أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات محسن الفراتي - الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟















المزيد.....

الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2643 - 2009 / 5 / 11 - 05:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرت ما يناهز الثلاث أعوام على انطلاق مشروع المصالحة الوطنية في العراق ، ثلاثة سنوات حبلى بالأحداث و المتغيرات وخاصة في الملف المعني (ملف المصالحة الوطنية) ومن أهم النقاط التي عاصرها هذا الملف في عمره القصير بالسنين و الغزير بالأحداث هو وجود سؤال تقليدي لم يظهر له جواب شافي وهو (المصالحة مع من ؟) و بلا شك ما انفك اغلب المهتمين و السياسيين أن أعاد طرح هذا السؤال مع كل متغير جديد على صعيد المصالحة .. كما لم يبان أي إجابة شافية وافية لهذا السؤال .

انا شخصياً و احسب نفسي من المهتمين في الملف و المتابعين له بدقة لتعلقه بالكثير من مدخلات و مخرجات العملية السياسية العراقية .. كنت قد وضعت كتاباً واحد وعدة دراسات و مقالات حول المصالحة الوطنية العراقية لكني لم اهتدي بدقة لجواب للسؤال التقليدي (المصالحة مع من؟) ولكني احسب اليوم وبثقة إنني وجدت الجواب الشافي لهذا السؤال الذي ارتبط بملف المصالحة العراقية طيلة الأعوام الماضية ؟

بلا شك ان حداثة المفهوم (مفهوم المصالحة الوطنية) على المستوى الدولي عموماً و العراقي خصوصاً ، مع ضبابية كبيرة حول حيثياته و النقاط المحاطة به ، و الفلك الذي قد يدور حوله .. ساهمت في ولادته في العراق بصورة غير صحية بل لنقل عليلة .. بعبارة ابسط كثيرون من وجدوا أنفسهم مطالبون بإعطاء الرأي حول موضوع لم يفهموه بالشكل الكامل او لم يعرفوا ما الضرورة منه ، لهذا كنا نسمع العبارات الرنانة التي تقول ما لمصالحة و هل نحن مختلفون وما الى ذلك من عبارات لا ترتبط بثقافة و مفهوم المصالحة .. لان المصالحة ليست التصالح بين متخاصمين كما يعتقد البعض انها مفهوم آخر .. و لا داعي للخوض في تفاصيل المفهوم التي سيتكفل المستقبل في إيضاحها مع نمو الواقع السياسي السليم في العراق .. المهم لدينا المصالحة موجهة لمن وستكون مع من .. او كما يقول السؤال التقليدي المصالحة مع من؟ ..

الأشهر الأخيرة التي حملت في طياتها نضوجاً في العملية السياسية و الأمنية .. و تطور و انفتاح عراقي نحو المحيط الإقليمي و الدولي .. فتحت الباب على مصراعيه حول ملف المصالحة الوطنية ، كما ان سياسة البيت الأبيض الجديدة المتمثلة بالرئيس باراك اوباما تجاه العراق تتطلب تحقيق المصالحة الوطنية بغية إنهاء الوجود العسكري الأمريكي و بالتالي نحو أن يبر اوباما بوعوده بأجراء الانسحاب المنظم لجنده من العراق .

كل هذه المتغيرات في الواقع السياسي العراقي .. حركت البوصلة الحكومية العراقية تجاه المصالحة الوطنية .. و جرى منذ كانون الثاني / يناير الماضي تطور كمي و نوعي هام في ملف المصالحة مع اعلان المالكي عن تشكيله لجنة مقننة رسمية للمصالحة الوطنية تظم مؤسسات المصالحة الرسمية العاملة في البلاد و مجموعة من ممثلي المكونات السياسية و الفئوية العراقية .. ومع مطلع شهر اذار / مارس الماضي .. عبر المالكي و اقطاب حكوميون آخرون عن الرغبة بإنهاء الخصومات السياسية و الوصول لمصالحة وطنية كاملة تهيئ الواقع العراقي للعودة متعافياً و طبيعياً .. و بالتأكيد كان اول تحديات هذه الأطروحات السؤال التقليدي موضوع الدراسة (المصالحة مع من ؟) .. و اعتقد ان الجدل الواسع و المتشعب الذي حملته التصريحات و المواقف الرسمية و غير الرسمية ، أوضح و أجاب عن السؤال التقليدي .. و خاصة من خلال النقاشات و الآراء التي قدمت عبرها قيادات عراقية مختلفة موقفها من الملف .. و بقراءة طويلة للمواقف و الآراء المختلفة و تحليل دقيق لما بين سطورها ، يبدو ان الإجابة على سؤال المصالحة مع من ؟ هي كالأتي : الحكومة العراقية وفق برنامجها للمصالحة الوطنية منفتحة على الجميع إلا حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في المرحلة الماضية (1968 – 2003) و لا يستثنى من الحزب إلا الأشخاص الذين ثبت عدم تورطهم بجرائم في عهد صدام او في المرحلة اللاحقة .

