أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟ - صادق إطيمش - تعريف الأطفال بالأول من آيار في ألمانيا















المزيد.....

تعريف الأطفال بالأول من آيار في ألمانيا


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2635 - 2009 / 5 / 3 - 09:29
المحور: ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
    


" ألأول من مايس عطلة للمدارس . وكذلك تظل أغلبية البالغين مضطجعة في فراشها ، بالرغم من أن ـ يوم العمل ـ يجب أن يُحتَفَلَ به . آخرون يلتقون بإجتماعات في أماكن واسعة يخرجون منها بمظاهرات يرفعون فيها لافتات كبيرة يطالبون فيها بتوفير العمل للكل . منذ أكثر من مائة سنة يخرج كثير من الناس إلى الشوارع ويطالبون بإجور أحسن وبتوفير أجواء عادلة للعمل . لقد بدأ كل ذلك في شيكاغو ، وهي مدينة في أمريكا ، حينما أضرب هناك في ألأول من مايس عام 1886 أُلاف من العمال وطالبوا بيوم عمل لمدة ثمان ساعات ، حيث أنهم كانوا يعملون لمدة عشر أو حتى أربعة عشر ساعة في اليوم . لقد تدخلت الشرطة ضد المُضربين ، فسقط القتلى والجرحى . ومع ذلك يجري إعتباراً من ذلك اليوم ألنضال في كل أنحاء العالم من أجل العدالة في العمل . ألأول من مايس هو عطلة رسمية في جميع أنحاء العالم تقريباً . النقابات العمالية التي تمثل العمال والأُُجراء تدعوا إلى التظاهر في هذا اليوم . قسم من الناس يجدون أن المظاهرات وحدها لا تفي بالغرض فيلجأون ، مع الأسف ، إلى رمي الحجارة أو حرق السيارات "
هذا ما جاء في الجريدة ألألمانية الواسعة الإنتشار في منطقة جنوب بادن في ألمانيا " بادشه تسايتونغ " في عددها الصادر في الثلاثين من نيسان 2009 وفي الحقل المخصص للأطفال في هذه الجريدة .
من الطبيعي أن يجد المرء تعريفاً بهذا اليوم ، وخاصة للأطفال ، أمراً جيداً قد يطبع في ذاكرتهم بعض الشيئ عن نضال الطبقة العاملة العالمية الذي لم يبدأ في الحقيقة في الأول من مايس عام 1886 ، بل منذ أن وُلدت الرأسمالية في أحضان النُظُم ألإقطاعية والتي عملت على إستغلال أهم مكونات قوى ألإنتاج ، الطبقة العاملة مُمثلة بقوة عملها ، واستنزاف فائض القيمة لبلورة التراكم الراسمالي وللتأثير على علاقات الإنتاج لتسييرها وفق مصالح الرأسماليين الذين تكاثروا وتكاثر معهم تراكم رؤوس أموالهم بفترات زمنية قياسية أوقع فيها التنافس الرأسمالي العالمي العالم أجمع في حروب محلية طاحنة ووضعه على شفا الهاوية بإشعاله حربين عالميتين ذهب ضحيتها عشرات الملايين من العمال والفلاحين والمثقفين والكسبة الصغار ، بحيث ظل الراسماليون بعد كل حرب من هذه الحروب في ذلك الموقع الذي عاودوا فيه إستمرارية إستغلالهم للقوى المنتجة وتأثيرهم السلبي المتزايد على علاقات الإنتاج السائدة التي سخروها لخدمتهم دوماً في المجتمعات الرأسمالية . لقد رسم البيان الشيوعي الذي كتبه كل من كارل ماركس وفردريك أنجلس عام 1847 ونشراه كبرنامج سياسي لأحزاب الطبقة العاملة عام 1848 طريق نضال الطبقة العاملة تحت الظروف التي بلورتها الراسمالية العالمية وسعيها الحثيث لمواصلة إستغلالها لقوى ألإنتاج الأساسية التي تمثلها قوة العمل لدى الطبقة العاملة ، وتأثيرها المتزايد على علاقات الإنتاج التي سخرتها لتحقيق التراكم الرأسمالي أولاً وقبل كل شيئ .
