أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد شرينة - هل نقترب من الفجر؟















المزيد.....

هل نقترب من الفجر؟


محمد شرينة

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 06:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس لدي شك بان الحكومات العسكرية التي تبنت النهج الشمولي سواء كان يساريا أم قوميا كانت السبب الرئيسي في الوضع التي آلت إليه الحريات في العالم العربي ومنها حرية المرأة. واقصد بالتحديد الردة نحو اليمين الديني المتطرف، فكيف حصل ذلك؟
لقد عاش العربي العادي لأكثر من عشرة قرون في تقبل تام لفكرة الوصاية الأبوية للسلطة سواء كانت دينية أو سياسية وهما مختلطتان بشدة، ومما يوضح ذلك المقولة المشهورة (يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) بمعنى أن الله يحافظ على الناس مستقيمين على الشريعة بقوة سلطة السلطان أكثر مما يفعل ذلك بقوة حجة القرآن.
ما إن بدأ العالم العربي يبتعد عن هذا الفكر في أوائل القرن الماضي، حتى فوجئ بأوصياء جدد يفرضون ليس فقط وصاية سياسية بل نمط صارم من الوصاية الثقافية والاجتماعية على كل نواحي الحياة. وهنا أطل الوصي القديم ليقول للناس: (أقصد رجل الدين) ماذا فعلتم؟أ استبدلتم وصاية الله وكتابه بوصاية فلان وعلان من الذين يحادون الله ورسوله. ولما كان صدر السلطة لا يتسع لأي نقد لم تجد من وسيلة للتعامل مع هذا الوصي القديم إلا قمعه بعنف، وهكذا بدأ الجمهور الذي لم يكن في البداية يعير هذا الوصي البائد؛ كثيرا من الاهتمام، بدأ يلتفت إليه. وكلما ازداد عنف السلطة مع هذا الوصي القديم كلما ازداد التفات الجمهور إليه وتعاظم تعاطف الناس معه.
ثم جاءت هزيمة عام 1967، التي مثلت هزيمة نكراء للنظام العلماني العربي بكل اتجاهاته في ذهن المواطن العادي. ولم تتزحزح الأنظمة العربية التي قادت إلى الهزيمة عن كراسيها ولا عن أفكارها. مما جعل القضية تبدو للمواطن العادي على أنها مهزلة واستخفاف لا يطاق.
يجادل البعض قائلين: أن الظروف هي التي قادت إلى تلك الهزيمة وليس تصرف الأنظمة. ولكن هذا لا يغير في الأمر شيء، فأقل ما يتوقعه الناس من الذي عجز عن تقدير الظروف تقديرا صحيحا أو حتى من صاحب الحظ العاثر هو أن يترك لغيره فرصة معالجة الأمر، ولكنه لم يفعل، بل راح يعالج الهزيمة بنفس الطريقة التي لا تزال متبعة: الصوت المرتفع. مضافا إلى ذلك كله، استمرار الفشل المتكرر المتلاحق، في معارك التنمية والتحرير والتحديث، باختصار في جميع المجالات دون استثناء. هناك مسألة نتجاهلها كثيرا وهو أن من يتسبب بضرر يكون مسئولا عن الضرر الذي تسبب به حتى لو كان حسن النية بل حتى لو لم يكن مسئولا عن حدوث ذلك الضرر من الناحية العملية، فالذي يقتل إنسان بطريقة الخطأ يتحمل مسؤولية ما فعله، هذه بديهية لدى كل الناس سوى العرب إذ لا يزال الصحفي الأكثر شهرة يدافع عن الزعيم الأكثر شهرة نافيا أن زعيمه يتحمل أي مسئولية عما وقع عام 1967. عندما يقتل سائق سيارة شخصا نتيجة لظروف خارجة عن إرادته تماما فهو يتحمل مسئولية ذلك، وهذا أساس في كل الشرائع البشرية ليس بهدف التضييق على الناس ولكن لو لم يكن الحال هكذا لتهاون الناس واستهتروا، فنحن نعلم أن عقوبة من يقتل إنسان عمدا لا تعيد المقتول إلى الحياة ولكنها تردع القاتل ومن يفكر بالقتل مستقبلا، كذلك عقوبة أو بالأحرى الجزاء الذي يتحمله من يقتل إنسانا بطريق الخطأ يجعل الناس حريصين للغاية ومتنبهين حتى لا يرتكبوا أخطاء تؤدي إلى قتل الناس وبغير ذلك تسيب الأمور. هذا ما حدث تماما في العالم العربي فانا أرفض اتهام أي أحد من القادة السياسيين العرب بالخيانة ولكن لما لم يكن هناك أي نوع من المحاسبة ولا حتى المعنوية سابت الأمور.
