أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب














المزيد.....

انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2635 - 2009 / 5 / 3 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غريبة هي أمراض القرن الواحد والعشرين تطفو على السطح فجأة بلا مقدمات ، لتتسارع وتيرة انتشار الفايروس بسرعات لا تتكشف سوى فجأة وبإصابات رقمية ليست بسيطة أو متواضعة، وسرعان ما تغزو منطقتنا العربية وكأن المتابع لهذه الفيروسات من بداية "جنون البقر إلى أنفلونزا الطيور، إلى أنفلونزا الخنازير الأخيرة" تغزو العالم وتتوغل في بني البشر، وهو ما يخضع لعوامل التفسير العلمي( الطبي) التي لا نعلم عنها شيئا فهناك من يحلل في مختبرات العلم الطبية الغربية ويقدم الوجبة جاهزة لأكاديمياتنا العربية التي تنهل من الأبحاث الغربية دون عناء أو جُهد علمي" الحالة معدية"، أما التحليل الآخر لا يعدو عن كونه مهاجمة لفيروس شركات ورؤوس المال العالمية التي ربما استشعرت الخطر من تدني أسعار الخنازير، أو تراجع الطلب عليها، حيث لا يمكن اتهامها بمحاولة ضرب الاقتصاد العربي لأن لحم الخنازير محرم شرعاً، ولا يوجد بيننا خنازير سوى هؤلاء اليهود ( الإسرائيليون) فهم نٍعم الخنازير البشرية، ووجودهم يحمل أنفلونزا أخطر وأرقى من أنفلونزا الخنازير الحيوانية التي تنتشر الآن، وللأسف حتى راهن اللحظة فشلنا في اكتشاف المصل الذي يحد من انتشار أنفلونزا اليهود (القصد الخنازير) حتى المبدع اليمني (الزنداني) الذي استطاع بعبقرية العقلية العلمية العربية من اكتشاف مصل لمعالجة السرطان فشل في تركيب مصل يحمينا من فيروسات اليهود ، وأنفلونزا الانفصال ، والانقسام.
تتواتر في منطقتنا العربية، بل في ذهنيتنا العربية فيروسات تصعد للقمة بين ليلة وضحاها ، وتتلاشي بهدوء دون أن نعرف ونعلم كيف؟ وأين؟ ومتى؟ ولكن الأغرب في كل هذه المعادلة والحالة، أن أنفلونزا الانتصار لا تشق طريقها لهذه المنطقة، بل أصبح فايروس أنفلونزا الانهزام، والخضوع، مرض مزمن لا علاج له، كلما حاولنا أن نتعافى منه زاد مهاجمة للجسد العربي- الإسلامي المتهاوي الواهن، المحتضر، فمن هزيمة فلسطين التاريخية وضياعها، إلى هزيمة العراق وضياعه، إلى تلاشي الحلم الوحدوي العربي.
تدور بنا رواحى الفايروسات لتبدأ تهاجم الجسد اليمني( الموحد) وكأن الحال لا يروق لنا لرؤية قطعة واحدة سليمة معافاة من هذا الجسد الهزيل الممتلئ بالأمراض والفايروسات، قطعة موحدة . وهذا لا يعنى بأي حال من الأحوال التغاضي عن الحقوق الإنسانية والديمقراطية لأهل الجنوب، ولا يعنى الموافقة على تجاوزات النظام السياسي اليمني ضد اليمن بعمومه، ولكنه إيمان قطعي بالوحدة وضرورتها وأهميتها، وأي تناقضات وتباينات فرعية يتم حلها في إطار النظام الدستوري والقانوني الذي ينظم الحقوق المدنية والسياسية والإنسانية لأي مجتمع.
أما المطالبة بالانفصال والتفتت فهذا منطق تآمري أصابنا في مقتل في تجربة الوحدة المصرية- السورية الأولي، وأصابنا بهزائمه في لبنان، والعراق، والسودان، وفلسطين والصومال وأصبحنا نبحث عن كانتونات تدار باليورو والدولار، ولكلاً أهوائه ومصالحه.
إن كانت انفلونزا الخنازير هي الخطر القادم على النفس البشرية في منطقتنا العربية، فإني على ثقة أن هذا الفايروس لن يستطيع الفتك بهذه الكتلة البشرية المتقوقعة في جدار حانتها الذي اكتسبته عبر نصف قرن وأكثر من فايروسات الهزيمة والخضوع والاستسلام.
فإن كانت النعامة تدفن رأسها في التراب خشية من المخاطر، فنحن ندفن رؤوسنا في الانقسام والانفصال حباً في المصالح الحزبية والشخصية والدنيوية، ولكم في العراق وفلسطين أسوة يا أولي الألباب .
ويبدو أن اليمنيين أخذتهم الغيرة من الرواتب التي تدفع باليورو الأوروبي في غزة، والدولار في العراق والضفة، وأرادوا التنعم بنعم هذه الخيرات الانقسامية التفتتية.
أليس من الغريب أن تهاجمنا انفلونزا الخنازير؟ في وقت قتلتنا فايروسات انفلونزا (التطهير والتفتيت والتقسيم).
إن كانت انفلونزا الخنازير وباء فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والله رحيم بعباده المؤمنين( إن آمنوا واتقوا واحتسبوا آخرتهم)، وإن كانت فايروسات مصطنعة في المختبرات الطبية فإنها لن تتمكن من غزو الجسد العربي الذي يتمتع بحصن منيع أمام كل فايروسات الكون إلا فايروس الهزيمة والانقسام.
إن هذه الأمة لن تقوم ولن تعلو لها كلمة ، ولن ترتفع لها راية وهناك من الشعوب من تهلل وتطبل وتتراقص على أنغام الانقسام والتفتت والتشرذم، وتعتبره حسم وإنجاز وإنتصار ....
يا عمال ( شعوب) العالم اتحدوا ... فإن لم نتحد نحن كشعوب واحدة بتاريخ وحضارة ولغة ودين، وإن انقسمنا كشعب في قطر واحد فأي وحدة لشعوب العالم نريد؟!!!
سامي الأخرس
30/4/2009





#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين بين فتح وحماس
- الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
- لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين ...
- ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
- اياكم وجيل الغضب القادم
- السياسة تياسة شعار العرب
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد
- حديث عابر مع صديق سوري
- جامعاتنا جامعات مفاسد وضرار (2)
- صيف لبنان وشتاء حزب الله
- سلاح مقاومة ام سلاح مستتر ؟!


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب