أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - مجزرة بشتآشان والعدالة الغائبة...!















المزيد.....

مجزرة بشتآشان والعدالة الغائبة...!


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( لنا حَقٌّ فإنْ أُعْطِينَاهُ وإلاَّ رَكِبْنا أَعجاز الإبلِ وإنْ طَالَ السُّرَى )
( الإمام علي )
سنبقى نتذكر في كل عام وفي الأول من أيار تحديدا بشتآشان وسفوحها وجبالها وشعابها وصخورها ولكن الأهم والأجدر والعصي على النسيان وجوه ناسها الذين لفهم غياب ظالم عن تعاسة الحياة العراقية لكنهم رغم كل التعتيم دخلوا الخلود الأبدي...فكما كانوا في متسع العيش الصعب كبار بوجه الظلم وشوكة تخز مضاجع الطغاة ،هم كذلك في الغياب المفترض ينفضون كل ذلك الركام والعتمة ليزهروا سنديانات حمراء تطاول قنديل الراسخ في هذه الدنيا والأرض لكي يتجدد ذلك البقاء الواثق والخالد في تاريخ هذا الوطن وسفره القاسي والمفتوح على المتناقضات لتقول اننا قادمون بعنان الفتوة القادمة على صهيل منطلق وحر وصادح بالإنسانية العاشقة للحب والأمل والبقاء وشفافية الخلود...نعم يا رفاق الأيام البهية ، صناع الأناشيد وملاحم الحب، أنتم ملح هذه الأرض وأديمها ، ستبقى كل قطرة دم حمراء تنتمي لزهدكم ولعطائكم تتوسد ربوع مليئة بالورود ترددها وتصفها بفخر أغنية زكية فواحة برائحة عبير عبقة تذكرها الأجيال بعمق وبمحبة وبشرف وبضمير عال رغم ما يشوبها من مرارة توصف فداحة خسائرنا ومظالمنا وشقائنا من أجل عدالة لم تأتي حد اللحظة..كنا نمسكها لتهرب في متاهات جديدة وجديدة ، لأننا شعب لازلنا للأسف وفق تراكم ثقافي وتلك الهوة التي خلفها دكتاتور ينسخ دكتاتور نستأنس بالكذب وبالخداع وبالنسيان السريع وبالموروث القائم على احتقار وحتى اغتيال الروح والبشر والتفاصيل الصغيرة التي تجمل وجه الأرض والحياة بعبث مجنون...!

نعم بشتآشان قضية رأي عام ، هكذا كانت وستبقى حتى يتحقق العدل في العراق.. فلا قضاء حقيقي ومستقل إذا بقيت الأشياء تكال بمكيالين، وإذا السياسة ورجالها فوق القانون والأعراف والسنن ...!

حزب الدعوة قدم قضية الدجيل ومرتكبيها إلى القضاء، وكذلك تماما مع مجزرة حلبجة ، والتجار ، وقضية التهجير للأكراد الفيليين ، وأخيرا ما فعلته امرأة لوحدها ( صفية السهيل ، وهنا أحيي شجاعتها ) من تقديم قاتل والدها وبجهد شخصي بحت إلى القضاء...وبشتآشان بحق وليس انحيازا لا تقل أهمية عن هذه الملفات إن لم تكن أعمق في كل تفاصيلها السياسية والاجتماعية والأخلاقية والدينية ، يكفي قضية قتل الأسرى العرب بروحية عنصرية بغيضة والتمثيل بجثث الشهداء ومنع دفنهم بوحشية وببربرية فاقت أي تصور أو رادع في منطقة تسود فيها تقاليد معروفة .. لقد تداخلت أجندة سلطة غاشمة ومعارضة شرهة وتجارية ومريضة ومفتوحة على كل غي يحقق لها مكاسب مادية ورعونة في ترسيخ مبادئ القوة والتفرد والنفوذ والاستحواذ، انه البزنس السياسي الذي غيب الآلاف من أبناء شعبنا بحروب ما يسمى ( المعارضة ) العبثية...فالفاعل والمخطط الأول لهذه الجريمة هي السلطة وما المنفذ والأداة إلا حزب صغير مغامر أراد أن يستريح من تعب النضال برهة ، وتلك تقاليد معروفة في الحركة القومية الكردية ، وكان العربون المتبادل للدفع ولفسحة شم الهواء وحصاد التسول في رحاب المدن الكردستانية هو دمنا الذي اشتهى البعض أن يكون أرخص من شربة ماء على مائدة لئام عتاة وغابة وحوش كاسرة ، ومن هنا انطلقت أواصر صداقة ( دراكولا ) حقيقية وممكنة رددها وأعترف بها علنا ( جلال الطالباني ) مع المقبور ( برزان )...معها كنا نتبع بعمى حقيقي قيادة وفكر يضع الشعارات الخاوية فوق القيمة الحقيقية لأرواحنا كبشر مع ركام من النيات الطيبة البلهاء ومسح الماضي الأسود على باقات المصالح المتبادلة لشيوخ عشائر أحزابنا المبرقعة بكذب الأيدلوجيات الفاقع...!

اسأل البعض الصامت ما هو الثمن ، وما الذي قدمه جلال- ناو شيروان وحزبهم لهذا الوطن، ولماذا دمنا هو الأرخص في هذه الصفقات الرعناء الذليلة..؟ ليس المطلوب أن تدخلوا في معارك لإحقاق الحق ولكن موقف وسطي ومتوازن وذكي يتيح فتح الملف بشكل شفاف ومستقل وحر هو حق بديهي لأرواح رفاقنا وهم في قبورهم الضائعة ، وهو حق لنا كأحياء لنرى أن لا شيء يعلو فوق روح الإنسان كقيمة عليا والتي بدونها لا مستقبل ولا أوطان ولا أمّم مزدهرة ...كيف لنا أن نقول لأولادنا وأهلنا وأصدقاءنا وشعبنا انتموا لهذا الحزب ( وغيره ) والتجربة تقول( بالمليان ) ان الدم هو الأسهل والأرخص في العربون وفي مستوى الرشوة والمغانم والكذب والتعتيم...، ما الذي قدمتموه مجتمعين كطبقة سياسية لكن نقول عفى الله عما سلف ..؟؟!

الفرق بين تغييب الناس اليوم ، ان مئات الأجساد الممزقة الأشلاء تحفظ وتُجيّر نحو فاعل مجهول وبهذا يتم تظليل العدالة التي هي أصلا هشة ورخوة حد اللحظة ..لكن هذا لا ينطبق أبدا على بشآتشان فالتفاصيل حتى الصغيرة منها حية ومحفوظة في ذاكرة العشرات بل المئات ممن لازالوا أحياء فوق هذه الأرض المطعونة كرامتها وشرفها وعزتها ....!

قد يحصد البعض مكاسب هنا وهناك في أوضاع ملتبسة معروفة، لكن سيفقد ( الشرف )...تلك أشبه بلطخة عار أبدية وواشمة وخصوصا في إطار موروث قاس لا يرحم وصعب الأحكام...!

إن خسارة الحزب الشيوعي التقليدي في الشارع العراقي بالإضافة إلى العوامل الداخلية في منظومة الايدولوجيا الشيوعية المعروفة أيضا التبعية الكاملة للأحزاب القومية الكردية ، والخلل الواضح في الموقف من الوطنية العراقية ،والانتهازية في تفعيل المصالح الذاتوية ،وتآكل مفهوم الحزب الجماعي إلى مجموعة تحركها مصالح ضيقة ، لكن يبقى الموقف الضعيف من بشتآشان( كونها الحدث الأكثر دموية في كامل تاريخه ) عامل هام وأساسي ومقرر في عزوف الناس عن هكذا حركات راديكالية لا يهمها إلا استخدام الدم والنفس البشرية في المعارك الدنكوتشية لسياسة العبث المعروفة في تبويس اللحى والعبور على أجساد الناس نحو مصالحات ( نخبوية ) مقررة في هيكل هذه الحركات المليئة بصخب الشعارات البراقة الكذابة الخاوية المحتوى والمضمون...لهذا أصبحت سلسلة اللعب التاريخي بحياة الناس مثار خوف في الانتماء وتسليم ( اللحى إلى من ليس يعرف ) على حد تعبير الشاعر سعدي يوسف ...!

