أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية














المزيد.....

قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 10:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قد يكون من الحكمة البالغة والرأي السديد اثناء تناول القضايا السياسية التي تتخذ شكل الازمة –او يراد لها ان تبدو كذلك- ان تؤطر التوجهات والطروحات المعلنة بالثوابت السائدة والمتوارثة والتي تملك حظا طيبا من الرسوخ وتتمتع بصفة المشترك مجتمعياً.
لذا فمن الضروري ان نولي عناية فائقة في تحديد النوافذ التي نطل منها على الموضوع ,وخصوصا في استخدام المصطلحات التي نجد انها تعبر عن الحالة بصورة اقرب الى الواقع.
فمن خلال قراءة اولية للتعقيبات الواردة على موضوع –مصر التي في خاطري..- المنشور في عدة مواقع الكترونية أومن خلال الرسائل الواردة تأييدا او نقدا للموضوع .. يتبين ان التفاعل مع الموضوع لا يتجاوز حافة الاشتباك اللفظي الذي ما فتىء يطالعنا عند أي محاولة لتلمس او تكوين مقاربة معقولة للازمة الناشئة بين مصر وحزب الله..اذ ان كل الطروحات والتحليلات والتعقيبات تتحول لا اراديا-وربما اراديا- الى التنظير لموضوعة تآكل او تغييب الدور المصري في المنطقة..وتراجع مكانتها العربية والاقليمية والدولية في خلط قد يكون غير متعمد احيانا - وربما متعمد اغلب الاحيان- بين مصر كدور وتأثير وحضارة وتفاعل وتموقع على قمة المنظومة العربية وبين مصر كموقف وسياسة وتكتيك مرحلي محكوم بالتغير والدينامية المستمرة واجتهادات المتصدين لقيادة العمل الدبلوماسي .
إن مصر –كأي دولة اخرى- لها مواقف سياسية محكومة –بالضرورة- بالتغير والالتواء مع مسارات واشتراطات تداعيات الواقع السياسي المتفاعل مع اولوياتها وتتبع الأحداث والمستجدات والمتغيرات على المستوى الداخلي، والإقليمي والدولي، وبذلك تتعدد فيها الرؤى والطروحات من قبل راسم السياسة الخارجية لتلك الدولة او ذلك النظام ، واعتمادا على المثابة التي ينطلق منها نحو الموقف الذي يراه صائبا، ويجد فيه تحقيقا لمصلحة الوطن والقضية والأمة. وبالطريقة التي يمليها عليه فكره ووعيه وقدرته على صناعة الموقف وتكوين الرأي.
والممارسة السياسة تتحرك نتيجة معطيات تمتلك صفة الآنية والمحلية والتأثير الداخلي للدولة..ولكن الدور يكون مرتبطاً عادة بتوجهات وتداخلات اقليمية ودولية محكومة بدواعي تاريخية بعيدة المدى..أي ان الممارسات السياسية تتعاطى بالمعاش ..بينما الدور محكوم بالمسؤولية التاريخية التي تتحملها الدولة المعنية .
فالممارسة السياسية هنا مرتبطة برؤية النظام الحاكم التي قد تتبدل وتنكمش وتتقوقع تحت ضغط المتغيرات الدولية التي تحيط بذلك النظام ..اما الدور او المكانة فناتجة عن امتدادات خارجية مشروطة بالتفاعل والتقبل الاقليمي ولا يجوز النظر اليها كقدرية راكزة ومتلبسة بتاريخية حضارية راسخة حد الثبات ..لا يعتريها بعض الوهن او التوعك ولا تتراجع او تختفي تحت طائلة التعارض مع قوانين الجغرافيا وحركة التاريخ .
لذا فالكلام والتنظير للتغييب الشامل او الاندثار او الاختفاء وان كان لا يتناسب مع الموروث الحضاري التاريخي لهذا الدور.. ولكنه ليس بالامر المستبعد كما الافتراض ان تتحول مصر الى الضفة الاخرى من المتوسط او ان يجري نيلها جنوبا .
فأنه يصح-وبلا ادنى جدال-الحديث عن انكماش وتثاقل الدور المصري..بسبب انكفاء السياسة المعتمدة من قبل الحكومة المصرية على نفسها ..والاعتماد على حسابات خاطئة بكل المقاييس..وربط مصير ومستقبل مصر بالنجاح في قضية شاليط.. بالاضافة الى الكثير من الارتباك والعطالة في الممارسة السياسية المصرية اثناء الحرب على غزة.وتصعيد اللهجة العدائية تجاه ما يطلق عليه دول الممانعة ..وراهنا في اسلوب التشويش الاعلامي غير المتزن من خلال التفسيرات الرسمية لقضية اعضاء تنظيم حزب الله..والتي تزامنت-كتوقيت بالغ السوء- مع الزيارة الودية لرجل النظام القوي الوزير عمر سليمان لاسرائيل ودعوته ناتانياهو لزيارة القاهرة ، ليقفز على كل التناقضات القائمة مع حكومة موغلة في التطرف ولها أجندة عنصرية استيطانية معلنة , ومبددا فرصة تعاطف المجتمع الدولي مع السياسات المناهضة للطروحات اليمينية المتطرفة للحكومة الاسرائيلية ..بالاضافة الى ظهور مستجدات اقليمية وعربية تدفع باتجاه تغييب وانحسار الدور المصري لصالح مؤثرات وعناصر تبدو اكثر قدرة على ادارة الازمات في المنطقة .
لذا,فان الاسراف في مثل هذه الممارسات والمعطيات يملك قدرة واضحة على عرقلة التكليف التاريخي للدولة المصرية كركيزة وجناحا غربيا للامة ,والامعان فيها سوف يؤثر-بالتأكيد-على صمود وصلابة حقائق وثوابت احكام الجغرافيا والتاريخ والتي جعلا مصر القوة العربية والاقليمية الاكثر تأثيرا والمحملة لشرف قيادة المنظومة العربية.وان فرصة تعافي هذا الدور محدودة جدا في ظل السياسة الحالية المتبعة من الحكومة المصرية..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التي في خاطري..
- قد يكون العقيد على حق...
- الصنمية السياسية ..ما بين الدخان الأبيض واليوم الأسود
- جامعة الدول العربية العاقلة
- قمة الوجاهة العربية
- هدايا عيد متميزة لايران
- دفاعاًعن الحوار...دفاعاً عن التمدن
- صدام حسين والبشير...وليل السودان الطويل
- علمانية الصحابة..سقيفة بني ساعدة نموذجاً
- الديكتاتورية العلمانية..حرية الرأي من فولتير الى المنسي القا ...
- فقه النكوص...الخطر على مستقبل الاسلام كحضارة وتأثير
- انه الاقتصاد..يا لغبائنا
- فقه الطغيان.. تداخل التاريخي بالمقدس
- لك الله يا غزة..
- فقه الانحراف..شرعنة النخاسة
- الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء
- العراق الخليجي
- الاخلاق والتكنو لوجيا
- قطر ..بين التجنيس وعشق القرضاوي
- اعمار الانسان يجب ان يسبق اعمار البنى التحتية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية