أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدا لله محمد العبد الله - الديمقراطية وحقوق الإنسان سبيل لمعرفة الله ودينه وعبادته..(1)















المزيد.....

الديمقراطية وحقوق الإنسان سبيل لمعرفة الله ودينه وعبادته..(1)


عبدا لله محمد العبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يا الله لبيك لا شريك لك
يتطرق المنهج الإلهي بشكل أساسي إلى حقوق الله على الإنسان والمجتمع ، فحقوق الله هو الموضوع الأساس في كل الشرائع والأديان وهو الغاية التي جاء من أجلها جميع الأنبياء والأولياء عبر التأريخ ، إلا أن المنهج الإلهي لم يَهمل الأنواع الأخرى من الحقوق وعلى رأسها حقوق الإنسان وحقوق المجتمع وحقوق الطبيعة والبيئة ، وإنما وفر لها مبادئها لأنها متعلقة بنظر الإنسان الى الله .
إن لتسليط الضوء على حقوق الإنسان منافع عدة لضمير الإنسان وروحه وإيمانه ، لأن في معرفة حقوق الإنسان معرفة الإنسان لمدى كرم الله عليه وحنانه ورحمته وعطفه ، فحقوق الإنسان هي هبة الله للإنسان عبر كل الأزمان وليس عطاء الإنسان لنفسه وللآخرين ، فهي تعبير عن رعاية الله وعنايته وتكريمه للإنسان ، إن التعرف على تلك الحقوق سوف يؤدي إلى رقة قلب الإنسان والتي ستقوده إلى معرفة حنان ووّد وكرم الله سبحانه .
إن معرفة الإنسان بأن الله قد كفل له كل هذه الحقوق سوف تؤدي بالإنسان إلى الميل لاتجاه ذكر الله وشكره وباتجاه الإعجاب بالله والانبهار به وباتجاه الإدراك لمدى رقة ومراعاة الله للإنسان ولمشاعره وأحاسيسه وحاجاته .
إن معرفة حقوق الإنسان وسيلة أساسية لبناء مجتمع المحبة ، ووسيلة أساسية لعيش الإنسان مع الله ، فالإنسان لا يستطيع أن يبني مجتمع المحبة إذا لم يتعامل مع الآخرين من خلال الحقوق التي وهبها الله لهم ، وأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في حب مع الله إن لم يحفظ حقوق الله وحقوق المجتمع وحقوق الإنسان وحقوق الطبيعة والبيئة ، وعلى الإنسان أن يتعامل مع كل ما ذكرنا وفق ما يحبه الله ووفق ما يقرهُ الله ووفق المنهج الذي يرتضيه الله للبشرية والخلائق أجمعين .
إن معرفة حقوق الإنسان والإقرار بها والعمل عليها تؤدي إلى زيادة حب الإنسان لله كما وتؤدي الى زيادة محبة الناس فيما بينهم ذلك لأن الإنسان سيتورع عن كل أنواع الأذى لأخيه الإنسان ، وسوف يبتعد عن كل مالا يرضاه الله في تعامله مع الآخرين .
إن في معرفة تلك الحقوق فائدة مهمة ألا وهي حماية تكامل الإنسان ورُقيه الروحي والفكري والعقائدي ، فعندما يبتعد الإنسان عن ظلمه للآخرين والأذى لهم والاعتداء على حقوقهم والقهر لهم والخدش لمشاعرهم فأنه بذلك يقوم بحماية حياتهم الروحية والمعنوية ويحمي تكامله ويحمي مسيرته بالتعرف على الله والتعرف على عبادة الله الحقّة ، إن مسيرة التكامل باتجاه الله سبحانه ستتعثر وتتوقف حتماً عندما يظلم الإنسان حقوق أخيه الإنسان .
إن معرفة حقوق الإنسان تؤدي الى خروج المجتمع من أزمات كبيرة وخروج العوائل والتجمعات الصغيرة من مشاكل كثيرة ،وهذا سيقود الى تفرغ المجتمع روحياً الى البناء القيّمي والأخلاقي والروحي والمعرفي والتكاملي بأتجاه الله .
إن أول حق للإنسان كفله الله له هو حقه في أن يعرف الله ،لأن الإنسان مرتبط وجدانياً بخالقه وأنه لا يستطيع أن يتكامل بدون معرفة الله وهذا الحق مكفول للإنسان من قِبل الله ، فهو سبحانه لا يسمح لأي جهة أو سلطة حكومية كانت أم دينية أم اجتماعية أم اقتصادية من أن تمنع الإنسان من التعرف على الله وعلى وحدانيته وصفاته ، فعلى الأنسان أن يُدافع عن حقه هذا دائماً وأبداً ، ولا يقبل على الإطلاق بتجاهل حقه في معرفة الله ولا يقبل بتجاهل حقوق الآخرين بمعرفة الله ولا يقبل بأي هيمنة أو تسلط فكري أو عقائدي أو إعلامي أو ثقافي أو غيره يمنعه من معرفة الله .
