أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - وهمٌ اسمه عواصم الثقافة العراقية














المزيد.....

وهمٌ اسمه عواصم الثقافة العراقية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2627 - 2009 / 4 / 25 - 09:38
المحور: كتابات ساخرة
    



قبل ايام احتفلت البصرة بتسميتها عاصمة للثقافة العراقية بعد عام ثقافي لم تفعل فيه بابل شيئاً بمستوى قامتها الحضارية سوى انها سميت كأول عاصمة للثقافة ، ولكنها لم تنتج في هذا العام كماً ثقافيا يوازي تشريفها بهذا اللقب سوى مشاريع مؤجلة سكنت ذاكرة مثقفيها ومنهم الباحث المبدع ناجح المعموري والتراثي صباح المرزوك والشاعر موفق محمد ، وشاهدت لهم اكثر من ندوة تلفزيونية وهم يصنعون خيالات قصور الأمل الثقافي لمدينتهم ( ولكن لاحياة لمن تنادي ) ، فكلها أخيلة معلقة بالتصريحات والوعود وتحسن الوضع الامني ، وهم ( أي الداعمون الرسميون ) لهذا المشروع الذي لم يحن وقت اطلاقه بعد يدركون أن لا ازمة ولا وضع امني يقف حائلا امام الابداع ، فأجمل روايات الادب كتبت في ساحات المعارك كما رواية الأمل ومدافع نافارو والدون الهادئ والحرب والسلام ، فلم يتوقف هؤلاء الكبار وينتظروا صمت المدافع ليكتبوا مشروعهم الادبي ،وهذا فوتَ على بابل أن تحضى بفرصة ثانية تليق بجنائها المعلقة ومرت 360 يوم من الثقافة لم ينجز فيها ما يجعلها حقاً عاصمة ثقافية لبلد صنع الثقافة قبل أن يصنع خوذة الحرب.

والبصرة تلاقي اليوم نفس المصير ، الذي لاقته بابل ، فقد احتفلت المدينة وكانت هناك ردود افعال متباينة ، وتصريح تلفزيوني للفنان شفيق المهدي كشف النقص الكبير في اداريات الافتتاح وتهيئة أمكنة الانشطة ، فكيف بعام كامل ومنه اربعة اشهر تحترق بلهيب حر البصرة ( وشرجيها ) كما قال الصديق الشاعر طالب عبد العزيز في لقاء تلفزيوني ، الذي اعتقد ورط نفسه في لجنة لم يستطع فيها أن يقدم شيئا في مائدة تتجاذبها الكثير من اشكاليات السياسة والولاء والمبادئ المحاصصية وغير ذلك ..وربما أذا لم يجد طالب عبد العزيز في مخيلته مايتمناه لبصرته فهو سيستقيل من هذه اللجنة حتماً.

يبدو اننا نقع في وهم اسمه عواصم الثقافة العراقية ، سميَّ ونفذ على عجل لأمر في قلب يوسف يراد منه صنع حراك وتحدي واثبات وجود بعد أن انزعجت بغداد كثيراً من مقولة ان كردستان هي المحرك والداعم الاكبر لثقافة العراق بعد 2003،أي ان الثقافة العراقية لبست الشروال الكردي اكثر من اليشماغ والصاية العربية ، والدليل الانشطة الثقافية الناجحة ومنها مهرجان المدى ومهرجان كلاويز وغيرها من المناشط ، وفي ذلك مفارقة وسياسة نجح الاكراد فيها على المستوى الثقافي ان يجمعوا شمل لغة الضاد في الكأس الآري ،واقصد ( الضاد العراقية ) وليست ضاد اهل القاهرة ودمشق ومراكش .

وعليه ، فأنا اتمنى أن يتوقف الأستمرار بتسمية مدن هذا الوهم ،ولننتظر العراق المعافى وثمة خطوات حثيثة في هذا الاتجاه ،ومتى وقف العراق على قدميه ستقف الثقافة على قدميها وسيكون لكل مدينة مشروعها الحضاري وابنيتها الثقافية ومواسمها التي تبتهج فيها رؤى المبدع لا رؤى الذي يفكر بالمنصب ومن خلال المقعد الامامي في حفل الافتتاح يشرب قهوته بضجر ولامبالاة ويغمض عينيه عندما تتلاعب في فضاء المسرح ضفائر راقصات الفرقة البصرية وهن يحاولن اعادة مجد الفن الاصيل الذي جمع الكون كله من زنجبار ودلهي وابي الخصيب وعبادان ..



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحراء النخيب ، بين رؤيا القلب ورؤيا الجفن ..*
- ببغاء القصر الجمهوري ..
- القاص محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...
- عبد الكريم قاسم وصدام حسين في غرفة واحدة ...
- عن السماوة ، ونيلسون منديلا ..وأشياء أخرى
- من صوفيات من التاسع من نيسان
- نعيم عبد مهلهل يكتب مقدمة كتاب الكاتبة البريطانية أميلي بورت ...
- مهرجان المربد ..( وردة الى حسين عبد اللطيف ، صفعة الى المجام ...
- المعدان ..( التاريخ وجلجامش ، في مهب السريالية ) ..
- عيون المها ..بين برج أيفل وأهوار الجبايش...
- الرافدين.. ورموش العين وعصير العنب...
- صابئة حران وصابئة المعدان وصابئة هذا الزمان ....
- الأهوار.. (الإنسان يموت، الجاموس يموت، والقصائد أيضاً)...
- قبر الزعيم عبد الكريم قاسم ...
- الدولة العراقية وسفارتنا في برلين ورفات الفنان العراقي أحمد ...
- شيء عن بلاد أسمها ( التها بها )...!
- مديح إلى مدينة العمارة .. ومعدانها أجداد هيرقليطس...
- شيوعيو مدينة الناصرية بين الانتخابات ومتحف لفهد....
- مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....
- جلجامش وملوك ورؤساء الجمهوريات ..


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - وهمٌ اسمه عواصم الثقافة العراقية