أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - سلام ابراهيم: رواية الإرسي أحدثت ثورة داخل عائلتي















المزيد.....

سلام ابراهيم: رواية الإرسي أحدثت ثورة داخل عائلتي


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 06:35
المحور: الادب والفن
    


حاوره: خالد ايما
روحه استعادت طفولتها فهي تلعب الآن على ضفاف "نهر الديوانية" لتعود بعد تعب السنين تطرق باب اهله وابواب الجيران التي شيد بها ومنها همومه النصية ابتدأ من "سرير الرمل" و"رؤيا الغائب"و"رؤيا القين"
والى روايته الجديدة "الارسي"التي اشعلت ذلك الحوار بمكاشفة لا تدعو للاعتذار... لعلنا نهونَ عليه وطأة الغربة، ومنفاه بعد تجربته الحياتية في العراق، ومع المقاومة (ثوار الجبل) في كردستان، وفي (الدنمارك).
لعله يدرك ما نريد بطرحنا هذا الذي خص رواية "الارسي" التي يصفها البعض بانها رواية جنسية. وكان سؤالنا الاول هكذا: لماذا الجنس؟ هل هو مشاطرة تحتال بها على القارئ من اجل ان لا يترك النص؟
ـ التوصيف بانها رواية جنسية لايمت للنص بصلة الا كون الواصف يعاني من كبت جنسي، وجد في بعض مشاهدها الحسية اثارة استدعاها وضعه المكبوت.
فالبعد الاول من ابعاد الجنس ـ الجسد في" الارسي "هو ان النص يحمل في روحه العودة الى فجر العلاقة الحية بين الرجل والمرأة منذ اول الخليقة حيث كل شيء يقال دون قناع. وبهذا المعنى تحمل كتابتي عري تلك العلاقة الحسية البريئة والتي تشكل في اول الازمنة جزءاً حيوياً وطبيعياً من الوجود، فلو ترجع الى النصوص الفرعونية والسومرية ستجد تلك البراءة حيث يشار الى الاعضاء الجنسية باسمائها، والعلاقة هذه تدخل في المقدس وانا شخصياً لديّ رؤيا مختلفة حول هذه العلاقة واكاد اقدس جسد المرأة ذلك التكوين الساحر المذهل المثير للاخيلة والشهوة منذ فجر البشرية وكان في هذا الجسد روح الخالق ورحم الدنيا فكلنا خرجنا من شق وسط هذا الجسد ورضعنا من نبع النهد حتى كبرنا. بهذه الروح اكتب عن المرأة والجسد والعلاقة، وتجد ذلك واضحاً في فصل "اخيلة الرغبة" في الارسي حيث يضيع السارد في متاهة جسد الانثى الى ان يسقط في رحمها من جديد رائياً امه واباه وكل من له علاقة حية معه من العائلة والاقرباء في حفل يشبه جو الخصب بالمعابد القديمة وكل ذلك ضمن كابوس ـ المحبوس في "الارسي" الذي منع من اي فعل في الحياة، وبهذا المعنى يبتعد النص الذي اكتبه عن معنى الاروتيكية والكتابة المثيرة للغريزة. عدا هذا مساحة الجنس بالنص لم تعط الا فصولا محددة استدعتها ضرورة العلاقة بين شخصيات النص والمحيط والبيئة ولضرورات تتعلق بنسخ النص الداخلي، ولو حاولت حذف اي مقطع من تلك المقاطع ستجد ثمة فجوة في بنية النص ونقصِ ٍ في عالمه.
اما البعد الاهم من ابعاد الجنس في نص "الارسي" هو ما يتعلق بضغط القيم والاعراف الاجتماعية العراقية الشكلية الصارمة التي تمنع كل شيء في العلن وتبيح كل شيء في السر، مما ضخم من اثار الكبت وجعل الجنس تابو داخل العائلة فانبت اسواراً بين الجنسين وعاد الرجل لا يفهم عالم المرأة وبالعكس، وهذا ادى بدوره الى استفحال امراض الكبت الجنسي والاجتماعي مثلما ذكرت الجنس غريزة طبيعية مثل الاكل والشرب فاذا كبت استفحل جوعها وارتدت الى الداخل على شكل امراض مستعصية، وهذا حال الشخصية المحورية في "الارسي"، فحينما حوصر في غرفة عمته واصبح من المستحيل اللقاء بزوجته نهض جوع المراهقة وعالمها السري الذي من اهم علاماته هي التلصص والعادة السرية، فيجد نفسه وكانه ذلك المراهق وهو يجوب الاسطح بحثاً عن ارواء للجوع القديم الجديد.
المجتمع العراقي يضج بآثار الكبت والجنس وتجلياته، وهذه البنية تحتاج الى فضح وتبديل كي يتخلص الرجل والمرأة من هذه الازدواجية ويتوحد عالمه السري بالعلني وتلقى الاقنعة كما هو الحال في أوروبا حيث ان مثل هذا الازدواج نادر، وهذا احد اغراض نص ـ الارسي ـ ونصوصي الاخرى اشارات الى تجليات عالم الكبت حيث يزدهر اللواط والسحاق ومضاجعة الحيوانات والتلصص في مثل هذه المجتمعات، والمجتمع العراقي يكتظ بهذه الامراض ـ ولديّ نصوص روائية قادمة مكرسة لفضح هذه البنى المجتمعية الشكلية.
* اجد في كل نص قصصي او روائي تكتبه مكاشفة وتشخيص بالاسماء والعناوين والامكنة على الرغم من تصاعد وتيرة الجنس وهيمنته على النص. الا يشكل لديك هذا ازمة مع القارئ الذي قد يكون احدى شخصياتك الروائية، وازمة مع البيئة الاجتماعية العراقية؟
