أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر كاظم - معاول الإرهاب وجبال الوطنية















المزيد.....

معاول الإرهاب وجبال الوطنية


حيدر كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن انحسرت موجات الإرهاب البغيض وتهاوت قلاعه الرملية بفضل المواقف الوطنية الصلبة للعراقيين وصبرهم الذي تجاوز حدود الأساطير، بما قدموه من تضحيات كتبت سيرة مضافة للولادة الوطنية الناصعة على أسس ديمقراطية وفي ظل أجواء من الحرية الحمراء التي دق عليها العراقيون بأيد طاهرة بيضاء من غير سوء ، بعد ذلك وما يفوقه ما زالت تستيقظ هنا وهناك الخلايا الإرهابية النائمة أو لنقل المختبئة ببراقع متعددة منها الحرص على مسايرة الواقع الجديد ومغازلة المواقف الإرهابية والمقترنة حياتيا بتجربة الدكتاتورية ووجههاالكالح ، وهذه المرة ظهرت ـ مع الأسف ـ في موقع حساس هي الثقافة التي لم تدنسها آثام الفعل الإرهابي المتقنع بأقنعة متعددة منها الطائفية الفئوية والتحزبات، التي تتعالى عليها الثقافة فضلا عن إتباع المصالح الغرائزية الضيقة لبعض المحسوبين على الثقافة أو الذين كانوا يشغلون وظائف ضمن السلك الثقافي مع عدم تمثيلهم لأي فعل ثقافي ولكنها نظم الإدارة وشؤونها المنغلقة على أداء الجهد الوظيفي بعيدا عن الأثر الثقافي الذي يصنعه المثقفون .
ولكي لا يكون الطرح عاما لا بد من تحديد موقع الخلية الإرهابية التي استيقظت ـ مع شديد الأسف ـ في دار الشؤون الثقافية، هذه الدار التي كانت وما زالت مصنعا من مصانع الفعل الثقافي العراقي الخلاق، وإن حاول النظام الدكتاتوري السابق أن يدجنها بين الحين والآخر فقد عادت أخيرا إلى فضاء الثقافة الحر في عهد الديمقراطية التي تقدم في أكثر من ميدان الفعل التخصصي الخلاق، المتجاوز لصعوبة الظرف المحيط بالوطن ومحاولات بقايا النظام السابق الطليقة والإرادات والأجندات الخارجية التي تريد النيل من العراق شعبا وأرضا وحضارة وأنى لها ذلك .
ما نشر على أحد موقع الانترنيت يكشف على نحو سافر هذا التوجه الإرهابي الذي يحاول تشويه صورة نامية أخذت الدار تقدمها يوما بعد يوم وبعد البداية المتعثرة التي شهدتها نتيجة حراجة الوضع العام الذي رافق التحول الديمقراطي من جهة أو تسنم من لا يمثل الثقافة مسؤوليتها من جهة أخرى بعيدا عن التقييم الإداري والنزاهة التي يعتز كل من توافر عليها بتاريخه أولا، ولكن من شروط النزاهة أن يتولى المختصون بشأن ما يديرون لا أن يحسبوا عليه . . بعيدا عن كل التخرصات ومحاولات الإساءة من خلال تقييم لعمل الإدارات وافق هوى كاتب ـ أو كتّاب ـ التقرير الأمني باصطلاحات النظام السابق ـ والإرهابي إذا ما اكتسب ما يناسب الحال الآن، لا يخفى أنه محاولة غير نظيفة للنيل من الانجازات الذي تقدمها الدار من خلال محاولات النيل من مديرها الشاعر والباحث والإعلامي والأكاديمي نوفل أبو رغيف وهو غني عن التعريف في المشهد الثقافي والإعلامي، فضلا عن كونه باحثا وأكاديميا يحمل الماجستير في اللغة العربية وآدابها . ويبدو أن ذلك كان تهمة من التهم التي وجهت إليه بكون الدار طبعت له كتاب نقديا وديوانا شعريا ولا ندري هل من مواطن الاعتزاز أم من دواعي التجريم أن يكون مدير الدار مبدعا تشهد على ذلك كتبه المطبوعة ؟!
ومضي (التقرير) في رف الاتهامات التي لا يملك بعضها قدرة سوى الإضحاك ملء الفم ووسع الصدر، إذ يتهم أبو رغيف بأنه كان من عناصر المخابرات أو ضباطه ولنا أن نتساءل هل يعلم كتاب التقارير هؤلاء كم كان عمره آنذاك ليكون من عناصر المخابرات ، وابن من يكون ليكون قريبا من النظام وعنصرا من عناصر أجهزته الأمنية ؟!
ابن من هو ؟!
وهنا تبلغ الغصة أمدها الحارق حين يستكثر الصغار والحاقدون، الذين يسري الحقد الصدامي في دمائهم، على الشهداء الكبار بكل ما قدموه من تضحيات أن يصمتوا أمام الاعتراف الكبير بتضحيتهم . انه ابن الشهيد العقيد الركن هلال أبو رغيف الذي بذل ومجموعة من كبار الضباط الأحرار العراقيين أنفسهم لمحاولة تخليص العراقيين من الطاغوت فكان مصيرهم، بعد ملابسات كثيرة، الشهادة والإعدام على أيدي جلاوزة النظام الفاشي ، وهذا الحدث الجلل يستذكره العراقيون وبخاصة في القوات المسلحة العراقية مثلما تدركه تماما أقطاب المعارضة العراقية للنظام آنذاك ممن عادوا إلى أحضان وطنهم بعد زوال الكابوس ويقودون البلد الآن باختيار الشعب لا بالانقلابات والنار والحديد التي يتباكى عليها الصداميون الصغار أعداء العراق الديمقراطي ممن تقنعوا بأقنعة المصلحة العامة ، وهو جزء حيوي من التاريخ السياسي للعراق الذي أرخ للمرحلة الصدامية في أكثر من كتاب ومنها كتب ومذكرات كبار ضباط العراق كالسيد نجيب الصالحي وكتاب مربع الإرهاب للسيد عامر الجبوري وغيرها من الكتب .
ما ذا فعل نوفل أبو رغيف في دار الشؤون الثقافية ؟
• حولها إلى منتدى ثقافي دافئ بالعطاء ومليئة بالحيوية والنشاط الذي افتقدته الثقافة في ههذه الدار ، بعد حولها من يتباكى عليه المتباكون إلى فخ إرهابي يصطاد به من يمر قريبا من الدار في أيام تصاعد العنف الطائفي البغيض .
• حولها إلى مركز استقطاب لكبار المثقفين والأكاديميين من مختلف الانتماءات العرقية العزيزة ، فالدار التي كانت مغارة مهجورة يخشى من الوصول إليها صار واحة أمان وينبوع ثقافة يلجأ إليه من اشتاق إلى أجواء الثقافة الحقة .
• حول الخسارة إلى ربح والعجز الى فائض ، واستطاعت الدار أن تنهض من أعباء الديون التي أغرقت بها بعد الإدارة التي يدعى بأنها كانت ناجحة ، وهنا نلتمس العذر لمن يسعفه الظرف في أن ينتج لكن لا عذر للمشككين بانجاز مثبت رسميا .
• ضخ الدماء الجديدة التي أعادت الى الدار رونق الصدارة في الفعل الثقافي ، بمجموعة من العقول الأكاديمية المثقفة ،التي تشهد لهم الساحة الثقافية والأكاديمية بأنهم بالتفوق، والدليل ما عليه المجلات الثقافية التي تصدر عن الدار وبمقارنة بسيطة بين ما كانت عليه هذه المطبوعات قبل مجيء المدير الجديد ، وبعد مجيئه كافية لأن تقول على نحو أبلغ مما نصف .
• عمل على إصدار السلاسل الثقافية التي لم تكن تقليدا راسخا بل كانت تجارب مؤقتة في أحيان كثيرة ، حتى وصل مجموع السلاسل إلى سبعة سلاسل والرقم قابل للزيادة .
• استقطب في لجنة النشر والتأليف واحدة من أهم اللجان التي تجمع الأكاديمي إلى جانب المبدع والإعلامي وفي اختصاصات شتى يؤطرها التخصص بالشأن الثقافي ، ومن مختلف الأجيال لضمان التنوع في وجهات النظر، وسداد الرأي والموقف ، فضلا عن الدقة في التعامل المطبوع الذي لا بد أن يمثل الثقافة العراقية الأصيلة على وفق اشتراطات صارمة سواء في اختيار الخبراء أو مناقشة تقاريرهم وإصدار ما يناسب في شأن طبع الكتاب من عدمه .
• إعادة اللحمة بالمثقفين العراقيين بعد قطيعة مزمنة مع الدار وقد تساوى هذا العمل من حيث استقطاب المثقفين من خارج العراق، واستقطاب كبار المبدعين والمثقفين الذين عملت الدعاية المضادة للعراق الناهض على تخويفهم من الواقع الجديد للثقافة العراقية التي التقى على قاعدة التلاحم وأجواء النقاء الثقافي في دار الشؤون الثقافية .
وهذا بعض ما يمكن رصده عموما لا على نحو تفصيلي مما هو قريب مكن الدار كما يفعل المتصيدون في الماء العكر ويدارون فسادهم بمحاولة تلطيخ سمعة من لا يشاكلونهم في سلوكهم المشين فالحريص على دائرته ينبغي أن يسلك سلوك المسؤول الشريف في متابعة شون الدار ويواجه من يزعم أنهم مفسدون ـ إن كان منزها عن تلك الوصمة ـ لا ان يلجأ للتشهير وما أصغره من موقف وما أضعفه من سلاح .
ولكن نقول كما هزمت الدكتاتورية وانهار الإرهاب .. سيهبون مع الريح .. نعتذر هنا للريح التي تظلم بحمل ما لا يلائم مزاجها الطهور .
مجموعة من المثقفين العراقيين
مثقفون عراقيون



#حيدر_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر كاظم - معاول الإرهاب وجبال الوطنية