أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين الأطرش - انفلونزا الخنازير














المزيد.....

انفلونزا الخنازير


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 08:57
المحور: كتابات ساخرة
    


خنازير هؤلاء المسيحيين سوف تقتلنا

محمد حسين الأطرش


كان لا بد لإنفلونزا الخنازير أن تجمعنا فالخطر الداهم عندما يهدد مجموع البشرية لا بد له أن يجمعها ويدفعها لتناسي مشكلاتها البينية إلى حين خصوصا عندما يكون الخطر الداهم وباء لا يعرف الحدود وغير مطالب بإثبات هوية أو جواز سفر لإختراقها.
هكذا وفي بضع ساعات صارت انفلونزا الخنازير وباء عالميا يهددنا جميعا وكان لا بد بالتالي من أن يتصدر نشرات الأخبار وعناوين الصحف واهتمام السياسيين والمختصين. انفلونزا الخنازير وباء لكنه استطاع أن يجمعنا وهو ما اعتبره البعض إيجابية تحسب لهذا الميكروب اللعين. لكن حلمهم ذلك لم يطل كثيرا.

انفلونزا الخنازير والهوية الدينية

فإلى الحمى والسعال والتهاب الحنجرة والرعشة والإعياء وأحيانا الإسهال والقيء كعوارض لمرض انفلونزا الخنازير أضيف عارض أخطر بكثير تمثل في الحساسية الطائفية الخطيرة. فقد اكتشف بعض المسلمين من أصحاب فتوى «إرضاع الكبير» أنهم بالفعل محميون بإسلامهم الذي تنبه منذ مئات السنين إلى خطورة الخنزير. وأعلن بعض اليهود من أنصار «قتل الفلسطينيين كبارا وصغارا» أن انفلونزا الخنازير تؤكد انهم شعب الله المختار فهم ومنذ الاف السنين لا يأكلون هذا الحيوان اللعين.
ولما كانت أكثر الإذاعات محلية وعالمية تحاول استمزاج أراء المشاهدين والمستمعين فقد شكلت تصريحات أولئك المسلمين واليهود أذى نفسيا لبعض المسيحيين الذين اعتبروها ادانة لدينهم المسيحي. فانتشرت عوارض الحساسية الطائفية بوتيرة أسرع بكثير من انتشار انفلونزا الخنازير لدرجة أن البعض اتصل ببعض وسائل الإعلام معتبرا أن تسميتها بإنفلونزا الخنازير تسيء إلى مسيحيته بشكل مباشر.

انفلونزا الخنازير والتواصل المجتمعي

الأدهى أنه تبين بعد ذلك أن إنفلونزا الخنازير تنتقل إلى البشر بطريقتين. يصابون بالفيروس بعد الاحتكاك بخنازير مصابة أو مناطق كان فيها خنازير أو يلتقطونها من شخص مصاب. وينتقل المرض بنفس طريقة انتقال إنفلونزا البشر، من خلال الكحة والعطس أو بلمس سطح ملوث ومن ثم مس الأنف أو الفم.
إذا لا يقتصر الأمر على تناول لحم الخنزير أو الإقتراب منه مما دفع بعض المعلقين إلى التكهن بأن استمرار الأزمة قد يدفع البعض للمطالبة بتمييز المسيحيين من خلال لباسهم بإعتبارهم من أكلي لحم الخنازير ليصار بعد ذلك الى رفع لافتة تقول «ابتعد عنه انه مسيحي». فعلق أحد الأصدقاء شاكرا الله لأن الهنود لم يرفعوا يوم انتشار مرض جنون البقر لافتة تقول:» ابتعدوا عنهم انهم ليسوا هنودا» والا لتم عزل ثلاثة أرباع الكرة الأرضية.

الخنازير وأزمة الأقليات

خنازير مصر على سبيل المثال أقلية، والا لم عمدت السلطات المصرية الى إعدامها كاملة في حين أن الدواجن وباعتبارها أكثرية ورغم وجود إصابات واضحة فقد نجت من أي مذبحة وخصصت الحكومة برامج للتوعية والوقاية. في حين أن الخنازير المسكينة لم تسجل لديها أي اصابة وكان من الممكن مراقبتها لكونها قليلة العدد ويمكن السيطرة عليها ومع ذلك تعدم كاملة. لا بل إن بعض المصريين من أصحاب نظرية المؤامرة أرجع انفلونزا الطيور الى مزارع الخنازير.
الخنازير أقلية مصيرها الموت عسى أن تُبعد الأقليات البشرية عن هذا المصير.
جنون البقر، انفلونزا الطيور، ويوما ما انفلونزا الأحصنة أو حصبة الغنم كلها أوبئة توحد العالم إلا الخنازير تفرقه.
«خنازير هؤلاء المسيحيين»، «ابتعد عنه إنه مسيحي»، «إعرف هويته قبل أن تصافحه» ستكون كلها عناوين لافتات مرض انفلونزا الطائفية.



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين الأطرش - انفلونزا الخنازير