من المهم هنا التأكيد على ما ذكرته مرارا وهو أن المعركة هي معركة مادية أكثر بكثير من كونها معركة فكرية، كانت السعودية تتبع نفس الفكر الديني لعقود طويلة ولكن المجتمع السعودي لم يتبنى التطرف الديني إلا بعد حرب الخليج الثانية وما تبعها من انخفاض حاد في مستوى الدخل نتيجة للتدني الكبير في أسعار النفط والأعباء الثقيلة التي خلفتها تلك الحرب على ميزانية الدولة، وهذا الوضع ينطبق تماما على الكويت.
ما لم تجد دوائر القرار في هذه المنطقة من العالم طريقا للخروج من هذه الأزمة المزمنة، ما لم تجد طريقا لتنمية المجتمعات وحل مشاكلها المادية، فكل الكلام عن محاربة التطرف لن يأتي بشيء.
تعامل النظام الثقافي العربي في جزء واسع منه مع القادة الشموليين مثل جمال عبد الناصر وصدام حسين، على أنهم لا يُخطئون، كما يُصر على ذلك ضمنيا كثير من كبار المثقفين العرب حتى الآن، وحتى لو أخطئوا فان خطأهم ذلك مرده إلى ظروف قاهرة لا مفر منها، وبالتالي فهم في المحصلة مثاليون ومنزهون. في الواقع من المهم التنبيه إلى أنه ليس إعلام دول هؤلاء الزعماء هو الوحيد الذي روج لهذا الطرح بل مجمل الساحة الثقافية العربية هي من تبنى هذه النظرة. هذا الشيء لا شك شكل سعادة كبيرة للعربي العادي. الذي كالطفل الذي يتعلم المشي؛ كان لا يزال يمشي ويقع، عندما جاءه مثقفوه ومن يفترض أنهم الرجال المستنيرين في مجتمعه ليقولوا له لا لزوم لكل هذا العناء، أقصد عناء التحول (فالتحول مؤلم ولاشك). المعصوم الذي طُلب منك للتو الكفر به وأن تحاول الاعتماد على ذاتك وعقلك في الحياة، مع صعوبة ذلك ومشقته إذ في هذه الحالة لابد من أن تمشي وتسقط، تخطأ وتصيب، تربح وتخسر حتى تصل في النهاية إلى مرادك، هذا المعصوم موجود وقوي ويسهر على سعادتك ومستقبلك، عد أيها العزيز إلى نومك هانئا قريرا.
دون أدنى شك كان هذا مما أسعد الجماهير وأطربها فهي لم تعتد تحمل المسئولية، ولكنه بنفس الوقت فتح الطريق لأن تسير الأمور بالطريقة التي وصفتها آنفا. فهل يُعقل أن يقتنع العربي العادي بعصمة فلان وعلان، ولا يقتنع بعصمة فقهاء ورجال الدين؟ وخاصة عندما بدأ المعصومون المحدثون يفشلون بشكل ذريع.
هنا أصبحت مهمة الأوصياء القدامى في غاية السهولة، فعلى أقل تقدير ما يدعون إليه، قاد الأمة إلى نصر بل انتصارات في الزمن الغابر.
بتقديري المتواضع هكذا جرت الأمور، والنظام العربي العلماني الشمولي هو المسئول الأول والأكبر عن الردة اليمينية الدينية التي غمر سيلها سهل الحياة العربية وجبلها في هذا الوقت.
هذه الأحداث لا يمكن نكران تأثرها بعامل خارجي حاسم فنحن لا نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا أن نشوء إسرائيل وما نتج عنه من قضية فلسطين، مضافا إليه تعامل العرب مع هذه القضية هو الذي قاد الأمور إلى ما آلت إليه، فليس خافيا على أحد أن الأنظمة الشمولية جاءت إلى السلطة بسبب تداعيات هذه القضية. وبغض النظر عن كون هذا التعامل صحيح أو خاطئ، فأنا لا أعتقد أنه كان بالإمكان إيجاد طريقة أفضل للتعامل مع هذه القضية في ذلك الزمان، فمن المعقول أن يراهن العرب يومها على القوة العالمية الشرقية الصاعدة بشدة والتي تنادى بدحر الاستعمار ويظنون أن هذا هو طريقهم إلى الخلاص، بل يتبنون أساليبها القمعية في الحكم وطرقها الشمولية في التفكير.

