أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الدلفي - اعادة انتاج وحدة الوجود العراقي عبر الربط بين طرفي الزمن– القسم الاول















المزيد.....

اعادة انتاج وحدة الوجود العراقي عبر الربط بين طرفي الزمن– القسم الاول


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 04:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


؛؛ للبداية بداية ولكل بداية بداية فلا من بداية بلا بداية؛؛ -- هواي نان
ان فكرة اعادة انتاج الذات العراقية وفق مقاسات معاصرة وبالمعنى الدقيق للمفردة يتطلب وقفة شجاعة من الراغبين في ذلك ليسهل عليهم رسم خريطة الطريق دون ان يهملوا اويسقطوا من حساباتهم الصعوبة المركبة في الامر واهونها التوطين على التضحية بالنفس (كل نفس ذائقة الموت) وعلى مشاق محتملة الوقوع تفوق في احيان كثيرة قساوة الموت ( لنبلوكم بشيء من الخوف والجوع).
( وعن ابي بكر الشبلي قال : قصدت الحلاج وقد قطعت يداه ورجلاه وصلب على جذع فقلت له: ما التصوف فقال :أهون منه ماترى فقلت ما أعلاه فقال ليس لك اليه سبيل . ولكن سترى غدا فلما كان وقت العشاء جاء الاذن من الخليفة ان تضرب رقبته) (1) (كتاب اخبار الحلاج- لويس ماسينيون وبول كراوس –ص 40)
فالمسألة التي نرى دورها الفعال في عرقلة انتاج راهنية حضارية انما تتمحورفي تلك القطيعة الجبرية في زمنية العراق ،و المكورة على هيئة ثقب خرافي هائل وسحيق وليس فاصلة او هوة بحسب مايهوّنها كتـّاب معينون .الفراغ القصدي المطلق بين حاضر الانسان العراقي وبين مبتدأه الذي مثل الكينونة السببية للانسانية اطلاقا او ماتم تسميته بأمومة الثقافة .أي المركز وبذلك يمكن لنا الخروج بالتفسيرات الواضحة لسيول الحملات المستمرة التى تشنها الاطراف على المركز بدعاوى مختلفة بانها ( الحملات ) لاتخرج عن كونها دورانا حول الام والمركز والقلب لاسباب مختلفة يدخل ضمنها المنافسة والحقد والغيرة والعدوانية وكل مايشتق من امراض النفاس . وفي نفس السياق يمكن لنا تفسير الاحتلال الاميركي القائم للعراق بحجة وشعار الديمقراطية انما يتساوق كثيرا مع داعي تفكيك المركزية الام وانشاء منطقة رخوة في العراق لاتمثل قطبا للجذب الدائم كما هي عليه و يقصد من وراء ذلك خلق نقطة تحول كبرى في المبتدأ الحضاري والانساني وذلك بدوافع نفاسية محضة والتي خضب ببعض تلويحاتها الرئيس الاميركي جورج بوش شيبة الحضارة الغربية حين المح الى البعد الديني من ضمن دوافعه للتوجه الى العراق وافصح عن اوامر ربه بهذا الصدد. ومن اللائق ان نذكر هنا باستمرارالعجز التاريخي للاستيطانات كافة عن ان تلحق اي تغيير في هوية العراق والسبب يعود بلاشك لان العراق هو المركز والام والغرب والاخرون يمثلون الابن والخلفة فلايمكن تغيير الام على مقاس البنت او تغيير الاب على صورة الابن ، فلايقال للاب بانك تشبه ابنك بل يقال للابن بانك تشبه اباك. على الرغم من ان الابناء طالما يسببون المتاعب الى اهليهم الا انهم لايمحقونهم . وقد وفر الشيخ النمساوي سيجموند فرويد صاحب نظرية التحليل النفسي للناس فرصة التفكير وفق استنتاجاته المخبرية التي افادت بامكانية تحرك الابن ضد الاب عدوانا بدوافع جنسية والمحنا الى افتراضه باستخدام لغتنا الشرقية وقلنا بدولفع نفاسية لتكون اعم من الجنسية الواردة في التحليل النفسي .
