أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جمال المظفر - المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية














المزيد.....

المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2635 - 2009 / 5 / 3 - 09:07
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    




يعد كتاب ( المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية ) الصادر عن دار الشؤون الثقافية للكاتب والباحث عبدالهادي الفرطوسي من الكتب المنهجية المهمة التي تتناول موضوعة المبنى الحكائي والمتن الحكائي في القصيدة الجاهلية في ضوء المناهج السردية الحديثة ....
الكتاب يقع في (424) صفحة من القطع الكبير، واحتوى على ثلاثة فصول، الفصل الأول دراسة للمتن الحكائي تحت عنوان (المثال الوظائفي في القصيدة الجاهلية) واعتمد الكاتب منهج بروب في كتابه مورفولجيا الخرافة أداة للتطبيق، اما الفصل الثاني فحمل عنوان (آليات السرد) وتناول المبنى الحكائي لكل منها، وكان المنهج الرئيس لهذا الفصل هو منهج جينيت وتدورف، وكان لرولان بارت حضوره الثانوي في هذا الفصل، وجاء الفصل الثالث الموسوم بـ ( خطاب القصيدة الجاهلية) ليتناول الملامح العامة المميزة للشعر الجاهلي مبتدئاً بمعالجة مشكلة الأجناس الأدبية وموقع القصيدة الجاهلية بينها..
يشير المؤلف الى ان مصطلح (المتن) في الدراسات الأدبية الغربية منقولاً عن المصطلح الانكليزي (Corpus) ليدل على مجمل النصوص الأدبية المنتسبة إلى مرحلة معينة أو شاعر معين كأن تقول: المتن الشعري الستيني او المتن الشعري السيابي ، ومن الذين استعملوا هذا المصطلح بهذه الدلالة الشاعر محمد بنيس في كتابه (ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب) فأسمى النصوص بمجموعها (متنا) (uspcor) فالمتن إذاً مجموعة نصوص تشترك في وحدة المرحلة او وحدة الاتجاه الثقافي او الاجتماعي او النفسي. اما مصطلح (المتن الحكائي) فلم يدخل ميدان الدراسات العربية إلا عام 1982 عند ترجمة كتاب (نظرية المنهج الشكلي) من قبل إبراهيم الخطيب، وقد جاء المصطلح المذكور مقترناً بمصطلح آخر جديد هو (المبنى الحكائي) ويجد المؤلف ان المصطلحين المذكورين قد ترجما إلى القصة والحبكة في كتاب (البنيوية وعلم الإشارة) في معرض الحديث عن آراء الشكلاني شكلوفسكي.
ولأصلحية المصطلحات المستخدمة يلجأ الكاتب إلى رأي الناقد فاضل ثامر من ان المتن الحكائي والمبنى الحكائي هما من الأعمال النقدية التي اقترنت بأعمال الشكلانيين الروس وتحليلاتهم للبنية السردية والحكائية من خلال الربع الأول من القرن الماضي، بينما يرجع كوجينوف مصطلح (المبنى الحكائي) إلى أواخر القرن التاسع عشر، ويفيد بأنها كانت تعني الثيم Theme، وقد أخذت تفهم في مجال الأدب بالتدريج بصفتها نظاماً للأحداث الأساسية .
ويعد المؤلف ما ذكره الشكلاني توماشفسكي في تحديده لمفهومي (المتن الحكائي) و(المبنى الحكائي) أفضل تحديد لهما، فهو يعرف المتن الحكائي بقوله: مجموعة الأحداث المتصلة فيما بينها، والتي يقع اخبارنا بها من خلال العمل.. ويوضح المترجم إبراهيم الخطيب في ملحق توضيحي هذين المصطلحين بالتعريفين الآتيين: المتن الحكائي fable هو الحكاية كما يفترض انها قد حدثت في الواقع أي بمراعاة منطق التتابع والترتيب، وان هذا المصطلح يحدد في الأصل مادة نظرية غير موجودة نظراً لأن المتن الحكائي لا يكون إلا في حالة بناء، أما المبنى الحكائي sujet فهو المتن الحكائي مروياً أو مكتوباً، وفي هذه الحالة فإن المتن