أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - الزائر الغريب ما عاد غريباَ














المزيد.....

الزائر الغريب ما عاد غريباَ


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 06:52
المحور: الادب والفن
    



شبح الموت يزوره في اليقظة والمنام ...
ويطل عليه في كل لحظة .
رغم ذلك فأنه متمسك بخيط امل
اسمه: صباح الخير
ـــــــــــــــــــ


عاد متأخراَ تلك الليلة ، وما ان دخل باحة الدار حتى ارعبته الدهشة ،
وإنكمش مذهولاَ لوجود ذلك الزائر
الغريـــــــــــــب !

لم تتغير ملامحه شيئاَ ، نفس الابتسامة الشفافة من تلك
العينين الكستنائيتين وان كانتا تخفيان حزناَ عميقاَ من
خلال رقرقة خفيفة في مدمعيهما .
تقدم نحوه ومد اليه يده بخوف ورهبة ،
جلس الى جواره حابساَ انفاسه ولم يجرأ ان يتفوه بكلمة واحدة
في تلك الجلسة العائلية الغامضة التي كانت تتبادل اطراف الحديث
دون ان تظهر اية علامة للدهشة والاستغراب ...
سواه الذي ظل صامتاَ يفكر بأرتياب .
ـ هل يعقل ما يرى ؟ !
ـ وكيف عاد بعد تلك الفترة الزمنية البعيدة ؟
ـ وأنًا يمكن لميت ان يعود الى الحياة بنفس هيئته وقد مضت سنوات على رحيله ؟
انه متأكد من حضوره لمراسيم الجنازة والدفن ،
ولكثرة ما زار قبره في المناسبات و الاعياد .
تشجع هذه المرة ليسأله عن كيفية عودته المفاجئة
لكنه تردد في اللحظة الاخيرة لئلا يكون شاذاَ عن الآخرين ،بذلك السؤال ........
***
حانت ساعة النوم وافترش الجميع تلك الباحة الواسعة من الدار ،
سعى لينام بعيداَعن الزائر الغريب ،لكن احدهم اشار اليه بوجوب النوم الى جانب زائرهم ،
فما وجد مفراَ من تنفيذ ذلك الامر ، رغم تخوفه وتريبه المستمرين .
جَدً في البحث عن وسادة فأهتدى لقطعة حجارة ٍ وشرشفٍ ابيض ٍ بالقرب منه ،
لفً تلك الحجارة بالشرشف وكوَّرها تحت رأسه واضطجع الى جانب الزائر .
ظلت عيناه تحدقان صوبه بترقب دائم وهو يفكر بحكاية سمعها في طفولته :
( اذا عاد الميت في المنام فقد جاء ليصطحب معه نفراَ من افراد العائلة )
قطع تفكيره قبضة الزائر حين امتدت الى معصمه ،
حاول التخلص من قبضته لكنها كانت محكمة فلم يستطع ،......
إستغاث بصوت ٍعال ٍ فأنقلب صوته الى لفظ مكتوم فما من مغيث ،
توسل اليه ان يمهله اياماَ فلم يستجب لتوسلاته ،سحبه الزائرمن مكانه بشدة ،
فأخذ يصرخ ويستغيث دون جدوى ........
حتى وجد نفسه مضطجعاَ وسط حقل للقمح تشع سنابله بخيوط الشمس الذهبية ،
كان امتداداً َلحقول ٍ واسعةٍ اخرى ،مضى عنها الزراع قبل موسم الحصاد ،
فحصدت العجلات الحديدية للدروع بعضاَ منها ،
وحَوَّلت القذائف بعضها الى حفر ورماد .
كل شئ كان هادئاَ في ذلك الفجر الوديع .
أزاح البطانية الخضراء عن جسده وانتفض منتصباَ ،
وجد احد صاحبيه رابضاَ فوق برج الدبابة ،
اما الآخر فكان منشغلاَ بتخدير الشاي .
بادرهما بأبتسامة جميلة وعبارة تقول : صباح الخير
..................................................................
حيدر الحيدر ــ جبهات الحرب ـ 12 / 9 /1981
من مجموعتي القصصية ( أصداء تدوي في فضاءات أحلامي )



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجوز لمْ تمت بعد /قصة قصيرة
- ما زلت بيننا يا عادل كوركيس
- قصص قصيرة جداً
- البحث عن الحقيبة الضائعة
- اسم الوليد القادم ابوذر
- الغراب وبيض العصافير
- رحلة الصعود / قصة قصيرة
- نابو / مسرحية
- الوردة البيضاء تغني / قصة قصيرة
- ماء يتدفق من بئر بترول
- النبع العظيم في الارض الطيبة / مسرحية للأطفال
- هذيان عند أطراف السماء
- الضباب في امريكا / مسرحية
- العجوز الشمطاءعند خط الشروع / قصة قصيرة
- نهاية الثعلب الماكر / مسرحية للاطفال
- أنا.. وأنا
- الصنم الذي هوى وتهشم / قصة قصيرة
- ذلك الرجل كان اسمه صخي / قصة قصيرة
- الانتظار /قصة قصيرة
- رسالة متأخرة الى صديقي كامل شياع


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - الزائر الغريب ما عاد غريباَ