لذلك يبدو لي أن الإعلام الرأسمالي الذي تمثل الجريدة أعلاه جزءً منه لا يجرأ على تعليم الأطفال كل الحقيقة عن هذا اليوم واصوله التاريخية والأسس التي بنى عليها صيرورته .
إذا ما دققنا الطرح الذي جاء به هذا المصدر الإعلامي عن هذا اليوم العظيم في تاريخ ألإنسانية فسنجد فيه كثيراً من المحاولات التي سعت تعمداً لإعطاء صورة تختلف عن الصورة الحقيقية التي ترتبط فعلاً بهذا اليوم .
إحدى هذه المحاولات هي تلك التي تجعل من هذا اليوم " يوم عمل " وليس يوماً للعمال الذين خطّوا حوادثه بدماء مَن سقطوا منهم على سوح النضال المهني وأوقدوا فيه شعلة ظلت تُنير درب النضال العمالي العالمي للأجيال المتعاقبة على جميع قارات الأرض .
حينما فرض التضامن ألأممي للطبقة العاملة ألأول من آيار كعيد تتوقف فيه عجلات العمل عن الإنتاج ، فرض هذا التضامن بنفس الوقت تسجيل أروع ملحمة عالمية وحدت نضال الكادحين على المستوى ألأممي من أجل رفع مستوى المعيشة وتحسين ظروف العمل وتقليص ساعاته وتنظيم ألأجور والتمتع بالإمتيازات الإجتماعية التي تتناسب وكمية ألإنتاج الهائلة التي توفرها الشغيلة خاصة في تلك المجتمعات التي تواصلت فيها وتائر الإنتاج دون إنقطاع وتطورت دون تلكؤ بحيث حققت تراكماً رأسمالياًعلى حساب القوى المنتجة التي كانت محرومة من أبسط الحقوق ، ناهيك عن إستغلالها البشع الناجم عن فائض القيمة بين العمل المُنتَج ومردوده المالي من جهة ، وما يتقاضاه العامل ألأجير من جهة أخرى . وعلى مر ألأجيال إحتنفلت الطبقة العاملة العالمية بيوم الأول من آيار كيوم يتوقف فيه ألإنتاج ليستعيد به الشغيلة تاريخهم النضالي الذي يحفزهم كل عام على تجديد ومواصلة النضال في سبيل حقوقهم المشروعة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً
إلا أن هذا التطور الذي حققه التضامن العالمي للطبقة العاملة لم يرق لتوجهات رأس المال الذي سعى للحيلولة دون إستمرارية هذا الزخم الذي بدا له وكأنه يتواصل دون توقف ليسم طابع الإنتاج الرأسمالي بسمات جديدة قد تزيد في تناقضات الرأسمالية التي بدأ روادها يضعون العديد من علامات ألإستفهام على مسارها وبالتالي على مستقبلها . وانطلاقاً من هذا الهلع والخوف بادر بعض منظري الرأسمالية بالهجوم على نمط ألإنتاج هذا الذي أخذ مسارات لا تتناسب والموقع الحقيقي الذي وضعت الرأسمالية ألإنسان فيه .

لقد بدأ الكثير من المواطنين في الدول الرأسمالية الكبرى ، خاصة الشغيلة منهم ، يشعر بالخطر الذي يهدد مواقع عملهم كنتيجة لسعي الرأسماليين الكبار لتوظيف رؤوس أموالهم خارج دولهم ، في تلك المناطق التي يتوخون منها أرباحاً تزيد على ما يحققونه في دولهم ذاتها التي إستطاع نضال الطبقة العاملة فيها أن يحقق بعض المكتسبات التي وإن لم تكن تتناسب وحجم العمل المبذول وما يترتب عليه من تراكم رأس المال ، إلا أن هذه المكتسبات أصبحت جزءً من النضال الثوري الذي خاضته الطبقة العاملة ممثلة باحزابها ونقاباتها وتنظيماتها . لقد أصبح هروب رأس المال ظاهرة عالمية إرتبطت بالعولمة التي وضعت فيها الرأسمالية شعار : لا وطن لرأس المال ، موضع التنفيذ الفعلي ، حيث أصبح وطن رأس المال هو ذلك البلد أو الموقع ألإنتاجي الذي يضمن أكبر ما يمكن من التراكم الرأسمالي ، أي اكبر ما يمكن من فائض قيمة العمل الذي تحققه الشغيلة ليذهب إلى جيوب الرأسماليين الكبار . لقد بدأت هذه الظاهرة تزداد وضوحاً في دول أوربا الشرقية والدول الآسيوية ودول أمريكا أللاتينية ، حيث أجور العمل المتدينة التي تكاد تخلو من أية ضمانات إجتماعية سبق وأن حققها نضال الطبقة العاملة في الدول التي يجري تهريب رأس المال منها . فتركزت الشركات العالمية الكبرى في مناطق جديدة من هذه الدول ، بعد أن خلفت وراءها مئات الآلاف من الشغيلة دون عمل في الدول التي تم تهريب رأس المال منها .
