أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مصريون -مع- التمييز!














المزيد.....

مصريون -مع- التمييز!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 09:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ليس التجاهل الإعلامى للمؤتمر المهم الذى عقدته حركة "مصريون ضد التمييز الدينى" هو علامة الاستفهام الوحيدة، خاصة وأن هذه الحركة التنويرية كرست مؤتمرها هذا العام لمناقشة قضية بالغة الخطورة، ألا وهى "التمييز فى التعليم".
ورغم أن هذه ظاهرة بالغة الخطورة، لأنها تضرب أحد دعائم ومرتكزات التنشئة الاجتماعية وصقل الهوية الوطنية..
ورغم أن كل بيت فى مصر، من الاسكندرية إلى أسوان، يلمس تفاقم واستفحال هذه الظاهرة السلبية، بحيث أصبحت المدارس ومعاهد التعليم، وحتى دور الحضانة ورياض الأطفال أماكن للفرز الطائفى وبؤرا لتفريخ التعصب والتزمت..
رغم ذلك كله لاذت الغالبية الساحقة من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بالصمت المطبق، رغم أن كثيراً منها يبحث عن أى "حبة" ليصنع منها "قبة"، ويملأ الدنيا ضخباً وضجيجا على سفاسف الأمور.
ومن هنا .. فإن هذا الصمت الإعلامى المريب، والغريب، يثير تساؤلات كثيرة عن السبب الذى يشل يد كثير من الإعلاميين عن التناول "المهنى" لهذا المؤتمر.
ألا يعنى هذا أن التمييز قد تغلغل حتى فى داخل المؤسسات الإعلامية بحيث أصبحت تغض الطرف عنه وتتجنب تسليط الأضواء على المبادرات القليلة التى تحاول فضح صوره القبيحة، بما يقترب من "التواطؤ"؟!
التساؤل الثانى من نصيب الحكومة نفسها، وبالتحديد وزارة التضامن الاجتماعى التى ترفض الترخيص لحركة "مصريون ضد التمييز الدينى" المعروفة اختصاراً باسم "مارد" والتى تشكلت فى أغسطس 2006 – كما يقول أمينها العام وأحد مؤسسيها الرئيسيين الدكتور محمد منير مجاهد – "كتطوير لمقاصد بيان بعنوان "مسلمون ضد التمييز" صدر فى أعقاب اعتداء مسلح على ثلاث كنائس بالاسكندرية فى أبريل من نفس العام، قام به شخص وصفته أجهزة الأمن بأنه مختل عقليا، وتحدد هدف المجموعة فى مناهضة التمييز الدينى والدفاع عن حقوق المواطنة الكاملة لكل المصريين.. واشتبكت مجموعة "مارد" منذ تأسيسها مع قضايا التمييز الدينى فى المجتمع وأصدرت عددا من بيانات التضامن مع ضحايا التمييز الدينى، كما شاركت ببياناتها وبكتابات أعضائها فى توضيح رأيها فى التعديلات الدستورية ولتنقية القوانين من كل ما يميز بين المصريين على أساس الدين، وقامت بتنظيم عدد من الندوات تعالج جوانب مختلفة للتمييز الدينى، ورأى بعض أعضاء "مارد" أهمية تطوير العمل بايجاد شكل مؤسسى، فتقدموا بطلب فى 9 ديسمبر 2007 لمديرية التضامن الاجتماعى بالجيزة لاشهار مؤسسة أهلية باسم "مؤسسة مصريون فى وطن واحد".
لكن وزارة التضامن الاجتماعى اعترضت، وجاء فى الخطاب الذى وجهته الى وكيل المؤسسين بتاريخ 27 يناير 2008 "نحيط سيادتكم علما بأن المديرية تأسف لعدم قيد المؤسسة حيث توافر لها مقومات المادة 11 من القانون 84 لسنة 2002 ولائحته التنفيذية".
