أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير الخويلدي - تاريخ الله















المزيد.....

تاريخ الله


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 2633 - 2009 / 5 / 1 - 07:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تاريخ الله
مقتطفات من محاضرة لعزيز العظمة
متابعة زهير الخويلدي
“الحركة الحداثية العربية لم تترك أثرا يذكر في الحياة، لأنها ربطت نفسها بالتراث والنص القرآني بشكل خاص، ولم تنظر إليه على انه أساطير وخرافات بالإمكان تجاوزها، وان المثقفين يتوجهون للنشر بلغة حداثية يستعصي فهمها» .
قدم الأستاذ عبد المجيد الشرفي ضيف وحدة البحث “في قراءة الخطاب الديني” التابعة لقسم العربية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية 9 أفريل بتونس على النحو التالي:”عزيز العظمة هو فيلسوف ومؤرخ ولد في دمشق 1947 حصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من أوكسفورد بعد أن درس في توبنج بألمانيا ومارس التدريس في بيروت والكويت وجامعة الشارقة. إن الكاتب والمفكر السوري ينتمي إلى فئة من المثقفين العرب العقلانيين والنقديين له مجموعة من الكتب أهمها ” العرب والبرابرة” و” العلمانية في الفكر العربي الحديث” و” التراث بين السلطان والتاريخ” و”الإسلام والحداثة” و”إفصاح الاستشراق ، المستقبل العربي” و”الشعوبية ضد الديمقراطية” ومجموعة من الكتب التي تعرف ببعض الفلاسفة والعلماء مثل ابن خلدون وتاريخيته والماوردي وأبو بكر الرازي وابن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب والمسعودي”.
أما المفكر عزيز العظمة فقد استهل محاضرته بالقول:
“كل ما أسعى إليه هو تزكية ملكة التمييز في تاريخ الله، هدفي هو التحري والتحقق من صدقية البديهيات، إن الانصباب على تاريخ الله مبني على اللاتاريخ في الفكر العربي الإسلامي. رفض فكرة التاريخ الخطي الذي يبدأ بالتوحيد وينتهي به. ما أقترحه هو إعادة تركيب لحركة دينية في الحجاز أطلق عليها الإسلام.
لدينا رواية توحيدية في التوحيد ترى أن التوحيد شيء من الفطرة عند الناس وتحارب الوثنية التي تراجعت عن هذه الفكرة والحنيفية هي تصحيح نحو التوحيد. الدين الأصلي هو التوحيد في هذه الرواية. الإسلام على استمرار معين مع اليهودية والمسيحية.
لدينا رواية في تاريخ الأديان ترى أن الديانات التوحيدية هي الديانة الأصلية وأن الأديان الوثنية هي تراجع عنه.
ما قدمه الوحي حول الله هو لاتاريخ وأسطورة وهناك إيمان بتعدد الآلهة. الحجاز كان عبارة عن محمية للإيمان بتعدد الآلهة. هنا ينبغي مقايسة بين نشوء التوحيد الإسلامي والمسيحي واليهودي.
إن نقطة العبور بين الوثنية والتوحيدية، توحيد الربوبية هو عمل طقسي وتوحيد ألوهية هو عمل اعتقادي والتفريق بين الاثنين رأيناها في الإسلام المبكر. أقترح عبارة إسلام قبل الإسلام أي الإسلام قبل التشكل أي الإسلام الأول قبل أن يتحول إلى تاريخ وتراث ومؤسسات. ويتمثل في النقوش واللغات الشرقية القديمة الصفوية…
لدينا الروايات الإسلامية عند الواقدي وابن الزبير والأصفهاني وابن الكلبي والأزرقي وابن حبيب وكتب الجاحظ. المهم ليس إعادة كتابة التوحيد انطلاقا من تراث التوحيد بل بالانطلاق من الفترة التي سبقته وساهمت في تشكله أي كتابة تاريخ يتطابق مع طبائع الأحوال في العمران في الفترة التي جاءت قبل الإسلام.