ـ المحور الذي اشرت اليه مهم وحيوي لكنك تجرد النص من ابعاده الروحية والمجتمعية الاخرى ليس لديّ نص قصصي او روائي ايروتيكي بل يأتي الجنس من سياق اخر سياق يميل الى فضح بنية المجتمع العراقي الاخلاقية الشكلية، وهذا فعلاً ادى الى ازمة مع القارئ العراقي تحديداً او البيئة الاجتماعية العراقية لكن هذا بالضبط هو الذي ابغيه في نصوصي. العديد من القراء هنا في مدينتي وصفوا "سرير الرمل" بان هذا النمط من الكتابة غير مناسب للقيم الاجتماعية القائمة وزمنها اخر. اما نص"الارسي" فحدثت ثورة علىّ داخل العائلة، بحيث شكلوا مجلساً من اخواتي الست وذهبوا الى ابن اختي الذي لديه نسخة من الرواية وتمت قراءة الفصل المتعلق بالعمة بشكل جماعي ضانين اني كتبت عن عمتي ـ الحية الآن فعلاً، لكنهم اكتشفوا ان طريقة موت الزوج في النص لا يتطابق مع موت زوج عمتي، الابن في التربية الرياضية وابنها في الآداب، وغير ذلك من الاحداث التي بنيتها للواقع المحدد لكن شغل الخيال لديّ في اضفاء ابعاد اخرى على الابعاد والشخوص الواقعية، ولكن الازمة تكمن في مدينتي الديوانية تحديداً. في بغداد والقاهرة والبصرة مثلاً لم تثير القراءة مثل هذه الاشكالية.
* عند قراءة روايتك الاخيرة - الارسي نشعر وكاننا نغوص في اعماق التجربة المليئة بالمشاعر والاحاسيس. السؤال: كيف توصلت الى ازالة المسافة بينك كروائي وبين القارئ؟
ـ افهم من طرحك انك كقارئ احسست بنفسك جزءً من النص والقصة، ليس وحدك من شعر بذلك، فالعديد من القراء كتبوا لي بهذا المعنى. وهذا يرجع من وجهة نظري لامرين جوهريين:
الاول: هو الاداء الفني او بتعبير ادق الصوغ الفني، فالنص الحي يجعل القارئ لا يرى كلمات مرصوفة، بل يرى حركة الشخوص ويشم انفاسها ويسمع ويحاور ويحتدم ويحب ويكره ويلهث مثلها اي يعيش حياة شخوص النص وامكنته وزمنه منفصلاً عن حياته، والثاني هو تركيز النص وبنائه على اساس ثنائيات مطلقة تتعلق بالوجود الانساني، كالخوف والجبن، الحب والكره، الحياة والموت، الاشباع والحرمان، الخيانة والوفاء، السلام والحرب،الامان والتهديد، وثنائيات الطبيعة الظلام والضياء، البرد والحر، الصحراء والنهر، وغيرها.
هذه الثنائيات تجدها موظفة كتيم في كل فصل من فصول ـ الارسي ـ لا بل في كل نص كتبته ونشر، وبتضافر الامرين يكون النص في تماس عميق مع ذات القارئ الى درجه الحلول والغوص في اعماق التجربة حسب تعبيرك.
* الآن بدأ النقاد يتحدثون عن الذاكرة وعلاقتها بالنص الروائي، ماهو دور الذاكرة في عملك الروائي؟
ـ النص الروائي ذاكرة، والكاتب الروائي لديه ذاكرة حية ديناميكية تختزن التفاصيل والروائح والامكنة والاحاسيس وتظل حية واضحة يستطيع استعادتها ورؤيتها وكانها ماثلة امام عينيه لحظة الكتابة فيصوغها كلمات تنسج عالمه، وهذا ليس معناه انه يستطيع تذكر كل تفاصيل حياته لكنه يتذكر الاحداث والتجارب المؤثرة والمفصلية المحتوية على تجربة تكون لبنة في بناء شخصية الانسان ـ انا نفسي اتذكر احداث وتفاصيل وعمري اقل من ست سنوات ما جعلني ان ابدأ بكتابة نص"الارسي" المحتشد بالتفاصيل لعام 1997، واحداث التجربة التي اشتغلت عليها وقعت بين العامين 1980ـ 1987 اي بعد عشرة اعوام.
لذا اعتقد ان طريقة التذكر وقدرة صوغ تلك التجارب بالكلمات هي من اسرار موهبة السارد المُجيد.
*اين يجد سلام ابراهيم نفسه في القصة ام في الرواية؟ وماهي تقنيات النص ومعماره لديك؟
ـ اجد نفسي في كليهما، رغم كتابتي اربع روايات نشرت اثنين منها ومازلت اكتب القصة القصيرة التي اجدها جنساً ادبيا رائعاً وصعباً ومسلياً، اجد لذة ومتعة في ممارسته ولديّ الآن مجموعة قصصية بعنوان "عشتا ري العراقية" جاهزة للطباعة انوي تقديمها لوزارة الثقافة العراقية واتمنى ان لا تمنع بطريقة الاهمال والهمس مثلما فعلوا مع "الارسي" ما اضطرني الى طباعتها في القاهرة هذا من ناحية، ومن ناحيةَ اخرى قادني حبي الشديد للقصة القصيرة منذ اكثر من 14 عاماً الى محاولة الاستفادة من بنية ومعمار القصة القصيرة في بناء الفصل في الرواية، حتى ان كل فصول رواياتي لها هذه الميزة، بحيث يستطيع القارئ الاستمتاع بالفصل وكأنه قصة له ثيمة وحدثه ومعماره شبه المستقل ونشرت العديد من الفصول في الصحف والمجلات العربية من دون الاشارة انها فصل من رواية، وسيتجلى هذا المعمار المعتمد على بنية القصة القصيرة بشكل انضج في روايتي(الحياة فقاعة)التي ستصدر هذا العام 2009 في القاهرة عن الدار المصرية - اللبنانية، اما تقنيات النص العملية فانها تنبثق بعفوية لحظة الكتابة التي اعتبرها لحظة خاصة جداً لدى الروائي، لكن عند معاينة النص عقب الكتابة اجد في نصي كل التقنيات اللغوية المتعلقة باللغة كتراث،مثل استخدام الادعية الدينية والمفردات المندثرة،لكنها الناصعة والحميمة، وتقنيات النص الخارجية -الفنية (السينمائية) من قطع، وفلاش باك، وكلوز،او بانوراما، ومونتاج.
وتكرار كل هذا الاستخدام يأتي عفوياً لحظة الكتابة، ثم في المراجعة يجري الاحكام اللغوي والتقني، وانا مهووس بموضوعة اللغة والزوائد، لذا تجدني اعمل على تنقية نصي مرات عدة، ومعياري ايقاعي اذ انصت لجرس الكلمة ووقع الجملة السردية وذلك بقراءتها بصوت عالٍ وشطب وتغيير كل مفردة وقعها وحشي على اذني علماً انني كتبت كل نصوصي في عزلتي الدنماركية وانا استمع الى الموسيقى السيمفونية الكلاسيكية ولاسيما باخ، وبتهوفن، وموزارت



