أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الحداثة السياسية بين الضرورة والوهم














المزيد.....

الحداثة السياسية بين الضرورة والوهم


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 805 - 2004 / 4 / 15 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفرد هبة الوجود الأسمى ومصدر القيم. وما يتعرض له الفرد من انتهاكات وتصفية للحقوق بما فيها حياته أحد الأسباب التي دفعتني للانخراط في الحوار السوري, مع خوفي وقلقي الفعليين من الأحداث والمشاريع المتعسفة والخرقاء, التي تعتبر وتجعل حياتنا مسرحا للحماقة السياسية, مع الرغبة في إبقاء الأكثرية المطلقة:المرأة والطفل والمختلف في طور اللاتعيين.
السياسة الحديثة هي لعبة الحكم, يقتصر الربح والخسارة على الفرق المشاركة,لكن للأسف ما زالت في بلادنا في طور صراع الموت والتي تصيب من هم خارج المسرح بنفس الدرجة مع أصحاب الرهانات. حتى السياسي من الدرجة الأولى يصبح في الحالة الإنسانية المختلفة,خارج المحاسبة, في وضع المرض أو الشيخوخة المتأخرة فكيف الأمر مع الأطفال والمرضى ومن هم (بدون)خارج الحقوق السياسية!؟ يصح الوضع السياسي في بلد, كمعيار فعلي لدرجة التحضر. الأزمة في بلادنا (التحلل والفساد) لا تقتصر على المستوى السياسي والثقافي, بل هي في الجذر الأخلاقي الموروث من القرون الوسطى وقبلها. لتنتقل السياسة من صراع الموت وقوانين الغاب إلى لعبة الحكم توجد شروط مشتركة ومتحققة بالفعل في جميع البلدان التي تحكمها سلطات شرعية , أولها فصل الدين عن السياسة وثانيها فصل الجيش عن السياسة , وبالتزامن إزالة التمييز بين جميع الأفراد ممن هم خارج المشاركة السياسية أكانوا أطفالا أم مرضى أم نساء كارهات أو محرومات من الحقوق السياسية, وقبل كل ذلك صلاحية الفرد الذي يسمى سياسي, وتحقيقه للمعايير العالمية, من نزاهة وشفافية وكشف حساب مفتوح.
هل من سبيل إلى ذلك!؟ الغضب أو الانسحاب أو العزلة أو الإنكار حالات عامة وشائعة إلى حد الابتذال,لكنها تزيد الأمر سوءا,لأنها مجرد احتياطي في أجندة أصحاب القرار,وتعمل موضوعيا ضد الإصلاح,ولا خيار سوى العمل على كشف منابع الخلل على المستويين الفردي والاجتماعي .ربط الفردية بحكم الفرد مفارقة لفظية مغلوطة وعكسية تماما.ظهور الفرد حديث جدا , الاعتراف بهذا الكيان المستقل ترافق مع نشوء الدول الحديثة القائمة أساسا على مبدأ فصل السلطات وتعددها.الفرد مفهوم إنساني يتحدد بتكافؤ الحق والواجب ,يمثله بالقوة ستة مليارات إنسان يعيشون على هذا الكوكب ويمثله بالفعل عدد المواطنين في الدول الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان. الرهان الحضاري في منطقة الشرق الأوسط يقوم في الجوهر على إمكانية الارتقاء بهذه الكتل البشرية(الدينية والعرقية من الجنسين) من الوجود الفردي,الجنيني, الموجود بالقوة إلى التحقق الفعلي في دولة القانون والمؤسسات والحقوق.
الأمراض المزمنة,لا أمل من شفائها العاجل,الحياة قد تختبر الفرد بقسوة وتحصره في الخيارات المأساوية,لا يختلف الشأن العام الاجتماعي والسياسي كثيرا, قد يضع قانون التطور والطور الحضاري الخاص مجتمعا أو ثقافة أمام خيارات مأساوية حصرا. الفرد العصابي أو الذهاني سلك السبيل الأسهل,إنكار الواقع, النفسي أو الاجتماعي,والحل يكون فقط في العودة إلى المشكل المؤلم والعمل على تجاوزه,مع قبول المكافئة المتواضعة المتمثلة في العيش ضمن الإمكانيات المحدودة, وتحمل المسؤولية الشاقة فعلا, المتمثلة بإدراك النقص الذاتي والإقرار بالحاجة الدائمة للآخر. المجتمع المتخلف أو النامي,سمته الأساسية الافتقار للمنجزات الحديثة,طغيان مخلفات الماضي على المؤسسات والفكر وفي المقدمة الأخلاق.الحاجة ماسة للمبادرة و للمساعدة ولكن الطريق الأسهل دائما,في الأوضاع المأساوية, هو الإنكار,لكنه لا يكفي.
في بلاد يشكل الأطفال أكثر من نصف عدد سكانها, وإذا أضفنا إليهم النساء,واستثنينا ناصلات اللون بتسمية وجيه أسعد, كذلك الرجال المختلفين بإمتدادهم الواسع من الشذوذ إلى الهامش, تبقى نسبة ضئيلة موصوفة بأهل السياسة من الحكم أو المعارضات العربية, من النادر أن نلمح في برامجهم وخطاباتهم أدنى اهتمام بالانفجار السكاني ووضع الطفل على العكس يوجد شبه اتفاق مضمر على اعتبار ذلك كنزا وطنيا! . في زمن يخلو من المعجزات نحتاج لمعجزة فعلية تضع هذه البلاد في الطريق السليم. والمطلب الأكثر واقعية هو الحداثة السياسية التي ترفع سوية السياسة والممارسات السياسية بنفس الوقت, من خلال الإقرار والاعتراف أن السياسي حالة خاصة من الفرد وأن السياسة جانب جزئي من الشأن العام.لنتأمل قليلا وضع المرأة السورية كمثال,في عصر الأنترنيت وحقوق الإنسان,خلال دورة العمر تتعرض المرأة لأربع مراحل متكاملة من الاعتداء المنظم والشامل,إلا في استثناءات نادرة, مهملة الأثر في النظام الاجتماعي القائم,حقوق الطفلة يسطو عليها الأب والأخ أولا,ليجهز على البقية الآخرون بما فيهم النساء الفاقدات للحس الأنثوي, وفي طور الرشد يحل دور الزوج فالأبناء,الذين يتكفلون بالقضاء على دور المرأة في المجتمع. مجتمع ذكوري, يعني طغيان الحماقة, ضيق الأفق, كائنات معطوبة وجدانيا. والنتيجة معروفة ومبتذلة, ترحيل المشكلات إلى الماضي أو المستقبل, اجترار الإستيهامات الطفلية في البطولة والعشق والمجد. وفي الحاضر الواقعي عيش فقير مهدور,له امتداد واحد,استرخاص الدم وعشق الموت, غريزة البقاء تتحول بسهولة إلى نزعة تدمير لافرق إن كانت صريحة أو مضمرة,طريق الدم باتجاه الكارثة فقط.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق ال ...
- الطريق
- الخوف والحب
- الأبلهان بين الثرثرة ومحاولة التفكير بصوت عال
- الدم السوري الرخيص
- اسطورة الوطن
- الفرد والحلقة المفقودة في الحوار السوري
- الأكثرية الخرساء من يمثلها!؟
- حلم العيش في الحاضر
- المريض العربي
- جملة إعتراضية
- ملاحظات على مقدمة لن لأنسي الحاج
- المسكوت عنه في سجن (شرق التوسط) رثاء أخرس
- رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان
- الوعي الزائف - الآيديولوجيا
- الوعي قعر الشقاء
- ضرورة الشعر والكلام المفقود
- الفرد والفردية في بلاد العرب أوطاني
- لو كنت أستطيع تبديل الأوطان كالأحذية
- الموقف الايديولوجي يتوسط الواقع والوهم


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الحداثة السياسية بين الضرورة والوهم