أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حمزه الجناحي - دجلة والفرات ينتظران أطلاقات الرحمة المائية















المزيد.....

دجلة والفرات ينتظران أطلاقات الرحمة المائية


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 03:11
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


منذ وجد الانسان العراقي على هذه الارض وجد عليها الانهار والمسطحات المائية الكبيرة ولم يجد يوما مشكلة في احتياجة للماء سواء في سقيه لمزروعاته او حاجته وحيواناته وكانا نهري دجلة والفرات يعيشان مع ذالك الانسان الذي شيد مدنه عليهما وعاشا كل هذه السنين عاشقين لم يفارقا احدهما الاخر وسميت تلك الأرض بمسميات عديدة تشير لوجود اكسير الحياة,,, مرة وادي الرافدين واخرى بلد المياه وثالثة ارض السواد لكثرة النباتات على ارض العراق وخصوبة تلك الارض ولوفرة كل تلك الكميات الهائلة من المياه كان العراقيون يتعرضون الى الفيضانات وباستمرار وحتم ذالك عليهم بناء السدود والخزانات الكبيرة للسيطرة على غضب النهرين وكذالك كخزين دائم خوفا من قلة الامطار او شحة المياه الواصلة للعراق ,,,
من فترات ليست بعيدة يتعرض العراق لشحة في مناسيب المياه احيانا تكون هذه الشحة قاسية نتيجة عدم هطول الامطار وحاجة الدول المجاورة للعراق للمياه لسد حاجتها والأمر هذا وارد جدا لأن الانهار التي تدخل العراق منابعها ليست عراقية وانما كل مصادر تلك النهار هي من دول الجوار وخاصة تركيا ناهيك ان النهرين يمران ولمساحات طويلة في أراضي تلك الدول مثل سوريا وتركيا وينتهين في جنوب العراق ...
مع مرور الوقت بدأت شحة المياه تزداد قسوة رغم ان الحكومات العراقية المتعاقبة لم تدخر وسعا في بناء السدود والخزانات واستثمار المسطحات المائية الطبيعية (البحيرات) واعتبارها خزانات وكذالك تطوير بعض الاودية الكبيرة خاصة في غرب العراق وشماله كخزين لتلك المياه خوفا من مرور العراق على خطوط المياه الحمراء والتي بدا العراقيون ولأكثر من عشر سنوات يشعرون بها ويتلمسون انخفاض تلك المناسيب خاصة وان هذه المرة ليست بقلة سقوط الامطار فقط بل التوجه الذي بدأت دول المنبع تتوجه نحو حجز كميات من تلك المياه في سدود تم بناءها وخاصة في بلد لمنبع الرئيسي تركيا وكذالك سوريا التي بدأت هي الاخرى تتجه في الاتجاه نفسه على الرغم من وجود اتفاقيات دولية تنظم كميات المياه بين الدول المتشاطئة على الانهار الكبيرة لكن مرور العراق بفترات غير مستقرة سياسيا وخاصة في زمن الانظمة العبثية جعل العلاقات بينه وبين دول المصدر ليست على ما يرام واصبحت كل الاتفاقيات المبرمة للحصول على حصصه المائية غر معمول بها مما جعل الامر يزداد سوءا وبدا العراقيون ومنذ منتصف سبعينات القرن الماضي يعيشون حالة القلق والترقب المستمر والطلب المتزايد على العمل بتلك الاتفاقيات التي تنظمها القوانين الدولية لكن ..
وبسبب قلة هطول الامطار وتزايد الطلب على المياه في بلدان المصدر والممر وقلة وبدأ نفاذ الخزين الاستراتيجي في السدود المهمة مثل سد حديثة وكذالك السياسة الغير المتعقلة وعدم اللعب واستغلال على ورقة الفائدة المشتركة (فيدني وافيدك ) وهي من الاوراق السياسية التي تعمل بها كل دول العالم ما تحتاجه موجود لدي وما احتاجه انا موجود لديك والعراق بلد النفط والموارد الزراعية التي كانت تحتاجه دول الجوار والتهديد بأ ستخدام ما تحتاجه كورقة ضغط الغرض منها مصلحي حتى ولو فيها تقديم بعض التنازلات البسيطة وكذالك افعال النظام السابق والهدر الكبير في استخدام المياه لأغراض السقي والاستعمالات البشرية واسباب اخرى اوصلت الثروة المائية في العراق الى ما وصلت اليه الان ...
الحديث اليوم عن المياه اصبح مزعجا وغير مطمئن ولا يعتقد ان المستقبل القريب كفيل بان تصبح تلك المشكلة قد حلت ولأسباب كثيرة اهمها ماتقوم به الدول التي تنبع منها والتي تمر بها الانهار العراقية التي تنتهي في العراق خاصة اذا سارت تلك الدول ونفذت مشاريعها المائية على منابع الانهار .
ولو قارنا مما يحصل عليه العراق من حصص مائيا قبل عقدين من الان وحسب المتخصصين في مجال الموارد المائية لتبين ان نهر الفرات حصل على ثمان مليارات ومئتين وعشرين مليون متر مكعب سنويا مقارنة باكثر من 32 مليار متر مكعب حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي اما نهر دجلة فأن ايرادته من المياه حاليا تبلغ فقط 7مليار ونصف مقارنة بما كان يحصل عليه للفترة نفسها ومقداره اكثر من عشرين مليار متر مكعب ..حقيقة ان نسبة الداخل من المياه والتي تعتبر جدا قليلة تؤدي بالنتيجة الى ارتفاع نسبة الملوحة في النهرين حتى تصل الى معدلات عالية وبالتالي تؤدي هذه النسب الى التغيير الكيمياوي للماء وكذالك فانها تؤثر بالمحصلة على الانسان والحيوان وحتى النبات وهذا ما يجعل الارض المحيطة بالانهار او التي تسقى بمياه الانهار ارض سائرة نحو البوار نتيجة ارتفاع الملوحة فيها ..
ان هذاالعجز في كمية المياه الداخلة لنهري دجلة والفرات ربما واذا بقى الحال على ماهو عليه سيؤثر على مايحتاجه الانسان من المياه في استخداماته الشخصية ومنها ماء الشرب ناهيك عن باقي الاستخدامات كماء الغسيل وماء الشرب بالنسبة للحيوان وهذه بدورها تعتبر كارثة وربما حتى يمكن وضعها ضمن تسلسل الكوارث البيئية والانسانية الذي يمر بها العراق ...
