أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - البحث عن الحقيبة الضائعة














المزيد.....

البحث عن الحقيبة الضائعة


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2633 - 2009 / 5 / 1 - 03:30
المحور: الادب والفن
    



كان الوقت قد تجاوزالغروب بقليل ، حين دخل المكتبة الواقعة اسفل بناية مرتفعة تناطح السحاب ، في شارع تتلألأ على جانبيه الانوار .
كانت المكتبة تزدحم برفوف ملونة ، تصطف على أظهرها أحمالاَ من الكتب والمجلدات الضخمة وبمختلف اللغات والخطوط .
فتح حقيبته ورتب في داخلها خمس مجلدات بألوان براقة ، احكم غلقها وتأبطها وانتقل بخطوات حذرة من ذلك الشارع بأتجاه بناية اخرى تبدو وكأنها قاعة اجتماعات في متحف كبير.
وجد الناس يدخلون ويخرجون منها فرادى دون ان ينتبه احدهم للآخر او يعيره ادنى اهتمام يذكر ظاهراَ .الا ان خلف نظاراتهم السوداء او تحت قبعاتهم التي بلونها اموراَ تبعث الشك والريبة في النفس.
توجس امراَ ما ،...... توقف مرتبكاَ أمام لوحة اعلانات مخملية خضراء مؤطرة ومزججة بشكل هندسي دقيق ،علقت في الجدارالمجاور لتلك البناية ...
ازاح اللوحة قليلاَ واخفى حقيبته في مخبأ أعد سلفاَ في الجدار،اهتدى اليه بحدس مفاجئ ،...
أعاد اللوحةالمخملية الى مكانها بسرعة قبل ان يراه أحد ...
دخل القاعة وجلس بين الحضور لعله يستفيد من المتحدثين ،فما استطاع ان يفهم حرفا مما ينطقون به ،َ
تأمل جاهداَ في معرفة الغاية او الهدف من عقد ذلك الاجتماع فباءت محاولته بالفشل .
خرج من القاعة وتوجه لأخذ حقيبته فلم يجد للجدار او اللوحة المخملية من اثر !
استفسر من العجائز المعينات عن حقيبته فسخرن منه .
رجع خائباَ الى الشارع فوجد الطرقات قد خلت من الناس ، وارخى الليل سدوله ، وبدى القمر بدراَ يشع في فضاء يغلفه الهدوء .
سار وحيداَ في طريق مغروس الجانبين بأشجارملتفة الاغصان ،
فكر ان ينادي لعل احداَ يسمعه من وراء الأيك ،
فصاح بأعلى صوته بحثاَ عن حقيبته ،عكر بذلك سكون الليل فلم يسمع سوى غمغمة في ثنايا حفيف الاشجار ،سألها عن السبب ؟
اجابت : ان ارواحاَ تسامرجذورنا الممتدة في اعماق الارض منذ اقدم العصور .
قلَّب صفحات الكتب التي استعرتها هذا المساء لتعرف كل شئ .
ـ لكن الكتب داخل الحقيبة وقد ضاعت .
ـ لا يمكن ان تضيع ، ربما سرقت : اجهد نفسك في البحث عنها وحافظ على ما بين سطورها .
ونادى من جديد .
سمع غمغمة الاشجار وقد امتزجت بصفير هادر دوى في ذلك الطريق الهادئ .
سما ببصره واذا بطائرتين مقاتلتين تخترقان السماء الزرقاء وتغرسان انفيهما في بحر متلاطم الامواج وتتحولان لسمكتين كبيرتين تحاولان ابتلاع بعضهما .
وبين زبد الموج وهيجان البحر تظهر غابة خضراء تتصاعد منها السنة اللهب .
وقردة ترقص فوق اشجارها المحترقة ..... طيورغريبة في فضائها .
طائر ابيض يهوي ويحترق ، يتبعه طائر اسود لنفس
المصير. تختلط الاصوات بالالوان .
وتتوالى الانفجارات وتنطلق صافرات الانذار في كل اتجاه ......
النيران تغلق عليه مفارق الطرقات ....
صارت الغابة هشيماَ محترقاَ ،
وتحول صوته الى دخان يتصاعد في الفضاء وهو ينادي بحثاَ عن حقيبته الضائـعـه ....!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر ــ 17 / 8 / 1981
من مجموعتي القصصية ( أصداء تدوي في فضاءات احلامي )



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسم الوليد القادم ابوذر
- الغراب وبيض العصافير
- رحلة الصعود / قصة قصيرة
- نابو / مسرحية
- الوردة البيضاء تغني / قصة قصيرة
- ماء يتدفق من بئر بترول
- النبع العظيم في الارض الطيبة / مسرحية للأطفال
- هذيان عند أطراف السماء
- الضباب في امريكا / مسرحية
- العجوز الشمطاءعند خط الشروع / قصة قصيرة
- نهاية الثعلب الماكر / مسرحية للاطفال
- أنا.. وأنا
- الصنم الذي هوى وتهشم / قصة قصيرة
- ذلك الرجل كان اسمه صخي / قصة قصيرة
- الانتظار /قصة قصيرة
- رسالة متأخرة الى صديقي كامل شياع
- س..ايها الرجل المسكين/قصة قصيرة
- المسرح الاليزابيثي وتطور الدراما في انكلترا 1576 1603
- وأنا احلمُ .....


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - البحث عن الحقيبة الضائعة