أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - رحلة الصعود / قصة قصيرة














المزيد.....

رحلة الصعود / قصة قصيرة


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 05:25
المحور: الادب والفن
    



أين يكون ذلك الفردوس الاخضر الذي تتحدثين عنه يا جدتي العزيزة ؟
هذا هو السؤال الذي كان يلح به على جدته .
فكانت تجيبه : انه بعيد ..... بعيد جداً يا صغيري .
ـ أهو أبعد من حدود قريتنا يا جدتي ؟
ـ بعيد .. بعيد .. انه وراء السور العظيم الذي لا يمكن لأحد عبوره ، صعب بل محال الوصول الى الجانب الآخر من السور ، كثيرون اولئك الذين حاولوا العبور وانقطعت اخبارهم .
* * *
كبر الصغير واستسلمت حواسه كلها لهذه الامنية ، وباتت صورة الفردوس الاخضر تلاحق احلامه ،
وحكايات جدته ظلت تدور في تجاويف اذنه .

* * *
ذات ليلة حث خطاه للوصول الى ذلك السور العظيم ، وصمم على عبوره . نظر الى الاعلى فكان جبلاً شاهقاً ،
وتخيل نفسه نملةً امام مارد عظيم .
لاحظ ان الطريق الى القمة ليس بالسهل وكل الدروب تبدو مغلقة . بيد انه عثر على ثمة مسلك في السفح يمكن السير فيه للوصول الى القمة ، بغية ان تحط قدماه في الجانب الآخر .فقرر العبور .

* * *

وضع قدمه على اول الطريق وحمل جسمه بقوة وشرع بأول خطوة ، تبعتها الثانية فالثالثة .
سار بخطوات سريعة لم يع ِ خلالها الزمن حتى وجد نفسه يلهث من التعب والمشقة ،
توقف ونظر الى الخلف ليتعرف على المسافة التي قطعها ...........
فأخذته الدهشة !
ما عاد للدرب الذي سلكه من اثر . واستمر في رحلة الصعود .. غير ان الدرب الذي امامه اخذ يضيق كلما اسرع الخطى . حتى وصل موضعاً لا يسع لراحتي قدميه ، وادرك انه لا مجال للعبور او العودة ،
دفع بنظره الى الاسفل فكان وادياً رهيباً حالك الظلام .
شيئاً فشيئاً تلاشى الموضع من تحت قدميه ،
فألجأ ظهره لبعض الصخور لعلها تنقذه من مأزقه ،
لكنها قذفت به نحو حافة السفح .
حاول التشبث بأي شئ ، وتعلقت اصابعه الواهنة بآخر صخرة في الجبل فلم تسعفه ونبذته في الوادي الرهيب .
* * *

حين لامس جسده الوادي ، شعر كأنه هبط بمظلةٍ شفافةٍ او كريشةٍ هوت واستقرت بسلام وهدوء .
نظر الى المكان بذهول وتعجب !
( مروج خضر وزهور بكل الوان الربيع ، انسام عذبة وهواء عليل ،
ينابيع صافية المياه وفاكهة مختلفة الثمار ... ! )
ـ أهذا هو الوادي الرهيب الذي كنت اتشبث بالصخور خشية الانزلاق الى جوفه ؟

* * *

ركضت به رجلاه صوب الينابيع العذبة المذاق ،
فشرب وارتوى بعد ظمأ ٍ طويل ، وطفقت اصابعه تقطف بعض ثمار الفاكهة ،
فألتذ بمذاقها العجيب ...
ارتخت اجفانه واطبقت نصف اطباقة ، ثم انحدر في نوم ٍ عميق عند تلك الينابيع ، وتحت تلك الاشجار الوارفة الظلال ، وكانت ابتسامة الارتياح والسعادة تداعب شفتيه .

* * *

عند الصباح عثر عليه عامل البلدية نائماً فوق الرصيف ،
وعندما حاول ايقاضه ، وجده قد انتقل الى الجانب الآخر من السور !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر
بغداد ـ 5 / 6 / 1992
من مجموعتي القصصية ( أصداء تدوي في فضاءات أحلامي )




#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نابو / مسرحية
- الوردة البيضاء تغني / قصة قصيرة
- ماء يتدفق من بئر بترول
- النبع العظيم في الارض الطيبة / مسرحية للأطفال
- هذيان عند أطراف السماء
- الضباب في امريكا / مسرحية
- العجوز الشمطاءعند خط الشروع / قصة قصيرة
- نهاية الثعلب الماكر / مسرحية للاطفال
- أنا.. وأنا
- الصنم الذي هوى وتهشم / قصة قصيرة
- ذلك الرجل كان اسمه صخي / قصة قصيرة
- الانتظار /قصة قصيرة
- رسالة متأخرة الى صديقي كامل شياع
- س..ايها الرجل المسكين/قصة قصيرة
- المسرح الاليزابيثي وتطور الدراما في انكلترا 1576 1603
- وأنا احلمُ .....


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - رحلة الصعود / قصة قصيرة