اما بالنسبة للزراعة العراقية ورغم تدهورها الواضح وتحول الفلاح العراقي نفسه من منتج الى مستهلك فهو وان توجه الى الزراعة فأنه سيتوجه بالاستخدام السيء لأستغلال المياه وابقاءه على نفس طرق الري القديمة والهدر الواضح في المياه اثناء سقي مزروعاته الذي وجد اباءه واجداده يعملون عليها لأنه لم يستخدم أي من الطرق الحديثة ولم يستوعب بعد استخدام المرشات او الري بالتنقيط او حتى تبطين جداول الري وهذه المشكلة يتحمل مسؤوليتها الحكومة ايضا مع الفلاح فالدعم المتوقف لفلاح وتشجيعه وتربيته على مرحلة زراعية مختلفة واخراجه من الطرق القديمة التي وجد اباءه يعملون عليها يوم كانت الانهار في العراق تفيض من وفرة المياه وما على الدولة استنفار طاقات الاختصاصيين الزراعيين واطلاق حملات توعويه للفلاح وتوفير كل الدعم الازم له لتغيير النهج القديم واطلاق السلف المالية لشراءه الات السقي الحديثة وباسعار تفضيلية للحفاض على كميات المياه وعدم هدرها وكذالك لا بد من جعله يتوجه الى الزراعة التي تدر عليه انتاج جيد وبتقنين في السقي والتي اصبح العالم في ضل الاحتباس الحراري وقلة الامطار يستخدم هذه الطرق الزراعية وهي طريقة الزراعة المغطاة والزراعة في الانفاق البلاستيكية التي توفر له بالاضافة الى وفرة الانتاج تقليل في ضائعات المياه اولا وكذالك الى استخدام الاسمدة بالطرق الحديثة المدروسة ...
اليوم تركيا وسوريا تعمل جاهدة للحصول على ماتحتاجه من المياه وكذالك توفير الخزين الاستراتيجي من المياه في خزاناتها ولعشرات السنين خوفا من قلة الامطار في المستقبل فبدأت تركيا العمل بمشروع ضخم وعملاق وهو مشروع الكاب والذي والذي يضم هذا المشروع بناء اكثر من 22سدا على حوضي نهر دجلة والفرات وقبل ذالك كانت تركيا قد بنت في منتصف الثمانينات من القرن الماضي سدي اتاتورك وكيبان وهما سدين نفذا من ضمن مشروع الكاب الذي بالنية تخزين عن طريق تنفيذه اكثر من مئة مليار متر مكعب وتصل حجم ارواءه للزارعة الى اكثر من ثمان ملايين ونصف المليون من الدوانم وهذا العمل شجع سوريا ايضا ببناء سد (طبقة )على نهر الفرات بطاقة خزنية تقدر ب(11)مليار متر مكعب وربما يؤدي بناء هذا السد الى رفع الطاقة الخزنية في الوقت نفسه تجاهل العراق لهذه المشكلة وعدم التنفيذ بسرعة لسد حديثة وتخزين الكميات التي كان من الممكن تخزينها في الفترات المتوسطة للمشكلة اضاع فرصة الاستمرار بمواكبة ما يجري في الجانب الاخر من اساس المشكلة ..
ان المواثيق الدولية والاتفاقات بين الدول المتشاطئة على النهرين كانت واضحة في توزيع الحصص المائية على الدول الثلاث وكانت تركيا قد اتفقت مع سوريا عام 87على امرار كميات من المياه تقدر ب(500)متر مكعب بالثانية سنويا الى نهر الفرات في حين ان سوريا لم تسمح الا بأمرار (290) متر مكعب في الثانية للعراق ومنذ عام تسعين ,,
التوقعات الاليمة للمختصين العراقيين ان العراق سيمر بأزمة مائيه حادة مالم تتحرك الحكومة العراقية لأيقاظ الاتفاقات المبرمة مع الدولتين السورية والتركية للحصول على الاقل ما يسد الحاجة وليس التخزين وتتوقع تلك الجهات ان الاعوام القادمة سيمر بازمة مياه حادة وارتفاع بالنسبة للملوحة وارتفاع الاراضي البور وهجرة الفلاح الى المدينة وكذالك ازمة في ماء الشرب خاصة وان اكثر المجمعات المائية لتحلية ماء الشرب اساسا مبنية على الفروع والجداول وليس على المصادر الرئيسية للأنهار الكبيرة وهذا يعني حرمان نسبة كبيرة من السكان للحصول على المياه وينعكس ايضا سلبا على الصحة العامة وتبدا الاوبئة المرضية بالظهور وخاصة مرض الكوليرا الذي من اسبابه الرئيسية للظهور عدم وفرة الماء الصالح للشرب وهذا ما استدعى البعض من السياسين الى الطلب من الحكومة العراقية اعلان حالة الطوارئ المائية في العراق ,,بالامس سمعنا ان هناك تحرك ولو ان هذا التحرك وللوقت هذا هو اعلامي وليس كما مرجو منه ان يكون واقعي تحرك مجلس النواب على عدم المصادقة على اتفاقية الشراكة مع تركيا ما لم تلتزم تركيا بتزويد العراق بالا طلاقات المناسبة من المياه الى نهر الفرات اولا ودجلة ثانيا لأن نهر الفرات وكما هو معلوم كل منابعه من تركيا حصرا غير دجلة الذي له بعض المنابع من العراق وهو كحال افضل بعض الشيء من الفرات ان تحرك مجلس النواب هذا يعتبر الامل الوحيد لأعادة الحياة الى النهرين وكذالك العمل بقوة على هذه الاتفاقيات بقوة الدولة المتمكنة وليس الاستجداء والشعور بالضعف امام المفاوض التركي والسوري لأن العراقيين لديهم اوراق كثيرة يمكن استخدامها في المفاوضات كضغوط للحصول على ما يريدوه وحسب الاتفاقيات الدولية ليس الا ولا يفكرون ولو للحضة واحدة ان سوريا وتركيا على استعدا لتوريد المياه بدون هذه الضغوط ولا يتوقعون من احد او حتى المواثيق الدولية المعروفة بشأن المياه ان تعمل بدون اثارتها بقوة ووجود من يتحدث باسم العراق فالمفاوض العراقي الخبير والمتمكن هو الذي ادرى بحاجة العراق واقناع الغير باللعب على كل تلك الاوراق وبأحتراف ومهنية الدبلوماسي المتمكن في هذا المجال .

