أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - مصر التي في خاطري..














المزيد.....

مصر التي في خاطري..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 06:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قد تكون جرعات الثقة الزائدة التي يوفرها الرضا المفترض من قبل المسئول الأعلى.. وراء بعض المبالغات الإعلامية التي تؤطر تصريحات السيد أبو الغيط ..ولكن من المستبعد جدا ان لا يكون وزير الخارجية المصري واعيا او مدركا لمدى الضرر الذي تسببه بعض مقارباته لعقود من السياسة الناشطة والمتفاعلة والمتصدية للدور القيادي والمؤثر والضابط لايقاع حركة المنظومة السياسية العربية برمتها..ولا نجرؤ على الظن –مجرد الظن- ان رئيس الدبلوماسية غير مستوعب للأثر المدمر لتعاطيه غير الموفق مع الملفات الشائكة في المنطقة والذي لها الدور الخطير على مجمل الدور المصري الرائد في المنطقة.
ولكي لا يفهم الموضوع خارج سياقه..فإننا, كعرب, ووفاءً منا للتضحيات الجسيمة والشهداء المصريون الذين سقطوا دفاعاً عن قضايا كانوا يؤمنون بأنها تهم المحيط العربي وكانت توصف بالمركزية في وقت ما. نستطيع الادعاء بالانتماء الطبيعي-ثقافيا على الأقل –إلى الشقيقة الكبرى مصر. وبأنه لنا وعلينا بعض الحقوق والواجبات تجاه المحروسة تجعلنا نجرؤ على الهمس في إذن راسمي سياستها بأن الأسلوب المتبع حاليا قد لا يكون في مصلحة إعادة الروح إلى الدور المصري الذي هو حاجة عربية أساسا قبل أن يكون مطلب مصري.
فالخطاب السياسي الرسمي المصري يبدو مأزوماً بفوبيا تراجع مكانتها الدولية وانحسار نفوذها وخصوصا بعد تجاهل الرئيس الامريكي زيارة القاهرة ضمن جولته في المنطقة كنوع من الاعلان الرسمي عن حالة الانحدار السياسي الذي تعاني منه الدبلوماسية المصرية منذ ما قبل العدوان الاسرائيلي على غزة وتضاؤل التأثير الذي من المفترض ان يكون لها على مراكز القرار الاقليمية والدولية وفقدان تفوقها التقليدي في المنطقة. بل وإحراجها أمام العرب والعالم بتوقيع اسرائيل اتفاق حماية الحدود ومنع دخول السلاح الى غزة مع الشقيقة العظمى,الولايات المتحدة متجاهلة مبادرة الرئيس مبارك مع ساركوزي تمام التجاهل..
وحتى النجاح المصري بعيد العدوان في تنظيم مؤتمر "مخملي" ضم مجموعة من الدول ذوات الخمسة نجوم ومعززة بكل القدرات الشخصية اللافتة للرئيس المصري,والذي اسفر عن ابقاء الملف الفلسطيني بيد مصر.. فأن الخارجية المصرية يبدو انها لم تنجح في استغلاله في الضغط على الموقفين الامريكي والاسرائيلي ,وحتى على حركة حماس التي تلاعبت بها وحرمتها من الذهاب الى مؤتمر القمة بوفد فلسطيني موحد كنصر كان سيجير لصالح الدبلوماسية المصرية..
وتندرج قضية عدم مشاركة الرئيس حسني مبارك في قمة الدوحة ,والذي كان بالتأكيد نتيجة نصيحة من الخارجية المصرية..ضمن الاخفاقات السياسية والذي كان له تأثيرا عكسيا خصوصا بعد مشاركة دول محور الاعتدال وباعلى مستوى ممكن .. مما يدل على ضعف القراءة وتأخرها للمتغيرات السياسية في المنطقة..والمقاربة المصرية مع الملف العراقي لا تختلف كثيرا عن الامثلة السابقة.