واستناداً إلى هذا المفهوم الرأسمالي ألإحتكاري لتوظيف رأس المال وتسيير العملية ألإنتاجية بإتجاه زيادة التراكم الرأسمالي المقترن دوماً بتناقص الأجور وقلة أو إنعدام الضمانات ألإجتماعية والصحية والإقتصادية للشغيلة في تلك الدول التي جرى تهريب رأس المال إليها ، سعت الرأسمالية الإحتكارية ، وتواصل سعيها هذا الآن بكل نشاط ، إلى إفراغ ألأول من آيار من محتواه النضالي وجعله يوماً للعمل وليس يوماً للعمال . يحاول الرأسمال العالمي ان يشتت مفهوم هذا اليوم وإبعاده عن محتواه بعدم النظر إليه كيوم تتوقف فيع عجلات ألإنتاج وكيوم إستطاع نضال الطبقة العاملة العالمية أن يجعل منه يوماً للعمال حقاً وحقيقة . إلا أن هذا الإنجاز أصبح ، وبمرور الزمن ، عامل إزعاج ليس مادياً فقط , بل ونفسياً أيضاً للرأسمالية الإحتكارية التي لا تريد لماكنة الإنتاج أن تتوقف , ولو لحين , حيث أن توقفاً كهذا يعني تناقصاً في التراكم الرأسمالي ، حتى وإن كان بنسبة ضئيلة جداً قياساً بمجمل التراكم الرأسمالي للعملية الإنتاجية على العموم . فعمد منظروا الرأسمالية إلى خلق النظريات التي حاولوا من خلالها تغيير مفهوم هذا اليوم وتزييف محتواه بتفسيره على إعتباره يوماً للعمل ، وليس للعمال ، ينبغي أن تتسارع فيه وتائر الإنتاج , حسب تفسيرهم لهذا اليوم ، ليسجل مستويات إنتاجية متميزة عن ألأيام ألأخرى ، واعتبروا الإحتفال به كيوم للتوقف عن العمل للتأكيد على نضال الطبقة العاملة ولتطوير مكاسبها نحو ألأفضل ، إخلالاً بعملية الإنتاج وعرقلةً للتطور الإقتصادي الذي لا يرونه إلا من خلال زيادة التراكم الرأسمالي . فدأبت وسائل إعلامهم بالترويج لمثل هذه النظريات التي إكتسحت الشارع فعلاً , خاصة بين البسطاء من الناس ، في بعض المجتمعات الرأسمالية التي عتَّم عليها ألإعلام فغيب عنها ماهية هذا اليوم ومحتواه النضالي ، كما جاء في نص الجريدة أعلاه .
لقد أفرزت هذه الظاهرة التي تبنتها الرأسمالية العالمية في محاولاتها لجمع أكبر ما يمكن من ألأرباح ليس من خلال نقل رؤوس ألأموال من موقع إنتاجي إلى آخر أكثر ملائمة منه لتحقيق هذا الهدف فقط ، بل ومن خلال التأثير على إمكانية الحصول على موقع عمل أساساً في المناطق التي تركتها وتركت خلفها الآلاف من العوائل التي أصبحت على كف عفريت بين يوم وليلة ، الإفرازات التالية التي أصبحت السمة الملازمة للإنتاج الرأسمالي العالمي :
أولاً : إرتباط إمكانيات العمل بعولمة رأس المال الذي ربط مواقع توظيفه بتلك المواقع التي يتحقق فيها أعلى ما يمكن من ألأرباح .
