أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - أنباء حزينة..من يمن لم يعد بالسعيد














المزيد.....

أنباء حزينة..من يمن لم يعد بالسعيد


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 09:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لم يمر على سفر آلام اليمن, البلد الجميل الذي غادرته السعادة طويلا, وضعا بائسا ومحرجاً كالذي يختبره ويعانيه هذه الأيام..وما أقسى عضال أمره وهو يطيل النظر في الأفق, عسى أن تغيثه السماء بحل عزّ على نخبته أن تهتدي إليه..أو بحثاً عن أي إشارة تنبئه عن ماهية هذا الحل, وكيف سيكون, وبعقل من سيختمر, ومتى..
فلو استبعدنا التنظيمات الإرهابية بشقيها النائم والمستيقظ والتي ما فتأت تخرج لسانها للنظام ما بين تارةً وأخرى..ولو وضعنا جانبا الفقر, الأب غير الشرعي لكل علامة فارقة للعنف والتطرف ,والذي تقادم جثومه على عاتق وكاهل وأنفاس أهل اليمن الطيبين، ولو أغضضنا النظر عن التخوفات المبررة التي يثيرها الانتشار المتزايد للقوات البحرية التابعة للقوى الدولية العظمى في البحر الأحمر والمتحججة بتفاقم أعمال القرصنة البحرية تحت انف المياه الإقليمية اليمنية .. وجدنا بعدها طابورا متطاولا من التأزمات والتحديات السياسية الداخلية التي تعصف بالنظام وتدوس القدسية المفترضة للدستور والقوانين المعفرة بالتراب من كثرة تركها مركونة على الرفوف المنسية.وتغول الانتماء القبلي وهيمنته على سلطة الدولة وهيبتها.وانتهاك الكثير من القوانين تحت شعار القيم القبلية والانتماءات العشائرية والمناطقية.. وبما يضعف الروح الوطنية الجامعة لأبناء اليمن ويرسخ تقدم مصالح القبيلة على مصالح الدولة...
وتزداد المخاوف وانحباس الأنفاس هذه الأيام خصوصا مع توارد الأنباء من المحافظات الجنوبية والشرقية محملة بطوراً جديداً من التباس الرؤية المتعدد الأطراف المتزامن مع استكلاب الروح التنافرية ما بين الشمال والجنوب اليمنيان..واستعار التطورات العسكرية والأمنية والسياسية في جنوب اليمن ودخول المواطنين هناك في سجل الخسائر قتلا وجرحا واعتقالا..وحرقا لممتلكات وحصار لوحدات عسكرية وهجمات على مواقع حكومية من قبل ما يطلق عليهم –في هكذا مناسبات- بالمسلحين.. يقابله قصفا مدفعيا مكثفا على مناطق جبلية وتحشد لقوات عسكرية نظامية.. كاستمرار للإخفاق الحكومي الواضح في تلمس أي إمكانية لتأطير الإشكاليات والتناقضات الراهنة وطرح أي صيغة توفيقية تمتاز بالعقلانية والقدرة على التصحيح..
فمن الصعب على المراقب المنصف أن لا يسجل تقاعس النظام الحاكم عن محاولة نزع فتيل الأزمة منذ بواكيرها الأولى من خلال التعامل بايجابية مع المطالبات الاحتجاجية للمتقاعدين في المحافظات الجنوبية وتفهم واستيعاب واحتواء شعورهم بالظلم والتهميش وانعدام المواطنة المتساوية.. وعدم التعاطي بجدية مع التقارير التي أشارت بوضوح إلى أسباب تصاعد هذه التحركات السلمية وعزوها إلى عمليات نهب منظمة من قبل بعض النافذين والمقربين للأراضي والممتلكات العامة في المحافظات الجنوبية منذ أحداث حرب عام 1994، ومن بينها مزارع شاسعة تمتد لآلاف الهكتارات، إضافة إلى أراضي الجمعيات السكنية للمدنيين والعسكريين، ومعظم جبال عدن وأراضيها ومنافذها وسواحلها تم نهبها ومصادرتها،
