أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن جميل الحريس - تفسير الحديبية برواية أمريكية .......... ج / 13















المزيد.....


تفسير الحديبية برواية أمريكية .......... ج / 13


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صلح ساركو ... 1
" نافذة على سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة "
هل تغيرت مناهج السياسات العالمية بتغيير طاقم الإدارة الأمريكية أم أنها تبدلت بطروحات معلنة فقط كظاهرة تكتيكية ؟ علينا أن نميز بين تغيير مبادئها واستراتيجيتها وبين مسألة تحولها ظاهرياً فقط نتيجة تأثرها بالأزمة الاقتصادية العالمية ، من الواضح جلياً أنها استبدلت قميصها الخارجي فقط كما تفعل الأفعى نتيجة مواجهتها لصعوبات الأزمة الاقتصادية ولم يطرأ أي تغيير على محتوى أيديولوجيتها الاستعمارية العنصرية ، وليس هذا القول من فراغ بل هو واقع ملموس نحيا بوسطه يومياً ، والأدلة كثيرة نذكر منها استمرارية مبدأ كيلها بمكيالين وكذلك افتعالها لأزمات إقليمية ودولية وغير هذا دعمها المتواصل لمبدأ فرز العالم لأحلاف بعضها موالي لها وأخرى لازالت تعتبرها من محور الشر وإرهابية ولكن هذا الشكل الأخير صار بصورة أكثر سرية ، ولايخفى على أحد دوام اعتماد الدول الغربية على أيديولوجية التسويف والوعود الخلبية فيما يخص استعادة أمتنا العربية لحقوقها المغتصبة ، ولإيضاح صورة تغييرها الخيالي الوهمي يجب علينا أن نرصد فترتين زمنيتين ربما كانتا في ظاهرهما مختلفتين ولكنهما من حيث واقعهما كانتا بأيديولوجية موّحدة وهما :
- الفترة الزمنية الأولى التي تمتد من زمن بدء العدوان الصهيوني على غزة وحتى زمن تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد ( أوباما ) زمام السلطة .
- والفترة الثانية تمتد من يوم الأربعاء 21 يناير ( كانون الثاني ) 2009 وحتى يومنا هذا .

1 – الفترة الزمنية الأولى : للاطلاع على مسار الخط السياسي المرتقب لإدارة الرئيس الأمريكي ( باراك حسين اوباما ) وقراءة محوره الاستراتيجي علينا أن نلقي نظرة واقعية على كيفية تعاطيه مع مسألة العدوان الاسرائيلي على غزة ، لأنها هي الفرصة العملية الوحيدة الماثلة بين أيدينا مع تحفظنا الشديد على عدم اكتراثنا بدراما أصوله الأفريقية وسيرته الذاتية ومن المهم ألا نتريث كثيراً بتحليل أولويات إدارته كي لانمنح طاقمه فرصة يبنون بها قواعد لعبة استراتيجية جديدة لمنطقتنا قد لانستطيع لاحقاً تفادي أضرارها أو تبديل مساراتها لتتوافق مع رؤيتنا العربية ، فماهو المعيار الحقيقي الذي سيسمح لنا أن نطلع على ملامح إدارة ( اوباما ) ؟؟ المعيار الحقيقي الوحيد المتوفر لدينا هو بسؤالنا التالي :
- هل كانت الادارة الأمريكية الجديدة حينذاك على علم مسبق بموعد العدوان الاسرائيلي على غزة ؟
تعرضت هذه المسألة لتجاذبات وتكهنات كثيرة تداولها أصحاب الرأي والتحليل بمختلف دول العالم عبر مقالات أولقاءات أو صور لأوباما باسرائيل أو غيرها ، ولكننا لسنا هنا بمعرض تلك التكهنات بل نحن بصدد رصد أهم مفاصل تلك المسألة كي نخرج بنتيجة حتمية مقتنعين بها ولاجدال فيها ، وجواب ذاك السؤال محصور باحتمالين لاثالث لهما وهما :
- إما ( لا ) ... أي لم يكن اوباما أو طاقمه على علم مسبق بالعدوان الاسرائيلي على غزة .
- وإما ( نعم ) ... أي كان اوباما على علم مسبق به ووافق عليه .
ان المعيار الوحيد القادر على ترجيح كفة أحد الاحتمالين على الآخر يعتمد على مقدار نسبة تطابق الروئ الاسرائيلية مع روئ الادارة الامريكية الجديدة ، ولهذا سندقق بالفرص المتوفرة للخيارين كي نوفر لأنفسنا القناعة الكافية القادرة على الأخذ بأحدهما دون الآخر .
* الاحتمال الأول ( لا : لم تكن إدارة اوباما على علم مسبق بالعدوان الاسرائيلي على غزة ) :
ولهذا أيضاً تعليلين هما :
I – ان ادارة بوش كانت على علم مسبق بالعدوان الاسرائيلي على غزة وهو أمر غير مستغرب بالنسبة لها سيما وأنها اعلنت مراراً أنها شريك حقيقي لاسرائيل بعدوانها على غزة ، ولكن ادارة بوش عمدت إلى اخفاء أمر العدوان الاسرائيلي عن إدارة اوباما ولم تخبرها به ، وهذا التعليل صحيح بشقه الأول فقط فيما يتعلق بعلم إدارة بوش بالعدوان بينما في شقه الثاني غير وارد إطلاقاً وليس صحيحاً ولا منطقياً ، لإن زمن توقيت العدوان الاسرائيلي كان قبل عشرين يوماُ فقط من تاريخ انتهاء حكم ادارة بوش ، أي كان في مرحلة زمنية متقدمة جداً من مرحلة انتقال السلطات الأمريكية بين الإدارتين الأمريكتين القديمة والجديدة ، بتاريخ 5 / 11 / 2008 تم اعلان فوز اوباما لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وبعد اسبوع فقط اختار اوباما ونائبه أول أفراد طاقمه وهو ( رام عمانوئيل ) لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض الأمريكي وأخذ بعدها أوباما باختيار طاقمه لأهم المناصب الحساسة بإدارته ، وفي 16/11/2008 اعلن بوش أنه مستعد لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لنقل سلطات إدارته لإدارة اوباما وفريقه ، وكان من أهم أولويات اوباما حينذاك هو اختياره لطاقم جديد موالي له ليتسلم وكالة المخابرات الأمريكية من طاقم ادارة بوش ، مما يعني أنه في الثلث الأخير من نوفمبر 2008 كان هنالك خليط مشترك من الإدارتين معاً لكافة المناصب الرئاسية الهامة ومن أهمها وكالة المخابرات المركزية وهذا بحد ذاته يؤكد انه كان هنالك على الأقل فرد واحد متنفذ من ادارة اوباما على علم مسبق بالعدوان الاسرائيلي على غزة ، وكان أمام هذا المتنفذ خيارين هما :
- إما أنه أخبر رئيسه اوباما بمعلوماته التي استطاع الحصول عليها .
- أو لم يخبره بها وتغاضى عنها لسببين :
أ – ميوله الشديد لإسرائيل وحرصه المتناهي على ترجيح كفة عدوانها على غزة .
ب – أو كان تحت تأثير ضغط شديد منعه من اخبار رئيسه وأجبره أن يكون أصماً وأبكما .
وكلا الاحتمالين الاخيرين وارد مما يثير شكوكنا بقدرة اوباما بسيطرته على استقلالية قراره مستقبلاً ، ويزيد من حرصنا على أخذ الحيطة اللازمة تجاه أي قرار أمريكي قادم إلينا سواء كان معنا أوضدنا ، ان عملية نقل السلطات بين الادارتين قد بدأت عملياً منذ منتصف شهر نوفمبر 2008 وهذا يعني أن هنالك داخل وكالة المخابرات الامريكية خليط مؤلف من أفراد نوعيين لكل منصب فيها على حدى ، والمقصود بالفرد النوعي هو ذاك الشخص الذي يمتلك خبرة واسعة نوعية في مجال اختصاصه وقد تم تعيينه من قبل رئيسه لأداء مهمة نوعية تمهيداً ليتبوأ منصبه النوعي المخصص له ، ويمكن تحديد نوع العلاقة بين أفراد طاقمي الادارتين معاً حينذاك بخيارين هما :
1 – إما أن العلاقة بينهما كانت محصورة بتأهيل وتدريب طاقم اوباما تحت اشراف طاقم ادارة بوش كي يتمرسوا على أداء مهامهم التي ستوكل إليهم لاحقاً ، وهذا الاحتمال ضعيف جداً لأنه من غير الطبيعي أن يختار اوباما طاقمه الاستخباراتي من بين أفراد سذج ليس لديهم خبرات عريقة بما سيوكل إليهم ، بل ومن الطبيعي أنه اختار طاقمه الاستخباراتي من أفراد لهم خبرات واسعة بمهامهم المستقبلية سيما وأنه تأكد بنفسه كيف تم تبادل التهم واللوم بين إدارة بوش وبين طاقمه الاستخباراتي بشأن احداث سبتمبر وأفغانستان والعراق ولبنان ولهذا ليس باستطاعة اوباما أن يعتمد على الطاقم الاستخباراتي التابع لإدارة بوش بل ان أهم مهمة تضمن له التغيير المنشود في سياسة ادارته هو استبداله لطاقم جهاز الاستخبارات الامريكية بطاقم جديد يثق به .
2 – ونظراً لاستحالة الاحتمال الأول الآنف الذكر فمن الطبيعي أن تكون العلاقة بين أفراد طاقمي استخبارات الإدارتين ليس لتأهيلهم وتدريبهم بل عبارة عن مرحلة يتم فيها نقل المهام والمناصب الاستخباراتية من طاقم بوش إلى أفراد طاقم اوباما ، ومن المعلوم أن جهاز المخابرات الأمريكية يمتلك مختلف الوسائل التقنية اللازمة لجمع المعلومات ويمكننا هنا أن نذكرها بشكل عام وموجز كي نقف على الفرص التي توفرت لطاقم مخابرات ادارة اوباما ، إذ تتوفر المعلومات الاستخباراتية الامريكية عبر الطرق التالية :
- معلومات ميدانية عن طريق أفراد ميدانيين تابعين لها ، تحت مسمى ( عملاء وجواسيس ) .
- معلومات الاقمار الصناعية .
- معلومات أجهزة الاستخبارات الصديقة .
- معلومات مراكز الدراسات الاستراتيجية .
- معلومات صحفية سرية .
- معلومات نوعية ايديولوجية .
- معلومات الجاسوسية المضادة والمزدوجة .
- معلومات تكتيكية عسكرية وسياسية .
- معلومات قابلة للتحويل والشك ضمن منظومة زمنية تبدأ من الماضي وتمر بالحاضر وتؤسس لمستقبل
كفيل بتحقيق هدفها المرسوم لها والمعدّ مسبقاً ضمن خطة سرية .
- معلومات مادية مختلفة مثل ( الأفلام التصويرية والصور والوثائق والخرائط والمستندات وماشابهها ) .
II - ويكفينا ماذكرناه كي نتأكد بأنفسنا أن الطاقم الاستخباراتي التابع لإدارة اوباما لابد وأنه قد اطلع على نوايا اسرائيل بشن عدوانها على غزة !!! وقد استنتجنا هذا مما سبق وذكرناه بأن الطاقم الاستخباراتي التابع لإدارة اوباما كان داخل وكالة المخابرات الامريكية منذ منتصف نوفمبر 2008 وقد استلم زمام مهامه بتاريخ 20 /1 / 2009 ، وبالمقارنة بين تاريخ العدوان الاسرائيلي على غزة ( 27 / 12 / 2008 ) وتاريخ اعلان بوش عن استعداده لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لنقل السلطات بين الإدارتين 16/11/2008 ) نكتشف بأن طاقم اوباما الاستخباراتي كان قد امضى ( 41 ) يوماً من عمله الموكل إليه وهي مرحلة متقدمة جداً منحتهم فرصة حقيقية ليكونوا على علم مسبق بتوقيت بدء العدوان الاسرائيلي على غزة وبالتالي كانوا أمام خيارين هما :
1 – إما أنهم أخبروا رئيسهم اوباما بمعلوماتهم المتوفرة بين أيديهم ، وبهذا كان اوباما شريكاً سرياً
لاسرائيل بعدوانها على غزة .
2- أو انهم لم يخبروه بمعلوماتهم السرية وهنا الكارثة والطامة الكبرى !!! لأنه يعني وببساطة شديدة أننا
سنقع مستقبلاً تحت ظل تاريخ بوش الأسود مجدداً .
فهل باستطاعة خبرائه المحسوبين على ادارته ألا يخبروه بمعلوماتهم السرية ؟!!! بالطبع لا .... ليس باستطاعتهم ألا يخبروه بذلك ، مما يؤكد أن باراك اوباما كان على علم مسبق بعدوان اسرائيل على غزة !!! ولكن علمه هذا أتى عن طريق طاقمه الاستخباراتي الأمريكي وليس عن طريق الإدارة الاسرائيلية ، فماذا لو كان علمه المسبق بالعدوان قد أتى مباشرة عن طريق الإدارة الاسرائيلية ؟!!!
* الاحتمال الثاني (نعم) كان باراك اوباما على علم مسبق بالعدوان عن طريق الإدارة الاسرائيلية مباشرة:
يتمتع هذا الاحتمال بنسبة عالية جداً من الحقيقة سيما وأن ايهود اولمرت ومن قبله تسيبي ليفني قد زارا الولايات المتحدة الامريكية قبل العدوان والتقيا ببوش وإدارته وكذلك التقيا بأوباما وبنائبه وبوزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ، وان اولمرت قد نسق مع اوباما خطط العدوان المرتقب ورسما معاً أدوار الأطراف المشاركة به ، وهنا يبرز حرصهما على تأمين الفرص اللازمة لإنجاح العدوان بالتركيز على أهمية الدورين المصري والفلسطيني ، لأن نسبة نجاح العدوان على غزة رهن بأداء الداخل الاسرائيلي وخارجه ، وترتبط مباشرة بمهام دورين هما :
- دور السلطة الفلسطينية ( داخل اسرائيل ) .
- ودور النظام المصري ( خارج اسرائيل ) .
وبمعنى آخر أن نسبة نجاح هدف اسرائيل من عدوانها يتوقف على مستوى قدرتها على تأمين اغلاق غزة بشكل كامل مما يسمح لها بتهديمها كلياً ، وكأنها أرادت أن يكون عدوانها محدد جغرافياً ، إذ ليس باستطاعة اسرائيل أن تضمن النجاح لعدوانها كما تأمل منه مالم تنسق مسبقاً مع السلطتين الفلسطينية والمصرية ، ولهذا كان للسلطتين مهام موكلة بهما ، لنلقي نظرة على دور السلطتين الفلسطينية والمصرية.
I - دور السلطة الفلسطينية ومهامها المطلوبة منها :
1 – يجب على السلطة الفلسطينية ألا تتدخل بأي حال من الأحوال بمجريات العدوان الاسرائيلي على غزة .
2 – وأن تسعى السلطة الفلسطينية قدر استطاعتها لتسيطر على كافة الحركات الانفصالية المحتملة داخل
منظمة التحرير الفلسطينية ( فتح ) .
3 – ويجب على السلطة الفلسطينية أن تمنع أية محاولة شعبية قد تؤدي لانطلاق انتفاضة فلسطينية شاملة
4 – ويجب على أجهزة أمن السلطة الفلسطينية أن تحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات السرية حول
أماكن تواجد زعماء المقاومة قبل العدوان وأثنائه ، فضلاً عن سعيها الحثيث لمعرفة مكامن القدرات
العسكرية للمقاومة المحتملة ، والأهم من ذلك كشفها عن الخلايا النائمة الموالية للمقاومة والقضاء
عليها ثم تزويد اسرائيل بكافة معلوماتها .
5 – على السلطة الفلسطينية أن تفشل أية محاولة اعتداء على الداخل الاسرائيلي .
6 – وكذلك عليها واجب القاء القبض على عناصر المقاومة المحتمل لجوئهم إلى داخل أراضي الضفة
الغربية قبل العدوان وأثنائه وبعده ، وتسليمهم لإسرائيل .
7- وعلى السلطة الفلسطينية أن تكتشف خطوط الإمداد المحتملة للمقاومة وتحاول منع وصولها لغزة .
8 – ويجب على السلطة الفلسطينية أن تغتنم فرصة عدوان اسرائيل على غزة وتباشر بالقضاء على كوادر
حماس والمقاومة الموجودين بالضفة الغربية .
9 – وعلى المستوى السياسي طلبت اسرائيل من السلطة الفلسطينية أن تحمّل حماس والمقاومة مسؤولية
العدوان الاسرائيلي على غزة .
10 – على السلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها أن تبذل أقصى جهودها لتصبح السلطة الشرعية الوحيدة
الممثلة للشعب الفلسطيني ، ولهذا يجب على أجهزتها الاعلامية أن تؤدي واجبها المطلوب منها
بالسرعة الممكنة لتزرع في نفوس شعبها فكرة الاستسلام لسياسة الأمر الواقع على مستويين داخل
فلسطين وخارجها .
II – دور النظام المصري ومهامه :
1- السيطرة التامة على كامل شريط الحدود المصرية الفلسطينية .
2- اغلاق معبر رفح بالاتجاهين اغلاقاً تاماً .
3- تزويد اسرائيل بكافة المعلومات الاستخباراتية المصرية المتوفرة لديها حول أماكن زعماء المقاومة ومستودعات أسلحتها المحتملة .
4- قمع أية محاولة داخل مصر هدفها حشد التأييد للمقاومة الفلسطينية .
5- منع وصول المساعدات لغزة بمختلف أنواعها .
6- توفير عنصر المباغتة العسكرية للعدوان الاسرائيلي .
7- تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية العدوان .
8- المشاركة باعداد خطة لوقف اطلاق النار وتأمين الدعم اللازم لها وفق الشروط الاسرائيلية .
9- دعم التوافق الاسرائيلي المصري بتبادل الأدوار السياسية ، ويجب على السلطات المصرية أن تعمل على إزالة الحنق العربي أثناء العدوان وبعده ، وان تبذل جهودها المطلوبة منها حسب ثقلها المؤثر بإفشال القرارات المحتملة للجامعة العربية بظل ولاية سوريا لرئاسة الدورة الحالية للجامعة العربية.
10 – أن تعمل أجهزة إعلام النظام المصري على نشر ثقافة الاستسلام لسياسة الأمر الواقع .
11- وعلى النظام المصري أن يحمّل إيران وسوريا مسؤولية العدوان الإسرائيلي على غزة بذريعة
دعمهما للمقاومة .
12 – يجب على النظام المصري أن يبادر لإتمام دوره المتفق عليه مسبقاً مع الادارة الاسرائيلية في
حال خرج العدوان عن مساره المرسوم له وصار اقليمياً ، أو عندما تشعر اسرائيل ان عدوانها
على غزة قد يستمر لزمن أطول مما هو متوقع ، حينذاك يجب على الرئيس المصري أن يؤدي
دوره المعدّ له مسبقاً وان يخرج بخطاب علني يطالب فيه اسرائيل بوقف فوري لاطلاق النار كي
لاتخرج المعركة السياسية المحتملة بعد العدوان خارج سيطرة الادارة الصهيونية ، ولكي تسلب
اسرائيل من حماس والمقاومة الفلسطينية حقهما المعلن بالنصر لهما في حال حدوث تطورات
غير متوقعة ، وبهذا ستضمن اسرائيل فيما لوحصل ذلك أن تنسب الفضل الأوحد لوقف العدوان
على غزة إلى النظام المصري ، لأن اسرائيل تعتبر النظام المصري تابعاً لها وللصهيونية وليس
باستطاعته البقاء من دونها ، فهي تؤمن له كامل احتياجاته من حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية
وحلفائها الأوربيين ولهذا رأينا كيف رمت اسرائيل مهمة اتمام عدوانها على كاهل النظام المصري
وفق خطة معدّة مسبقاً اسمها المبادرة المصرية .
13 – على النظام المصري تأمين الدعم العربي الموالي للعدوان الاسرائيلي .
14 – يجب على النظام المصري أن يبذل أقصى جهوده لتبقى الجامعة العربية تحت سيطرته ولصالح
اسرائيل ،ويجب عليه أن يسعى وبقوة إلى تهميش المقاومة الفلسطينية ونسف ثقافتها واستبدالها
بثقافة حديثة اسمها الحركة الوطنية الفلسطينية ،وهذا ماشهدناه مؤخراً عندما قال وزير الخارجية
المصرية حرفياً (( نحن نعترف بحماس كجزء من الحركة الوطنية الفلسطينية )) ويقصد بهذا أن
الشعب الفلسطيني بمجمله يتحرك تحت راية حركة السلطة الفلسطينية وان مصر تعترف بحماس
فقط لوانها قبلت ومن دون شروط ان تنضوي تحت راية السلطة الفلسطينية ، وجملته تلك تحمل
ضبابية الصهاينة أنفسهم لأنه لوأراد حقاً أن يعترف بحماس كمطلب شعبي ثوري يطالب بحقوقه
لكان عليه أن يقول (( نحن نعترف بحماس كجزء من حركة المقاومة الفلسطينية )) ولكنه قصد
علانية نسف ثقافة المقاومة المشروعة واستبدالها بضبابية ايدلوجية حمقاء يعتنقها هو وأسياده.