ثانياً : إرتفاع نسبة البطالة في كثير من الدول الرأسمالية المتقدمة كنتيجة لسعي رأس المال وراء ألأيدي العاملة الرخيصة ، حيث وصلت إلى مستوى الفقر أحياناً . وهذا ما توصلت إليه أحدث الدراسات في هذا المجال في المجتمع ألألماني مثلاً . وتشير آخر الإحصائيات في هذا الشأن إلى أن ألإرتفاع المتوقع للبطالة حتى نهاية عام 2009 سيبلغ أكثر من خمسة ملايين عاطل عن العمل .
ثالثاً : أفرز هذا الوضع الناشئ عن تهريب رأس المال من جهة وقلة فرص العمل من جهة أخرى إلى وضع فرص العمل موضع المساومة بين صاحب العمل وطالب العمل . حيث تتجلى هذه المساومة بالشروط القاسية التي يفرضها صاحب العمل على الشغيلة المضطرة للحصول على العمل والتي لا تستطيع ألإنتقال مع رأس المال إلى مواقعه ألإنتاجية الجديدة .
رابعاً : برزت ، وبشكل واضح جداً ، ظاهرة إبتلاع الشركات الكبرى للشركات الصغرى التي لم تعد تستطع مواجهة عولمة رأس المال وما يترتب عليها . لقد شكلت هذه الظاهرة مصدر قلق لدى بعض حكومات الدول الرأسمالية التي باتت تخشى إحتكار السوق في هذا المجال ألإنتاجي أو ذاك من قبل هذه الشركات التي قد تتحكم فيه كلياً في المستقبل بشكل يخرج عن سيطرة الدولة.
خامساً : خلق ألأزمة المالية العالمية التي تبلورت على أوجها في هذا العام ، 2009 والتي كان ضحيتها الطبقة العاملة التي رمت بها تداعيات هذه الأزمة على طريق البطالة التي تزايدت وتيرتها خلال ألأشهر الماضية من هذا العام والتي ستبلغ الضعف عند نهايته ، حسب كل التقارير الصادرة عن المؤسسات الإقتصادية في المجتمعات الرأسمالية ، وهذا مما دعا المرشحة عن الحزب ألإجتماعي الديمقراطي ألألماني لرئاسة الجمهورية الألمانية السيدة جزينا شفان ورئيس النقابات العمالية الألمانية السيد ميخائيل سومر إلى التحذير من مغبة هذا التطور في العلاقات الإجتماعية الذي قد يؤدي إلى إصطدام داخل المجتمع الألماني .
سادساً : من خلال ذلك كله تعرض ويتعرض نضال الطبقة العاملة للإحتفاظ بما حققته من مكاسب في مجال ألأجور وتحديد ساعات العمل والضمانات المرتبطة بالعمل إلى خطر الزوال أو العودة إلى ما كانت عليه علاقات ألإنتاج في العقود الماضية ، ناهيك عن صعوبة السعي باتجاه تحقيق مكتسبات جديدة تحت هذه الظروف .
ولمحاولة الحد من التأثيرات السلبية المترتبة على مثل هذه الظواهر يشتد نضال النقابات والأحزاب والتجمعات العمالية في المجتمعات الرأسمالية للمحافظة على المكاسب التي حصلت عليها والعمل على إغناءها بإنجازات أكثر تتماشى والتطور الرأسمالي العالمي . إن تحقيق ذلك ليس أمراً سهلاً تحت هذه الظروف التي يمر بها مجمل ألإنتاج والإقتصاد الرأسمالي العالمي ولأزمة المالية التي ترافقه في الوقت الحاضر . وتصطدم نداءات الإصلاح التي تطلقها ألأحزاب والنقابات العمالية بالجشع الرأسمالي الذي يهدد من جانبه بإتخاذ إجراءات معاكسة في حالة إصرار هذه الأحزاب والنقابات على المضي بمطالبها على هذه الوتيرة . وعلى هذا ألأساس يبقى مجال المساومات والتنازلات مفتوحاً أمام الجانبين , والذي يجري غالباً بما لا يصب في المصالح الطبقية للشغيلة . فلم يعد أمراً غريباً اليوم في المجتمعات الرأسمالية أن تستمر المفاوضات بين ممثلي العمال وأصحاب العمل لأشهر عدة يوضع العامل فيها أمام خيار فقدان العمل ، وربما لما تبقى من العمر وبالتالي إرتباط مصيره ومصير عائلته كلها بذلك ، وبين التنازل عن بعض المكاسب التي سبق وأن تحققت فعلاً ، أو التي يمكن أن تتحقق مستقبلاً . وفي كثير من هذه الحالات سيرضى العامل ، على مضض ، ببعض التنازلات عن حقوقه تجنباً للوقوع بين براثن البطالة والفقر , تحت هذه الظروف التي يمر بها مجمل ألإقتصاد العالمي الذي لا يوفر مجالاً أوسع لحركة الطبقة العاملة في الوقت الحاضر ، خاصة في الدول الرأسمالية المتقدمة التي تتزايد فيها وتائر الجشع الرأسمالي وتوجهاته ألإحتكارية .
