسه الإسمنتي الفارغ باستثناء أدوات عمله المحشوة فيه مع كمية من مناشير الحزب ووثائقه , وهو متجه صوب الرصافة من الكرخ للقاء حزبي محاط بالسرية التامة .

أتذكر ذاك المعلم الذي يستغل ثغرة في العلوم الدراسية المنهجية لينشر أفكاره الاشتراكية , ونضال الكادحين من اجل الخبز والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة , أتذكر ذاك الطالب الذي يستغل حرارة الصيف البغدادية ليحشد زملائه من اجل تحقيق مطالب طلابية ويحرض على سلوكيات السلطة الدموية , ويوقع نيابة عن ( لفيف من طلبة المعهد الزراعي الفني ) , ليشتد غيظ النظام وازلامه ويشنون حملة همجية هوجاء على الطلبة وفي وضح النهار .

أتذكر ذاك السجين الذي خجل السجن نفسه من احتضانه , وهو ينشد السجن ليس لنا نحن الأباة - السجن للمجرمين الطغاة ....

أتذكر ذاك المقاتل الذي احتضن السماء والجبال ليبقى مرفوع الهامة بوجه العتاة..

نعم أيها العزيز المجهول , المعلوم للوطن إنها مناسبة لاسترجاع الذاكرة وتغذية المسيرة , إنها عودة إلى استنباط الدروس وبناء نظرة واقعية من خلالها لرسم المستقبل .



نعم أتذكرك أيها العزيز المجهول رغم عدم لقائنا ولكنني التقيتك الآلاف المرات , رغم عدم التقائي بالغالية ألام المجهولة , لكنني زودت بتبريكاتها , بكبريائها وعزيمتها الصلبة واصلت مسيرتي , نعم أنا من التقى بكم في كل الوجوه الطيبة , أنا من أكل الزاد والملح من أياديكم الكريمة , أكملت دروسي من ثقافتكم النيرة , وأنا من كنت انظر بعيونكم إلى هذا العالم وبتغيراته .

وبعزيمتكم واصلت دربي التي هي اجمل وانقى الدروب , رغم مرارتها وجراحها وحزنها , لكنها درب الضمائر الوجدانية الحية .

ألف قبلة لكم بهذه المناسبة .

لا يسعني سوى القول كل عام وانتم مرشدي , كل عام وانتم عزيمتي , كل عام وانتم بألف خير .

أضع قبلة العيد السبعينية على عيون الغالية العزيزة ألام المجهولة .

اقبل فيكم الصغير والكبير , وكل عام وانتم في شموخ وكبرياء الوطن الحقيقي.



صباح محسن جاسم / فهد محمود



الوطن / خلف الحدود

31 آذار 2004



#فهد_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مستعجلة من فهدإلى صدام
- دردشة مع الهموم أو العودة الى الماضي
- دفاعاً عن الوطن أم دعم النظام


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فهد محمود - رسائل من خلف الحدود بالذكرى السبعينية لميلاد الحزب