أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - أسرار الكهوف القادمة














المزيد.....

أسرار الكهوف القادمة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 804 - 2004 / 4 / 14 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


- 1 –
يا شعراء
الغزو من أفول شمسنا حرائق مفبركة
والكهف قائمٌ فينا،
ألوانه،
مسربلةْ..
فيه الوشاح من خيوط العنكبوت
يظهر في الصحراء والسهول والوديان والجبال منذ ألف ألف ألف عام
يفتح نصف الليل،
لتخرج الآثار من أعمدة الضياء وهي ترتدي،
من رونق البهاء غابة الغيوم
وتختفي..
في قارب الضوء الشحيح المبتدأْ
من تحت هامة الدخان..
تطلق فيها صرخة،
فيهجر النعاس والسكوت
تبان من شرائع الذكورةْ
ذكورة الكهوف تسترد دورتين
تبان من سقوف غبرة الفضائح المكورةْ
ثم عليها لعنةً من سفرٍ،
كماردٍ العجاج
أيامهُ..
طنينْ..
يا شعراء..
عساكرٌ كالنمل يأكلون الأرض والفضاء
عساكرٌ تزحف من جوقاتها
ألسنة الآفات كالسخام
ألسنة تفوح منها صفرة، روائح البارود والزكام
كأنهمْ
جراد جاء نحو زرعنا الربيع
لهم مجسات الرذاذ
كأنهمْ
كالبق في العيونْ.. يدب فيهمْ زمنٌ
يضيع في نوافذ الاشرطة السوداء

يا شعراء
الكهف مظلمٌ عتيق
شيده الطغاة من زمان،
كي يسخرون
من رقمٍ.. مركون خلف العقل حجة،
ولينتشونْ،
من رشفة الإكسير في مدامع العيون
ترضعهُ.. أفواههم، كأنه الرحيق، ويلعبون الصولجان،
في الزمن المقلوب في عقولنا،
كي يسرقون،
ما نملكُ.. من ضحكة أو بسمةٍ،
ويصنعون من عظامنا بيادقاً
ويلعبون،
في لعبهمْ يمضون يسخرون..
فتنطوي من حقبة التاريخ كي تعود مرحلةْ،
محملةْ
مما تكدسْ.. من رماد

- 2 -
يا شعراء المعرفة
هل فاتنا القطار؟
هل فاتنا الشعر ؟
والشعر ناموس الحياة
الشعر دفة الرياح في الشراع والشوارع
يزهر بعد اللفظْ
الشعر لفظٌ نغمي
الشعر مركب الابحار
وجوهر العطور في اللغةْ
الشعر جنّة الفصول
يرتشف الأنين في الاوجاع
الشعر لا يبيح سلطة الطغاة
الشعر لا يباع
ان كان في هتافه حفاة

- 3 -
يا شعراء ..
كانوا يقولون عن الكهوف
بأنها
ضوءٌ وحلمٌ للمدارات على سطح القمر
وانها قد شيدتْ، بسندس المطر
وان فيها مخمل الرياض
وانها الحواري في النساء
صنعتهنَ في الحياة، زخارف الغناء
يحملنَ في صدورهن رعشة الخلود
وسكرة الخمور في مسارح الدنان والسهر.
وانها الانهار والشجر
والعسل المصنوع من شغاف روحنا
وانها الامطار والثمر
* * *
وكان الناس يحلمون
بالغائب الرابض في مجاهل الكهوف
يضيء اصل الفقه والكلام
ويرسم التاريخ والفنون
بالقرب من هياكل الآثار
ويعلنونْْ..
بانها قريبة، لأنه قريب
مغروسة كأنها الرموش..
مضيئةٌ كحزمة الشموع في مداخل الكنائس
او مثل نورٍ في الجوامع
والقوم يركضون يلحسون حائط المبكى العقيم
ويبحثون عن دموع الملك الخدران في النساء
والقوم يرقصون ينشدون فرحة القدوم
في غزوهم لهم نشيد
ويعلنونْ..
بانه القريب..

- 4 -
يا شعراء المركبة
ان الحياة مسرح التاريخ والطبيعة
وواحة مفتوحة بلا حدود
والشعر فيها فرسٌ شهباء
والشعر منبع الحديث والعطاء
يا شعراء الكلمة
ان الطغاة ينفخون في التنابلة
ويبصقون روحهم
ويبصقون حقدهم في الحاشيةْ
حاشية الطغاة
تبوس في الخفاء والعلن
احذية الطغاة.
يا شعراء الكلمة
ان الكهوف مظلمة
ان الكهوف كذبة مجسمة
ان الكهوف حالة مترجمة
ان الكهوف راية مخرمة
ومرتع الغزاة
وحولهمْ.. حاشية ملثمةْ.
2003
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني والاستقرار الامني
- اللجوء إلى السلاح غير مشروع قانونياً وأخلاقياً لحل المشاكل و ...
- ماذا بعد هذه المحنة! إلى اين مقتدى الصدر بعد عرس الدم؟!
- هل يستلم العراقيون السلطة في حزيران القادم ؟
- ممن تطلب مغفرة وذنوب العالم مثل مجرات الكون ؟
- في كثير من الأحيان لغة التهديد ضريبة تدفعها النساء
- العيد السبعون على ولادة القرنفلة الحمراء لتكن الحياة كالقرنف ...
- لا يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ليس ما نقله باتريك كوكبورن وتر ...
- عملية حسابية بسيطة وليشربوا ماء المحيط إذا استطاعوا وثيقة قا ...
- مابعد الأباريق المهشمة
- الدستور المؤقت والعراق الديمقراطي التعددي الفدرالي
- بمناسبة الثامن من آذار عيد المرأة المرأة والدستور العراقي ون ...
- الدستور العراقي واهميته في الظروف الراهنة
- قصيدتان
- راية الفرسان..
- المجلس الرئاسي القادم ومشكلة الطائفية
- الانفلات الامني والتفجيرات في كربلاء والكاظمية في بغداد.. ان ...
- لماذا بعض الإسلاميين في مجلس الحكم ضد تمثيل أكبر للمرأة في ا ...
- ها أنتَ رضيت بقهر العالم حولي ..!
- ارهاصات متفرقة في زمن الارتعاش !..


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - أسرار الكهوف القادمة