أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - تاج السر عثمان - وداعا عبد الفتاح زيدان














المزيد.....

وداعا عبد الفتاح زيدان


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رحل عن دنيانا الاستاذ عبد الفتاح زيدان (المحامي) فجر السبت 2/5/2009م بعد حياة ثرة مليئة بالعطاء في العمل العام، وعند الحديث عن عبد الفتاح زيدان يطوف بذهني شريط طويل من الذكريات، جوهرها انه لايمكن الحديث عن الراحل بمعزل عن العمل العام الذي كان يتنفسه بملئ رئتيه، مدافعا عن قضايا وهموم وطنه الكبير والصغير، ومنتزعا من وقته الثمين الساعات الطوال في قضاء حوائج الناس.
كان عبد الفتاح زيدان عضوا ناشطا في الحزب الشيوعي السوداني، وكان مثالا لارتباط الحزب بالجماهير، حيث كان يتعلم من الجماهير وفي الوقت نفسه لايبخل عليها بمعرفته وخبرته، ارتبط بالعمل الجماهيري منذ ان كان عضوا بفرع الحزب بحي الوابورات/ بحري وعمل في اتحاد الشباب السوداني بالحي وتدرج في نشاط الاتحاد: الداخلي والخارجي، حتي تم انتخابه عضوا باللجنة التنفيذية في المؤتمر الثالث لاتحاد الشباب.
كما تدرج في نشاطه الحزبي حتي تم انتخابه في لجنة مديرية الخرطوم في مؤتمر المديرية الأول الذي انعقد عام 1969م، وساهم بفعالية في الدفاع عن وحدة واستقلال الحزب بعد انقلاب 25/مايو/ 1969م، وأسهم مع رفاقه في مديرية الخرطوم في هزيمة التيار ( اليميني التصفوي) الذي كان يهدف الي حل وتصفية الحزب وتذويبه في تنظيم السلطة الواحد(الاتحاد الاشتراكي). كما تم اعتقاله بعد يوليو 1971م، واعتقل عدة مرات اثناء سنوات نميري والانقاذ بسبب نشاطه السياسي والنقابي.
كان عبد الفتاح مهتما بالعمل في فرع الحزب وكان يجسد قولا وفعلا ان فرع الحزب في مجالي السكن والعمل هو المدخل لتوثيق صلة الحزب بالجماهير، حيث يتم توصيل رأي الحزب لها ويستمع الي ملاحظاتها ويرفعها للحزب للاستفادة منها، اضافة الي توسيع نفوذ الحزب بين الجماهير وكسب اعضاء جدد له. فلذلك كنا نجد عبد الفتاح في فرع الحي ببري، وعمل لفترة سكرتيرا سياسيا لفرع الحي، وكانت نظرته ثاقبة ومنفتحة لعمل فرع الحي، فكان متواجدا في اماكن تواجد جماهير الحي في القوي الاشتراكية بالبراري وفي منتدي بري الثقافي، وفي الأفراح والاتراح، وفي جمعية البر الخيرية بالحي وفي الحفاظ علي البيئة من خلال التشجير ونظافة الحي، ومدافعا عن حقوق جماهير بري حيث ساهم في حل مشكلة اراضي بري، اضافة لتواجده في المسجد وفي الاندية الرياضية والثقافية والاجتماعية.
ووسط المحامين كان عضوا بفرع الحزب وناشطا في الجبهة الديمقراطية وسط المحامين وفي التحالف الوطني لاسترداد الديمقراطية والتحالف الديمقراطي للمحامين. كما كان مدافعا عن حقوق الانسان وعن حقوق البسطاء والكادحين ومنحازا لهم فكرا ووجدانا.
ومثلما كان مهموما بوطنه الكبير، كان مهموما بوطنه الصغير، كان ناشطا في الدفاع عن حقوق اهله في منطقة المحس ومدافعا عن مطالبهم العادلة في التنمية والتعليم والصحة وتوفير الخدمات الأساسية( المياه، الكهرباء...الخ)، وكان رئيسا لاتحاد ابناء المحس في الخرطوم منذ العام 2004م وحتي وفاته. وكانت له مواقفه الصلبة مع اهله في الدفاع عن الثقافة النوبية والتراث النوبي الذي يشكل مكونا مهما في الثقافة السودانية، وبالتالي كان رافضا للاغراق الخامس بقيام خزان كجبار، وكان رئيسا للجنة مناهضة سد كجبار بالخرطوم، وكان يري ان قضية الشعب النوبي تحل في اطار الحل الشامل والعادل لمشاكل السودان، وبالتالي كان يربط ربطا عميقا بين قضايا وطنه الصغير والكبير.
عبد الفتاح من مواليد 1940 بكبدي مركز دلقو المحس/ الشمالية، وعمل بالمحاماة لأكثر من ثلاثين عاما.
علي المستوي الشخصي تعرفت علي الفقيد عن قرب بعد ان سكنت في بري منذ بداية العام 2000م، كان انسانا ودودا حلو المعشر وكان متواضعا: هين تستخفه بسمة الطفل الغرير/ قويا يصارع الاجيالا، وكان صبورا يري ان قضايا التغيير الاجتماعي لاتحل بين يوم وليلة ولكنها تتم نتيجة للتراكم البطئ من الاعمال والنضالات والانجازات مهما كانت صغيرة، فان التراكم الكمي يؤدي لتغيير كيفي في النهاية، وتجده دائما متفائلا ومبتسما خلال لقاءاتي معه في سوق(4) ببري صباح كل جمعه.
كنت قريبا منه في الايام الاخيرة من مرضه، ورغم انه كان يعلم انه حياته اصبحت في العد التنازلي الا انه كان صلبا، كان يقابلنا ببشاسة، ويتجاذب معنا اطراف الحديث والذكريات لساعات طويلة رغم اننا كنا نشفق عليه من الجلسة الطويلة، وكان يصر ان نواصل الجلوس والحديث كلما هممنا بالمغادرة، كان في ايامه الأخيرة مهتما بوحدة الحزب ومؤتمره الخامس، وكان واثقا ان الحزب سوف يخرج موحدا بعد المؤتمر حول اسمه ومنهجه الماركسي وطبيعته الطبقية، ويسأل عن اخبار سير المؤتمر، كان دائما يوصينا بضرورة الاهتمام بدعوته لحضور الجلسة الاقتتاحية للمؤتمر الخامس، وكم كان مسرورا وسعيدا عندما وصل له (كرت) الدعوة له ولأسرته في منزله بواسطة: بشري عبد الكريم المحامي وشخصي، وبالفعل حضر الجلسة الافتتاحية بمعنويات مرتفعة. كما كان مهموما بقضايا منطقة المحس ومشكلة سد كجبار والدفاع عن الثقافة النوبية، أيضا كان مهتما بتوثيق تاريخ الحزب وتاريخ اتحاد الشباب السوداني، وتوثيق تجربة القوي الاشتراكية بالبراري وتجربة منتدي بري الثقافي، فقد حكي لنا ذكريات تستحق فعلا التوثيق. وفي غمرة هذه الهموم اختطفه منا الموت بعد صراع من المرض، فالموت نقاد بين كفيه جواهر يختار منها الجياد.
والعزاء لزوجته وابنائه وبناته ولاسرته ولاصدقائه وعارفي فضلة، وسيظل عبد الفتاح خالدا باعماله الجليلة وسيرته العطرة التي تركها.





