أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - بشتاشان جريمة بلا عقاب !















المزيد.....

بشتاشان جريمة بلا عقاب !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 10:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وكيف يعاقب المجرم اذا كان هو ـ الخصم والحكم ـ كيف يعاقب اذا كان مجرد فتح ملف القضية يعني ادانة للمتواطئين من اهل الدار فيها ، ناهيك عن المجرم نفسه ؟
المجرم ليس طليقا فقط وانما نصب نفسه قاضيا ايضا ، وهو يعتبر ما حصل في بشتاشان رد حازم ومناسب للقوى التي كانت تريد شرا به ، فهو يفتخر في دواخله بما ارتكبه من فضائع تحت شعار الحرب النظيفة ـ التي لا تستبقي اثرا او اسيرا ـ !

دماء الشيوعيين ليست رخيصة حتى يتم التغاضي عن الخائضين فيها ، دماء الشيوعيين ليست بضاعة حتى تشترى وتباع ، دماء الشيوعيين دين برقبة رفاقهم حتى يحققوا ما استشهد من اجله المضحون ، دماء الشيوعيين خط احمر لا تقوم قائمة للذين يتجاوزوه ، دماء الشيوعيين لن تذهب هدرا ابدا ابدا ، نعم هكذا يجب ان يتصرف رفاق الحزب الذي استشهدتم من اجله !

قد يتساهل الحزب ازاء اعمال الحرق لمقراته ، او سجن وتعذيب واسر رفاقه ، او تمزيق شعاراته ، او سرقة امواله ، اواهانة ممثليه ، اوتجاهله وتصغيره ، او شن الحملات الاعلامية ضده ، وهو مستعد ان يصمت صمتا لا يتقنه احدا سواه ، وفي احسن الحالات يدين ويستنكر ، وقد يصر الحزب على عدم تشخيص المسببين وملاحقتهم حتى لا تتحول القضية الى شخصنة ورد وبدل قد يتطور الى نتائج مضاعفة مضرة بوضعه ومكانته ومستحقاته المالية ، فهو غير مستعد للمواجهات المباشرة وهذا هو المهم في نهجه رغم ان الامر يندرج في خانة الدفاع عن النفس ، وعليه فهو يتعامل مع الجاني ، وكانه مجهول ، ويبدو ان هذا الاسلوب هو الانسب والاسلم لمجموعة لا تريد شيء الا الحفاظ على وجودها وعدم جذب الانتباه اليه ، حتى العملية تمشي دون توقف ـ وسوي نفسك ماتعرف ـ ورغم ذلك فان الامر لم يسلم !
نعم الا الدم ، كل هذا بكفة وسفك دماء الشيوعيين بكفة اخرى ، انظروا كيف تصرف الحزب بحكمة وليبرالية وحداثة انكلو سكسونية عندما استمال السيد رئيس جمهورية العراق وجعله يوقع على قرار صرف رواتب تقاعد لكل شهداء الحزب من الانصار بما فيهم شهداء بشتاشان ، صحيح ان تنفيذ القرار جاء من وزارة البيشمركة التابعة لحكومة الاقليم وصحيح ان الرئيس وقع بصفته رئيسا ـ لأوك ـ المسؤول المباشر عن مذبحة بشتاشان ، وصحيح ان اغلب عوائل شهداء بشتاشان لم تستلم شيء ، وصحيح ان الحزب مشغول بالحصص والمقاعد ، ولكن الصحيح ايضا ان الحزب ومن كل عقله المشتعل بالقوائم والحسابات الضيقة ، يعتقد انه قد حقق انجازا تاريخيا بانتزاع اعتراف من أوك بكون شهداء بشتاشان محسوبين على لوائح شهداء الاقليم !

انظروا كيف تصرف الحزب عندما تم اغتيال ـ سعدون ـ عضو مكتبه السياسي مع حراسته ، انظروا كيف تصرف الحزب ازاء اغتيال كامل شياع مستشار وزارة الثقافة ، طبعا هناك رفاق شهداء جدد كل موسم ، مازال الحزب يطالب باستكمال التحقيقات التي قيدت ضد مجهول ، هل رايتم ؟

الحزب ينظر للامر على نحو مختلف : الشهادة اليوم ليست كما كانت بالامس فالقتل الان مبتذل ـ الموت بفلس ـ وكل يوم هناك شهداء بسبب ودونه ، ايام زمان كانت الشهادة عملة نادرة ، اما الان وبسبب من تفاعل الحزب مع المتغيرات فان نظرته للشهداء ايضا قد تواضعت ، بل صارت انتقائية وحسب الحاجة بحكم عملية التحول الجاري من الثورية الى البرغماتية !
هذا مانلمسه من طروحات اعلامه وبعض ممارساته ، مثلا هناك رفيق عضو ل.م قد اختفى اثره وهو بطريق السفر البري ، خطف او قتل الله اعلم ، لا احد يعرف ، حاله حال اعضاء اللجنة الاولمبية ورئيسها احمد الحجية ، الحزب مهتم بقضيته فهو يذكره حتى هذه اللحظة ، لكن الامر مختلف وليس كما يتوقعه الشيوعيين بنظرة ايام زمان ، وبمعنى من المعاني فان طابع الرخص قد ساد في كل شيء يخص العراق وشعبه واحزابه وطوائفه واعراقه ، فلا تستغربوا مثلا ان تكون للشيوعي دية قيمتها تتحدد بعدد مقاعد عشيرته ، عفوا حزبه في مجالس المحافظات !
بمعنى اخر فان احتلال العراق وتحطيم دولته ارجع العراق الى زمن العشرينات من القرن الماضي ، اي ان احزاب العملية السياسية ساهمت مع المحتل الامريكي بالعودة التحريرية الى مربع ماقبل الدولة !

العشرات من خيرة الرفاق الشيوعيين العرب قتلوا بمواجهات غير متكافئة ، وقع عدد كبير منهم بالاسر جرى عزلهم عن الرفاق الاكراد ثم اعدموا بدم بارد وبوحشية وجرى التمثيل بجثثهم ، كان معظمهم من المتعلمين والمتنورين ، حوصروا وقتلوا غدرا وسلبوا بعد قتلهم وكذا الحال بالنسبة لعدد من الرفيقات !

قال الحزب وقت وقوع الجريمة : ان جحوش جلال فرسان في النذالة وبشكل نادر ، والحزب لن ينسى هذا طبعا لذلك احتفظ بوثائق داخل ملف تحوي دقائق التفاصيل ووضعه بحافظة معدنية واخفاه كما يخفى السلاح لاجل المحافظة على اسرار الشهداء حتى لا تضيع حقوقهم الثابتة والمتحولة ، نعم الحزب لن ينسى الشهداء بدلالة تذكره لكل الاسماء !

امثلة لن تنسى من واقع يخر نذالة :
انظروا هل فرط الحزب باسرار استشهاد ـ الرفيق منتصر ـ وهو يخضع للتحقيق والتعذيب ؟
لا طبعا لا ، يقولون ان الحزب لا يريد فتح الجروح ، واكرام الميت دفنه ، واكراما للخلافات جرى دفنها ايضا ، بربكم اليس في ذلك آيات لقوم يتمقرطون ؟
ذات الشيء بالنسبة للرفيق ستار غانم والسجين المعذب الرفيق احمد الناصري ، يقولون لا داعي لنبش الماضي وخاصة اذا كان اليما وفاضحا ، اما الحقوق فهي محفوظة وكذلك المقامات ، ان لم تكن في الارض فهي مضمونة في السماء !!

جوقة متهافتة من الانتهازيين بالخطاب اعلاه لا تحتمل مجرد ذكر بشتاشان ومن استشهد بها كيف يتم التعويل عليها لمعاقبة مرتكبي الجريمة ، سؤال يطرح نفسه ؟

هوامش
1: كلمة رفيق اصبحت تشابه كلمة دكتور عند اصحاب الشهادات المزورة ، لذلك من الانسب وضعها بين قوسين عند الاستخدام لتمييزها عن كلمة رفيق المزيفة !

2 : من خلال الاطلاع على مذكرات كريم احمد التي صدرت بكتاب يحمل اسم "المسيرة " تتبين تفاصيل مهمة وذات دلالة بليغة عن احداث بشتاشان خاصة وان السيد كريم احمد هو ابرز قياديي الحزب الشيوعي الذين عايشوها بادق تفاصيلها ، حتى انه شخصيا وقع في اسر أوك اثناء سير تلك الاحداث ، يتبين من اقواله ان الحزب انجر الى مواجهات كان يمكن تفاديها لو كانت قيادته على مستوى المسؤولية في وعي حقيقة مايجري حولها ، فهي شاركت مع حدك وحسك في الهجوم على اوك ، وبعد فترة ترك الحزب لوحده في مواجهة اوك ، بمعنى ان حزب البرزاني كان يريد قطيعة مع اوك يجر لها كل المتواجدين على الساحة وخاصة الشيوعيين ليكونوا بمعيته وعلى طول الخط ، وقيادة الشيوعي انحدرت الى حيث يريد حدك ، وبعد تغير الظروف ، اي بعد 1991 صار الحزب يجاري الطرفين وبتبعية مخجلة وحسب التقسيم الجغرافي سوران لاوك وبادينان لحدك !
راجع صفحات 236 و237 من كتاب المسيرة لكريم احمد .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال بلا معامل !
- ما هي المسألة الاساسية في - الماركسية - ؟
- اوروبا احرقت اليهود وارسلت من تبقى منهم لاحراق الشرق الاوسط ...
- لصوص وكلاب !
- قراءة نقدية لمواقف الحزب الشيوعي العراقي حول موضوعة المناطق ...
- الحوار المتمدن ومستلزماته الضرورية !
- 14 نيسان يوم السباع !
- 9 نيسان يوم مهان !
- السياسيون لا يكذبون في واحد نيسان !
- عزيز محمد سيرة متفردة بالتثبت في الموقع !
- عالم مزدحم بالاسلحة !
- مكرم الطالباني سيرة لا تنقطع في الدفاع عن المباديء الحية !
- وصايا ليست يسوعية !
- سعادين في رحاب اليمين !
- عامرعبد الله رحلة الى جزيرة الحرية !
- لاخير في قيادة لا تميز بين يمينها ويسارها !
- البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !
- اشهر العناوين الارهابية في القرن العشرين !
- حسين مروة ومهدي العامل والتحليق عاليا !
- الافلاس السياسي سبق الافلاس الانتخابي !


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - بشتاشان جريمة بلا عقاب !