أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!















المزيد.....

المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعلومات الواردة تقول بأن معسكر الاعتدال العربي،يستعد لطرح تعديلات على المبادرة العربية للسلام،تلك المبادرة التي تم إقرارها واعتمادها في قمة بيروت 2002،ومنذ ذلك التاريخ أضحى حال تلك المبادرة كحال النعش الطائر،فهي يجري ترحيلها من قمة لأخرى،وإسرائيل تركلها طولاً وعرضاً،بل وإمعانا في إذلال وتحقير طارحيها،فهي لم تكتفي برفضها نظرياً والقول بأنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به،بل داستها الدبابات الإسرائيلية في اجتياح الضفة عام 2002 ومحاصرة الرئيس الشهيد أبو عمار في المقاطعة برام الله ومن ثم في الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على لبنان والمقاومة في تموز/2006،ولم يترك العرب عاصمة أوروبية أو حجيج للبيت الأبيض إلا واستجدوا أمامه قبول إسرائيل لهذه المبادرة،ومن قمة لأخرى كان يتم الهبوط بسقفها حتى توافق إسرائيل عليها،ولعل آخر هذه التنازلات كانت في قمة الدوحة الأخيرة،حيث لم يتم ربط حق العودة للشعب الفلسطيني وفق الإطار والمرجعية القانونية الدولية قرار 194،وفي ذروة الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومواصلة حصاره وتجويعه في كانون أول/2008،اشتد الجدل حول تلك المبادرة تسحب أو لا تسحب من التداول،وخلص العرب إلى استمرار طرحها ولكن؟، والجميع يدرك أنه بدون أن يكون هناك قوة تدعم هذه المبادرة وبدون أن يكون لها أنياب،تجبر الآخرين على قبولها،فالأمر يصبح سيان في سحبها أو عدمه.
ومن الهام جداً أنه في كل ما يطرح من مبادرات وتصورات للحل فيما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي،ومهما كان شكل ونوع المبادرة المطروحة والجهة الطارحة،فالمطلوب منه الهبوط بسقفها والقبول بها هم العرب،أما الإسرائيليون فهم المالكون لحق الرفض والتعديل والشطب،فخارطة الطريق وضعوا عليها 14 تعديلاً وتحفظاً،أما العرب فلا حول لهم ولا قوة سوى أدعية العاجزين والتوسل أمام العواصم الدولية ومقرات المم المتحدة.
واليوم بعد تشكل حكومة مغرقة في اليمينية والتطرف في إسرائيل،والتي قالت بشكل واضح لا يقبل التأويل أنها ترفض فكرة حل الدولتين،وأقصى ما تعرضه هو حكم ذاتي للشعب الفلسطيني،وقد نصحت أمريكا حلفاءها من معسكر الاعتدال العربي،أنه من أجل كبح جماح الحكومة الإسرائيلية والتخفيف من تطرفها،فلا بد من إجراء تعديلات على المبادرة العربية،تحشر هذه الحكومة في الزاوية وتجعلها تقبل بالمبادرة العربية اسماً والإسرائيلية مضموناً.
وقبل الشرح والتفصيل يجب أن يكون واضحاً وأن تزال الغشاوة عن أعيننا كعرب وفلسطينيين بأنه لا يوجد ما يسمى باليسار الإسرائيلي،وهذا ليس تجني على الواقع أو رؤية غير واقعية أو مسقطة،بل هذه حقائق دامغة فكل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ ما سمي بمؤتمر مدريد للسلام وحتى الحكومة الإسرائيلية المشكلة الآن،جميعها متفقة في الاستراتيجي،ومختلفة في بعض التفاصيل والجزئيات واللغة والمفردات،ولم تأتي أية حكومة إسرائيلية لتعترف بالحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،فمن معشوقة الزعامات العربية"تسفي ليفني" إلى"حمامة السلام"(شمعون بيرس) والذي يجوب العواصم الأوروبية ليروج لحكومة "نتنياهو" وعدم تعارض الاستيطان مع السلام،هناك اتفاق على مشاغلة ومفاوضة العرب والفلسطينيين أطول مدة ممكنة دون منحهم أية تنازلات لها علاقة بالحقوق والأرض.