وهنا ,لوضع الامور في سياقها الصحيح .وبدون الخوض في الازمة الناشئة بين مصر وحزب الله.. يجب التأكيد على ان مصر لها كامل الحق في اتخاذ كل ماتراه ضروريا لحفظ امنها وسيادتها على اراضيها..وهي محقة في احترامها لاشتراطات الاتفاقيات الدولية التي ابرمتها مع اسرائيل كشأن مصري داخلي من غير اللائق التدخل به من قريب او بعيد.. وقد يكون من الحكمة ان يكون التعاطي مع بعض الازمات ذات الشأن البالغ الحساسية والامتدادات المتعددة , مغلفا بالكثير من التروي والاحتراس والحذر ، وخصوصا في القضايا التي من الممكن ان يكون الخوض فيها –وخصوصا الخوض غير المتبصر – من العوامل التي تعوق جهود ازالة عوامل الاحتكاك بين الاطراف المختلفة التوجهات.
ولكن المتابع المستقل والمحايد للازمة سيصاب بالحيرة والاشفاق وهو يتابع الاداء الهزيل للدبلوماسية المصرية , وتعاملها مع موضوع امني بامتياز او ذو صفة جنائية على اسوأ الاحتمالات من منطلق التضجيج الاعلامي والنفس الزاعق واشراك عناصر قد تنقل الموضوع من طوره السياسي الى الطور المجتمعي المدمر للعلاقات الازلية بين شعوب المنطقة..ومما يعرقل أي امكانية لتكوين ارضيات مشتركة لاستنباط الحلول الناجعة للازمة....والاسوأ هو تقزيم دور مصر الريادي القومي العربي الى مجرد حارس او شرطي سني ضد تغلغل شيعي مفترض لشعب عرف عنه استيعابه التام للثقافات المختلفة وعدم تأثر ثوابته الدينية والقومية..والاكثر ماساوية هو انهيار كل هذه الجلبة امام خطاب متلفز يتيم للسيد حسن نصرالله .. وهذا يعتبر قمة الخطل في الدبلوماسية..
ان الاتكاء الكامل على الصلابة التاريخية للدور المصري القائد في المنطقة ,قد لا يكون عاملا مساعدا في هذه الحالة بسبب التصدع الكبير والانكماش الطاريء على هذا الدور نتيجة الاخطاء المتكررة للدبلوماسية المصرية وخصوصا في عهد السيد ابو الغيط ..ومع وجود اطراف عديدة متربصة لهذا الدور .. و من حق مصر علينا بالمصارحة..ان نتأمل من الشقيقة الكبرى مراجعة بعض الممارسات الصادمة للشعارات المتبناة من قبل القيادة والشعب المصري الكريم ..ونتمنى ان تبحث الدبلوماسية المصرية عن المعطيات التي تعيد لمصر مكانتها التي نعرف..والتي نريد..والتي نحتاج.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد يكون العقيد على حق...
- الصنمية السياسية ..ما بين الدخان الأبيض واليوم الأسود
- جامعة الدول العربية العاقلة
- قمة الوجاهة العربية
- هدايا عيد متميزة لايران
- دفاعاًعن الحوار...دفاعاً عن التمدن
- صدام حسين والبشير...وليل السودان الطويل
- علمانية الصحابة..سقيفة بني ساعدة نموذجاً
- الديكتاتورية العلمانية..حرية الرأي من فولتير الى المنسي القا ...
- فقه النكوص...الخطر على مستقبل الاسلام كحضارة وتأثير
- انه الاقتصاد..يا لغبائنا
- فقه الطغيان.. تداخل التاريخي بالمقدس
- لك الله يا غزة..
- فقه الانحراف..شرعنة النخاسة
- الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء
- العراق الخليجي
- الاخلاق والتكنو لوجيا
- قطر ..بين التجنيس وعشق القرضاوي
- اعمار الانسان يجب ان يسبق اعمار البنى التحتية
- ما احوجنا الى ارساء ثقافة التعايش؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - مصر التي في خاطري..