إن عدم استلام القضاء العراقي لملف بهذا الحجم والعمق ، شأنه شأن الملفات الأخرى يعني أن قضاء الأستاذ ( طارق حرب) وزملاءه في نقابة المحاميين مسيس وتابع ومزدوج المعايير ولا أخلاقي ..عكسها عليه أن يقول كلمة حق سواء كانت معنا أو ضدنا فالأمر سيان ، المهم كل مذنب كان وراء هكذا جريمة خسيسة وبشعة بكل تفاصيلها وتداخلاتها وتشعباتها عليه أن يتحمل وزر فعلته...بالتأكيد سنحترم أي إرادة مستقلة ونزيهة ونظيفة...هكذا إجراءات فعالة هي التي تجعل من الدم العراقي غال وثمين وعصي على المنال من كل مغامر ومجرم وقاتل وإرهابي مهما علا شأنه وتقادم الزمن على فعلته...فالعدالة معيار شرف وتقدم أي أمّة...فنحن نرى العالم المتحضر مازال يلاحق النازيين على جرائمهم رغم ان العمر أخذ من بعضهم الكثير وتقادم عقود من السنيين على سلطتهم ، لكن كل ذلك لن يمنع القضاء أن يقول كلمته المنصفة والأخيرة والمطلوبة لكي يكون المثال حاضرا بقوة لكي لا يتكرر تاريخ هدر دم الناس وكرامتهم وحريتهم وحقهم في الحياة...!
المجد للشهداء..!
افضحوا القتلة ...!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي دوافع الحملة الشعواء المنظمة التي نتعرض لها على صفحات ...
- لن أرفع راسي ثانية وأقول( أنا عراقي ) حتى يأتي زمن نظيف يزول ...
- على ضوء نتائج الانتخابات، هل تستحي قيادات الحركة الشيوعية في ...
- على ضوء تصريحات السيد مسعود البارزاني : الموصل شأنها كل المح ...
- ( الشعب الفلسطيني شعب الجبارين )
- الفرقة الجوزية الموسيقية في سطور / من ذكريات الأستاذ احسان ج ...
- الزيدي و ( لا ) النظيفة الغائبة عراقيا ...!
- ( لمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد النصير المقدام وضاح عبد ال ...
- ( من أوراق الشهيد حميد ناصر الجيلاوي )
- قصص قصيرة جدا
- رثاء لروح الأب والعم المكافح ( أبو الشهداء ) ناصر حسين الجيل ...
- أزمة كركوك ، طبيعة وخلفيات الخطاب القومي الكردي – نظرة تحليل ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة..!-2- تحية وفاء إلى هيركي ...
- حقوق الأكراد الفيلية بين المعالجة الوطنية الحقيقية وبين محاو ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة...!
- ربع قرن على جريمة بشتآشان ، دعوة لقول الحق عاليا ، دعوة للاح ...
- قراءة في الرسالة المفتوحة للسيد فاضل ثامر إلى رئيس الجمهورية ...
- تحية إلى الوطنية ( التركمانية ) العراقية..!
- يوم الشهيد الشيوعي، عظمة الشهيد، وقبح ونفاق الطبقة السياسة ا ...
- قصة الطفلة العراقية ( زهرة ) وعار المنطقة الخضراء كما ترويها ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - مجزرة بشتآشان والعدالة الغائبة...!