ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج1

عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:10
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

قد يبدوا على السؤال التبكير ولكن في العراق وتجربته الوليدة للديمقراطية لا يوجد مركز دراسات متخصص لا بالشؤون السياسية ولا غيرها وحتى تشكيل مثل هذه المراكز يحتاج الى تمويل من جهات مستقلة غير ضاغطة على البحوث والمقالات والاستقراءات وأدوات تنفيذها وهي هنا الأمم المتحدة ولكن كيف يصل الباحثون أليها وهي هنا ابعد من القمر عن كي بورد حاسبتي! فنحن المجهولون الإمكانيات من المحال نيل الفرصة لكي تكون أصواتنا او خلجاتنا مسموعة امام الأوساط الدولية مع اننا براعم نقية في التراب الديمقراطي الذي نفتخر به عن كل دول المحيط الجغرافي واليعربية!
ولكي أحافظ على تركيز التساؤل النوعي ارتأيت ان يكون التحليل الهادئ على جزأين لان من جملة المآخذ على المحللين هو إطالة المقالات مما يولد الملل وتشتت التركيز وربما العزوف عن التواصل والمتابعة.
مدخلي افتراضي...ماهي حظوظ المالكي بالتواصل الحكومي كرئيس قادم لوزراء العراق؟ هناك احتمالين لا ثالث لهما هما خطا سكة الشروع بالتحليل:
1- ان يكون السيد المالكي مع الائتلاف بشكله الحالي.
2- أن يكون له ائتلافه الخاص كما في انتخابات مجالس المحافظات.
سأركز على الاحتمال الأول وأناقشه بهدوء وتروٍ دون ان يكون الهدف والغاية الا التحليل والاستنتاج واستنباط القادم من مستقبل الديمقراطية وشخوصها في العراق.فاذا كان السيد المالكي مع الائتلاف الحالي بشكله المعروف ماذا سيتمخض عن هذا ؟
أ‌- على الافتراض ان السيد عبد العزيز الحكيم لن يرشح نفسه لاي سبب (طبي) او غيره فلن يقبل المالكي بان يكون السيد عمار الحكيم رئيسا للائتلاف ولا السيد عادل عبد المهدي لأسباب يراها موضوعية تتعلق بفوزه الكاسح في انتخابات مجالس المحافظات وبروزه كقوة جماهيرية أولى بعيدا عن المجلس الأعلى الذي كان حجمه الانتخابي اقل من المتوقع في الوسط العراقي الشعبي مع انه قدم اثنين من المحافظين شهداء منسيون في المثنى والديوانية، لذا سيكون هو رئيس هذا الائتلاف ويدعمه بذلك كل من ائتلف معه في الانتخابات.
ب‌- سيصطدم هذا الطلب برفض المجلس الاعلى القطعي وخاصة قبل الانتخابات ولن يدخل السيد المالكي الائتلاف إلا على أساس قيادته له كما انه سيجذب الصدريين من جديد فهم قوة في الوسط الشعبي وسيجذب تيار الفضيلة الخاسر الأكبر مع ان حجمه قليل ولكن الأصوات تتجمع للفائزين لذا سيجد حزب الدعوة نفسه هو رئيس القائمة لأنه أحق بهرميتها بحكم نشوة الفوز و معياريته المعروفة.
ت‌- المالكي يعرف صعوبة جمع الصدريين مع المجلس الاعلى ويعرف أن صعوبة انتخابه هو فقط من الاكراد لانه خذلهم في تنفيذ المكاسب التي يريدون نيلها من كركوك الى المناطق المتنازع عليها ولااعرف هل هناك خصمان يتنازعان الا في الأوهام؟ لذا من المحال ان يوافق الاكراد على المالكي وطبعا يدعمهم الشريك الاول وهو المجلس الاعلى بحكم التحالفات السابقة ولكن المالكي سيركز على الانشقاق الكردي الحزبي مع انه قد يكون قليل التاثير ولكنه موجود وسيتعكز المالكي على القوى الوطنية السنية التي تمثل الصحوات نواتها الرئيسية كذلك مع القوى العلمانية التي هدفها قريب من الحكومة ونبض الشارع الشعبي بالتغيير.
ث‌- لن يكون رئيسا للعراق كرديا (كما هو مرشح له الدكتور برهم صالح)أوتعود اللبننة والمثلث (شيعي ،سني، كردي) فالاكراد سيذهبون للمعارضة حتما وستكون لهم اتجاهات قريبة من الانفصال والتهديد به والتخويف لن ينفع لان ميزانيتهم أصلا فدرالية! فلم تعد تنطلي على البلهاء سياسة التخويف بالانفصال والتلويح به وعدم التقيد بقرارات الدولة المركزية ولان برامجهم الاقتصادية اصلا تعتمد على التجارة مع دول الجوار وكلها لديها حساسية سرطانية(بالمفهوم اللاطبي) من الاكراد. اذ يمكن ترشيح مسيحي او صابئي او يزيدي للمنصب وهذا لايروق للكثيرين ولكن أغلبية الثلثين صعبة هنا وتحقيقها ممكن بالدورة الثانية حسب مواد الدستور.
ج‌- المجلس الاعلى له تحالف مع الاكراد ومع الحزب الاسلامي فاذا دخل الانتخابات منفردا سيتعرض لهزة كبرى وهي عزوف الناس عن برامجه واذا كان له الآن 15-20 نائبا فلن يرى هذا الرقم النور في الانتخابات القادمة الا بمعجزة! كذلك الحزب الاسلامي لن يحصل على نصف ماحصل عليه الان ولن ينل طارق الهاشمي اي منصب لاسيادي ولاوزاري اما الاكراد فالانشقاقات لاتجعل نسبة مقاعدهم اكثر من 30-40 مقعد ولااريد تقليب المواجع في قوائم الناخبين التي تضم أكرادا من سوريا وايران وتركيا سكنوا في مهد الأجداد كردستان العراق وبطاقاتهم التموينية وجوازاتهم ولجوء بعضهم عراقية!
ح‌- لذا اذا كانت قائمة المالكي القادمة دون المجلس الاعلى لاي سبب (وهذا لااتمناه).. فسيدخل القائمة الكثير من الاطياف والشخصيات على اختلاف قومياتها ومذاهبها حاملة لواء الوطنية وساريته السامدة الباسقة وبها سيكتسح كل المحافظات حتى نينوى والانبار لان الوطن في كل حدق وعين عندها يمكن تطبيق البرنامج الديمقراطي الحقيقي وتعديل الدستور مع قدرة الاكراد على تعطيله بفيتو ال3 محافظات ولكن اي تعديل ينال موافقة 15 محافظة يبدو من النشاز انغلاقية الباقين على تهديمه عندها سيكون لقطار للديمقراطية عدة سكك بديلة! هذا السيناريو الأول!

#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات