أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - مقاطع من ليماسول- رابعاً وأخيراً














المزيد.....

مقاطع من ليماسول- رابعاً وأخيراً


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


الضباب
...........

يصل العالم البائس إلى ليماسول مغامراً بوسائل مختلفة
ويرحل عنها بوسائل لا تقل مجازفة إن لم تكن أخطر
إن البؤس يكمن في اثنين:
البحث عن عمل في جزيرة يندر فيها توفّر فرصة
طلب اللجوء في مكان لا ملاذ فيه

أوّلاً
تدخل الأيدي العاملة بطرق نصف مشروعة
منها عن طريق مكاتب السياحة ومنها بالمرور أي الترانزيت
يعمل العمّال في قبرص بما أوتوا من قدرة على تحمّل صعوبات العيش إزاء مخالفة قوانين الإقامة
يتمّ رصدهم ثم القبض عليهم ولو بعد حين وتالياً معاقبتهم
إمّا بالحبس أولاً أو بتسفيرهم مباشرة إلى بلدانهم باحترام-
بعد وضع أسمائهم في قائمة ال[لا]

كنت أقيم مع منفّذ عمليّات بناء (معلّم أو أسطة) عربي في الخمسينيات من العمر
دخل إلى قبرص في المرة الأولى للسياحة مدة أقصاها أسبوعان
فحصل على عمل في ليماسول وكَسَرَ الفيزا
لكنّ ربّ العمل (القبرصي) لم يدفع له أجرة كاملة
حاول العامل عبثاً أن يستحصل باقي أجرته حتى بعد وساطة أصدقاء
إلى أن تمّ إلقاء القبض عليه ومن ثمّ تسفيره

عاد بعد فترة بطائرة مستفيداً من مرورها في قبرص،
على أساس مواصلة رحلته (السياحية) بعد يومين
قال لي- من حرقة القلب: سأهدّ البناء الذي بنيت لذلك الوغد إن لم يدفع لي باقي الأجرة
كان العامل مسكيناً بما في الكلمة من معنى
قد أجاد ربّ العمل في فنّ المماطلة معه حتى تمّ القاء القبض عليه مجدداً
لكنه عاد في المرة الثالثة بوثيقة سفر جديدة تختلف فيها طريقة كتابة اسمه بالإنكليزية- ما يطلق عليه زعبرة بالدارجة اللبنانية
لم يأت للعمل هذه المرّة بل للهدم- كما زعم- ولا أظنّه جادّاً
بَيْدَ أني غادرت قبرص إلى أثينا قبل معرفة تتمّة الحدث

ثانياً
يعرف طالب اللجوء مسبقاً أنّ احتماليّة القبول بمعاملته تزيد عن المعدّل
إن وافق مكتب اللاجئين التابع للأمم المتحدة فخير على خير
ستبادر إحدى دول الغرب مانحة حق اللجوء لاستضافة اللاجئ

أمّا اللاجئ المرفوضة معاملته نهائيّاً فعليه أن يغادر إمّا طوعيّاً أو قسريّاً إلى بلده
باستثناء أولئك الذين سيتعرّضون لعقوبات خطيرة في بلدانهم ومنها الإعدام
سيحاول اللاجئ إيجاد وسيلة أخرى للخلاص
هي إمّا الزواج بامرأة قبرصية
أو محاولة التسلل إلى عنبر سفينة أجنبيّة ستتوجه إلى إحدى دول الغرب
بعد تنسيق مع أحد عمّال السفينة من الحاملين جنسية غير جنسيتها
هنا أزمتان: المال والثقة
علماً أن المياه القبرصية آمنة ولا يستطيع قارب غير شرعي تجاوزها
...........

أمّا بعد
هل هذه المقاطع هي كلّ ما يتعلّق بليماسول؟
الجواب قطعاً: لا
إنما هي رؤية مبنيّة على تجارب شخصية
قمت بتوظيف فلسفتها لرسم بعض الوجوه في صورة ليماسول
من زاوية ما في زمن ما
هي ليست جميع الوجوه
ولا يمكن أن يكتمل رسم الصورة بالكلمات
لأنّ الساحل في ليماسول يمتدّ إلى أبعد
وحديقة ليماسول تستقبل نماذج جديدة من الأشكال والألوان
يتغير شكلها ولونها يوميّاً
لكنّ الشمس لا تتغير
وإن تباينتْ مواهبُها صوب البحر
وإن أحسن الرمل في مقاومتها
وإن تفنّن العشّاق في استقبالها
...............



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطع من ليماسول- ثانياً
- مقاطع من ليماسول- ثالثاً
- مقاطع من ليماسول- أوّلاً
- العمل مفتاح الأمل- رابعاً وأخيراً
- العمل مفتاح الأمل- ثالثاً
- العمل مفتاح الأمل- ثانياً
- العمل مفتاح الأمل- أوّلاً
- زيدوا من مواقفكم المُحَسّنة بدلاً من القرصنة
- حرية التعليق ومتنفس التصويت
- من وحي المقالة السابعة والسبعين في شأن عصبة مالك الحزين
- الجريء
- القضية الفلسطينية ممّا في ذاكرتي العراقية
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- ثالثاً
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- ثانياً
- الرِّدَّة- رَدّاً على البُرْدَة
- مقاطع من عودة الحذر
- عودة الحذر
- ذكر واحد يساوي أنثى واحدة فقط لا غير
- رفع الحصانة عن إبليس في قضية التضليل والتدليس
- الرِّحْلة المُرَقَّمَة 622 إلى القمَر


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - مقاطع من ليماسول- رابعاً وأخيراً