لقد عمل النظام الدموي في العراق ولازال على شراء الذمم، حيث سخر لهذا الغرض الكثير من الجهود والأموال. واستهدف في هذه العملية العراقيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى. والهدف من هذا هو تحسين صورة النظام من جانب ومن الجانب الآخر جمع المعلومات وعلى الخصوص عن العراقيين . وقد نجح هذا النظام في تشكيل بعض شبكات التجسس له في بعض البلدان الأوربية ، حيث اتخذت هذه الشبكات تسميات سياسية عديدة للتغطية على نشاطاتها بين الجاليات العراقية الهاربة من الإرهاب والقتل المنظم في العراق. وكان أحد تلك الأساليب التي ادعتها هذه الشبكات هو العمل من اجل رفع الحصار عن العراق مستغلة تماما و كما يفعل النظام.. هذا الأمر لكسب ود بعض الحركات الأوربية التي تعمل ضد سياسة العولمة وسيادة القطب الواحد في العالم، لتمرير ما تصبوا أليه ، ألا وهو دعم النظام الدموي في العراق. وربما نجحت لبعض الأيام او في بعض الفعاليات هنا وهناك ، ألا انه سرعان ما ذاب الجليد وبانت أهدافهم لهذه القوى الأوربية ولأبناء الجالية العراقية ، ولهذا نراهم يختبئون فترة ثم يظهرون تحت مسمى جديد تماما كما تفعل الحرباء.
في البدء حاولوا تحت اسم " الفارس" ثم وبعد أيام معدودة باسم " الفارس العربي" كي يتمكنوا من جذب بعض التأييد من الاخوة العرب وبعدها " منظمة الدفاع عن حقوق المغترب العراقي" وربما تصح هذه التسمية لو كان العراقيون يعملون في دول الخليج وليس بلاجئين في أوربا. ألان ظهروا مجددا تحت يافطة ممزقة بمضمونها قبل عنوانها " دعوا الشعب العراقي يعيش " ، وهنا أود التوقف مع بعض الإسهاب عن الأهداف التي رسموها لهذه الجمعية أو المنظمة.
يقولون " أنها تعني التعريف بالشعب العراقي، العمل على تحسين حقوق الإنسان وشروط الحياة الاجتماعية للشعب العراقي، رفع الحصار الاقتصادي عن العراق و العمل ضد شن حرب على العراق ."
وربما تعبر هذه الكلمات في زحمة المقروء أو المكتوب يوميا، ولكن السؤال يأتي هنا ، كيف سيعرف طبالي النظام الشعب العراقي للشعوب الأخرى؟ واذكر هنا وعلى سبيل المثال تعريف الجندي في العراق وهو تعريف شائع يقول " الجندي هو ذلك الحيز المحصور بين البيرية والبسطال " وهذه السخرية ليس من الجندي العراقي وإنما من واقع الحال الذي كان يعيشه الجندي العراقي في ظل النظام الدموي ، فهل سيكون التعريف ذاته أم سيكون " الشعب العراقي هو شعب يموت يوميا بسبب الحصار المفروض عليه من دول العالم ولهذا تعمل هذه المنظمة من اجل رفع الحصار" وكي أكون واضحا فأنني اعتبر الحصار الاقتصادي ، جريمة دولية ضد الشعب العراقي المستفيد منها هو النظام.
وأعود ألى كيفية تعريف الشعب العراقي للشعوب الأخرى، فهل يتبنى" الندابون" على صدام هذا التعريف" الشعب العراقي هو شعب ذو حضارة وتاريخ عريق في بلاد الرافدين، وهو شعب متعدد القوميات والأعراق والديانات والاتجاهات السياسية، ولدية ثروات هائلة طبيعية وبشرية، وهو شعب طموح لمواكبة التطور، ولكن هذا الشعب ومنذ استلام نظام العفالقة السلطة وقبل سن قوانين الحصار الاقتصادي ضد العراق عانى من القتل والسجن والاعدامات وجنون حربين مدمرتين، شعب استخدم النظام الحاكم ضده السلاح الكيميائي والبيولوجي لأبادته كما حصل في حلبجة ، شعب دفن أبنائه في مقابر دون أسماء بل هناك أرقام للقبور وهذا لم يحدث ألا في ظل الاحتلال الصهيوني لفلسطين، شعب دفن أبناءه أحياء كما حصل في مجازر الأنفال، شعب عانى التهجير القسري ، وقطعت فيه السن من ينتقد النظام وصلمت الأذان وقطعت الرؤوس، الشعب الذي يعاني من قلة الدواء والغذاء الذي تتلف منه السلطة كميات كبيرة، دون أن تسلمها لمن هم بحاجتها لا لشيء وإنما فقط كي تخرج جنازات جماعية لأبناء العراق وكي يعلن الجناة أن هذا صناعة أمير كية فقط مبرئين أنفسهم من المسؤولية ، وان هذا الشعب يحتاج ألى الدعم من اجل الديمقراطية ورفع الحصار عنه، أي باختصار أن الشعب العراقي هو شعب سلبت حقوقه تماما وهدر النظام كرامته ، أي انه الشعب المحصور في مثلث محكم، أركانه النظام الدموي ، الحصار ومخلفات سامة من حربين مدمرتين ".
ففي ظل كل هذه الأوضاع فهل هناك شروطا اجتماعية أو حدا أدنى منها كي يعمل" المغتربون" لتحسينها، وهل هناك من حقوق للإنسان العراقي كي يعمل هؤلاء على تحسينها، وماهي تلك الحقوق؟ أهي قطع الألسن، انتزاع الأعضاء من السجناء، وصم الجبين، صلم الأذان، اغتصاب السجناء في زنازين الموت لانتزاع الاعترافات، قوانين الإعدام التي لا يمكن عدها أو حصرها، تجفيف الاهوار ، مسح القرى بمن فيها ، إعدام السجناء في غرف الغاز، تجريب الأسلحة البيولوجية والكيميائية على السجناء السياسيين، المغيبون منذ السبعينات، إجبار أبناء القوميات الأخرى على تغيير قومياتهم ألى العربية ، إسقاط الجنسية عن العراقيين، عسكرة المجتمع العراقي وحتى ابسط حق للإنسان بالنوم ثماني ساعات ألغته سلطتكم عبر كبساتها الليلية!!، أين أذن هي الحقوق التي تريد " أبواق" صدام تحسينها.
وليعلم هؤلاء أن الدعاية والدعم لسياسة هذا النظام الدموي والدفاع عنها، ذلك النظام الذي ارتكب مجازرا ضد الإنسانية ، ماهي ألا مشاركة معنوية ومباركة لهذه الجرائم . وهذا يضع علينا واجب تحمل مسؤولياتنا في فضحهم والمطالبة بتقديمهم إلى المحاكم ، كونهم جزءا من أركان النظام الدموي الحاكم في العراق والذي تتعالى الاصوات بتقديمه لمحكمة عدل دولية.
[email protected]
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
