أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله














المزيد.....

تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 08:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أكن أتصور أن يصل مستوى التفكير لجماهير مصر إلى هذا المستوى من الأسفاف ومحاولاتهم الدائمة فى إظهار الله بمظهر الإله العاجز الإله الضعيف الذى لا حول ولا قوة له وكأنه فى حاجة إلى حراس ... ولم تعد جيوش الملائكة قادرة على حمايته أو أن هذا الإله قادر على أن يصنع معجزة ويفنى كل من يتجرأ على المساس بذاته أو بكتبه أو برسله ، لكن أن يتجرأ محامى مصرى ويتهم كاتب أو شاعر بأنه نشر قصيدة شعرية تتضمن إساءة للذات الإلهية فهذه أكبر مهانة وإذلال لهذا الإله الذى أصبح فى خبر كان وأصبح ألعوبة فى أيدى البشر من يريد الدفاع عنه ومن يريد أن يحميه من المسيئين إليه ويفرحون بصدور قرار القاضى البشرى بإغلاق مجلة إبداع التى نشرت هذه القصيدة وإلغاء ترخيصها فى الوقت الذى يرفع الملايين الصلوات لهذا الإله ليهلك أعدائهم !!
هل غاب المنطق عن عقولنا ؟ لماذا لا نقيم وزناً لنعمة العقل التى وهبها لنا الخالق ؟ هل بقصيدة منشورة فى مجلة أو بكتاب أو بقصة أو مقال يمكن لبشر مهما علا شأنه أن يسئ من قريب أو من بعيد إلى الإله الخالق ؟ ألهذه الدرجة هذا الإله هش ومثل الزجاج من السهل أن ينكسر أو يصيبه مكروه ويتضرر من بنى آدم الذى خلقهم ؟
السؤال المهم هو : متى حدث هذا الحادث الجلل الذى أساء إلى رب الأرباب ومقدساته الإلهية ؟ الجواب أنه حدث منذ أكثر من عامين ، وبالتالى سنسأل : هل الله قرأ هذه القصيدة أم نسى أن يقراها هو وملائكته خلال العامين الماضيين؟ بالطبع قرأها وهو العالم بكل شئ ، لكنه لم يصدر حكماً أو إتهاماً ولم يصدر أوامره إلى ملائكته بضرب منزل الشاعر ليدمره أو يصيبه بأحد الأمراض المميتة ليكون عبرة للعالمين، إذن كانت فترة كافية أمام الله وملائكته ليفعلوا مايشاءون ضد هذا الشاعر أنتقاماً للذات الألهية ، لكن الذى حدث أن الله الرحمن الرحيم لم يقيم دعوى قضائية أو إلهية وتناسى هذا الإله الرحيم الغفور ما حدث منذ أكثر من عامين ليؤكد للضعفاء من بنى البشر أنه إله قوى وعادل أنزل الرسل والأنبياء وزودهم بالوصايا والأوامر والنواهى وأقام يوماً سيجازى فيه كل إنسان سواء أرتكب الخطايا أو عمل الصالحات ، العدل الإلهى يعطى الجميع الحرية ليفعلوا ما يشاءون من خير أو شر فى هذه الحياة الدنيا لكن فى اليوم الاخير الذى حدده الخالق سيكون الحساب على حسب أعمالنا .
نحن أمام أختلال فى التوازن العقلى للبشر الذين أقاموا أنفسهم أوصياء وقضاة مكان الإله ويريدون تقزيمه إلى الحد الذى يعتقدون بأنه إله عديم القدرة لا يستطيع الدفاع عن نفسه!!
هل أنتهت كل مشاكلنا وأصبحنا لا نعرف الفساد أو الجرائم الأخلاقية ولا نعرف طوابير الخبز ونقص المواد الأولية الضرورية لحياة إنسانية كريمة ؟ هل أصبح التقدم وقضايا التنمية والبناء والقضاء على التخلف أمور لا تهمنا ولا تشغل أفكارنا ؟
إن كان فى مجتمعنا صوت واحد يدعو للحرية والتفاهم والتواصل بين الشعوب ، فإننا نجد مقابله مئات الآلاف من الأصوات التى تنادى بوأد صوته وإعلاء صوت الدكتاتورية وضرب كل من يجرؤ على المناداة بالحرية لأنهم أكتشفوا أن الإله فى أشد الأحتياج إلى أن يدافعوا عنه أمام طغيان الأنسان الذى وقف الإله عاجزاً عن ردعه ومعاقبته العقاب الإلهى فطلب المعونة الإنسانية من بشر تخصصوا فى الدفاع عنه.
من الأمور المستعصية على الفهم رؤية الملايين يطبقون مبادئ الدكتاتورية فى تعاملاتهم اليومية دون أن يدروا أو يشعروا ، والسبب بكل بساطة يرجع إلى أنهم ينساقون وراء مشاعرهم التى هى حقل خصب لكل فكر يمجد صناعة العداوة بين بنى البشر بأسم الله ، وكل من ينطق حرفاً يمس من قريب أو من بعيد الله يصبح تلقائياً عدواً لهؤلاء البشر !!
إن الخالق لا يحتاج إلى قدرة البشر التى لا تساوى شيئاً أمام قدرته الإلهية ، الخالق لا يحتاج إلى الحديد والنار والمتفجرات والخطب العصماء المدافعة عنه لأنه لم يطلب من أحد أن يدافع عنه لعجزه عن الدفاع عن نفسه لأنه أصلاً ليس فى موقف المدافع لكنهم البشر الضعفاء الذين وضعوا الإله فى هذا الموقف الضعيف الذى يدعو إلى السخرية!!
متى يفهم الإنسان دينه ودنياه الفهم الصحيح الذى لا يتداخل فيما بينهم ؟ هل نحتاج إلى تكرار القول : أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ؟ ؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمو الحضارى والبحث العلمى
- الفضائيات العربية عربية حتى النخاع
- تاريخ الأديان ينفع العقلاء
- إلى أين تتجه صحافة المواطنين؟
- دارفور الفساد العربى
- الحوار المتمدن فى عالم دكتاتورى
- النكبة والثقافة العربية
- المرأة فى عالم الرجال
- الإصلاح العربى الإنسانى
- الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر
- سبتمبر ولغة الأنتقام
- علماء المهجر
- الحرية بين الشيطان والبشر
- رُب ضارة نافعة
- جبران خليل جبران
- مسلمون ضد التمييز
- مصر بين الدين والسياسة
- المصحة المصرية للأمراض العقلية
- الدنمارك وإنتفاضة الغضب
- عبد الكريم سليمان ضحية السياسة المصرية


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله