أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - حكومة رجال الأعمال تكشف أنيابها في زمن الأزمة














المزيد.....

حكومة رجال الأعمال تكشف أنيابها في زمن الأزمة


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قامت الحكومة المصرية بتخفيض العلاوة الاجتماعية للعاملين بالدولة والقطاع العام إلى 5% من 30% في موازنة العام المقبل، وفقا لما نشرته جريدة "المصري اليوم" يوم الخميس الماضي، وعزت قرارها إلى تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد المصري، وانخفاض حصيلة الضرائب وإيرادات قناة السويس، وزيادة العجز في الموازنة العامة.

هكذا تبجحت الحكومة بالأزمة العالمية، وانتهزت الفرصة للهجوم على مستحقات العمال والموظفين الفقراء، وتحججت برغبتها في عدم زيادة عجز الموازنة في العام المقبل عن 100 مليار جنيه لتقوم بتخفيض الإنفاق على العلاوة الاجتماعية التي يحصل عليها أشد الناس فقرا في مصر، بدلا من زيادة إيرادات الموازنة عن طريق تخفيض المزايا الضريبية والجمركية التي يحصل عليها أكثر الناس ثراءا في البلاد.

هذا الموقف في حد ذاته يعتبر تكذيبا صريحا وقويا لادعاءات رئيس الوزراء السابقة عندما قال إن حكومته ليست حكومة لرجال الأعمال. فالحكومة التي يرأسها هي نفسها الحكومة التي قامت بتخفيض الضرائب على الأغنياء ورجال الأعمال إلى 20% كحد أقصى من أجل زيادة أرباحهم وتعظيم ثروتهم، وهي نفسها الحكومة التي تقوم حاليا بتخفيض العلاوة الاجتماعية على الأجور الزهيدة والتافهة التي يحصل عليها الفقراء من الموظفين والعمال بهذه النسبة الكبيرة بحجة انخفاض إيرادات الموازنة العامة وزيادة العجز.


بل إن حكومة نظيف في هذا الموقف كانت أشد وحشية وقسوة من حكومات دول رأسمالية عتيدة في تبنيها لاقتصاد السوق وحماية رجال الأعمال، وكانت أشد تبجحا في هجومها على الفقراء من مجموعة كبيرة من الدول تشمل دولا متقدمة وأخرى نامية في أنحاء العالم. فقد أعلنت بريطانيا أنها ستقوم بزيادة الحد الأعلى لضريبة الدخل إلى 50% على الشريحة التي يتجاوز دخلها السنوي 150 ألف جنيه استرليني بداية من العام المالي الجديد الذي يبدأ في أبريل 2010، وإلغاء جميع الإعفاءات الضريبية للأشخاص الذين يتجاوز دخلهم 100 ألف جنيه سنويا.

موقف بريطانيا لم يكن فريدا من نوعه، حيث يصل الحد الأعلى للضريبة على الدخل في ألمانيا حاليا إلى 45% ويطالب السياسيون هناك بزيادة هذا الحد إلى 47% في الموازنة الجديدة. وفي فرنسا يصل الحد الأعلى للضريبة إلى 50% ولم تتوقف المطالب السياسية عن زيادته من أجل تمويل الإنفاق العام لتجاوز الأزمة الاقتصادية. نفس الضغوط نحو زيادة الضرائب على الأثرياء تتزايد في الولايات المتحدة، وأيرلندا والدنمارك والمجر.

إن تمويل برامج الإنفاق العام التي تهدف إلى الخروج من الأزمة الاقتصادية لابد أن يوجه إلى الشرائح الاجتماعية التي يرجح أن تقوم بإنفاق دخولها لتنشيط الطلب الكلي في الاقتصاد وليس نحو الشرائح التي يرجح قيامها بتحويل الأموال للخارج أو اختزان هذه الأموال في عقارات أو سندات أو سبائك ذهبية، خاصة وأن بلادنا لديها تاريخ حافل في تهريب رجال الأعمال للأموال خارج الحدود.

