أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شرينة - الزانية والزاني














المزيد.....

الزانية والزاني


محمد شرينة

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 05:28
المحور: الادب والفن
    


عندما انصرفوا واني لأسمع وقع أقدامهم بعد إن واروني، التفت فإذا أنا بآدمي.
قال: مرحبا، هل قدمت فقط الآن؟
قلت له: منذ متى أنت هنا؟
مد يده وقال: مت عام 70.
قلت: هجري؟
قال أقول لك عام 70 فهل للأعوام أسماء كما للشهور؟

فكان مما حدثني من ضمن حديث كثير:
أن الله لما خلق آدم راح ينظر إليه وإذا به يمزح مع الملائكة ويضحكهم.
ولم يكن قبل ذلك في العالم ضحك.
ثم هو آدم يغضب ويبكي، ولم يكن قبله في العالم بكاء.
فقال الله: هذا الخليقة سيفسد ملائكتي دون شك.
يجب أن أفنيه.
ولم يكن الله قد أفنى شيئا بعد أن صنعه.
فقال إذا تشمت الملائكة وقد قالوا: أتجعل فيها من يفسد!
فاغتم غما عظيما حتى أنه نام.

فأظلم العالم لما نام الله.
ولم يكن قبل ذلك في العالم ظلام.
ولما أظلم العالم لم يعد آدم ير شيئا.
فخاف وأوى إلى حجر ملاك.

والله النائم كان يراقب كل شيء.
فقال في نفسه:أجعل لهذا الآدم من يأوي إلى حضنه.
واجعل ليلا حتى يتحاضنا.
فأكتفي شره نصف الزمان.
فخلق حواء.

بعد آلاف السنين من تلك الواقعة.
تحديدا بالأمس.
فكر الله في نفسه:
لقد اكتفيت شره كل الزمان وليس نصفه.
في العتم هو يأوي إلى بين ذراعيها.
وفي الضوء يسعى ليجعلها تقبل بإيوائه.

فقلت له: عمن أروي هذا الخبر؟
قال: عني.
قلت: ثم عمن.
قال: عني، دعك من سلسلة كل رواتها ثقات وليس في متنها كلمة واحدة معقولة، فهل جاءكم ابن صياد؟
ضحكت وقلت: إن حديثكم هنا في الآخرة لعجيب لا ندري عنه شيئا في الدار الدنيا.
فقال: وان حديثكم هناك أعجب لا أحد هنا في الآخرة يعرف فكرة منه، ولعله في الثالثة يحصل نفس الشيء.
قلت: الثالثة! ما الثالثة؟!
قال أنت قدمت من الأولى إلى الثانية وأنا في الثانية أنتظر الذهاب إلى الثالثة.
فذعرت وقلت له: ليس هناك إلا أولى وآخرة.
فقهقه وقال لي: ألم تكن في الصف الأول، أول دخولك المدرسة؟
قلت: بلى.
قال فهل كان لنا حديث ونحن في الصف الأول إلا عن الصف الثاني وطلاب الصف الثاني؟ ثم قال لي:
فما تعدون فيكم الزاني أنتم أهل الأولى؟
فقلت: قد كنتَ فيها فأنت تدري.
قال: لا. فقد جعل الموت مصيبة، فهو ينسيك كل ما قبله حتى أنك في كل مرحلة تظن انك تستقبل العالم مبتدءا.
قلت إذا لعلني كنت فيما بعد الأولى.
قال: هذا ممكن، فكلنا لا نعقل إلا أولى وأخرى.
الأولى التي نحن فيها والثانية التي نستقبلها وينسينا الموت ما قبل ذلك.
ومسألة الصف الأول والثاني تمنعنا من التفكير بما بعد ذلك.
فلما عرفت عما يتحدث سكت طويلا.
فأعاد سؤاله: ما الزاني عندكم؟
قلت: أن يتعدى رجل على حرم رجل آخر، ينكح الرجل ما شاء من النساء إذا لم تكن المرأة محجوزة لرجل غيره؛ ولا يكون أبدا زاني، فانكحوا ما طاب لكم من النساء.
قال هذا الرجل فما حال المرأة؟
قلت: أن تنكح المرأة من لا يرضاه الرجل فالزانية من تنكح دون إذن وليها.

ثم قلت له: نحن نتذكر أننا أتينا من هناك، لماذا؟
قال لي وهو ينصرف: يحصل هذا قليلا، لعلك مت ميتة سهلة مثلي.



#محمد_شرينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زانية وأفاك
- هل نقترب من الفجر؟
- الحرية الجنسية وقيام الساعة
- مطر الله
- تعالوا نتعلم لذة الحياة
- بروتستانتية إسلامية
- أيها المغرمون النشوى قوموا إلى الصلاة يرحمكم الله
- ثورات البشرية على الوثنية
- اللغة والفقه مع قليل من الويسكي
- ما بعد الحكمة
- الله والبشر والفيزياء
- علاقة الخوف الديني و الجنسي بالعنف
- النار التي تنضج الطعام ولا تحرق، الثقافة غير قابلة للتجزيء
- هل المواطن العربي العادي غائب فعلا؟
- الحرية والعمل
- زيارة شيطان
- تأملات في الماركسية
- الحجاب الخارق
- ها قد ظلل العالم الحائر المساء
- النوم ليلة العطلة


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شرينة - الزانية والزاني