ففي حين يراقب اليمنيون ,وبذعر واضح,تحول شعارات الحراك الجنوبي إلى تبني الخطاب التشطيري و الانفصالي واجتياز جميع الخطوط وبكل الألوان واستخدام مصطلحات اللاعودة من خلال إطلاق صفة قوات الاحتلال الشمالي على القوات النظامية اليمنية..والإشارات المتكررة إلى التخلي عن الطابع اليمني الشامل للصراع والانفتاح على جميع الخيارات حتى أقصاها..نجد الحكومة اليمنية تسرف في الاعتماد على الترويج لعلاقة ما خفية بين قوى الحراك الجنوبي وبين أنصار الحوثي في صعدة لتحقيق ارتباط مقحم قسريا لأحداث الجنوب مع أصابع إيرانية مفترضة ابتزازاً لأموال الدول الخليجية الذي يدرك النظام اليمني تمام الإدراك حساسيتها المفرطة تجاه وجود إيراني في خاصرتها الجنوبية..
والاستعانة بالخطاب التقليدي للزعماء العرب بالتحذير من انفراط عقد الدولة.. وأن اليمنيين يمكن أن يتقاتلوا من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل ومن نافذة إلى نافذة والتبشير بسلسلة متوالدة من الحروب والنزاعات إذا غاب الزعيم..
وإكمالا للوصفة المعتمدة من قبل الحكم العربي في هكذا ظروف تحركت السلطات الرسمية نحو تكوين لجان شعبية في المحافظات والمديريات من أجل «الدفاع عن الوحدة اليمنية» كنسخة يمنية من ميليشيا الجنجويد السودانية وللدفع تجاه تصعيد خطير قد لا يتوقف عند حد الدولتين استنادا إلى التركيبة المعقدة والتشظي المجتمعي والقبلي الذي من الممكن أن يطرأ على اليمن في حالة تطور الأمر إلى اشتباكات بين أفراد المجتمع الواحد-لا قدر الله-..
ونظرا لانعدام الخيارات –على ما يبدو- أمام دول الخليج وانحسارها ضمن الدعم المالي السخي لليمن لجسامة وفداحة المجازفة بترك الأمور تصل إلى نهاية الطريق الذي يبدو أن الأطراف اليمنية لا تجد غضاضة في السير به.. يتوجب على مجلس التعاون إطلاق مشاريع شراكة تنموية كبرى في اليمن وبإشراف خليجي مع اشتراطات واضحة وضمانات لإصلاحات اجتماعية وخصوصا في منطقة الجنوب تهدف إلى إزالة أسباب الاحتقان ورد المظالم إلى أهلها وتحقيق المساواة الكاملة في المواطنة لجميع أبناء اليمن ..لضمان عدم تحول الدعم الخليجي المطلوب إلى زيادة التراكم المتخم لأرصدة بعض المتنفذين في الدولة, في جزئه الأكبر ولرصاص ومدافع توجه نحو صدور أبناء الشعب اليمني في جزئه الآخر..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزييف التاريخ..مابين القرضاوي وجورج اورويل
- الخنزير.. كسلاح في المعركة
- قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية
- مصر التي في خاطري..
- قد يكون العقيد على حق...
- الصنمية السياسية ..ما بين الدخان الأبيض واليوم الأسود
- جامعة الدول العربية العاقلة
- قمة الوجاهة العربية
- هدايا عيد متميزة لايران
- دفاعاًعن الحوار...دفاعاً عن التمدن
- صدام حسين والبشير...وليل السودان الطويل
- علمانية الصحابة..سقيفة بني ساعدة نموذجاً
- الديكتاتورية العلمانية..حرية الرأي من فولتير الى المنسي القا ...
- فقه النكوص...الخطر على مستقبل الاسلام كحضارة وتأثير
- انه الاقتصاد..يا لغبائنا
- فقه الطغيان.. تداخل التاريخي بالمقدس
- لك الله يا غزة..
- فقه الانحراف..شرعنة النخاسة
- الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء
- العراق الخليجي


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - أنباء حزينة..من يمن لم يعد بالسعيد