أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - الموصل تكشف النوايا الخفية ضد وحدة العراق















المزيد.....

الموصل تكشف النوايا الخفية ضد وحدة العراق


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أظهر التصرف السياسي الكردي الجديد في محافظة الموصل اتجاه محافظها اثيل النجيفي وجها جديدا من " الفيدرالية العراقية " التي لو قُدر لها أن تمتد في وسط وجنوب العراق . فأنها "ولاشك" سوف تنثر العراق مدناً وقرى "كدول مستقلة" خالية من جميع مقومات ما يمكن أن يطلق عليه دولة أو بلد . وإذا كان العراقيون في الوسط والجنوب ينظرون بأمل وتوق الى بناء بلدهم من اجل ابناءهم واحفادهم وقد شرعوا بعلاج جروحهم النازفة جراء الصراع الطائفي المقيت والحزبي الضيق وتماثلوا للشفاء .. ودفنوا أحبتهم الذين سقطوا في هذا الصراع وانتصفوا لأحبتهم الذين غيبهم النظام السابق بسقوط ذلك النظام الذي غيبهم ومجيء نظام ديمقراطي جديد . وأن المعطيات المادية تؤكد هذه الحقيقة , إذ نرى الشعب العراقي في الوسط والجنوب يتلاحم ويتناسى بل وينسى كل خلافاته "ما عدى بعض السياسيين من ذوي المصالح الضيقة" ويتجه هذا الشعب نحو تأسيس دولة عراقية ديمقراطية جديدة خالية من الطائفية والعنصرية والظلم والدكتاتورية وهو يضغط على كل من يتصدى للعمل السياسي لكي يتجه في هذا الاتجاه . وإذا كانت الحال هذه في الوسط والجنوب, فأن الحال مختلفة تماما "وللأسف" في الشمال وخاصة بين الكرد الذين اظهرت كل الأحداث والمعطيات السياسية والإدارية والثقافية والاجتماعية منذ سقوط النظام السابق وحتى اليوم . أظهرت أنهم لم يشفوا بعدا من علل الماضي بل اصابتهم علل أخرى هي أخطر من الأولى . ويبدو انهم لم يكونوا مؤمنين بالدولة العراقية الديمقراطية الجديدة التي هم أول من بشر بها وسعى إلى تحقيقها بل وحكمها ووضع دستورها .
كنّا نتوقع أن الكرد سوف يؤكدوا عراقيتهم ويرسخوها ويدافعوا عنها وستكون أولى أولوياتهم الوطنية وكنا نتوقع من الكرد أن يحاربوا العنصرية القومية التي ظلمتهم في العراق سابقا ولا زالت تظلمهم في دول أخرى . كن نتوقع من الكرد أن يرسخوا الدولة الديمقراطية الجديدة التي تؤمن بالمواطنة المساوية لكل العراقيين . تلك الموطنة التي يكفلها الدستور والتي يتساوى فيها العراقيون من كافة المنابت والأصول . ولا يسمح فيها لأي تميز ، كنا نتوقع من الكرد أن لا يتنازلوا عن عراقيتهم وحقوقهم كمواطنين عراقيين لهم الحق في البصرة والناصرية وبابل والنجف وكربلاء والرمادي وكركوك والموصل والسيلمانية وأربيل وأن يؤمنوا بأن موطنيهم في تلك المحافظات لا يقل حقهم في محافظات العراق جميعا سواء كانت تلك المحافظات جنوبية أو شمالية أو غربية أو شرقية . كنا نتوقع من الأكراد أن يجعلوا محافظات الشمال التي حكموها قبل سقوط النظام السابق نموذجا لعلاقة المواطن بالوطن العراقي أينما كان موقع الجغرافي لهذا المواطن . كنا نتوقع الكثير من الكرد ونعوّل عليهم اكثر من غيرهم في أعادة تشكيل الدولة العراقية لتكون دولة واحدة قوية مستقلة متحضرة متقدمة تشكل انموذجا حضاريا للدولة العصرية , ولكن للأسف خابت توقعاتنا وإّذا بالكرد يسعون محمومين إلى تقسيم العراق متجهين إلى الانفصال ومشجعين عليه في الوسط والجنوب مبتعدين كثيرا حتى عن الفيدرالية التي رغبوا بها في أولى أيام التغيير ..فبات شمال العراق اليوم غريبا على العراقي من الوسط والجنوب ودخول هذا الشمال أصعب من دخول دولة أجنبية .. والأخطر من كل هذا ان السياسيين الكرد يعملون بحماس لبناء ثقافة اجتماعية سياسية تكرس العنصرية البغيضة التي عانوا منها أيام النظام السابق والتي يعاني منها اليوم أكراد في دول مجاورة, تمنع حتى التحدث باللغة الكردية ..