للقطيعة مع المبتنى الوجودي اثارمدمرة على الذات اشدها الاصابة بامراض الاحتكاك بمراكز القوة الجديدة والتى جاءت كسيل ينحدر الى منخفض فقد اصيب العقل العراقي بالتابعية والتأثرية ووقفت خاصية اجتهاده جوهرا على الرغم من تواصلها شكلا فاوجز فاعليته بالنقل والنسخ والمحاكاة والتناص والتقليد والتماهى والدوران حول مقولات غربية غير مستنبتة في واقعه ووصمت حركة الاتصال بالماضي بالرجعية وشنت ضدها الحروب غير المستبصرة وقد رفع دعاة التحرر منذ مطلع القرن العشرين شعار الحرب على الرجعية التي تعني الدلالة المذكورة واغلب هؤلاء الدعاة من اليسار الذين حازوا لانفسهم صفة التقدمية وشملت غالبا انصارواصدقاء الاتحاد السوفياتي و المعسكر الاشتركي ساعتئذ اي رجالات شيوعية ويسار الترجمة وليس شيوعية القاعدة وفي هذه الايام رفع اليافطة انصار الليبرالية من اصحاب الثقافة المترجمة وديمقراطية الصالونات البعيدة عن ديمقراطية القاعدة من الذين لايهتدون الى سرالفوضى القائمة ولا يصلون الى استبصار في حلول ناجعة لاشكالية العراقي القائمة وسنأتي الى تحليله في الاقسام اللاحقة لانه يمثل جوهرا مهما في طرحنا. وقد فات عليهم ماكان يرمي اليه نحاة المصطلح من جهابذة الفكر الغربي اذ كانوا يرومون تكريس القطيعة بين حاضر الامة وماضيها فالعودة الى ماضينا واكتشافه لايمثل رجعية بل هو تحرير الذات من مكائد الاستيطان وكان لهم مارادوا واقعا . واشاع التقدميون المذكورون ومن التحق بركبهم من مفكري ومثقفي وسياسيي المشاريع القومية اكواما من المفاهيم المترجمة عبر آلية نقل صماء وسعت محاور الحياة من الالف الى الياء فلم تنج من التأثر والتماهي لاطريقة حياة او اسلوب تفكيراو فاعلية بايلوجية وبحجة التمدن وهظم اطاريح العصرنة جرى تسويق النقطة والفارزة والملبس والمأكل وطريقة المشي والرقص والحلاقة والبراز والقتل حتى صرنا ظاهرة مترجمة.
وفقدنا رصيدنا الوجداني وطرق الاحساس به وادرنا راحلة العقل الى مرجعيات الغرب فصرنا على مذاهبهم وسننهم وشرائعهم والانكى اصبحنا نتعرف على تاريخنا من خلال النص الغربي المترجم الى لغاتنا ونحتج على بعضنا بصحة هذه الظاهرة او بطلانها من خلال اراء المستشرقين وتقييمات علماء التاريخ والانثربولوجيا الغربيين لانجازاتنا، فاصبحوا وكأنهم عدسة النظر الى انفسنا .
وذهب العقل العربي والاسلامي ابعد من ذلك كثيرا حين تماهى مع ذلك السياق فبايع الغرب على بداية نهضة المنطقة معتبرا حملة نابليون الاستعمارية على مصر فاتحة اليقظة المعاصرة ولوكانت كذلك لماذا لم نتلمس النهضة واقعا ؟
والدليل الذي نسوقه على افلاس حجة هذا الاعتبار قيميا هو مايقوم به العقل الغربي من جهود مضنية في التفتيش عن نقطة حيوية لاعتبارها مبتدأ نهضويا في المنطقة وقد وصلوا واتباعهم من مثقفي الليبرالية المترجمة في المنطقة الى ترشيح احتلال العراق عام 2003 ليمثل بداية المرحلة الثانية من النهضة دون غمط مكشوف ومباشرلحقوق نابليون بونابرت.
