أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - هل تسهم عودة الصدر في إعادة الهدوء والاستقرار إلى العراق!؟















المزيد.....

هل تسهم عودة الصدر في إعادة الهدوء والاستقرار إلى العراق!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-251-
أفرزت صناديق الاقتراع في الانتخابات الأخيرة، مفاجأة فوز التيار الصدري، في أغلبية محافظات الوسط والجنوب العراقي، في الدرجة الثانية بعد قائمة إئتلاف دولة القانون، وإزاحة الغريم التقليدي (قائمة شهيد المحراب) من المجالس المحلية، وتشير التقارير إلى أن مقتدى الصدر ينوي العودة إلى العراق، خلال الأشهر الثلاثة القادمة، بعد حصوله على درجة مرجع، ليتمكن من إصدار فتاوى دينية ومنافسة السيد علي السيستاني، وهو ماصرح به أحد مساعدي مقتدى في زيارته الأخيرة لتركيا، ولقائه برئيس الوزراء أردوغان.
معلوم أن دخول تركيا على خط التيار الصدري، كلاعب إقليمي مهم سواء في العراق أو الشرق الأوسط، جاء للحد من نفوذ إيران المتعاظم في العراق، وتمكين الشركات التركية من الاستفادة من إعادة إعمار العراق، ومنافسة الشركات الايرانية بعد امتناع العربية بإشارة من أنظمتها الجائرة، وسياسيا لتحجيم دور المجلس الأعلى المتحالف مع الأكراد، في قضايا الفيدرالية وكركوك وتوزيع الثروات وغيرها، وبالمناسبة كلهم يذهبون إلى تركيا إبتداء من الجبهة التركمانية، وأسامة النجيفي ذي المواقف المعروفة ضد الأكراد في البرلمان، والذي استقبله الساسة الأتراك وكأنه المسيح المخلص، بل وحتى الساسة الأكراد أنفسهم يزرورن تركيا ويخطبون ودها، من أجل مصالحهم الشخصية وأموالهم..

ذكر قيادي بارز لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية «إن السيد مقتدى الآن حاصل على درجة حجة الإسلام والمسلمين وهو يدرس لينال درجة آية الله العظمى وسيكون بعد إعلانها من قم مرجعا دينيا وهي الدرجة الأخيرة من العلم في الحوزة العلمية، وأولها المحتاط ثم حجة الإسلام والمسلمين ثم آية الله العظمى» مؤكدا «أن حصوله (الصدر) على هذه الدرجة ستؤهله ليكون مقلدا من قبل أتباعه ومن يريد تقليده».، ونؤكد له نحن إن الحصول على الدرجة الدينية يعني أن يشهر سيف الشريعة التكفيري بوجه العراقيين من جديد، والعودة بهم - على خلفية الصراع الشيعي الشيعي - إلى المربع الأول، بدل الدعوة إلى تلاحم الصف الوطني الذي يقع في الطرف الآخر من خطاب الأحزاب الدينية، وسوف تسري النار في هشيم المحافظات العراقية، على أساس الفتاوى المستندة إلى الصراع المرير بين العائلتين النجفيتين، وكذلك لمنافسة السيد علي السيستاني، لما بين المرجعيتين (الصامتة والناطقة) من صراع، تفجر منذ ماقبل سقوط صدام ونظامه، وهو في الأساس صراع على النفوذ وثروات الاضرحة المقدسة، أو في الحقيقة فتاتها، لأن الكثير من التقارير تشير إلى أن الثروات تذهب إلى مرجعية إيران، ولانعلم أن الحكومة وضعت يدها عليها منذ التغيير حتى اليوم!

