أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم اسماعيل - الإبريق..














المزيد.....

الإبريق..


ابراهيم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 04:37
المحور: الادب والفن
    


أدركت أن هناك أمور كثيرة في استطاعتي تعلمها..وليست من أختصاصي !
Put the kettle on....كانت احداها ولكن لم تسعفني اللغة الميتة من استخدامها حتى الآن... في مكانها الصحيح..ولكنها ظلت تحوم في رأسي!!
*

في لقاءاتنا الاولى..
كان حبل اللغة..المشدود على طرفي اللهفة والمجاملة..
أنا.. وأنتِ ..
نقول... All right
*

في الحقيقة هي أول الكلمات التي طرقت مسمعي الفضولي في أيامي الاولى في ذاك المكان.. بعدما أطلعت على كافة الإجراءات التي من شأنها المحافظة على النظام العام في المنزل.. مواعيد دخول وخروج.. مأكل ومشرب.. النظافة.. الادوات.. الاشياء.. الحمام.. المطبخ وغيرها.. كان رب الاسرة (الاب) ينطقها عند رجوعي من الكلية كل مساء وعند خروجي كل صباح.. قبل دخولي غرفة الطعام لتناول العشاء وعند استئذاني للخروج مع اصدقائي.. عند استفساري عن شيء ما او عند مقدمه الى لكي يسألني عن شيء.. او مجالستي..

في بادئ الأمر.. ولجهلي بفنون القواعد اللغوية الشعبية كنت استغرب تكرارهه لها لي بشكل يومي.. وقد حاولت تقليده لكي اشعره بألفتي مع المكان والعائلة وكنت أتسائل أن كنت الشخص الوحيد الذي يتم استخدام هذه العبارة معه.. فقد كان يلتقف زوجته كل مساء بقبلة ويعصرها بحضنة مسائية.. ولكن..!!

حاولت جاهدأ البحث عن مدلولها اللغوي والاجتماعي فعرفت أنها تستخدم في سبيل التحية اليومية وعن السؤال عن الحالة والتعارف العابر.. مرت سنوات على أقامتي وقد انتقلت الى مسكن متواضع في لندن.. ووجدت نفسي من أشد المناصرين لهذه العبارة.. مفتاح كسر الثلج بيني وبين اليمين واليسار في المحاضرات الجامعية.. القطار.. الباص.. كانت تظهر البلاهة وتساعدك على تكوين علاقة سطحية مع البقال المجاور او الابتسام لشخص تراه كل صباح ومساء دون ان تعرف اسمه.. واخيراً هي...!!

كان الوقت عصرا في شرق لندن المشمس.. لعل قرب البحر يعطي قليلا من الدفء والحركة.. استعددت للخروج الى المكتبة القريبة لأعيد بعض الكتب المستعارة وأتبضع من السوق المحلي الملاصق للنهر العاصمي بعض الحاجات.. التاميز يسير عكس اتجاه الرياح المتجهة نحو الشرق.. يغريك بالدخول الى رحم هذه المرأة لتتكتشف العالم الخفي تحت شراشفها الفكتورية المزركشة.. اتصلت جين كغير وقتها المعتاد.. وكنت على اختلاف بسيط حول شئ امتنعت عن اخباري اياه منذ عدة أيام.. ادى الى تمنعنا عن السؤال عن أحدنا الاخر..

هل لي أن أراك..؟
ولم لا..متى..؟
بعد نصف ساعة في سبيتافيلد ماركت..

حفظت العنوان على عجل عن ظهر قلب -كنت عندي ميزة حفظ اماكن اللقاء بسرعة- وانطلقت مستثمراً الوقت المتبقي في انهاء مشاغلي.. كانت جالسة بقرب الواجهة الزجاجية للمقهى الذي اعتدنا اللقاء فيه.. ابتسمت ابتسامة سريعة وهي تعيد الغطاء البلاستيكي الى كوب القهوة.. ضللنا صامتين بعدما تداولنا الكلمة السحرية.. رمقتني في جرأة لم أعهدها.. وهي تقول:

OK….Can we put the kettle on فاجئتني بسؤالها الجديد من نوعه.. حالة صمت وانتظار جواب..

لاشعوريا.. بدأت ابتسم في هدوء.. الابتسامة تحولت الى تأوهات.. صارت ضحكات متتالية وهي لم تجد سبباً لضحكي سوى أن تشاركني الضحك بعبثية .. في جنون يوم مشمس وغروب مد خيوطه الحمراء على الطاولة التي نتقاسمها..

لندن 25-04-2009




#ابراهيم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الإماراتية في حقوق الانسان - نظرة من الداخل (1)
- في التجربة الاماراتية في حقوق الانسان....نظرة من الداخل (1)
- ارهاصات (3)
- ارهاصات (2)
- ابنك
- ارهاصات (1)
- الاشياء..وساندرا (قصة قصيرة)
- الامارات..حكومة ام ماذا ؟
- في الاعلام الاماراتي (1)
- لحظة..من لحظات
- حلم مرور..لماذا تُركنا..
- هذيان الأنتظار
- تساقطوا..
- غربة..حب..شجرة
- سأقولها
- احتياجات
- (خرج..)
- نار..حلم..يقظة
- محطات..


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم اسماعيل - الإبريق..