أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - مسامرة حوارية- جريدة الحصاحيصا















المزيد.....



مسامرة حوارية- جريدة الحصاحيصا


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 06:07
المحور: الادب والفن
    



مع الشاعر والكاتب المسرحي إبن الحصاحيصا عفيف إسماعيل.
سامره: بابكر عبد الرازق
عفيف إسماعيل يقول:
*الحصاحيصا هي مدينة التعدد والتنوع الثقافي السوداني.
*تعلمت من حمدنالله عبد القادر كيفية أسطرة الواقع.
*أحاول باستمرار الامساك بخيوط طفولتي ودهشتها أمام العالم!
*للوزير إبن الحصاحيصا أنور محمد أحمد الحاج اعطي الحصاحيصا مسرحاً
* د. حيدر إبراهيم له ذهن متوقد متحرر، يقدم لك معرفته في طبق من السهولة والاريحية والنِديّة.
*التجيش الإيدلوجي وحده، لا يستطيع ان يخلق جملة شعرية.
* أهدتني القاهرة د.عايده سيف الدولة، تلك المرأة التي تنتمي إلي الآتي بقوة.
*المتشابهون في الأرض يلتقون في الأحلام والطموحات وإن إختلفت اللغات.
* نعم.. انطلق من رؤية ايدلوجية للعالم.
*فيفيان جلانس تقول :الطيب صالح إنه فقد عظيم للسودان والعالم، وسوف تكون جلستنا فى مهرجان الكتاب هذا اليوم علي شرفه.
* أحاول بإستمرار ترجمة مفهوم الهوية الإنسانية علي مختبر التنفيذ اليومي.
*************
*الحصاحيصا ميلادك الأول؟
ان تولد في مدينة تتنفس بالغناء والشعر بالايقاعات المختلطة كأنها عاصمة للتعدد والتنوع الثقافي السوداني، ليلها القديم الهادي قبل أن تصيبها ضوضاء المدن، كان يعج باصوات مختلطة مرات طبول قبيلة الانواك واصواتهم النائحة، إلي إيقاع الكرن الراقص، مع همس ربابة بجاوي،من جهات "كمبو المحالج" ومرة نقارة البقارة، وطبول الجعليين الصغيرة ذات النبض الحاد، وكل الإيقاعات للجماعات الأثنية من مختلف بقاع المليون ميل، وبعد منتصف الليل تأتي أصوات المغنين تهب من جهات مختلفة أحياناً الشيخ الطيب بصوته القوي المعبر، وأحياناً " برتل" بصوته الطروب وهو يغني للشيخ فرح ود تكتوك، وأحياناً صوت الخال عبد الواحد عبدالله ياتي خافتاً وهو يعالج أغنيات معقدة اللحن، واصوات غناء شعبي من الطيب دفع الله واولاد طيبة، احياناً أغنيات الصيادين والمراكبية موشومة بحفيف الموج تأتي أصداؤها مسربلة بحنين لليابسة التي لا تبعد أكثر من ضربتي مجداف وهبوب ريح جنوبية، بجانب ذلك