اليوم يسير الأكراد عكس الاتجاه فبينما تتجه أمم العالم إلى بناء الدولة الوطنية متعددة الأعراق والأصول والمنابت كما في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوربية التي ارتفعت نسبة الأعراق المهاجرة اليها بدرجات كبيرة متوسطها في فرنسا حيث بلغ عدد المواطنين الفرنسيين من أصول غير فرنسية حوالي 20%وبينما العالم يتجه هذا الاتجاه حتى في دولة عنصرية مثل اسرائيل , نجد الأكراد يفكرون ويعملون وهم الان يحلمون بتاسيس هذه الدوولة الكردية القومية . صحيح ان من حق الشعوب تقرير مصيرها ولكن عندما تتوفر شروط هذا الحق وهو أن لا يكون على حساب آخرين وان لا يسبب الويلات والحروب وان لا يولد الكراهية ويلغي التاريخ والجغرافية البشرية والطبيعية والاقتصادية , ثم أن الدولة الديمقراطية الحديثة التي يتجه العراق نحوها لا تدع الأكراد بحاجة إلى دولة قومية كالدول الأوربية القومية القديمة الاستعمارية الشوفينية البائدة ......
اتمنى على الوعي السياسي والاجتماعي الكردي أن يكسر هذا الانغلاق والتقوقع وأن يُنمّي الأفكار الإنسانية بين الكرد من خلال الدولة الوطنية السياسية العالمية "إنسانيا وثقافيا" وأن يكف السياسيون الكرد عن الترويج والعمل باتجاه الانفصال وتاسيس دولة قومية عنصرية وأن يكفوا عن شراء ذمم بعض المثقفين والكتاب العراقين الذين بدل أن يرتقوا بوعي الشعب العراقي إلى الديمقراطية والنظم السياسية الإنسانية الراقية التي تحقق المساواة . وبدل أن يقولوا ما يدركونه ويؤمنون به . بدل كل هذا يداهنون من أجل مصالحهم الشخصية الغير مشروعة على حساب الحقيقة والثقافة والرقي والإنسانية . يتنازل هؤلاء الكتاب عن كل هذه المثل والقيم الراقية مقابل مال مادي أو معنوي محدود, وهذا الأمر يُسيء للمثقف أكثر من أساءته للذي يدفع للمثقف .... وإذا كان العراقيون من جميع أعراقهم أقرّوا ثوابت وطنية منها الديمقراطية في الحكم والحريات والعدل والمساواة بين المواطنين بلا أي تمييز .. فأن السلوك الذي انتهجته الأحزاب الكردية في الموصل يبدو مخالفا للدستور وللديمقراطية ولكل الثوابت التي حددها العراقيون لباء دولتهم الوطنية الحديثة ..
وإذا سلمنا حتى بدعوى تلك الأحزاب بأن قائمة أثيل النجيفي " الحدباء " همشتهم أي لم تعطهم مناصب سياسية . أظن أن الديمقراطية قائمة على الأغلبية في تسنم مراكز الحكم والمسؤولية في تلبية حقوق وحاجات المواطنين دون تميز فإذا كان السبب هو عدم منح قيادات الأحزاب الكردية مناصب حكومية فأن تصرفها الأخير بمنع محافظ الموصل من الوصول إلى بعشيقة هو مخالف للدستور والقوانين وثوابت الشعب العراقي وقبل كل هذا مخالف للنهج الديمقراطي, لأن غاية الديمقراطية هي تحقيق العدل والمساواة بين المواطنين وليس توزيع المناصب والامتيازات للسياسيين أما أدوات الديمقراطية فهي الأغلبية في السياسة والحكم اللامركزية في الادارة والتنظيم وغيرها . وإذا كان صحيحا ما تقوله الأحزاب الكردية في الموصل بأن من حق الفئة أو الحزب السياسي الذي لم يحصل على منصب وهو يسطر أو يمثل تلك المنطقة و الفائز بالأغلبيتها, من حقه منع دخول صاحب الاغلبة الكبرى تلك المنطقة . فأن هذا الحق لهو الكارثة العظمى . لأنه سوف يصبح منع مسعود برزاني من زيارة قرية أو ناحية لم يحصل مرشحوها على منصب سياسي في حكومة الاقليم أمرا صحيحا . ويصبح من حق حزب الفضيلة أو التيار الصدري أو المجلس الأعلى أو الوفاق او التوافق أو أي حزب أخر منع لطالباني اوالمالكي من دخول مناطقهم بحجة ان مرشحيهم لم يحصلوا على مناصب في الحكومة .
وبهذا المناسبة أدعو رئيس الوزراء نوري المالكي الذي شوه صورته الاعلام الكردي ادعوه لزيارة كردستان وازالة هذا التشويه ببرنامج اعلامي حقيقي يكشف الواقع ويفضح التضليل الذي يجرح عراقية الاكراد ووطنية القيادة السياسية المركزية . لأن الأكراد جزء من الشعب العراقي ولا ينبغي لسياسيين أكراد الاستأثار بالشمال والهيمنة على شعبه وثرواته وممارسة التشويه لوجه العراق الواحد . وكما الطلباني وزيباري يزورون بغداد ومحافظات أخرى من العراق على المالكي ان يزور المحافظات الشمالية ويثقف لصاح الدولة العراقية الواحدة . .
وأخيرا ما دام العراقيون يعيشون في دولة ديمقراطية لا تفرق بين مواطن وأخر بسبب العرق أو الدين أو الطائفة على الأقل وفقا لما جاء في الدستور فأن الأجدر بهذه الدولة أن تكون واحدة لا موحدة ثم أن العراق منذ متى كان دولا أو أقاليما حتى يجري توحيده ..؟ أن الفيدرالية تعني توحيد اجزاء ما كانت واحدة من قبل . والفيدرالية تفرض على العراق تاريخيا وهميا لم يمر به يشير إلى أنه لم يكن بلدا واحدا ولكنه بفضل السياسيين الأكراد والعرب المعاصرين تم توحيده .. ومن هنا ندعو الحكومة إلى طرح مشروع تعديل الدستور على البرلمان للتخلص من آفة تهدد وحدة العراق بتأسيسها للتقسيم وهي الفيدرالية وان يُصحح التاريخ بهذا الدستور الذي سمى العراق دولة فيدرالية " أي أنه جرى توحيده مؤخرا .. "
وعلى السياسيين الكرد أن ينتهوا من هذه اللعبة الخطيرة وأن يعلنوا صراحة ما يريدون , فإذا عزموا على الانفصال "مبروك عليهم كل الأفواه المفتوحة التي ستلتهم شمال العراق ...! والله وحده يعلم ما سوف يحل بشعبنا هناك ! والله وحده سوف يعوض العراق عن فقدانه جزءا حيويا ومهما من جسده وروحه.... أما إذا كانوا يؤمنون بالوطن العراقي وبالعملية السياسية المبنية على الديمقراطية والحرية والمساواة ونبذ العنصرية العرقية والدينية والطائفية فأنهم يجب ان يكونوا اول من يبادر إلى إلغاء الفيدرالية لأنها أداة تعمل على التمييز ضدهم كونهم كما يعدون انفسهم " أقلية ", وكونهم مطعونين بوطنيتهم وانتماءهم للعراق من بل البعض , ثم أن الفيدرالية سوف تعمل على تحجر وتقوقع الإنسان في الشمال وهو في غير صالحه ولا يصب ألا في صالح السياسي الكردي لامد قصير ولأن هذا السياسي ينال امتيازاته ومراكز الحكم في الدولة العراقية من خلال شعبنا الكردي, بينما يعمل على جعل الشمال محمية له لا يسمح لأحد بتحرير أحد من هذه المحمية .. واخيرا يجب الدعوة والعمل على قيام دولة العراق الديمقراطية بعيدا عن الدكتاتورية والتمييز بكل انواعه ويجب صياغة شعور وطني يستمد قوته من واقع جديد يحس ويلمس فيه المواطن العراقي قيمة مواطنته للعراق لاقيمة انتمائه لجغرافية محدودة سواء كانت طبيعية او بشرية ....





#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستثمارات الاجنبية .. تستثمر العراقيين ولا يستثمروها
- العلاقة الازلية بين الفن التشكيلي والذات الإنسانية وبيئتها
- قراءة في مثلث انتخابات مجالس المحافظات العراقية
- ردة عن الوطنية وتألق نجم العشائرية في انتخابات مجالس المحافظ ...
- حوار مع رئيس مجلس محافظة بابل
- المرأة في الانتخابات المحلية العراقية حضورٌ خَجِلٌ وغيابٌ مُ ...


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - الموصل تكشف النوايا الخفية ضد وحدة العراق