المذكور يكون خاضعاً لقواعد الكتابة وأيضا لقواعد الحكي وأنساقه، ويقدم كوجينوف عدة تعريفات للمبنى الحكائي منها التعريف المنقول عن بوسيلوف والذي يعد المبنى الحكائي التتابع الحي للأحداث من خلال سردها سرداً مجازياً، وأن أي إعادة للسرد عاجزة عن نقل كل بهاء المبنى الحكائي وكل تفصيلاته، وتعريف فيسلوفسكي بأن المبنى الحكائي هو تصميم معقد للأفعال، قابل لأن يتكرر وان يستخدمها الفنانون على اختلافهم. ويعطي كوجينوف للتكوين أكثر من معنى، فمعناه الأول تقييم العمل الأدبي على أجزاء وأبواب وفصول، ومعناه الآخر انه عام للعمل الأدبي، ويتضح مدلول المصطلح بذكر وحداته او أجزائه المكونة، وهي: وحدة الكلام الفني (كالعبارة) ووحدة المتن الحكائي (كالحادثة) ووحدة المضمون الفني كالصورة الفنية، ووحدة المبنى الحكائي كالحركة المنفردة، ووحدة الإيقاع كالبيت الشعري، ويشتمل التكوين أيضا عناصر السرد وعناصر وصف الشخصيات وحوارها والمنلوج الداخلي وملاحظة المؤلف والاستطراد العاطفي، كلها عناصر أو وحدات التكوين.
ويرى المؤلف ان الاختلاف بين كوجينوف والشكلانيين الروس وخاصة في مجال الشعر الغنائي، فكما مر نرى ان توماشفسكي ينفي وجود المبنى الحكائي في القصيدة الغنائية، ويقر بوجود المتن الحكائي فيها ،ولكن كوجينوف يعكس الأمر، مدعياً ان غياب الفابولا من الشعر الغنائي الخالص لا يعني أبدا غياب المبنى الحكائي، وهو يبني نظرته هذه على استبدال الحادثة بصفتها وحدة للمتن الحكائي بالحركة النفسية المعبر عنها بوحدة الإيقاع التي تخلق (جيست) نفسياً محدداً يجعل منه وحدة للمبنى الحكائي في القصيدة الوجدانية.
المتن الحكائي والمبنى الحكائي مصطلحان سرديان أوجدهما الشكلانيون ليكونا أرضية لدراسة نظم السرد داخل العمل الأدبي، وقد أفاد أرسطو في كتابه (فن الشعر) ان التراجيديا تقوم على الحبكة والقصة، وان القصة هي نواة التراجيديا، والتي تنزل منها منزلة الروح، وان لها جزأين هما: الانقلاب والتعريف، وفيها يكون مصدر اللذة الحقيقية لنفس المشاهد لها، أما الحبكة فهي أعظم من التراجيديا.
أما جيرمي هوثرون فيعرف الحبكة على انها سلسلة من الأحداث والأفعال المرئية والمنظمة، ويميز بينها وبين القصة في كون الأولى سرداً مرئياً على وفق السببية، أما الثانية فترتب على وفق تسلسلها الزمني . أما روبرت شولز فقد استعمل مصطلحي المتن الحكائي والمبنى الحكائي بقوله : يمكن تحديد القصة على انها مجموعة الموتيمات في تركيبها الزمني وتطور الموضوع ، ويربط هوثرون بين الحبكة والبنية ويميز بين الاثنين في ان الحبكة في العمل الأدبي طريقة تترتب فيها القصة، اما البنية فتتضمن مجمل العمل بوصفها قطعة من الأدب.



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتبذخوا أموال الشعب
- انتهاك حرمة المثقف
- الخلاعة تداهمنا
- طحينات الوزير
- القانون يطال الطواويس العربية
- إحذروا الخلايا النائمة
- المتاجرة بارواح الشعب
- المثقف خارج المصالحة
- ثمن الحرية الثقافية !!
- هنيئا للعراقية هذا الترمل
- علكة (كلاب السلطة)..!!
- عمق الدرس الثقافي
- انقذوا ماتبقى من المبدعين
- لسنا مضحكة يااصحاب المعالي
- قراءة في ( كيس من الفوضى في زريبة )
- حرامية بثياب السلطة
- الفتاوى تطال ميكي ماوس
- قراءة في سيرة النهد الامازيغي / مليكة مزان انموذجا
- صناعة الفتوى ... صناعة الموت
- شوربة الوزير


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جمال المظفر - المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية