أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد صموئيل فارس - أبونا سمعان الحائر بين ذبح الخنازير وذبح أبناءه؟!














المزيد.....

أبونا سمعان الحائر بين ذبح الخنازير وذبح أبناءه؟!


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 00:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في العيد الواحد والثمانين لحكم الرئيس مبارك كان أقباط منشية ناصر تحت سفح جبل المقطم على موعد مع الإحتفال برئيسهم والذي لا يترك مناسبه إلا وللأقباط نصيب من الهدايا، وهذا العام كان الإهداء مقدم من الرئيس وهو قرار تم تنفيذه في سرعة البرق وهو ذبح لقمة العيش وتخريج دفعة كبيرة من شباب هذه المنطقة إلى المعاش المبكر بعد أن أصدر قراره بذبح أي رأس خنزير يتم العثور عليها في المنطقة.
ولكن اختلط الأمر على قوات الأمن ولم يفرقوا بين الخنازير والبشر وتم الذبح بطريقه جماعية، وكانت المصادمات بين شباب الأقباط والذين يقومون بتربية الخنازير والعيش على هذه المهنة الشريفة وبين قوات الأمن والذي تعامل كالعادة مع أبناء المحروسة وكأنهم عبيد ليس لهم حق في الإعتراض على قرار الذبح.
أليس من المفروض وضع خطة عند اتخاذ مثل هذه القرارات حتى لا يحدث ما حدث مع هؤلاء البشر؟ ولكن كالعادة فرمانات تصدر والعبيد عليهم بتنفيذ الأوامر، وإلا تُذبح الرؤوس وتُفتح الزنازين لكل معترض.
وفي كل مشكله يلجأ الأمن إلى رجال الكنيسة.. وهذا ما حدث مع الأب سمعان ابراهيم وهذا الكاهن معروف بمواقفه الشجاعة، ولكن كان في حيرة من أمره، ماذا يفعل أمام جبروت النظام وقوات الأمن وأمام دموع أولاده وصرخاتهم التي كانت تدوي تحت سفح جبل المقطم؟ فهذا الجبل هو الشاهد الصامت على آلام الأقباط خلال 21 قرناً من الزمان على الظلم والقهر الذي يتعرضون له منذ أن دخل العرب مصر رافعين سيوفهم وحتى هذه اللحظات.
ومسكين هذا الخنزير الذي تعرض للتشويه المعنوي وجاء الدور الآن والحكم عليه بالإعدام وفق الشريعة التي أصدرت حكمها على هذا الحيوان بأنه نجس ولا يصح وجوده في الحياة، وبناء عليه تم تنفيذ الحكم دون سماع كلمة دفاع عن هذا الحيوان ومن يربونه، بالرغم من أن الواقع يقول أن هذا المسكين له إيجابيات ونافع لهذا الوطن أكثر من الآلاف الذين يهدمون وليس لهم انتماء لهذا البلد بل يعيشون لذواتهم ويأكلون لحوم البشر، أما هذا الخنزير فهو يقدم نفسه من أجل أن يعيش الآخرين.
ولعل البعض يقول حاشا لنا أن نأكل هذا اللحم النجس، ويبدو أنه لا يعرف أن من مشتقات هذا الحيوان يتم تصنيع عقار الإنسولين للملايين من مرضى السكر، ويعيش على تربيته الآلاف من الأسر التي في أمس الحاجة إلى القوت اليومي.
تركنا كل شيء وحكمنا عليه بالشريعة فقط دون النظر إلى الحاجة إليه، والتهمة الجديده وباء ألفنونزا الخنازير وهو بريء من هذه التهمة بحسب تصريحات وزير الصحه المصري دكتور حاتم الجبلي، والذي أشار إلى أن الأمر التبس على البعض لأن المرض ينتقل من إنسان لآخر، وأدان من وجهة نظره على شاشات التليفزيون المصري القيام بذبح الخنازير، ولم يلتفت أن هناك بشر قد تم ذبحهم يوم أن أُتخذ هذا القرار العشوائي.
ولكن ماذا يفعل هؤلاء الأقباط المساكين بعد أن خسروا لقمة العيش إرضاءاً للشارع المتطرف ومغازلة مبارك في عيد ميلاده للمتشددين الإسلاميين؟ وماذا يقول الأب سمعان لأولاده؟ وكيف يتعامل معهم بعد أن خسروا كل شيء؟ من سيعوضهم ما خسروه فليس هناك في مصر مواطن يثق في وعود النظام وحتي رجال النظام لا يثقون في الحكومة فما بالك المواطن العادي؟
رحم الله كل خنزير سفك دمه من أجل خدمة هذا الوطن والمواطنين، والله يكون في عون إخواننا المعتقلين، وربنا يستر علينا من وباء المفسدين.




#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ الذي هز عرش بن لادن والظواهري؟!!
- الإرهاب صناعة دولة
- البشير أم السودان... من سيغتال الآخر؟!
- الآرهاب صناعة دوله
- الأقباط حركة دينية أم جماعة وطنية؟!
- رحلة في عمق التاريخ القبطي
- قريبا رسالة ترحيب من القاعده لآوباما؟!!
- الحلقه المفقودة في العمل القبطي (2)
- الحلقة المفقودة في العمل القبطي؟!
- ثري سعودي يعرض عشرة ملايين دولار لشراء الحذاء؟!!
- المرأه والآقباط بين حجري رحا؟!
- حمله دوليه تستحق التضامن والتحيه؟!
- أقباط من وطن لايرحم الي قدر متربص بهم!!
- هنا صناعة الكتاب والمفكرين
- أي جزيه تُريدين يا ناقصة العقل والدين؟!!
- حقيقة الهجوم المفتعل على شيخ الأزهر؟!
- الأمن نصب الفخ للإخوان والوسيلة كنيسة عين شمس!!!
- المصريون بين قراصنة الداخل والخارج؟!
- مصريين في سوق النخاسه؟!
- مؤتمر الوطني لم يخرج عن كونه شو إعلامي؟!


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد صموئيل فارس - أبونا سمعان الحائر بين ذبح الخنازير وذبح أبناءه؟!