أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد راشد المطيري - جماعة الدعوة والتبليغ على الطريقة المسيحية














المزيد.....

جماعة الدعوة والتبليغ على الطريقة المسيحية


فهد راشد المطيري

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 05:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كنت تسكن في بيت في أوروبا وسمعت جرس الباب مساء يوم الأحد، فإن هناك احتمالا كبيرا أن يكون الزائر عبارة عن مجموعة دينية ترغب في انضمامك إلى طريق المسيح، وهي مجموعة لا تختلف كثيرا عن جماعة الدعوة والتبليغ في منطقة الخليج، مع بعض الفوارق المتعلقة بالشكل الخارجي والخلفية الثقافية! عندما تزورني إحدى هذه المجاميع المسيحية، فإن فرصة السماح لهم بالدخول إلى بيتي تعتمد على أعمارهم، فإن كان من بينهم شخص واحد فقط دون سن الثلاثين، أذنت لهم بالدخول، وإن كانوا جيمعا قد تجاوزوا سن الثلاثين، أسارع إلى الاعتذار عن عدم قدرتي على استقبالهم! قد يبدو معيار الضيافة هذا مجحفا وغير علمي، ولكني أميل إلى الاعتقاد بأن الحوار حول موضوع الدين مع من هم دون سن الثلاثين أجدى بكثير من الحوار مع من تجاوزوا هذه السن، ذلك أن طبيعة النصف الثاني من حياة الإنسان تعتمد على طبيعة النصف الأول، كما أن المثل الإنكليزي يقول: «لا تستطيع أن تعلّم الكلب العجوز حيَلاً جديدة»!

يعتمد الحوار المثمر على شرطين: الأول، هو وجود أرضية مشتركة للحوار، والثاني، هو وجود تكافؤ بين قابلية الإقناع و قابلية الاقتناع. لا أحبذ، شخصيا، إضاعة الوقت في حوار عقيم لا يفضي إلى شيء مفيد، خصوصا عندما يكون حرص الطرف الآخر على الإقناع أكثر من حرصه على الاقتناع! لا يتحقق هذان الشرطان عادة حينما يتعلق الحوار بموضوع الدين، لكن بالرغم من ذلك، أعترف بأنني قضيت وقتا ممتعا مساء يوم أحد من شهر سبتمبر الماضي بصحبة شاب وفتاة جاءا إلى بيتي طمعاً في هدايتي إلى طريق المسيح!

يبدو لي أن مراكز التبشير في الغرب تصرف أموالاً طائلة في سبيل إعداد كوادرها، ويبدو لي أيضاً أن هذا الإعداد لا يقتصر فقط على عملية الإلمام التقليدي بتعاليم المسيح. إن أكثر ما أثار دهشتي في خضم ذلك الحوار هو أن ضيفيّ على اطلاع جيد بفروع المعرفة غير التقليدية، وهو ما يفتقر إليه الغالبية من دعاة الدين من المسلمين، مع الأسف الشديد. أقول «مع الأسف الشديد» ليس من باب الرغبة في نجاح مشروعهم الدعوي، بل من أجل أن يكون الحوار معهم مثمراً على الأقل!

قلت للشاب إن كتاب الإنجيل لن يصمد أمام أبسط قوانين المنطق، وأعني بذلك قانون التناقض الذي ينص على التالي: إما أن تكون «أ» صحيحة، وإما أن تكون خاطئة، ومن المستحيل منطقيا أن تكون «أ» صحيحة وخاطئة في الوقت نفسه». لم يبد الشاب أي اعتراض على قولي، بل إنه ذهب إلى حد القول إن علم المنطق يتطلب أن تكون لكل جملة خبرية قيمتان فقط، إما صحيحة وإما خاطئة، وهذا الشرط بحد ذاته كفيل بإقصاء قسم كبير من الإنجيل خارج دائرة المنطق! عندها تدخلت الفتاة لتقول: «قد لا يصمد الإنجيل أمام قوانين المنطق، ولكن هل صمد منطق «فريجه» أمام مفارقة «برتراند رسل»؟ وهل صمد برنامج «هيلبرت» الرياضي أمام إثبات «غودل»؟! تجادلنا طويلا حول هذه النقطة، ثم انتقل بنا الحديث إلى «الوضعية المنطقية» و«حلقة فيينا»، ولم يخطر في بالي قط أن يبدأ الحوار بمناقشة كتاب الإنجيل لينتهي بمناقشة آخر كتاب لـ«تشومسكي»!

لقد كانت أمسية حافلة بالتمارين العقلية، وزاخرة بالحجج المنطقية والحجج المضادة. كان حوارا ممتعا ومفيدا وطريفا أيضا، وفوق ذلك كله، كان حوارا متسامحا! لم أسلك طريق المسيح، ولم يسلكا طريق المنطق، لكن الحوار المثمر لا يشترط أن تكون النتيجة إما فوز أو خسارة، يكفي فقط أن تكون هناك لغة مشتركة، وإخلاص في طلب الحقيقة! قد يحتاج معظم دعاة المسلمين إلى بضع سنين للإلمام بفروع المعرفة غير التقليدية، لكن كم من القرون سيحتاجون كي يتعلموا مبدأ التسامح؟



#فهد_راشد_المطيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير الدائري
- طفل يبحث عمّن يتبنّاه
- العقل والمرأة
- الشقاء في السراء والضراء
- من يجب أن يحكم؟
- الحرية بين الشرق والغرب
- آفة الطاعة وأنواعها
- خرافة علم الأنساب
- تشويه المفاهيم الغربية
- انحسار الخطاب العلماني
- العدل والديمقراطية
- الثنائية المزيفة: إما حكم الأغلبية...وإما حكم الأقلية
- الوطنية و حلبة الصراع من أجل السلطة
- الديمقراطية و استبداد الأغلبية
- حوار في الدين و السياسة و التعليم
- الرقابة في عصر -الأنوار- الإسباني
- نقد العقل الجبان
- التفكير النقدي: طريق الخلاص
- الأفكار الجديدة و التقاليد الموروثة
- المثقف بين الطموح و تسويق الذات


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد راشد المطيري - جماعة الدعوة والتبليغ على الطريقة المسيحية