أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السفير - زياد الرحباني وبيار بورديو يتحاوران في الجامعة الأميركية















المزيد.....

زياد الرحباني وبيار بورديو يتحاوران في الجامعة الأميركية


السفير

الحوار المتمدن-العدد: 160 - 2002 / 6 / 14 - 06:09
المحور: الادب والفن
    


 
>يصف عالم الاجتماع الفرنسي الراحل بيار بورديو الشعراء البرابرة بانهم يملكون القدرة على استملاك المعنى العام، ويملكون بالتالي تأثيراً كبيراً على كل من يتعرف على نفسه في هذا المعنى. ولعل قوة زياد الرحباني الرمزية تنبع من هذا الاستملاك بالذات للمخزون العام، وقدرته على اعادة انتاجه بشكل فني.
>الحوار بين بورديو والرحباني يطول ليشمل الفن، الحرب والإرث أو (Art, war and inheritance: The aesthetics and politics of ziad Rahbani)، وهو عنوان رسالة الماجستير في العلوم الاجتماعية التي قدمها فادي بردويل في الجامعة الأميركية في بيروت الأسبوع الماضي.
>اعتمد بردويل في اطروحته على المفاهيم النظرية والادوات التحليلية لبورديو (الرأسمال الثقافي الحقل التمايز الخ..). وبخلاف السيَر التي تتناول عادة اعمال الفنان وشخصه بصرف النظر عن السياق التاريخي الذي يتحرك ضمنه، حاولت الدراسة وضع الرحباني في الفضاء الاجتماعي خاصته وتناولت علاقته بأعمال الرحابنة وأعمال بعض الفنانين الملتزمين الاخرين وما اصطلح على تسميته الاغنية السياسية.
>ركزت الاطروحة على علاقة زياد بمؤسستي العائلة والمدرسة، وعلاقته الموسيقية بأبيه التي بلورت وعيه الموسيقي. فكانت بداياته مع سهرية>> (1973) التي شكلت تجسيداً للارث الرحباني من حيث مفرداتها وأجواؤها الريفية ونهايتها السعيدة... لكن زياد سرعان ما ابدى رغبته في التمايز عن هذا الارث ابتداء من <<نزل السرور>> (1974) التي اهتمت بمعالجة الواقع السياسي الاجتماعي بشكل مباشر، على الرغم من التباسها على المستوى السياسي والفني (مع الشعب / ضد الشعب، استخدام <<الأوف>> ونقد الفلكلور...). ولم تلاق هذه المسرحية ترحيباً لدى النقاد اليساريين، وقد تنصل الرحباني نفسه من موقفها السياسي بعد تبنيه لاحقاً الوجهة اليسارية.
>في صيف العام 1976، انتقل زياد للعيش في المنطقة الغربية في ما يشبه الاحتجاج على اجتياح تل الزعتر والسياسة اليمينية. وقدم برنامجه الاذاعي <<بعدنا طيبين قول الله>> مع جان شمعون في الاذاعه اللبنانية،ما ساهم في اضفاء <<شرعية لبنانية>> على الحركة الوطنية بدحض مقولة اليمين اللبناني بأن الحرب هي بين اللبنانيين والفلسطينيين وبعض المرتزقة، لما يمثله ابن عاصي وفيروز في الاجتماع اللبناني. وكبرهان على هذا التأثير، خففت اذاعة عمشيت التابعة للجبهة اللبنانية من بث اغنيات الرحابنة في تلك الفترة.
>شكل هذا البرنامج الخطوة الاولى نحو تكريس زياد ليس فقط كفنان، انما كظاهرة اجتماعية. فبالاضافة الى الموقف السياسي، اخذ اسلوب زياد يتبلور في هذا البرنامج الذي استطاع ان يخاطب كل اللبنانيين في وقت بدأ فيه الحقل الثقافي يتجزأ الى حقول عدة قائمة على اسس سياسية مذهبية مناطقية. ولعل ذلك يعود اساساً الى قدرة زياد على انتاج عمل فني يتيح للمتلقي ان يعمم تجربته الخاصة من دون ان تفقد خصوصيتها، مما جعل من زياد <<الناطق باسم الشعب>>. وابرز مثال على ذلك هو مزاج اغنياته التي تقدم صورة عفوية عن الحياة اليومية بخلاف الاغنيات الاخرى التي كانت تسقط صورة نمطية عن <<الشعب>> (كأغنيات شريط <<عالارض يا حكم>> لمارسيل خليفة مثلا)).
>وقد عزز من قوة زياد الرمزية معرفته بالدلالات الاجتماعية للغة، ونقده للخطاب السياسي السائد، واتقانه اللعب على الكلام من خلال تركيباته الهجينة (ابو سليم الحص) التي تعكس الواقع الهجين. هذه الالعاب اللغوية التي كان عاصي الرحباني مولعا بها من دون ان يجعلها في صلب فنه، استدعاها زياد من الهامش وجعلها مركزية في اعماله. وقد كرر زياد هذه الاستدعاءات من الهامش في تعامله مع الارث الرحباني حتى في تجاربه الموسيقية من خلال التركيز على الكتابة الهارمونية للمقامات الشرقية، وهو ما كان قد قام به الرحابنة من دون ان ينشروه او يطوروه لاعتبارهم ان السوق والاذن المحلية غير جاهزين لتلقي هذا النوع من الموسيقى.
>وفيما كان الرحابنة يتمايزون <<داخل>> الحقل الفني العربي، حاول زياد ان يتمايز <<عن>> هذا الحقل العربي. فيبدو همّ زياد الرحباني السياسي الفني هما محليا لبنانيا، فلم ينتج مثلا عملا عن المقاومة الفلسطينية او اليمن او كوبا.. وبالاضافة الى الهم المحلي، استطاع زياد ان ينتج فنا ملتزما يتخطى حدود <<جمهور الحركة الوطنية>> من خلال ابتعاده عن الشعارات السياسية المباشرة التي تزول مع زوال الظروف السياسية الآنية والتي لا تتعدى كونها <<تبشيرا بين مؤمنين>>. فعلى العكس من ذلك، عمل زياد على ابراز السياسي من خلال الحياة اليومية.
>وبذلك، يكون زياد قد اكتسب موقعا متميزا في الحقل الفني استطاع معه استيعاب مواقع تبدو متناقضة كمخاطبته جميع اللبنانيين على غرار ما فعل الرحابنة، لكن عبر صور واقعية لا عبر رموز متخيلة كما فعلوا هم. ومن ناحية اخرى، انتج فنا ملتزما يندرج ضمن الخط اليساري على غرار ما فعل فنانون ملتزمون آخرون، لكن من دون ان ينحصر فنه بالجمهور اليساري كما حصل مع اولئك.
>لكن هم الرحباني لم ينحصر في انتاج فن ملتزم بالقضايا الاجتماعية، انما تعداه الى خوض مشروع موسيقي اكثر نخبوية يعمل على تطوير الموسيقى الشرقية وجعلها عالمية. وفي هذا المجال، استطاع ايضا ان يتخذ موقعا متمايزا بين المتمسكين بالتراث والرافضين لإدخال العناصر الغربية، وبين <<المقلدين>> الذين يستوردون آخر بدع الغرب الموسيقية. وبذلك، يعتبر مشروعه الموسيقي امتدادا للمشروع الموسيقي الرحباني خلافا لمشروعهم على مستوى الكلمة الذي نقده في <<شي فاشل>> (1983) وفي اغنياته لفيروز.
>لكن نظرته الموسيقية هذه لا تخلو من شق سياسي يحاول ان يثبت ان الشرق التابع اقتصاديا وسياسيا يستطيع ان يكسر هذه التبعية من منظور ثقافي، فينتج موسيقى <<وطنية>> متطورة.


#السفير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمات غير الحكومية تنتزع اعتراف قمة روما: بيان ختامي عن ا ...
- ظاهرة في صفوف اليساريين أكثر من المتدينين إسرائيل: ارتفاع مع ...
- محكمة استراسبورغ تدين انقرة لاسقاطها عضوية نواب مقربين من ال ...
- مجموعة جديدة من الفيروسات تجتاح شبكة الأنترنت ((لقد فات الأو ...
- نساء البحرين يستعجلن صدور قانون للأحوال الشخصية
- خطر مجاعة كبيرة يهدد 13 مليوناً في أفريقيا الجنوبية سكان يأك ...
- الأردن: تدهور صحة توجان فيصل
- مئات يحتجون أمام ((سجن سري)) والرباط تطرد وفدا إسبانياً تقري ...
- اليوم العالمي من دون تدخين حملات الدعاية أقوى من حملات الوقا ...
- الأزهر يرفض معاملة المرأة كالرجل في جريمة الشرف
- ناشطون بريطانيون يعدون لبرنامج تشفير يمنع الحكومة من التجسس ...
- مليون مدخن في العالم أكثرهم من المراهقين منظمة الصحة العالمي ...
- منظمة العفو تتحدث عن تحسن في سوريا: حقوق الإنسان ضحية لما بع ...
- البحرين: جريحان أميركيان في تظاهرة ضد واشنطن
- بوش يبدأ جولة أوروبية اليوم في المانيا برلين ثكنة عسكرية في ...
- الاتحاد العمالي يرفض مشروع قانون التعاقد وينتقد الزيادات في ...
- ((سان ميشال)) يصرف عمالاً والنقابة تستنكر
- عشرات الآلاف من ((معسكر السلام)) يتظاهرون في تل أبيب
- الجمعية العامة ومجلس الأمن يستمعان الى ممثلي أطفال العالم
- الأمم المتحدة: 246 مليون طفل عامل في العالم


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السفير - زياد الرحباني وبيار بورديو يتحاوران في الجامعة الأميركية