لاشك أن تنافس الدرجات العلمية الحوزوية تجر العراقيين في الوسط والجنوب أيضا، إلى صراعات جانبية ثأرية بين الأحزاب والقوى الدينية، وتلهي شعبنا عن مشروع بناء دولة المؤسسات والقانون، وتلبية الحاجات الملحة في الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي، وتثبيت أركان الدولة العراقية الجديدة على أساس المواطنة لاالطائفة، ذلك أن حصول الصدر على درجة الأعلمية، وليته لم يحصل عليها فتضاف إلينا آية الله جديدة، لابد أنه سيفتح الباب واسعا للاشتباك مع الغريم التقليدي، وكان أذاق - خلال الأربع سنوات الماضية - أنواعا من المرارة للتيار الصدري، ولم تكن فيه الكفاءات العلمية ولاالمثقفين ولا السياسيين، لكن الكثير من فدائيي صدام والحواسم والمجرمين العتاة وأرباب السوابق والبعثيين، وكان لهم بالمرصاد عدنان الزرفي محافظ النجف (2004) في عهد حكومة الدكتور إياد علاوي، الذي استطاع توجيه ضربات قوية للتيار بمساعدة القوات الأمريكية، وتمكن من تفكيك خلايا جيش المهدي، والزرفي تم انتخابه من جديد محافظا للنجف وهو العلماني، ولعل عودة الصدر إلى الواجهة السياسية والاعلامية من جديد، جاءت في أعقاب الزرفي محافظا، بعد استقطابات الأحزاب الدينية في المدينة، للاستحواذ على منصب المحافظ، الذي كان خلال السنوات الأربع الماضية من نصيب الغريم التقليدي!
لقد تنقل الصدر من أحضان السعودية التي استقبلته مع شديد الأسف، ولم تستقبل حتى اليوم رئيس الوزراء نوري المالكي، لغرض في نفس يعقوب وهو زرع المزيد من الانقسامات في مسيرة الشعب العراقي بعد التغيير، إضافة لتمويلها المستمر للعمليات الارهابية في العراق، إلى سوريا التي وصفها أحد مساعدي الزعيم الشيعي الشاب في إسطنبول «أن سورية تأتي بالدرجة الثانية بعد تركيا بالنسبة لحياديتها لقضية التيار الصدري وكل قضايا العراق» وهذا التصريح خطير وفيه مجافاة للحقيقة لما لسوريا من دور إجرامي في العراق بعد التغيير، لكنه النفاق السياسي كما لايخفى، إلى إيران التي لعبت بورقة التيار خدمة لمصالحها الاقتصادية والقومية في العراق، وأخيرا حط الصدر الرحال في تركيا ليناقش مع ساستها وياللمهزلة (أوضاع العراق ومستقبله!!)، ولا أحد ينكر أطماع تركيا في كركوك والموصل، الخلاصة أن كل الدول الاقليمية التي تعامل معها الصدر لها أجندات معروفة في عراق مابعد التغيير.

إن سعي إئتلاف دولة القانون والحكومة العراقية لاستمالة التيار الصدري، وفك تحالفاته المشبوهة مع بعض التيارات السنية، وقسم منها محسوب على القاعدة والبعثيين، ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء العراقيين، لاشك سيكون له أثر فاعل في استقرار الأوضاع في العراق، لو كان للتيار منظرون وقيادات سياسية عراقية مخلصة، لاتعاني من الانقسامات والتشرذم، وتدخل في العملية السياسية كحزب أو حركة تدعم العراق الجديد، أما التلويح بعودة الصدر كقائد ديني وكأنه قادم من معركة مظفرة، وللأسف يقلده الكثير من العراقيين حتى في الأوساط الأكاديمية وأساتذة الجامعات، فإن تلك العودة لن تسهم في إعادة الهدوء والاستقرار في العراق، وعلى الشعب العراقي الذي ملَّ من الأحزاب الدينية الرجعية وأجنداتها الاقليمية، أن يستمر في مسيرة البناء ويطالب بحقوقه، وأن لايستمع إلى خطب وفتاوى مقتدى أو غيره، التي لاتطالب بحقوق الشعب العراقي لكن بإعادة النفوذ ونهب الثروات وإثارة الفتن والانقاسامات، على خلفية الصراع المرير بين العائلتين النجفيتين، وتخاطب الماضي لاحاضر العراقيين ومستقبلهم وأمنهم ومستقبل أجيالهم.


4/5/2009
[email protected]






#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسليم إرهابيي القاعدة إلى حاضنتهم السعودية ..مرة أخرى!
- هذه هي مطاليب أهالي ذي قار الكرام من الحكومة المحلية الجديدة ...
- هدر ثروات الشعب العراقي في قمة الدوحة!؟
- دام ظله وفخامته وصاحب المعالي!
- سمره ومسعده وبيتج على البحر الميت!!
- المالكي أول رئيس وزراء عراقي يكشف عن مصالحه المالية..ولكن!
- رحيل المعلم الأول
- وقفة مع الموازنة العامة لسنة 2009!
- تصدير أزمة الأحزاب الكردية إلى بغداد!
- ليدوم حبهما طويلا
- بين مطار النجف الدولي وهيئة الحج والعمرة!
- دعوة للشيخ الناصري بعدم التدخل في أسماء المرشحين لمنصب محافظ ...
- هل يعين محافظ ذي قار الجديد من خارج الأحزاب الدينية!؟
- لاتنتخب..انتخب!
- دموع حرّى على قبر الصديق أمير الدراجي
- التطبير والتعشير والانتخابات!
- نداء عاجل لإنقاذ أرواح (600 لاجئا) في السجون الوهابية السعود ...
- حتى يعلو الدخان الأبيض من قبة البرلمان العراقي!؟
- السيد زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للآثار المصرية .. ...
- موسم الانتخابات : هل تصوت عشائر ذي قار للوطن دون الطائفة وتم ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - هل تسهم عودة الصدر في إعادة الهدوء والاستقرار إلى العراق!؟