وانقطع السبيل الى معرفة الذات واشيعت صور الغرابة ومظاهر التغريب ، ولا احد بمأمن عن هبوب عاصف. و لم يتفق على طرق انتاج الحلول المنطقية الى ساعتنا ، بل ان الامر زاد تعقيدا بالاحتلال الامريكي ، ما يجعل طرح اعتقادنا المبين في هذا المقال بقوة وايمان امر على غاية من الاهمية وقد سبقنا الى القناعة به آخرون لاشك في هذا واخص بالاجلال مقام المعلم القطب السيد هادي العلوي طاب ثراه و جناب السيد عبدالله اوجلان رعاه الله في محنته وحفظ حريته يقول السيد العلوي في مدارات صوفية :(اما نحن فلدينا مهمة نؤديها بعلم وقصد لاننا محجوبون عن تاريخنا بستة قرون من الاحتلال الاجنبي –ص8 - ويقول : مهمتنا واعية قاصدة هي العودة اى التراث اي البدء من النهاية - ص9 - ويضيف نحن الان في نقطة الصفر والصفر بداية والبداية لاتبدأ من فراغ ويمكننا ان نبدأ بداية قوية وصحيحة بعد ان جربنا وسقطنا وجربنا وسقطنا وجربنا و.. وقد نجرب ولا نسقط_ ص71) (2)
( هادي العلوي – مدارات صوفية –دار المدى)
فالتخفيف من ظواهر الترجمة وربط الظاهرة المعاصرة بجذرها التراثي والتاريخي يمنحنا مفاتيح المغلقات في مرحلة بناء الانسان المعاصر ويمد العقل العراقي بخاصية الاجابة عن اسئلة الحضارة وتجاوز التردد الخجول في عدم الاجابة عن الاسئلة المعقدة النابعة من المفاهيم المضادة المملوءة بالضدية الى اخمص قدميها وتنث افتراضات معادية من مثل ان العراقيين شعب لاينفع للديمقراطية والحضارة والحرية والمساواة والتقدم وانه تجمع خالص من بدو اجلاف والعراق دولة مصطنعة لسكان قاصرين ومن نكد الدنيا على الكون ان العراقيين يمشون على ثروات هائلة لايستحقونها وهلم جرا من اطاريح حدية قاسية وصولا الى نزع الانسنة عنا والتمادي في التجريب بحيواتنا سواء على الاصعدة المخبرية اوفي انماط الحروب الامبريالية التي تشن على العراق بدون انقطاع او التدخل المباشر بشؤوننا بحسب المزاج الكوني او استقدام الارهاب عمدا وقصدا الى اراضيه.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ لايجلس القرفصاء..إختصارات موجعة في الذكرى السادسة لإ ...
- المتاهة المهذبة في الدوران حول النص المشرعن للسلطة الغائبة ( ...
- أوباما والحلم الامريكي المفقودهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟
- قتلتنا الردة ،دلالات في سوء القصد
- الهجنة المدينية في مثقف اليوم، السائد منه انموذجا!
- تمائم الكاهن الاخير.....(2) قصص قصيرة جدا
- تمائم الكاهن الاخير.....(1) قصص قصيرة جدا
- حيادية عالية &الخصاء المؤبد
- المفكر والناشط العراقي في حقوق الانسان الدكتور تيسير عبد الج ...
- احلام في زقاق منسي
- صناعة الاختلاف في غياب المنهج
- فاضل المياحي.... تأسيسات متأنية في الاغنية السياسية
- مقترحات للانتخابات القادمة
- التاريخ كما يكتبه العامة
- استلاب الذات عند منزلات الخوف في العاصمة
- نقد المنهج السياسي والوسائل المحتملة في التجديد
- تحديات الديمقراطية في العراق
- قراءة في الازمة التركية العراقية
- اسلاك شائكة
- مقاربة حول دور المراة في المصالحة الوطنية


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الدلفي - اعادة انتاج وحدة الوجود العراقي عبر الربط بين طرفي الزمن– القسم الاول