وعلاوة على المبررات الاقتصادية القوية لزيادة دخول الفقراء وزيادة الضرائب على الأغنياء من أجل تنشيط الطلب في الاقتصاد وتمويل برامج الإنفاق العام على مشروعات البنية الأساسية، هناك مبررات أخلاقية لعدم تحميل الفقراء عبء الأزمة أكثر مما تحملوا وزيادة الأعباء الضريبية على الأغنياء لتحقيق درجة ولو بسيطة من العدالة الاجتماعية.

في ظل هذه الحكومة وبسبب سياساتها المنحازة للأغنياء، كانت نتائج فترة الرخاء الاقتصادي القصيرة ظهور عدد محدود من رجال الأعمال يملكون المليارات من الجنيهات بينما تزايدت معدلات الفقر وانهارت الخدمات العامة لأن الفقراء لم يستفيدوا من الانتعاش الذي صب كل فوائضه في جيوب الأغنياء وأدى إلى زيادة أسعار السلع الأساسية التي يستهلكها الفقراء مما ترتب عليه تدهور مستوى معيشتهم.


ليس من العدل ولا الحكمة تخفيض العلاوة الاجتماعية، بينما تنخفض معدلات الضرائب على الأغنياء في مصر إلى مستويات قياسية مقارنة بدول العالم الأخرى. وليس من العدل ولا الحكمة أن تخصص الحكومة أموالا للإنفاق العام توجه إلى فتح فرص للأثرياء وأصحاب الشركات لتعظيم أرباحهم بينما تقوم بتخفيض أجور العمال وعلاواتهم بدعوى الحفاظ على التوظيف – الذي توقفت عنه بالفعل منذ سنوات وكل ما تردده بشأنه مجرد أكاذيب – وبدعوى عجز الموازنة الناتج أساسا عن المزايا التي تقدمها لرجال الأعمال. وليس من العدل أن يتحمل الفقراء ضغوط الزيادة في معدلات التضخم وأسعار السلع الأساسية في أوقات رخاء الأغنياء، ثم يتحملوا تكلفة الأعباء الحكومية المخصصة لخروج هؤلاء الأغنياء والحكومة من الأزمة التي صنعوها، ولا يتحمل الأغنياء خصم مليم واحد من أرباح كدسوها قبل ذلك من مزايا لا حق لهم فيها.


هذا الانحياز الصارخ لرجال الأعمال يصاحبه انحياز أشد قسوة وأكثر دناءة من قبل الحكومة المصرية لأصدقائها الأجانب، وخاصة إسرائيل، التي تصر الحكومة على تصدير الغاز الطبيعي إليها بأسعار أقل من أسعاره العالمية، متجاهلة بذلك موقف الشعب المصري الرافض لتصدير هذه السلعة إلى الكيان الصهيوني ومعاناة هذا الشعب من نقص موارده بسبب الأزمة العالمية.

وأخيرا، لا ينبغي علينا أن نشكوا إلى الحكومة همنا ومعاناتنا من ظلمها، بل ينبغي علينا أن نواجه هذا الظلم، وأن نطالب بحقوقنا المنهوبة، وليتحملوا هم تكلفة الأزمات التي صنعوها بسياساتهم المعادية لأغلبية الشعب المصري، وهذه المواجهة ليست ممكنة فحسب وإنما أيضا ضرورية لينتهي عصر حكومات "الشلل" والفساد ومراكز القوى.







#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها دعوة وأمل أو أمنية
- دفاعا عن -إبداع-
- المشروع والممنوع في دعم المقاومة
- هكذا يفكر دون كيشوت
- الوجه الحقيقي لديمقراطية رأس المال
- سيكولوجية القطيع
- عفة زائفة ودعارة مقدسة
- تحضير أرواح الموتي … هل يصلح ما أفسده الجشع؟
- أمامنا مستقبل لنكسبه
- الخروج من الأسر
- واقعية سياسية أم استسلام للأمر الواقع
- آلام المخاض لأجمل أطفال العالم
- انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم
- اقتصاد السوق وخرافة الكفاءة
- الفقراء لا يستفيدون من الرخاء ويدفعون ثمن الأزمة
- لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!
- اقتصاد الفقاقيع
- الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - حكومة رجال الأعمال تكشف أنيابها في زمن الأزمة