إن معرفة الله هي الحاجة الكبرى لقلب الإنسان وهي المصدر الأساس لرُشد الإنسان وحكمته وهي السبب الأول في نجاح الإنسان من الناحيتين الدنيوية والأخروية ، فعلى البشرية جمعاء أن تدافع وتؤكد على أهمية وجود وانتعاش وتوسع وانتشار ثقافة المعرفة بالله .
من الحقوق التي وهبها الله للإنسان وكفلها له في كل الشرائع والأديان هو حقه في المساواة وحقه في أن يكون مثل أي إنسان آخر بلا تمييز ديني أو مذهبي أو عرقي أو مناطقي أو عنصري أو إجتماعي ، ومن حق الله فقط أن لا يساوي بين الناس ويُميّزهم حسب تقواهم وإيمانهم والله سبحانه يدخر جُل هذا التمييز الى الحياة الآخرة، والله ضامن بعدله وحكمته وقدرته المساواة بين الناس في الحياة الدنيا .
إن من الحقوق التي وهبها الله للأنسان هو حق الشعور بالأمان وعدم التعرض الى التهديد والتخويف والأبتزاز والقهر والتسلط والأستبداد وعدم التعرض الى الحروب والى الحياة الخطرة والى مصادر القلق في الحياة ، وان من يسلب الناس الشعور بالأمان فقد وضع نفسه موضع المعارضة والندية لله ، وذلك لأن الإنسان لا يستقيم تكامله وتفكيره وتدبيره ورُقيه بدون الشعور بالأمان ، ولذلك أعطى الله الأمان للإنسان في الدنيا ليأخذ الفرصة الكاملة في التكامل والأختيار ، كما أوجب الله على الناس كلهم أن يحموا نعمة الأمان لأنها حق عام لا يجوز لجماعة أو سلطة حكومية أو غيرها أن يتصرفوا بها أو يسلبوها من الآخرين ، ذلك لأن عيش الإنسان والمجتمع في وسط مسلوب الأمان ووسط الصراعات والعنف والخوف والقلق والفقر والعوز والجهل والمرض والإهمال سيؤدي الى ترك الإنسان والمجتمع لطلب القيّم والمُثل والمبادئ والأخلاق مما سيعرقل ويهمش وربما قد يُعاكس في سيره مسيرة التوجه نحو التكامل ونحو معرفة الله وعبادته .
إن الله قد كفل الحرية للإنسان في الحياة الدنيا الى درجة واسعة جداً ، حيث تركه يختار بين القرب منه أو البُعد عنه ، وتركه يختار بين المنافع المادية الدنيوية الزائلة وبين المنافع المعنوية الدائمة ، وتركه يختار بين الغفلة عنه أو الذكر له ، وتركه يختار بين الحب لربه والحب لنفسه وتركه يختار بين حب قيادات صالحة ومُصلحة وعادلة ومُجددة وبين التمسك بقيادات ظالمة أو مستكبرة أو مستبدة أو طائفية أو فاقدة للأهلية والكفاءة ، فلإنسان حسب التكوين والتخطيط والقضاء والتشريع الإلهي هو إنسان له حق الأختيار لطريقة حياته وطريقة تفكيره وإيمانه ، ولا يجوز لأحد أن يسلُب هذه الحرية الممنوحة من الله تحت أي مبرر أو ذريعة ، فالحرية هي من أعز الحقوق التي يشعر بها الإنسان ولا يستطيع العيش الكريم بدونها ، والحرية هي من أكرم النعم الإلهية على الإنسان إذ تعطيه المعنى الحقيقي لإنسانيته وتجعل إختياره لله طوعاً وإعجاباَ وانبهاراَ لا جبراً ولا خوفاَ ولا قهراً .
من الحقوق الممنوحة للإنسان حق إبداء الرأي بكل ما يحدث حوله ، وهذا الحق ضروري ليُعبر الإنسان عن إنسانيته ويتحمل الإنسان مسؤوليته وليأخذ الإنسان دوره في الواقع ، فلا يجوز لأحد أن يمنع الإنسان من التعبير عن آراءه ما دام تعبيره هذا ليس فيه تهجم أو إساءة للناس وليس فيه تجاوز أو اعتداء على حقوقهم وكرامتهم ، وعليه يجب أن تسود بين فئات المجتمع وأفراده أخلاق القبول بحق الآخرين في إبداء رأيهم وأخلاق التحمل للآراء المختلفة ، وأخلاق التعايش مع الاختلاف ، فلا يجوز مطلقاً لأي جهة أن تفرض الوصاية على الإنسان وتمنعه من التفكير ، فلا تقليد لأحد في العقيدة مطلقاً ، ذلك لأن العقيدة هي مسؤولية الإنسان وعلى كل إنسان أن يستثمر هذا الحق ويسعى بجد وأجتهاد في البحث عن العقيدة الأفضل مع الله وعلى العقيدة الأقرب لرضا الله ، وأن لا يكون إتكالياً ، بل عليه أن يتحمل المسؤولية في البحث بنفسه منتفعاً من آراء وأفكار ومقولات الصالحين .
من الحقوق الكبرى هو حق الإنسان والمجتمع في الدعاء والتضرع ، حيث سمح الله للإنسان أن يطلب منه تغيير القضاء والقدر ، ويطلب منه العفو والغفران والهداية والإصلاح والنُصرة والرزق والتوفيق ، فما أعظمه من حق أن يكون للإنسان حق الكلام مع رب السموات والأرض فيكون كليماً مع الله، فالدعاء هو العبادة والدعاء هو الدين ، والدين تربية لضمير الإنسان وأخلاقه وقيّمه ومُثله ومبادئه .
إن من الحقوق الممنوحة للإنسان هو حقه بأنفاق أمواله ( الزكاة والخُمس والصدقات والتبرعات) حيث تُنفق على الضعفاء والمحرومين وعلى الأعمال الخيرية والتطوعية وعلى دعم إنشاء وعمل المؤسسات الخيرية التطوعية وحقه في إنفاقها في حملات شعبية لمساعدة المحتاجين أو حملات لإصلاح مناطق السكن أو بناء المستشفيات ومراكز الدراسات والبحوث في مختلف الاختصاصات وفي بناء المدارس والجامعات أو إصلاح الأرض ودعم الزراعة والصناعة وغيرها، وحقه في التبرع بالأموال لمحو الأمية في المجتمع وتوفير مستلزمات ومتطلبات نشر الوعي الصالح والمُصلح سواء كان دينياً أم علمياً أم فنياً أم أدبياً أم صحياً أم غيره .
إن الله سبحانه قد ضمن للإنسان الرزق وجعل في الأرض ما يكفي لسد حاجات البشر جميعاً ، وهيأ سبُل الرزق الحلال وجعل الناس محتاجين بعضهم لبعض لكي تجري الأرزاق ، فما جاع إنسان إلا من ظُلمه لنفسه أو من ظُلم أخيه الإنسان له .
إن الله قد أمر الإنسان بالإصلاح وحمّله مسؤولية المجتمع وأوجب عليه خدمة الإنسانية جمعاء ، وعليه فقد صار من أهم الحقوق الممنوحة له من الله هو حق التدخل في شؤون مجتمعه والمجتمعات الأخرى ، وما دام الله لم يضع حدوداً للمجتمعات وتعامل مع البشرية بلا تمييز وعلى أساس أنها ساحة واحدة، فمن الحق الإلهي الممنوح للإنسان أن يتدخل في أي مكان من العالم ، فإذا رأى شعباً مظلوماً مسلوب الكرامة والحقوق في أي مكان من العالم فمن حقه أن يرفع صوته ومن حقه إرسال المساعدات بشتى أشكالها لذلك الشعب والله ضامن لتوفيق ونُصرة هذا الحق ، ومن حقه المشاركة في إصلاح المنظمات والمؤسسات الدولية ، ومن حقه أن يُطالب بإصلاح حكومته أو إصلاح الحكومات في غير بلده وحقه في إصلاح الاقتصاد والثقافة والأعلام والمناهج التربوية والمناهج الدينية ، وحقه في إصلاح الأعراف والتقاليد والعادات وحقه في الثورة على معتقداته السابقة سواء كانت باطلة أم قاصرة ، وحقه في الثورة على مفاهيمه وعاداته وتقاليده، ثورة غايتها صحوة ضمير الإنسان والمجتمع وصحوة المبادئ والقيَّم والمُثل والأخلاق باتجاه معرفة الله ودينه وعبادته .



#عبدا_لله_محمد_العبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدا لله محمد العبد الله - الديمقراطية وحقوق الإنسان سبيل لمعرفة الله ودينه وعبادته..(1)