أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل قرياقوس - دستورنا وحقوق الانسان














المزيد.....

دستورنا وحقوق الانسان


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 05:36
المحور: حقوق الانسان
    


في ندوة ثقافية عرضتها ( الحرة ) الفضائية قبل ايام معدودة ، جذب اهتمامي ما فهمته من أحد متحدثيها وهو خبير قضاء عراقي ، من ان الدستور العراقي القديم والحديث ، وكذا جميع القوانين العراقية خالية من وجود أي مادة تخص حقوق الانسان المعدوم الذي يثبت فيما بعد براءته من التهمة التي أعدم بسببها أو أثبت الزمن فيما بعد عدم استحقاق الفعل الذي اعدم بسببه لعقوبة كالاعدام ، وان صح ما فهمته ، فان ذلك يشكل ثلمة كبيرة تعيب العدل العراقي ، بل يؤشر نقصا خطيرا في الابعاد الذهنية والمهنية لجميع الذين شاركوا في صياغة القوانين والدساتير العراقية ، ويقودنا الى ضرورة مراجعة كل القوانين الاخرى بعقلية وذهنية اخرى تعتمد منطق الجدل العلمي بمرونة الواقع واحتمالاته دون اي انحياز الى ( المكتبية ) او اي جهة اخرى سوى الحفاظ على القيم العليا المتمثلة بالعدالة وصيانة حقوق الانسان التي لا يعلو عليها شيء آخر .
يرى الكثير من المثقفين ان حركة افراد اي مجتمع على وجه المعمورة لها من العوامل العظمى المشتركة بحيث تجعلنا ملزمين ( منطقيا ) للاستفادة من مجموعة القوانين والنظم المسنة والمطبقة في الامم المتطورة حضاريا والتي نشهد فيها بأم اعيننا حدودا شبه متكاملة لمساحة الحقوق والحرية التي منحت للانسان فيها ليتمتع بأنسانيته دون انتقاص ، فلقد توصلت الامم الى تلك القوانين والنظم بعد قرون وعقود من المعاناة والضحايا ، ومن البحث والتعديل والتطبيق ، وأصبح لهذه النظم والقوانين خبراؤها وعلماؤها ، فهي علوم لها اصولها ونظرياتها ومعادلاتها الصعبة كحال نظريات علوم الفيزياء والكيمياء والطب والهندسة والفلك ، ولازالت هذه النظم والقوانين في تطور مستمر وبتناسب طردي مع انحسار ضغط الانظمة السياسية والاقتصادية وخلفياتها المختلفة المكبلة لحقوق الانسان وفكره ، وربما يفسر لنا ذلك ، الاختلاف النسبي والبسيط بين قوانين ودساتير نفس الامم المتطورة ، رغم ان نسبة العوامل المشتركة بين تلك القوانين يكاد يلغي ذلك الاختلاف البسيط ، وعلى كل حال فان نجاح تلك القوانين يجعلنا ، انسانيا ، ننحني احتراما وتقديرا لها ولجهود العلماء الذين اقروها ، في حين يجد مثقفونا من بينهم ( كحال كل المجتمعات الشرقية ) من تراه تمنى ويحلم ان يعيش تحت خيمة قوانين ونظم الامم المتطورة لكنه يمتنع عن قبول تأمين تلك النظم والقوانين في بلده بدعوى تعارضها مع معتقداته (حسبما يظن ) ، وتلك ازدواجية صعبة العلاج حقا !
دستورنا وقوانينا بحاجة الى اعادة نظر بمستوى من المعالجة والادراك يضع احتمالا لأن يكون حكم اعدام اي انسان ليس هو نهاية مطاف الحقيقة ! فقد تظهر مستقبلا دلائل اخرى غير متوقعة تقلب مجرى الاحداث رأسا على عقب ، هذا من جهة ، بينما قد يقر النظام المجتمعي او النظام السياسي الغاء العقوبة نهائيا على عمل او تصرف ما يقوم به شخص او مجموعة اشخاص بينما كان نفس العمل او التصرف يعد سابقا عملا يستحق الاعدام قانونيا ! ودليلنا ما كان يحدث بالامس القريب حتى 2003 حيث كان تشكيل اي حزب او الايمان باي فكر او معتقد او مجرد تأييد اي تصرف يعارض الحكومة وبالاحرى ( شخص ) واحد يخضع بشكل او آخر لعقوبة الاعدام رسميا! وهكذا يمكن الان القياس على صعد اخرى مختلفة بضمنها ما يخص الحرية الشخصية في التصرف او المعتقد .
الآن ، اظن ان كثيرين قد لا يرون الوقت مناسبا لالغاء عقوبة الاعدام عن جرائم القتل العمد تحديدا ، لكنهم يؤيدون الغاءها عن الجرائم الباقية مع ضرورة سن التشريعات الضرورية التي تعيد الحقوق المادية والاعتبارية لجميع المدانين الذين يثبت الواقع او الزمن عدم احقية ادانتهم ، وانا متأكد من ان للمختصين آراء اقرب الى الصحة !.



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاريكتير : ( 25 ) كيلو مشمش وهاتف أرضي
- كاريكتير ما يضحّك : استعلامات حزب
- صناعة تايوان - المذكرة الثامنة
- رسالة بابل الى الحكيم بوذا - المذكرة التاسعة
- مسؤول حريص على ( المودة )
- كاريكتير : قصة مسؤول بعد 2003
- رقص شرقي - المذكرة السابعة
- ازمة ماكنة حلاقة - المذكرة السادسة
- اعتذار لحقيبة دبلوماسية - المذكرة الخامسة
- غليان اداري
- كباب بغداد في اوساكا - المذكرة الرابعة
- موشي موشي .. بغداد ( مذكرة 3 )
- صباح الخير طوكيو - مذكرة 2
- نداء هام من مغترب عراقي الى دولة رئيس الوزراء : دستور اوربي ...
- مذكرات رحلة الى اليابان - المذكرة الاولى
- مهزلة كوليرا ادارية
- أطلقوا سرا الحب
- عيد حب الماني
- صابونة
- باعة جنس


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل قرياقوس - دستورنا وحقوق الانسان