من المتعارف عليه أن أديان العرب كانت أديانا وثنية ثم ظهر بعد ذلك وجود معبود يسمى الله في الفترة الجاهلية وفي الثالثة انبثق اسم الله في الإسلام. لكن إلى أي مدى كان هذا التحقيب صحيحا؟
هنا سنتناول قاموس الخوافي مثل الجن والملائكة والإله. الجن كائنات خفية عصية لا أسماء علم لها ولدينا فقط قرين وتابع وهي تتمظهر وتتخفى ولم تكن لها طقوس عبادية مثلا بل كان هناك اسم عبد الجن مثلا. نفس الشيء ينطبق عبارة ملك أو ملاك. والواضح أن تصنيف الخوافي لم يكن ثابتا متعارفا بل كان تصنيفا مضطربا ومتحولا من مكان إلى آخر.
اله كانت صفة عامة تطلق على معبودات لها هياكل وجغرافية تلتحم حولها. ولكن الإشارة إلى اسم الله في الجاهلية كانت قليلة جدا. هناك أماكن يطلق عليها اسم الله وليس أسماء شخصية. اله العزيز في تدمر كان إلها رئيسيا. عبارة اله كانت صفة عامة وليس اسم علم.
في كنده هناك نقش لعلم فيه اسم الله والى جانبه اسم عثر وربما يشير إلى عشتار ونجد في اللغة الصفوية (ها اله) وهناك إشارة في مدينة زبد في سوريا إشارة إلى الإله فلان والقصد هو الإله المسيحي.
عبارة الله مشتقة من اله عند اللغويين العرب على قياس إنسان من الناس كان افتعالا لغويا. والأصح أن الله هو إحالة في المعنى. لم يكن في الجزيرة العربية مركز ديني يعبد الله.
رب البيت مرتبطة بفئة اجتماعية معينة وبحركة معينة، نرى في قرية الفاو نص استسقاء موجه إلى أربعة آلهة.
الخاصية الثانية في تاريخ الله عند العرب في اللغات القديمة هي تعدد الأسماء التي تطلق على الإله. تأثر تسمية الآلهة بظروف السياسية.
الخاصية الثالثة هي تعدد الوظائف، ليس صحيحا أن هناك اله للمطر واله للبحر وآخر للجمال وإنما هناك اله واحد له عدة وظائف.
الإسلام ما قبل الإسلام:
في البداية هناك رب البيت،حيث وقع تحديد الإله تحديدا مكانيا: نبدأ بالرب ثم ننطلق إلى الرحمان الذي كان اسم للإله عند اليهود والمسيحيين تحت عبارة الرحممان.
عبارة الله لم تكن بديهية، بل كانت تشير إلى كائن الهي متعالي ولا طقس عبادي له قبل اللحظة المحمدية كان يستخدم للقسم وللنداء.
إن الذي حدث في القرآن هو إضافة الصفات الإلهية على اله محلي ونزع الألوهية عن الآلهة الأخرى وكذلك هناك إعادة تشكيل عالم الخوافي.
ليس صحيحا أن الروح الأمين يشير إلى جبريل. بل جبريل تدخل عندما تمت إعادة صياغة الدين صياغة كتابة وهنا تم الانتقال إلى التوحيد أي من توحيد الربوبية إلى توحيد الألوهية.
والدليل هو إشارة الله إلى نفسه عندما قال:” أنا أنا” كما ذكرها صاموال.
هناك ثلاث مراحل في هذا التحول نحو التوحيد :عملية طقسية وميثولوجية وعقائدية.
العملية الطقسية هو تحطيم الأوثان وخاصة الدمج بين الحج والعمرة وأدخل التقويم القمري من أجل كسر الروابط الاجتماعية الموسمية وبناء روابط مدنية وسياسية لتفكيك البنية العامة للوثنية.
علينا أن نعيد تصور اللحظة الإسلامية على ما كانت عليها وليس على ما تحولت إليه في كتب التراث والتقاليد والتاريخ الرسمي. لا أعتقد أن هناك انتقال من اله أنثى إلى اله ذكر في تلك الحقبة.
علينا إذكاء ملكة التمييز بالاعتماد على تقنيات مستحدثة وبالاستناد على طبائع معلومة في الأنثربولوجيا. فهل هناك إسلام معياري يؤثر في تصور فكرة الله الذي له منابت ميثولوجية؟
الإسلام المعياري هي تخريجات إيديولوجية رغم وجود أسلامات معيارية عند السنة والشيعة والثقافة الشعبية.”
النقاش:
يقول بوذا:”أنا لا أعرف شيئا عن سر الإله ولكن أعرف أشياء عن بؤس الإنسان”. وبالتالي فإن تناول مسألة الله كمبحث علمي فلسفي فيه جرأة كبيرة على المقدس ومحاولة من أجل نزع القداسة وخلع الهالة وبناء وعي نقدي لهذه الظاهرة التي ننتمي إليها كلنا سواء من جهة الاعتقاد أو الثقافة أو الدراسة العلمية وهي جرأة تفكيكية تفوق نقد التابعين وإخضاع الأئمة والصحابة والسنة والأحاديث والوحي القرآني والتجربة النبوية على محك التاريخية العلمية.
إن الاهتمام الأنثربولوجي بتاريخ الله هو بمثابة إعلان فشل الاهتمام الأنثربولوجي بالإنسان وبحث عن إصلاح لمدينة الإنسان من خلال تتبع ظروف تشكل تصور بني البشر للمدينة الإلهية الفاضلة. فهل يعني ذلك تبني موقف لاأعتقادي من أجل إحياء الإنسان بعد أن قتلته العلوم الإنسانية وحفرت له القبر النزعات الفلسفية التصحيرية؟ ماذا لو كان الرجوع إلى الله يأسا من عالم البشر وتطليقا لدنيا الأرض من أجل إراحة النفس من عذاب الضمير والتعلق بوهم السماء المنعش مادامت حقيقة الوجود الواقعي بكماء صماء مكتفية بوظيفة نقل العدوى العدمية؟
إذا كان علم الأنثربولوجيا ينصح منهجيا بدراسة الإسلام من جهة النقلة التي أحدثها من توحيد الربوبية إلى توحيد الألوهية بالاعتماد على فترة ما قبل الإسلام فألا يعني ذلك أن نفس هذا المنهج يؤدي بنا إلى استشراف حال ما بعد الإسلام من أجل التعرف على رسالته ومقاصده؟ ماذا ستقول الأنثربولوجيا المستقبلية عن ظواهر انقطاع الوحي وختم النبوة واستحالة التقاطع بين خط اللاهوت وخط الناسوت وبين عالم الخوافي وعالم المرئيات؟
ماهي الفائدة التي تصلح من هذه الدراسات العلمية ؟ هل تعزز الثقة بالنفس وتذكي التمييز بين الله عز وجل وأرباب الأرض كما قال المحاضر أم تربك المشهد وتعمي الأبصار وتجعل الناس تتلهى عن ذكر الله؟
لكن يبقى المطلب قائما وهو المزيد من نقاط الاستنارة والدراسات التي تسبب الدهشة الفلسفية والنظر إلى الإسلام من جهة نصوصه التأسيسية وتاريخه وطبقاته التراثية ورموزه ومقدساته وشخصياته وأقانيمه على يسار نور العقل ومحك التجربة وحكم الواقع وقانون الطبيعة وحق الإنسان. لكن متى ندرك أن تاريخ الله ليس سوى تاريخ لتمثلات الناس العفوية والميثولوجية عن المطلق ولتصورات ونظريات أهل الصناعة العلمية والفلسفية لفكرة الألوهية؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين العوائق والاستحقاقات
- جورج لابيكا: الفيلسوف الذي بقي مناهضا للامبريالية
- أوراق حول منزلة الفلسفة عند ابن خلدون
- العمل بين مطلب النجاعة ومبدأ العدالة
- في الحقيقة والدين والايمان
- طلوع الفكر من المنجم هو مثل طلوع الفطر من الأرض
- الخطابة الجديدة: الإقناع بدل المغالطة
- كيف يكون المرء حرا؟
- درء التعارض بين الكونية والخصوصية
- هل الأخلاق مشكلة معطلة أم تربية مهذبة؟
- أسباب الصدام بين الثقافات حسب صموئيل هنتغنتون
- التفكير في الإسلام من زاوية العلمنة
- هل من ضرورة للتواصل اليوم؟
- القلعة الغزاوية في مواجهة آلة الحرب الهمجية
- الانتفاضة الثالثة قد تبدأ من غزة
- ما معنى أن تكون كاتبا فلسفيا؟
- هل أحيلت منظومة حقوق الإنسان التقاعد في عيد ميلادها الستين؟
- أية علاقة بين الاسلام والأفكار التقدمية؟
- متى تخرج غزة من الكماشة؟
- في اليوم العالمي للفلسفة يظل العرب زاهدين عن التفلسف


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير الخويلدي - تاريخ الله