ولغرض الحفاض على الأسس التي بُني عليها النظام الرأسمالي بشكل عام أجبرت ألأزمة المالية الحالية التي يمر بها النظام الرأسمالي العالمي الحكومات في كثير من المجتمعات الرأسمالية كأمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها الكثير بالتخلي عن سياساتها التي تركت فيها الحبل على الغارب لسيطرة رأس المال المتمثلة بالبنوك والمؤسسات المالية الكبرى والشركات العملاقة ، فوضعت الخطط المقترنة بإغاثات مالية بمئات الملياردات للمؤسسات ألرأسمالية المنهارة شريطة ان تخضع هذه المؤسسات إلى مراقبة الدولة كلياً . فماذا يعني ذلك....؟ إن ذلك يعني إعادة النظر في سياسة السوق التي إتخذتها هذه الدول والتي إعتبرت فيها تدخل الدولة كجزء من السياسة التابعة للتتخطيط المركزي الذي دعا إليها منظروا ألإقتصاد الإشتراكي . وبعبارة اخرى يمكننا القول أن إستعانة الأنظمة الرأسمالية هذه بواحدة من الطروحات الإقتصادية التي تسعى إلى إشراف الدولة والتي كانت توجه لها أشد ألإنتقادات باعتبارها تقييداً لحرية الإقتصاد ، فإنها تجد نفسها مضطرة الآن لسلوك هذا الطريق الذي لم تجد مخرجاً سواه من أزمة مالية كاسحة كهذه التي حلت بها الآن .
وانطلاقاً من هذا التطور الجديد في رسم سياسة السوق المالية في نظام ألإنتاج الرأسمالي فإن دور الشغيلة ونقاباتها ومؤسساتها السياسية والإجتماعية سيتطور في المستقبل باتجاه تثبيت مطالب الأول من آيار ، وسيظل هذا اليوم ملهماً لهذا النضال الأممي .
الدكتور صادق إطيمش









#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجوع الشيوخ إلى صِباهم
- التاسع من نيسان......ما له وما عليه القسم الثاني
- التاسع من نيسان......ما له وما عليه القسم الأول
- بطاقة حب إلى الحزب الشيوعي العراقي
- نامت نواطير مصر عن ثعالبها.....
- وتبقى المرأة شامخة ولو كَرِهَ فقهاء السلاطين
- الجامعة العربية....هل اصبحت ملاذاً للمجرمين أيضاً...؟
- إحذروا الثعالب ذات اللحى...
- عودة إلى إنتخابات المحافظات....النتائج والعبر
- إنتخابات المحافظات....النتائج والعبر القسم الثاني
- إنتخابات المحافظات....النتائج والعبر القسم الأول
- إذهبوا إلى الإنتخابات جموعاً....ولا تنتخبوا....
- الإخفاق يعني التنحي عن العمل...معادلة سيتبناها الشعب العراقي ...
- ويكافئون على الخراب رواتبا
- الفساد ألإداري : هل ستساهم نتائج ألإنتخابات اللاحقة بعلاج ما ...
- الفساد ألإداري : هل ستساهم نتائج ألإنتخابات اللاحقة بعلاج ما ...
- إنتخب ولا تنتخب / القسم الثاني
- إنتخب ولا تنتخب / القسم الأول
- ماذا....لو....؟
- التجارة بالأصوات الإنتخابية ....تجارة خاسرة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟ - صادق إطيمش - تعريف الأطفال بالأول من آيار في ألمانيا