ما ذكرته إلى هذه اللحظة هو الجانب السلبي للمسألة، فهل لها جانب ايجابي؟ بتقديري نعم. وهذا ما سأتطرق إليه الآن.
شكل أهل المدن في دولة عربية حضرية كسوريا حوالي 10% من السكان في مطلع القرن الماضي وهذا ينطبق على معظم الدول العربية. حركة التحديث التي بدأت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ووصلت إلى مرحلة متقدمة في نهاية الربع الأول من القرن العشرين كانت محصورة كليا في المدن، بدقة كبيرة نستطيع القول أن سكان معظم الأرياف العربية لم تكن حياتهم عام 1930 م مثلا، تختلف كثيرا عنها في عام 930 ميلادية. بعد ذلك تسارعت التطورات بشكل دراماتيكي فالاحتلال الغربي لمعظم شرق العالم العربي ثم الحرب العالمية الثانية ونشوء الحكومات الوطنية الفتية بعد هذه الحرب، أضف إلى ذلك اختلال النظام العالمي الذي نتج عن هذه الحرب وما رافقه من تنافس على هذه المنطقة بين القوى الكبرى الصاعدة وخاصة السوفييت والأمريكان ثم اكتشاف النفط ، أدت كل هذه العوامل إلى أن تشهد المنطقة سرعة كبيرة في التحولات، بحيث يمكن القول أن الغالبية الريفية الساحقة أصبحت عام 1960 تعيش فعلا في عام 1960 من الناحية المادية لا الثقافية، مما يعني أنها انتقلت قرابة ألف عام في ثلاثين عام من حيث أنماط المعيشة وما إلى هنالك. بالطبع لا يمكن توقع أن يمر ذلك بسهولة. إن تحولا مشابها كان قد حصل في الشرق الأقصى مثل اليابان، وهو الآخر لم يمر بسهولة. فقد تحول المجتمع الياباني إلى مجتمع قومي عسكري متعصب. من الخطل توقع أن تمر التحولات المصيرية للشعوب بسلاسة. ومن وجهة النظر هذه فان ما حدث ويحدث في العالم العربي والإسلامي ليس أمرا شاذا.
لماذا اعتبر أن هذا شيئا ايجابي؟ بمعنى لماذا عند الحديث عن النقلة الكبيرة التي انتقلها العربي العادي خلال فترة وجيزة من الزمن وما رافقها من إشكالات وما قادت إليه من أوضاع، أعتبر هذه العملية ايجابية؟
ببساطة إن ما يحدث الآن هو أعراض تغير عميق للغاية وغير قابل للانعكاس، انه تلك الأعراض التي ترافق مراحل الولادة والتحول، ومن السذاجة تصور أن تحديث هذا الجزء من العالم الذي غط لقرون طويلة في سبات عميق كان سيتم بسهولة ويسر. خاصة أن هذا الجزء من العالم يعاني من عملية تحديث مؤلمة للغاية بسبب انه مضطر لأن يتتلمذ في ذلك على يد عدوه التاريخي، أقصد الغرب. إن هذه التلمذة هي عملية لا مفر منها ولكنها مؤلمة ولا شك. وما يزيد من حدة ألمها أن هذا الأستاذ كثيرا ما تصرف بطريقة توحي بأنه هو الآخر لا يزال يفكر بطريقته القديمة، ولقد تجلى هذا التصرف بأوضح صوره في تعامله مع قضية فلسطين.
ما يهمني هنا هو التأكيد على أن هناك شيئا ايجابيا حدث ويحدث وليس إطلاقا كما يٌقال أن كل شيء هو في أسوأ أحواله. وهذا ليس أبدا دعوة إلى الراحة أو القبول بالوضع القائم بل هي دعوة إلى اعتبار الآلام التي مررنا ونمر بها آلام مخاض، وثمن لا بد من دفعه في سبيل التحديث. لا يمكنك أن تقيم بنائين في نفس المكان مما يعني أنه لابد من هدم البناء البائد في سبيل إقامة البناء الجديد. وبتقديري نحن الآن ما نزال في مرحلة الهدم وهي مرحلة لابد منها. إنها عملية جراحية تتم بدون تخدير وقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة من فتح الجرح وما زال علينا إتمام ذلك ثم تنظيف الجرح وإزالة العلة لنصل إلى معاودة إغلاق الجرح فشفاءه وهذه المراحل كلها مؤلمة ولا شك. لكن لابد من المرور بها.

إن طرح القضايا المصيرية عندنا يتصف بالكثير من الالتباس بسبب اتصاف الثقافة العربية بالعاطفية الجامحة والنظرة الأحادية المثالية التي لا تعرف مكانا وسطا بين الصدر والقبر حسب بيت الشعر المشهور. ليس الشعر والأدب فقط هما اللذان يتصفان بذلك، بل حتى الفلسفة والفكر السياسي والاجتماعي والتحليلات والدراسات الإنسانية. هذه الطريقة في عرض أفكارنا تجعل الوقت يبدو ثابتا على الساعة الثانية عشر إما ظهرا وإما ليلا، من النقيض إلى نقيضه، هكذا تظهر الثقافة العربية المعاصرة العالم للمواطن العادي. الوقت حتما لا يزال ليلا بل ليلا حالكا، ولكنه يقترب من الفجر فلا يمكن أن يظل الزمان ثابتا على لحظة واحدة.
أريد إن أختم كلامي بقضية عملية ألا وهي: ما نمر به من ظروف ليس أمرا عجيبا بل هو الطريق الطبيعي إلى الخلاص، وفي الوقت الذي سيكون من الغباء إلقاء تبعات مشاكلنا على الظروف أو الآخر أو العدو كائن من كان، فان من المفيد الاعتراف بأننا مررنا بظروف صعبة. الأكثر أهمية هو أن نركز على أن الأشخاص المميزون والأمم العظيمة هم وهي من تصنع تميزها وعظمتها في الظروف السيئة. فالنجاح عندما تكون الظروف مناسبة ليس بطولة. علينا أن نفكر أن ألمانيا التي تشكل الآن ثالث أكبر اقتصاد في العالم وأحدى أعظم الأمم، مرت بظروف شديدة السوء ولفترة طويلة جدا؛ من الحرب العالمية الأولى وما تبعها من حصار اقتصادي إلى تسلط النازية فالحرب الثانية ووقوعها كاملة تحت الاحتلال ثم تقسيمها، وبقائها مقسمة لنحو نصف قرن وما تلا الوحدة الألمانية من عبء تحمله الجزء الغربي من ألمانيا نتيجة لتخلف البنى الاقتصادية الكبير في الجزء الشرقي. كذلك هو حال اليابان و كوريا التي ما إن تخلصت من الاحتلال الياباني بعد الحرب العالمية الثانية حتى عانت من واحدة من أقسى الحروب في النصف الثاني من القرن العشرين وصولا إلى تقسيمها والعداء المستمر بين شطريها حتى الآن، ومع ذلك فكوريا الجنوبية تشكل قوة اقتصادية كبيرة في الوقت الحاضر ويكفي مقارنة ناتجها القومي الإجمالي البالغ 970 مليار دولار أميركي (عام 2007) بمثيله لروسيا والبالغ لنفس العام 1290 مليار(75% من دخل روسيا).
علينا أن نتحلى بالكثير من الحلم والأناة. هذا بالذات موجه إلى نفسي والى العلمانيين العرب فهم المعنيين بالتغيير، فالطرف الآخر غير معني به. العلماني العربي الحقيقي في هذا الزمن هو امرأة أو رجل محظوظ بحيث أنه إما نتيجة لظروفه أو نتيجة لجهده، يرى العالم بطريقة مختلفة عن تلك التي يراه بها غيره. لقد اجتاز عنق قارورة أو مخاض لم يجتزه الكثيرون بعد، مما يجعله مطالبا بشدة بالتروي والحلم. هو مطالب بذلك بقوة حسب القول الذي يقول ( يعرف الكهل كيف يفكر الشاب فقد كان يوما شابا، بينما لا يعرف الشاب كيف يفكر الكهل فهو لم يكن يوما كهلا).
