أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غيورا آيلند - الانبطاح المخجل أمام البابا














المزيد.....

الانبطاح المخجل أمام البابا


غيورا آيلند

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاسبوع القادم سيصل البابا بنديكتوس السادس عشر لزيارة اسرائيل. من الافضل لو ان هذه الزيارة لا تتم، وخلافا للرأي السائد، فان فيها ضررا سياسيا لاسرائيل وليس فيها أي نفع.
بنديكتوس السادس عشر خدم في صباه في "هتلر يوغند" وبعد ذلك في "فرمخت الالماني". وحتى لو قبلنا القول بأن هذا كان سبيل العديد من الشباب الالمان في الحرب العالمية الثانية، وان الامر لا يدل بالضرورة على مواقف لاسامية، فان في ذلك وصمة غير صغيرة. فأحد لم يحقق في افعاله في الفترة اياها بجذرية، والشك بقي شكاً.
الشك الذي كان بالنسبة لمواقف البابا من اليهود ازيل عقب قرارين اتخذهما الرجل - قرارين في افضل الاحوال هما نتيجة انغلاق الحس وفي اسوأ الاحوال هما تعبير عن اللاسامية.
في آب 2008 توج بنديكتوس السادس عشر البابا بولص الثاني عشر "قديسا". بولص الثاني عشر كان البابا خلال فترة كل الحرب العالمية الثانية. الامر اكثر ايجابية الذي يمكن قوله عنه هو انه كان لا مباليا تماما لمصير اليهود، آخرون مثل جون كرونويل في كتابه "بابا هتلر" يصفون تأييده للنظام النازي. توجد عشرات التقارير التي توثق مندوبي الكنيسة، من هولندا، النمسا، واوكرانيا ممن بعثوا برسائل للبابا وفيها تقارير عن اعمال القتل التي قام بها النازيون، بما في ذلك ذكر التواريخ، الاماكن واعداد المقتولين. اما بولص الثاني عشر ففضل التجاهل.
كان هناك مسؤولون كاثوليكيون كبار طلبوا منه ان يخرج بقول واضح حتى لو لم يردع النازيين فعلى الاقل يخلق ترددا لدى المتعاونين الكاثوليكيين في بولندا، في اوكرانيا وفي غيرها من البلدان، ولكن البابا رفض. وحتى من اجل يهود مدينته روما، ممن اقتيدوا نحو الموت من تحت انفه، لم يحرك ساكنا. هذا هو الرجل الذي اختاره بنديكتوس السادس عشر ليرفعه الى درجة القديس.
الفعل الثاني يتعلق بناكر الكارثة الاسقف ريتشارد وليامسون، الذي ادعى بانه لم يكن هناك على الاطلاق قتل مقصود لليهود في الحرب العالمية الثانية، وان المحارق هي اختلاق وبشكل عام عدد اليهود الذين ماتوا في المعسكرات هو 300 الف في اقصى الاحوال. وبسبب اقواله نبذ في حينه من الكنيسة. وها هو بنديكتوس السادس عشر سعى الى اعادته الى منصبه ومنحه اعادة الاعتبار.
لم يتأثر البابا حين صدرت صرخة (يهودية اساسا) وحاول تبريره بطرق غريبة. وفقط عندما تحدثت المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل اليه "كألمانية الى ألماني" ودعته بصوت حازم الى التراجع اضطر للتنازل.
ودرءا للشك، فان البابا لم يأت الينا للحوار والمصالحة، كما أنه لم يأت بسبب رغبته في زيارة دولة اسرائيل. فهو يريد ان يصل الى هنا لأنه "بالصدفة"، توجد الاماكن الاكثر قدسية للمسيحية تحت سيادة اسرائيلية، ومثل اسلافه لا يمكنه الا ان يزورها.
اذا كانت لديه نوايا سياسية، فانه لا يحركها العطف علينا. لقد اعرب البابا عن تأييده لمؤتمر دربن الثاني. زيارته الى السلطة الفلسطينية يصر على ان يجريها في مخيم لاجئين وبمحاذاة الجدار الامني، وهكذا سيكون اللاجئون الفلسطينيون والجدار الديكور المناسب لرسالته عن مظالم الاحتلال اليهودي.
وحيال نهج مضاد لاسرائيل بهذا القدر مستعدة دولة اسرائيل ليس فقط لاستضافته حسب البروتوكول، بل وان تتجاوز ذلك. 43 مليون شيكل ستكلف الزيارة. فضلا عن نفقات الضيافة والحراسة العادية التي ينالها كل رئيس دولة، فان دولة اسرائيل تمول ايضا الاحتفالات والمناسبات المسيحية.
الانبطاح امام البابا هو عمل مخجل، وخلافا للرأي السائد ليس فيه اي منفعة سياسية. ومثلما يمكن لمواجهة زائدة لا داعي لها ان تضر بمكانة الدولة، هكذا يمكن ان يضر ايضا انبطاح زائد لا داعي له. لو قلنا للفاتيكان إن "الوقت غير مناسب للزيارة" لكنا فعلنا فعلا محقا من ناحية يهودية وذكية، من ناحية سياسية على حد سواء.

* جنرال متقاعد في الجيش الإسرائيلي ("يديعوت احرونوت")



#غيورا_آيلند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غيورا آيلند - الانبطاح المخجل أمام البابا