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة في القاهرة لمناقشة رواية سلام إبراهيم - الإرسي
- كلاب الألهة مجموعة القاص العراقي نعيم شريف سبعة أناشيد تهج ...
- فيلم الجذور لأحسان الجيزاني: إنحياز للإنسان العراقي المسحوق ...
- حكاية من النجف لحمودي عبد المحسن عالم النجف المكتظ بأساطير ...
- -دنيا -علويَّة صُبح خلاصة حياة لا الحياة في تفاصيلها
- منجز القصة العراقية
- بيت النمل-* مجموعة هيفاء زنكنة القصصية المنفي كائن هش.. لا ع ...
- حضن هو الدنيا#
- دروب وغبار رواية جنان جاسم حلاوي عن العراقي التائه الباحث ...
- أرباب الرعب
- طوبى للعراق الموحد في صف أدرس فيه العربية في كوبهاجن كمتطوع
- وجهك المأمول حجتي رسالة عاشق مخذول تحول إلى سكير حالم حتى قا ...
- حوار بين الشاعر علي الشباني وسلام إبراهيم
- قولبة شخصيات النص في أبعاد معدة سلفاً رواية أيناس لعلي جاس ...
- أقواس المتاهة مجموعة عدنان حسين أحمد القصصية المغزى في النص ...
- بنية روائية تؤسطر الوقائع وتدفعها إلى حافة الجنون قلعة محمد ...
- المنفى هو منفى أبدي بعد مجيء الطير مجموعة إبراهيم أحمد القصص ...
- بنية قصصية تبحث عن دلالتها بالرمز -ما يمكن فضحه عن علاقة أبي ...
- كتاب يهجو الطغاة ويعرض لصريخ الضحايا مصاطب الآلهة مجموعة محم ...
- مجلس جالية أم مجلس أحزاب الجالية؟!


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - سلام ابراهيم: رواية الإرسي أحدثت ثورة داخل عائلتي