على العلمانيين العرب أن يتحلوا بالشجاعة لطرح آراءهم دون مواربة ولكن بصبر. عليهم أن يتحلوا كذلك بالمواظبة على طرح أفكارهم، فالملل هو العدو الأول للظفر، كما أن عليهم أن يتصفوا بالحلم والتسامح مع ردود الآخرين. والأهم من ذلك كله هو أن يتصفوا بالاستقامة (وهذا ما ينقص الكثيرين منا للأسف) في النهاية ينظر الناس إلى ما يعمله المرء ألف مرة بينما ينظرون إلى ما يقوله مرة واحدة.
لقد كنت ولزمن طويل في أقصى اليمين الديني المتزمت وأعرف الآن أن معظم ما يقوله العلمانيين اليوم لو إنني قرأته يومها لما زادني إلا تشددا وتصلبا. لذلك لطالما فكرت أن الأدب وليس الفلسفة أو التحليل الفكري هو السلاح الأكثر مضاء في هذه العملية.
على مر العصور يلاقي الأدب والفن الجميلين قبولا من جميع الاتجاهات، ويدخلان إلى قلوب مختلف الفئات والجماعات دون استئذان. إن أغاني فيروز المشبعة بالحب وأفلام عادل إمام وروايات أحلام مستغانمي أفضل من كثير من كتب ومقالات النقد والفلسفة في هذا المضمار. أنا أزعم أن القضية ليست عقلية فلا يمكن إقناع الناس عادة بما لا يحبونه من الأفكار ولو كانت صائبة، بينما يقتنع الناس بما يوافق هواهم ولو كان خاطئا. هذه طبيعة البشر، المجتمعات الحديثة تقبل التفكير العقلاني لأنها تتبنى طريقة حياة عقلانية بمعنى إنها مولعة بالعقلانية. وقد مر زمن طويل ومعاناة كبيرة قبل تحقيق ذلك. من الطبيعي أن سعادة المرء هي هدفه الأعلى في الحياة وعندما يعتقد الناس أن سعادتهم تأتي من خلال العقلانية يحبون العقلانية وبالتالي يصبحون عقلانيين. وما لم يحب الناس شيئا فلا طريق لإقناعهم به.
الأدب والفن وتحسين حياة الناس هي المفاتيح. ولا شك نحن نحتاج إلى محرك، إلى باعث، إلى رافعة لتفعيل ذلك. هذه الرافعة هي الفلسفة والفكر ومن هنا يجب أن نكون في هذا المجال لينين ومتسامحين وصبورين إلى أقصى الحدود الممكنة.




#محمد_شرينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الجنسية وقيام الساعة
- مطر الله
- تعالوا نتعلم لذة الحياة
- بروتستانتية إسلامية
- أيها المغرمون النشوى قوموا إلى الصلاة يرحمكم الله
- ثورات البشرية على الوثنية
- اللغة والفقه مع قليل من الويسكي
- ما بعد الحكمة
- الله والبشر والفيزياء
- علاقة الخوف الديني و الجنسي بالعنف
- النار التي تنضج الطعام ولا تحرق، الثقافة غير قابلة للتجزيء
- هل المواطن العربي العادي غائب فعلا؟
- الحرية والعمل
- زيارة شيطان
- تأملات في الماركسية
- الحجاب الخارق
- ها قد ظلل العالم الحائر المساء
- النوم ليلة العطلة
- لماذا يتشبث الناس بالأيديولوجية؟
- مدينتي الغافية


المزيد.....




- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...
- -شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد شرينة - هل نقترب من الفجر؟