أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم الحسن - الحقوق ليست منحة














المزيد.....

الحقوق ليست منحة


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 09:27
المحور: حقوق الانسان
    



لا مواطنة من غير مساواة حقيقية على الارض بين مختلف اطياف المجتمع سياسياً وعرقياً ودينياً ولا ديمقراطية من غير مساواة بحيث تتجاوز الاطر الضيقة والفرعية لتصب في بوتقة الوطن.

ولذلك ان التوافق والتعايش والتجاور يستدعي القبول بالاختلاف والتمايز على أرضية مشتركة تنبذ الصدام على اساس العرق او الدين او الجنس.والدورة الانسانية في تعلم ابجدية التسامح تبدأ في دور التربية والتعليم سواء الاسرية ام الحكومية.

ان التربية الاحادية تترك في النفس ترسبات وعقداً سوف تعمل آلة التسلط والاستبداد على تجييرها لحسابها سواء كانت مهنية ام اجتماعية ام ثقافية وآلة التسلط هذه تقوم بالغاء الاخر مهما كانت توجهاته.

من هنا تبدو جسامة المهمة وعظم المشكلة بسبب التشابك والتداخل ما بين الارث التاريخي والمصالح الاقتصادية والسياسية التي تشكلت وتصلدت بحيث اصبحت قدراً لا فكاك منه ولا انفلات عنه، لان العنف والاستبداد في دواخلنا جاء نتيجة مغذيات الطفولة التي تبارك القسوة والقوة بحيث اصبحت تمجد حتى في شخص الحاكم الذي يبطش ويقتل ويدمر البشر.

يلخص (جان جاك روسو) هذه المسألة بالقول:(من كان يملك الشجاعة لاعطاء شعب النظام القانوني يجب ان يشعر انه قادر على ان يغير طبيعة البشرية،ان يحول كل فرد بحد ذاته كلا كاملا الى جزء من كل اكبر يستمد منه الفرد بطريقة معينة حياته ووجوده، واحلال وجود جزئي معنوي محل الوجود الفيزيائي المستقل، عليه ان يسلب قوته الشخصية ليعطيه بدلا منها قوة مؤسسية لا يستطيع استخدامها الا بمساعدة الاخرين.

من هنا نفهم لماذا توضع الدساتير في الامم الحرة على قياس مشروع الدولة وليس على قياس حزب او فرد او زعيم، مهما ادعى من جملة رسالة ومبادئ عظيمة؟
اي الانتقال من الذاتي الى الموضوعي ومن الجزئي الى الكلي ومن حكم الفرد الى حكم المؤسسة ويكون الولاء للقانون وسيادة الدولة وبعكسه سوف يكون الولاء للشخص او الحزب او العشيرة او الطائفة ما يقوض بناء الدولة ومؤسساتها.

ان المجتمع السياسي، نقصد به مجتمع المواطنين الذين يرتقون بوعيهم السياسي من درجة الطبيعة الى درجة الثقافة حيث تصبح الاعراق واشجار النسب والمعتقدات الدينية والطائفية معبرة عن حالات مجتمع ما قبل السياسة.

واذا كان الانسان كائنا اجتماعيا فماذا لا ينفتح على باقي مكونات الشعب وينصهر في بوتقة الوطن الواحد دون صراعات سياسية او عرقية او دينية؟ هنا يكون الصراع ما بين الفكرة المجردة والواقع المحسوس المثقل بالسلاسل والاستبداد والبنى الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وممثلو هذه القوى الذين يقيمون مصالحهم من خلال هذه الشبكة التاريخية والتي تقوض اية عملية حراك للقوى المهمشة والمغيبة.

يقول (كارل ماركس): ان فكرة حقوق الانسان لا يملكها الانسان بالولادة بل انها تنتزع بالكفاح ضد التقاليد التاريخية التي نشأ عليها وهكذا فحقوق الانسان ليست منحة من الطبيعة وانما هي ثمن كفاح ضد الاستغلال و ضد الامتيازات التي اورثها التاريخ من جيل الى جيل وهي نتيجة التعليم ولا يستطيع ان يملكها الا من اكتسبها ويستحقها.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسافات الحرية وقاية من الطغيان
- اوهام القوة
- تأهيل ثقافة المجتمع
- المدينة الفاضلة عبر التأريخ
- مأزق الدستور .. نقد و تحليل
- سرديات العقل وشقاء التحول الديمقراطي في العراق المعاصر
- عرض كتاب العرب وجهة نظر يابانية
- حوار مع د . ظاهر الحسناوي
- حوار مع الباحث سعد سلوم:
- ثنائية الوطني والخائن
- شرعية الانتخابات وشرعية المنجزات
- حرق المراحل
- المجتمع المدني في عراق ما بعد الحرب
- مصالحة الحزب الشمولي
- التغيير السياسي في العراق انتصار لارادة الحياة
- ثقافة حقوق الانسان من ركائز المجتمع المدني
- المجتمع المدني بين المعايير الذاتية والموضوعية
- حول اشكالية المفهوم
- المجتمع المدني حصانة للديمقراطية
- نورز... ذاكرةالمستقبل


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم الحسن - الحقوق ليست منحة