15 – يجب على النظام المصري أن يفشل الجهود الاقليمية الرامية لوقف العدوان أثناء حدوثه وان
يكون بموقع خطوط الامداد المحتملة لإسرائيل بحال صار الصراع إقليمياً وان يقوم بحماية
الساحة الخلفية لإسرائيل ان حدثت تطورات عسكرية على جبهتها الشمالية .
16 – على النظام المصري اعداد جدول مؤتمر دولي يعقد على أراضيه من أجل دعم العملية السياسية
للعدوان الاسرائيلي بعد وقف اطلاق النار ، وتحميل حماس والمقاومة مسؤولية العدوان .
17 – يجب على النظام المصري القبض على عنق القضية الفلسطينية اُثناء العدوان وبعده كي يصبح
في مرحلة ما بعد العدوان هو الطرف الرئيسي الأوحد الذي تستطيع اسرائيل التفاوض معه حول
مصير القضية الفلسطينية وفق شروطها .
وبعدما جفت معالم خطوط العدوان وتم توزيع أدوارها وجدت مصر أنها غير واثقة من أداء دورها على الوجه الأمثل مالم تنسق مسبقاً مع النظام السعودي وتضمن موافقته ، وهنا يبرز أهمية الدور السعودي.
III – الدور السعودي في العدوان الاسرائيلي على غزة :
قبل أن نبدأ علينا أن نعرف ان للنظام السعودي خط بياني ثابت غير قابل للتحوير أو التبديل منذ ثمانين عاماً وحتى مئة سنة قادمة ، لكنه بالوقت ذاته يتمتع بنسبة عالية جداً من المناورة ، ويخطأ من يظن أن دور السعودية بالعدوان على غزة هو دور ثانوي بل ان دورها رئيسي ومركزي وهام جداً يؤثر بشكل مباشر على نسبة نجاح العدوان من فشله ، فما هو دورها المطلوب منها :
1 – يجب على السعودية ان تعدّ جبهة اسلامية مضادة لأية تحركات جماهيرية اسلامية اقليمية ودولية
محتملة أثناء العدوان وبعده .
2 – وعلى السعودية توفير الدعم اللازم للنظام المصري كي يؤدي دوره المطلوب منه اقليمياً ودولياً .
3 – ويجب عليها أن تعمل على نزع السمة الدينية عن حماس والمقاومة كي يظهر العدوان على هيئة
صراع عسكري وسياسي بين الطرفين المتحاربين .
4 – يجب على السعودية أن تبقى بمنطقة محايدة على الصعيدين السياسي والديني كي تستطيع المناورة
بمرحلة ما بعد العدوان ، ولهذا كان موقف النظام السعودي الرسمي ضبابياً لاملامح له .
5 – على السعودية أن توجّه دور مجلس التعاون الخليجي لصالح العدوان أو على الأقل تضمن حياديته .
6 – ومن خلال ثقل السعودية تستطيع عبر مجلس التعاون الخليجي أن تضغط على الجماهير الخليجية
الثائرة وتمتص فورتها لتعيد صبها في بوتقة الموقف الحيادي تجاه العدوان .
7 – وللسعودية دور هام رئيسي في مرحلة ما بعد العدوان ويجب عليها ان تمارسه بقوة واتقان بأن
ترّوج للمبادرة المصرية المعدّة مسبقاً كحل وحيد أمام حماس والمقاومة .
8 – وعليها ان تمارس ضغوطها على دول جامعة الدول العربية كي تأخذها لإدانة حماس وفصائل
المقاومة أو على الأقل كي تكون الجامعة العربية بموقف الحياد تجاه العدوان .
9 – يجب على السعودية أن تحمّل حماس وفصائل المقاومة مسؤولية العدوان وأن تضم ايران معهما .
10 – كذلك عليها إفشال أية محاولة تقوم بها منظمة العالم الاسلامي بحكم موقعها الديني وان تمارس
ضغوطها على الدول الاسلامية الأعضاء بالمنظمة كي لايخرجوا بقرارات قد تؤثر سلباً على مسار
العدوان وأهدافه المبيتة .
11 – ويجب على السعودية ألا تعترف إلا بالسلطة الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .
12 – وعلى السعودية أن تبذل ماتستطيع وبأية وسيلة ممكنة كي تستلم زمام القرار العربي أثناء
العدوان وبعده وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بخطط ارسال المعونات وإعادة إعمار غزة .
لا يتوفر بكاريزما النظام السعودي أية فرصة حقيقية ولو بنسبة ضئيلة جداً ليستبدل ايديولوجيته الثابتة الخاضعة كلياً ( لذات الأنا الفردية ) ، وهو يتعامل مع قضايانا العربية المصيرية من موقع المناورة فقط ولهذا نراه يكيل بمكيالين مختلفين تماماً هما :
- مكيال للعرب .
- ومكيال للغرب .
- وأما مكياله للعرب فيصب فيه توجهاته بصبغة ذات طابع ديني أكثر منها سياسي بحكم موقعه الميثوغرافي ولهذا نجد مواقفه غير ثابتة اطلاقاً فهو بارع بتسويق الجذور الأخلاقية العربية مثلما ( النخوة والإباء والمنعة واغاثة الملهوف وغيرها ) من أجل أن يقبض على دفة توجيه البوصلة اقليمياً وعربياً خدمة لأهدافه فقط !!! وهكذا نظام لايسمح بحصول طفرة في مساره الأيديولوجي مهما كانت الأسباب والمبررات ، لأن ايديولوجيته تعتمد على مبدأ هام يؤمن به ويعتنقه كدين وعبادة هو (( كل السبل مشروعة لك حتى تحقق هدفك ، وأقصر السبل سلامة لك هو سبيل المناورة )) ، وعلى هذا المبدأ ينظر النظام السعودي للبلاد العربية أنها ملك له وخاضعة لحكمه وأنها عبارة عن مديريات ومحافظات تابعة لمملكته وان قادة الدول العربية هم مجرد موظفون عنده ولم يكن باستطاعتهم نيل وظائفهم دون رضاه وبالتالي عليهم واجب طاعته والمثول لأمره ، من هذه الرؤية يحدد النظام السعودي مواقفه تجاه أمتنا العربية .
- وأما مكياله مع الغرب فهو مختلف كلياً إذ يرى الغرب من منظور الندية والشراكة الاستراتيجية ، وعلى هذا الأساس يتعامل معهم بأمانة واخلاص كشركاء محتملين ، وينظر لقادة الدول الغربية على أنهم رؤوساء لمؤسساتهم الاعتبارية بمختلف نواحيها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والقانونية والشرعية ، وأنهم شركاء حقيقيون يضمنون استمراريته ويلبّون أهدافه الاستراتيجية المرتجاة ......
............ يتبع



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوافل
- جبران خليل جبران ..... ج / 5
- الملك ميلانو العربي 313 – 2008 م
- جبران خليل جبران .... ج / 4
- جبران خليل جبران .... ج / 3
- جبران خليل جبران .... ج / 2
- جبران خليل جبران .... ج / 1
- يَم
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ........... ج / 10
- تفسير الحديبية برواية أمريكية .............. ج / 9
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 10
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 9
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 8
- للفقر مصداقية باكية .......... ج / 7
- للفقر مصداقية باكية ..... ج /6
- للفقر مصداقية باكية .... ج / 5
- أريد ولدي
- مرمر
- تفسير الحديبية برواية أمريكية ............. الجزء السابع
- سلاحي


المزيد.....




- ليبيا.. -التجمع الوطني للأحزاب الليبية- يدين اعتقال رئيس فري ...
- فرنسا تطرد -إماما جزائريا- بسبب التحريض على -كراهية اليهود- ...
- بالفيديو.. فيضانات تغمر كنيسة الروح القدس في كورغان الروسية ...
- السيد الحوثي: عداء اليهود الشديد للمسلمين يأتي للسيطرة على ا ...
- فرنسا: ترحيل إمام جزائري مدان قضائيا بـ-التحريض على الكراهية ...
- الحكومة المصرية تصدر قرارا يتعلق بالكنائس
- فرنسا ترحل إماما جزائريا بحجة -التحريض على كراهية اليهود-
- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن جميل الحريس - تفسير الحديبية برواية أمريكية .......... ج / 13