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماء من أمتي
- وزارة الداخلية تطبع والخارجية لا تهتم
- موسم عودة الذئاب لترقص على أنغام الكوليرا
- أمنية لا نتمناها عصى صدام في الموصل
- تقديم استقالة المسئول ثقافة سياسية عالمية لم نصل لها قط
- نعم إيران تتدخل في الشأن العراقي والسبب العربان
- مبروك للعراق تصدره القائمة في تصديرالبشر....
- ظاهرة قتل الشباب بحجة المثلية
- باكورة الاستثمار في بابل يعرقلها الأخوة في إقليم كردستان
- المهزلة ما زالت مستمرة
- من المسئول عن قتل العراقيين غذائيا وماليا ؟2#2
- فقط مبدعي العراق يترجلون في منافيهم
- من المسئول عن قتل العراقيين غذائيا وماليا ؟12
- رحم الله الشيخ محي العبس..ماذا سيقول لو شاهد اليوم هدم قصور ...
- تحت عباءة الصحوات ترقد الخلايا النائمة
- لك التوفيق رعد حمودي...المهمة ليست سهلة
- من المسئول عن هدر هذه الآلاف من العقول ؟؟
- الشيوعي العراقي 75 مبروك.. الحجامة ضرورية وإعطاءه دم مهم ..د ...
- هكذا ُرد الجميل الى ضحايا البعث ...
- ولاء السفيرللوطن فوق الطائفة والقومية


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حمزه الجناحي - دجلة والفرات ينتظران أطلاقات الرحمة المائية