أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - محمد الفضالي .. مبدع جديد














المزيد.....

محمد الفضالي .. مبدع جديد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 09:08
المحور: الادب والفن
    



لم ينشر محمد الفضالي الكاتب الشاب حرفا واحدا مما كتب بعد . ربما لأنه يعيش في الإسكندرية بعيدا عن دوائر النشر ، أو لأنه لا يتعجل النشر مقدرا أن عليه أن يسيطر على أدواته الأدبية . يكتب الفضالي ما يسمى بالقصة القصيرة جدا ، وكان من أشهر نماذجها قصة الكاتب الجواتيمالي أوجستو مونتروسو التي لم تزد عن نصف سطر : " حين استيقظت كان الديناصور مايزال هناك ". ولا أريد أن أحول المقال إلي بحث في ماهية ذلك النوع السردي ، وجذوره ، أريد فقط أن أقول إن معظم تلك القصص تسجل عندي شخصيا فشلا فنيا واضحا ، ذلك أن صفتها الأساسية وهي التكثيف الشديد يحيل الشخصية الإنسانية فيها ، وحتى الموضوع إلي طيف بارد ، فلا يتبقى من العمل سوى ومضة ذهنية تعتمد في الأغلب على مفارقة صارخة . لكن هناك حالات نادرة ينجح فيها هذا الشكل المكثف في غزو القلب والعقل كأي قصة ، منها بالطبع ما كتبه من قبل وما يكتبه الرائع محمد المخزنجي . وأعتقد أن ما يكتبه الكاتب الشاب محمد الفضالي في هذا المجال يستحق الانتباه والدعم . أكتفي هنا بإفساح المجال لبعض قصص الفضالي ، المكثفة ، التي لم تر النور لأنني أعلم أنه لن يتمكن بسهولة من نشرها ، لعل أبواب الدوائر الأدبية أن تنفتح له . وسأبدأ بقصته المسماة : - " معضلة " – " لم تجلس الان منكس الرأس ؟ ألم تشك دائما من صعوبة الحال وكثرة المصاريف ؟ ألم تلعن حظك الذى جعلك خفيرا ليليا على مخازن لدي الشركات الحكوميه ؟ وعندما مرض إبنك عبد الفتاح وبحثت عن أى مصدر إضافى للدخل ألم تكن أنت من استمع الى رمضان أمين المخازن عندما أخبرك عن وجود طريقه سهله ومضمونه لكسب النقود؟ . ألم تعالج إبنك في النهاية ؟؟ " . القصة الثانية بعنوان : " اهتمامات " وهي كالتالي : " تعارفا صدفة فى الأيام الأولى للجامعة , وقبيل انتهاء السنه الأولى كانا قد وصلا إلى درجة العشق .كان شعور كل منهما أن الآخر متمم له يكفيهما . لم يحاول أحدهما تغيير شئ فى الآخر . فى السنه الثالثه اتفقا على عدم اكتمال شخصيتهما الموحدة ولذلك فضا التحامهما فى انسيابية . كان يفضل الشعر على النثر بعكسها ، فبدأ فى الاهتمام بالنثر للإحتفاظ بذكراها . وكانت تحب الآيس كريم بالفراوله بينما كان يفضله بالشيكولاته ، فبدأت فى المزج بينهما للإبقاء عليه معها .كان يستمع لفيروز وأحبت هى أم كلثوم , فكان يستمع لفيروز فى الصباح وأم كلثوم فى المساء ليشعر بإنسانيته ، وكانت تحب الغروب وكان يفضل الشروق عليه ، فكانت تشاهدهما كلما استطاعت. وبعد السنه الرابعة تركت هى الاهتمام بالشعر، وترك هو المزج بين الفراولة والشيكولاته , ولم تعد تستمع لفيروز إلا لماماً ، ولم يعد يحاول مشاهدة الشروق أو الغروب . "الآن إلي القصة الثالثة والأخيرة للفضالي بعنوان " آدم " : " أقف أمامها مأخوذا ، أتفحص تضاريسها بكل دقه . إن كانت نموذجا لما أخرج آدم من الجنة فنعم ما فعل . ألتف حولها غير مصدق لما أراه ، قوى الطبيعه كلها تتجسد أمامى بإستكانة تامه،ولكن بشموخ واعتزاز وادراك للمقدره والامكانيات . أقترب منها بوجهى لأتحسس رائحتها وملمسها ، جل ما استطعته حتى الآن تعريتها مما كان يسترها لكنى لم أتجاوز ذلك ، لم أجرؤ على لمسها بيدى حتى الآن ولم تحاول هى فعل أي شئ.. ماذا يمكنها أن تفعل أصلاً؟! أخلع ملابسي دون ان أحول نظرى عنها ، لا يجب أن تفوتنى أية تفاصيل . يسقط من جيب السروال جنيهان فضيان هما كل ما تبقى لى بعد ما أنفقته على اصطحابها إلى منزلى . أتجاهل سقوطهما تماما وأنا اتأمل الانحناءات اللامعه فى ذلك الجسد المشع ، يجب ألا أنتهى منها بسرعه يجب أن أستمر أطول وقت ممكن أستطيع خلاله ان اشعر بكل ما أتمنى ، أريد أن أحس بآدميتى ، وشهوانيتى ، وتوحشى ، ربما يجب أن أبقيها معى ليوم آخر فقد ناضلت من أجل شرائها " . وصلتني قصص محمد الفضالي على الإيميل ، لكنني لم ألتق به ، وما أريده بنشر هذه القصص وما أتمناه أن أن يواصل محمد الفضالي الكتابة ، والإبداع ، وأن يعكف على أدواته ، لأن قصصه القصيرة جدا تحمل كل عناصر الكتابة الحقيقية .

***
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوبرا المصرية مغلقة أمام سيد درويش مفتوحة للإسرائيليين ؟
- عداء السامية لنا
- انتظار - قصة قصيرة
- المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني
- الحرية لمجدي حسين
- أنطون تشيخوف الحبيب
- المثقفون البريطانيون - ينبغي لإسرائيل أن تخسر - !
- المصريون وغزة
- الحذاء العراقي الطائر
- جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها
- حيرة - قصة قصيرة
- منع النشر علينا !
- بيرسترويكا أمريكية ؟
- المدارس المصرية .. عذاب الطفولة
- نحن والقمر جيران .. فكيف سبقتنا الهند إليه ؟
- بركة الثقافة الشعبية
- الأزمة العالمية.. مالية أم سياسية ؟
- هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟
- نقابتنا والتطبيع
- نظرة واحدة إلي روسيا


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - محمد الفضالي .. مبدع جديد