ولنناقش هذه النتيجة بدقة أكثر ..

هنالك شبه إجماع سياسي عراقي على عدم إعادة حزب البعث للعمل في العراق .. و استشهد في هذا الصدد من خلال معلومات لجنة التعديلات الدستورية التي لم يقدم لها أي طلب من أي كتلة سياسية او شخصية برلمانية عراقية ، لتعديل المادة السابعة من الدستور العراقي الناصة بحضر حزب البعث العربي الاشتراكي عن العمل في العراق .. بالتالي فالحديث عن عودة البعث قد يستخدم في المزايدات و الدعايات الانتخابية .. و لكن الدلائل تشير إلى انه لم يستخدم رسمياً .. من جانب آخر عبرت جميع المكونات السياسية عن ترحيبها بالحوار مع أشخاص البعث من غير المتورطين بجرائم .. إلا إن الوقائع تشير إلى ضعف بالاجرائات .. كما ان حزب البعث اليوم و الذي يرأسه كما تشير تصريحاته و بياناته عبر الانترنيت ، نائب الرئيس السابق (عزة ابراهيم) و قد عبرت رسائلهم و بياناتهم عن عداء واضح للعملية السياسية الجارية في العراق و رفض مطلق لها ، و عن تحالف مباشر او غير مباشر مع تنظيم القاعدة الارهابي على الارض العراقية .. وهذه النقاط بالمجمل تعطي إيضاحاً لا يقبل الشك ان الحوار و الانفتاح مع حزب البعث هو خط احمر بالنسبة للحكومة العراقية .. و هذا ما جرى تأكيده من خلال مجمل المواقف و التصريحات في المرحلة السابقة .. بالتالي فالحديث عن الإطار الواسع للمصالحة اصبح سلساً .. فالمصالحة منفتحة على الجميع ، بأستثاء حزب البعث كحزب و اما الأشخاص فالاستثناء يمس المتورطين بالدماء فقط .

لكن لابد من الاشارة الى ان الموقف الحكومي الرسمي من مرحلة الماضي (العراق في عهد صدام) لا زال ملف ملتبس و لازال موضع للمزايدات و الدعايات الانتخابية .. فالحكومة العراقية تعلن مراراً انها ساعية للاقتصاص و التعويض لضحايا النظام السابق .. في حين ان هذا الملف لا يزال قاصراً مع الأخذ بوجهة النظر التي تقول ان الحكومة متهمة احياناً باستغلال هذه الدعايات لصالح شخوصها و ذويهم .. وعلى صعيد اخر تجد جهات سياسية اخرى تعلن عن ضرورة الاعتناء بالبعثيين السابقين و ضباط الجيش السابق كونهم من ضحايا النظام السابق ايضاً .. و كما هو الحال من مطالبات الحكومة ، فمطالبات معارضيها كذلك لا تجتاز حاجز الشعار نحو التطبيق .. بالمختصر فهذا الملف هو صيد للمزايدات .

لكن ما يهمنا حتماً هو حسم السؤال التقليدي و توضح الرؤى حول مفهوم المصالحة الوطنية العراقية .



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بخطوة متأخرة الحكومة العراقية توجه بإقامة تمثال للراحلة نزيه ...
- في الذكرى السادسة للتغيير في العراق
- حقيقة الجدل العراقي حول الانفتاح على (حزب البعث) السابق
- بين مفهوم المواطنة الأمريكية و مفهوم المواطنة العراقية .. في ...
- العراق الجديد (الديمقراطي) لا يمتلك سفيرة بالخارج !
- الانتخابات المحلية في العراق .. تعلن بداية فصل جديد في عراق ...
- العراق يعتزم طرد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من أراضيه
- اوباما يستبق وصوله للبيت الأبيض بالرغبة في الوصول لحل نهائي ...
- أسرار مرور الاتفاقية العراقية – الأمريكية .. تقرير مفصل
- العراق يسعى لإعادة عقوله المهاجرة
- هل إيجادنا الأمن يعني فقدان باقي الملفات
- الذكرى التسعون لنهاية الحرب العالمية الأولى
- الاتفاقية العراقية – الأمريكية .. محاور وخلافات وتحديات
- انفراج في أزمة مسيحي الموصل
- اصبت يا مصطفى العمار .. فالعراق بحاجة الى فن اخر
- الالوسي في إسرائيل مجدداً
- انتهى عصر الوئد وعصر الجواري و دخلنا عصر تفجير النساء
- التقارب الاقتصادي العراقي - الياباني
- الشوفينية بين الدلالة السياسية والمصطلح
- الإعلام الغربي .. لا يعكس حقيقة ما يجري في العراق


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات محسن الفراتي - الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