والمأساة هنا أن عرب الاعتدال مطلوب منهم تقديم تعديلات عليها،وهذه التعديلات التي تمس جوهرها ومرتكز أساسي من مرتكزات البرنامج الوطني الفلسطيني،ألا وهو حق العودة والمطلوب شطبه من المبادرة،لا يضعها موضع التنفيذ،أو لا يشترط مقابل ذلك شروع إسرائيل بتفكيك المستوطنات،ووقف كافة ممارسات وإجراءات التهويد والأسرلة في القدس،بل إسقاط حق العودة مقابل أن تقبل إسرائيل بحل الدولتين،ودون تحديد لحدود وما هية الدولة الفلسطينية،وبعد عرض المبادرة العربية بصورتها المعدلة،وحتى لا تسقط الحكومة الإسرائيلية وحتى يستطيع"نتنياهو" إقناع الإسرائيليين وشركاءه بالحكومة من"إسرائيل بيتنا وشاس" وغيرهم بالمبادرة العربية،فلا بد من إخراج القدس من تلك المبادرة وكذلك بقاء الكتل الاستيطانية الكبرى بيد إسرائيل،وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وتستجيب لمصالح إسرائيل الأمنية،وتعهد واضح بأن لا يقف على رأس تلك الحكومة الفلسطينية أي من فصائل المقاومة وغير ذلك من الشروط والاملاءات.
ودعني أقول هنا أليس حالة الذل والهوان تلك،نتيجة طبيعة ومنطقية لحالة الانهيار والضعف العربي،والتي رهنت كل خياراتها وحقوقها لنهج تفاوضي،ثبت عقمه وفشله بالملموس،أليس بنا بدلاً من أن نطارد ونحاصر قوى المقاومة أن نطلق يدها،ومن لا يريد أن يقاوم فعلى الأقل فليكف يده عن المقاومة.
ألم نسأل أنفسنا لماذا أمريكا تهاب إيران وتقدم لها التنازل تلو التنازل،من أجل إيجاد حلول ومخارج لسعيها إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل،ولماذا شخص مثل طيب رجب أردغان يصف عدوان إسرائيل على شعبنا بجرائم حرب،وينسحب من مؤتمر "دافوس" الاقتصادي احتجاًجاً على تفوهات "بيرس" بحق شعبنا الفلسطيني وتبريره للجرائم التي ارتكبها جيشه بحق الأطفال والنساء.
والجواب هنا معروف أن تلك القيادات مدعومة جماهيرياً وتعبر عن إرادة شعوبها،وهي تطلق العنان للحريات الديمقراطية،ولا تنهب خيرات وثروات شعوبها،بل تعمل على توزيعها بشكل عادل،وهي تبني جيوشها وقواتها،ليس لقمع جماهيرها،والاستعراض وحمل الرتب والنياشين الوهمية،بل من أجل الدفاع عن أوطانها والتحول إلى قوى إقليمية فاعلة في المنطقة والشأن الدولي.
إن هذه المبادرة والتي أضحت كالنعش الطائر،ترحل من قمة إلى أخرى،ويجري الهبوط بسقفها تحت شعارات الاعتدال والواقعية،من أجل أن تقبل إسرائيل لا بتنفيذها،بل بالتفاوض حولها،يجعلنا نقول أن دفن هذه المبادرة أفضل من استمرار اجترار الحديث حولها،وكأنها كما يقول المأثور الشعبي"بدها إجيب الذيب من ذيله"،فالمبادرة بدون قوة تسندها تصبح كما قال عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق"شارون" لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به،وحتى يصبح حبرها غالياً وكاتبيها يحسب لهم ألف حساب،فعليهم أن يبنوا ويتجهوا إلى خيارات أخرى أثبتت فاعليتها وجدواها في الميدان،وتاريخ كل الشعوب من القدم وحتى الآن لم يعرف أن شعوباً استرجعت حقوقها واستردت أوطانها بالمفاوضات فقط.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارك ومشاغلات في كل الاتجاهات ...
- لنهيل التراب على جثماني الحوار والمصالحة الفلسطينيتين ...
- في الأول من ايار
- بيان الأول من ايار/ جبهة العمل النقابي ...
- المطلوب محكمة احمد نجاد ....؟؟؟
- العلاقات العربية- الايرانية حاضراً ومستقبلاً ..
- على خلفية دعوة -نتنياهو-/ المطلوب اعتذار فلسطيني عن النكبة . ...
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني 2009
- لماذا استهداف حزب الله الآن ...؟؟؟
- عن الأسرى والقدس.....وقوانين -وقوانين- قراقوش- الاسرائيلية . ...
- جبل المكبر والاستهداف الاسرائيلي المستمر والمتواصل ....
- ورحلت حكومة اسرائيلية ....وجاءت حكومة أخرى ...
- في ذكرى يوم الأرض ....تضيع الأرض ....!!
- قطر لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير ...
- في حضرة المناضل الكبير بسام الشكعة ...
- الشروط الأمريكية- الاسرائيلية حاضرة على طاولة الحوار الوطني ...
- الأسرى الفلسطينيون تصعيد ومس خطير بالحقوق ...
- نحو مؤتمر شعبي لمواجهة سياسة هدم المنازل في القدس ...
- أين شروط الرباعية من تشكيلة الحكومة الاسرائيلية ..؟؟
- هل يتفق ملوك الطوائف في القاهرة ...؟؟


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!