#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الحرة النزيهة في السودان رهينة بالتحول الديمقراطي
- في ذكري اول مايو: حول نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية
- السودان وضرورة الوحدة علي أسس ديمقراطية وطوعية
- موقع الثورة المهدية في خريطة ثورات القرن التاسع عشر
- الأزمة الاقتصادية العالمية وموسم الهجرة الي ماركس
- في الذكري ال 24 لانتفاضة مارس - ابريل 1985م
- وداعا عبد العظيم أنيس
- اضواء علي وثيقة(حول البرنامج).
- الدولة الوطنية والتعدد الثقافي
- خصوصية واقع المرأة السودانية
- أضواء علي المنهج ونظرية المعرفة الماركسية
- وداعا الراحل المقيم الطيب صالح
- حول المنهج الديالكتيكي
- الثقافة النوبية في السودان المسيحي الوسيط(500م - 1500م)
- خصوصية التشكيلة الاجتماعية لفترة المهدية(1885- 1898م)
- اصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير
- أضواء علي المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني
- المفهوم الماركسي لتحرير المرأة
- قضايا الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني، الفترة: مايو ...
- موقف الحزب الشيوعي السوداني من محكمة الجنايات الدولية


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - تاج السر عثمان - وداعا عبد الفتاح زيدان