والسؤال الذى أتوجه به اليوم إلى الدكتور على مصيلحى وزير التضامن الاجتماعى، وإلى حكومة الدكتور أحمد نظيف بأسرها، هو : لمصلحة من يتم رفض إشهار جمعية أهلية تناهض التمييز الدينى؟
وألا يعطى هذا الرفض الحق للرأى العام فى أن يستنتج – بمفهوم المخالفة- أن لهذه الحكومة مصلحة فى تأجيج هذه النعرات الطائفية والتيارات المتعصبة تغطية لسياسات وحرفا للانظار عن ممارسات سياسية واقتصادية بعينها؟
لقد كان من المفترض ان تقوم الحكومة بتشجيع مثل هذه المبادرات بعد أن وصل التمييز الدينى والفرز الطائفى إلى مستويات خطيرة أشاعت مناخاً هستيرياً فى البلاد عزز ثقافة الكراهية والتعصب والتزمت، وأصبحت تمثل تهديدا حقيقيا لأمن مصر القومى، فى فترة حرجة تشهد تحولات دراماتيكية على المستويين العالمى والاقليمى، وتتلمظ فيها قوى أجنبية كثيرة للتنطع على شؤننا الداخلية باستخدام ذرائع الفتنة الطائفية وغيرها من الممارسات القبيحة التى تمثل انتهاكاً صريحاً لحقوق الانسان.
لكن بدلا من أن تقدم الحكومة لهذه المبادرة الايجابية الشجاعة يد العون والدعم والمساندة قبلت لها ظهر المجن ووقفت جنبا إلى جنب مع أكثر العناصر والاتجاهات تعصبا وتخلفا ضد الترخيص بقيامها!
إذن نحن لسنا إزاء مواقف "فردية" تكرس التمييز الدينى وغير الدينى، وإنما نحن إزاء مواقف "مؤسسية" .. وهذا هو الخطير فى المسألة برمتها.
فمؤسسة الحكم ترفض الترخيص لحركة أهلية تستهدف مناهضة التمييز الدينى.
ومؤسسة التعليم – الرسمى وغير الرسمى – "ترعى" هذا التمييز جهاراً ونهاراً فى المناهج والمدارس.
ومؤسسة الإعلام – الحكومى والحزبى والخاص – أصبحت جزءا من المشكلة كما رأينا حتى نقابة الصحفيين تورطت فى هذا المستنقع، مرة بخضوعها للابتزاز والبلطجة من أجل إلغاء انعقاد المؤتمر الوطنى الأول لمناهضة التمييز الدينى يومى 11 و12 أبريل 2008 بمقرها، ومرة ثانية بتصويت مجلس النقابة بأغلبية كاسحة ضد استضافة المؤتمر الوطنى الثانى مؤخرا، ولم يشذ عن هذا القرار المتناقض بصورة مطلقة مع تاريخ النقابة التى ظلت حصنا للحريات والدفاع عن الديموقراطية وحقوق الانسان منذ إنشائها سوى النقيب الاستاذ مكرم محمد أحمد الذى وقف وحيداً هو والزميل الاستاذ جمال فهمى عضو المجلس بينما رفع الباقون أياديهم رفضا لاحتضان النقابة مؤتمرا مناهضا للتمييز الدينى فى التعليم!!
ويجب أن نعترف بهذه الأبعاد الكارثية التى وصلت إليها ظاهرة التمييز الدينى فى بلادنا، وألا نهون من شأنها، ونظل نجتر الشعارات المنافقة التى تزعم أن كل الامور تمام وان الامر لا يعدو أن يكون تصرفات فردية أو زوبعة فى فنجان.
فالأمر جد خطير .. وما حدث مؤخرا بصدد مؤتمر مناهضة التمييز الدينى درس ينبغى أن نتعلمه جيداً وان نستنتج منه الاستنتاجات الصحيحة دون لف أو دوران.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصريون ضد التمييز
- نبيل العزبى وجمال أسعد.. ثنائية النجاح فى عيد أسيوط القومى
- الطوفان.. قادم
- وهابيون.. حتي في الكنيسة القبطية
- -الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!
- أدب السجون: كتابات تقشعر لها الأبدان!!
- عبدالملك خليل
- إعطنى هذا الدواء
- إمسك .. بهائى!
- سيادة النائب العام.. شكرًا
- هل نحتاج إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب؟!
- انتبهوا أيها السادة: نتيجة امتحاننا في »النزاهة«.. ضعيف جدا
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة . ...
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة 5 ...
- حلم .. ولاّ علم؟!
- من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!
- كيف يتعامل الاعلام المصرى مع تحديات العولمة؟
- ثورة 1919 .. تسعون شمعة
- هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟
- بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - مصريون -مع- التمييز!