عندما تبدا وكل ما يمتد الليل قبل الندي وطيوره الصباحية أصوات أخري منها هدير محالج القطن، وصول طافرة القطار، اصتكاك عجلات الشاحنات المسرعة علي طريق الموت، أو صوت حجارة "علي جن" حارس المدرسة الغربية الإبتدائية علي الزنك كي يفزع الشياطين، أو يغزل ويغذي المخيلة الشعبية في إستعدادها الضمني للخديعة وينسج غموض حول المكان المرعب ليلاً الذي لا يتجرأ أعتي "فتوات" الحصاحيصا الأقتراب منه بعد العاشرة مساء، فقط نحن صغار الأطفال كنا نعلم ان"علي جن" يمارس نزواته المتعددة في قلعته الكابوسية الليلية بعيداً عن الأعين الفضولية والرقابة الإجتماعية الحاذقة -برغم تسامح أهل ذلك الزمان-
وأجمل هذا وذاك وجودي في ليلة كل يوم خميس وأثنين في خلوة الجد" رزق الله عبدو" في قلب النبض الصوفي المزخرف بالألوان والطبول والباحث عن حقيقة وليست شريعة، في عمق النبض الدرويشي الصاخب، ونحن صغار الأسرة والجيران ندور بالشاي والقهوة و"الفته" بين المداحيين، والغاوون من كل جنس وملة مع جوقة الذكر" يوسف قلباي"و" فضل المولي عبد الفتاح"و "والحسن ود البكري" وأحمد تقلي" و"الشيخ أحمد ود المكاشفي" "والشيخ عمر"، "وحاج حمد"، و"فكي الصادق" بابتسامته الغامضة كأنه جاء للتو من كوكب آخر .ترتفع حمي ايقاعات النوبة والطبول ويصدح الصوت الطروب للمادح الطيب أحمد الذي يجعل كل الأقنعة الصارمة وتلك الرصانة الإجتماعية تنهار من كل شنبات الجدود والأباء والأخوال والأعمام في حلبة الذوبان الصوفي الأثير،يتبعه ذوبان "آمنه دريبو" وعطانه الرميدا" بشعرها المحنن وقامتها النحيلة، يشعلن المكان في تمازج انساني نبيل بدخولهن الحلبة وهن يغرقن في ثمالة الذكر. لا أدري كيف كان أجدادنا يرتدونمرة أخري تلك الأقنعة الصارمة في أصباح الجمعة والثلاثاء وبقية الأسبوع.
هذا الليل المهيب أظن له فضل تعلم فضيلة التأمل والأصغاء والتماهي مع الآخر، هذا الليل الحصاحيصاوي النابض من الروح إلي الروح كان مسامرة لطيفة أليفة لي وللمعرفة في كيفية الالتصاق بالبعيد من غير ان تكون هناك، وتلك أحد الشروط الأولية للكتابة، الوجود الإفتراضي في عمق حدث حالة ما، والتعبير عنه بصدق داخلي بعد تشجين اللحظة المفترعة منه وتحميلها طاقة اعلي من قدرتها بحيث تخرج من العادية اليومية إلي فضاء سحري مثقل بنداءات الأمس والغد والآتي وعمق الحاضر في ذات النسيج .
وهذا الليل الحصاحيصاوي ذو الايقاعات المهيبة المتعددة المتنافرة والمتناغمة هو من حفز مخيلتي للخلق، وأيضاًً هو من جعلني انحاز للقصيدة النثر ذات الإيقاعات المتعددة لكنها منظمومة من نسق يحكمه ايقاع داخلي يتوالد بتنوع المضمون والشكل والمعني.
وهذا الليل الحصاحيصاوي علمني في وقت مبكر وبدايات خطواتي في طريق الحروف التي اخترتها كي تكون صوتي المعبر عني، الذي أحاول باستمرار الامساك بخيوط طفولتي

ودهشتها امام العالم. دهشة طفل يستمع ويستمتع في كل ليلة لإيقاعات المدينة المختلطة التداخل. ولا ايقاع يمكن ان يعزف مرتين!! وإن تطابق عدد الضربات لنفس القارع، روح اللحظة المبدعة هي التي تنتج ذاك الفعل السحري في الروح والبدن، كم كنت محظوظاً بليلي، وبجدتي لأمي التي كانت تتدفق حكاياتها الشيقة كل مساء، وتؤدي بحرفية عالية الأداء، تمثيل كل شخوص حكاياتها، وكانت اول مسرح للمرأة الواحده أراه، شحذت مخيلتي بعوالمها السحرية، وربطها المعجز بين قوة السرد وجماليته وتجسيده علي ارض الواقع ليعالج قضاياه، وذاك النهج التعليمي الذي أورثنا خبرات حكمتها من غير إرشاد وعظي منفر، ربما منها تعلمت الفن للحياة قبل ان أتعرف لاحقاً تنظير فيلسوف علم الجمال أرنست فيشر في سِفره " ضرورة الفن". ومنها كانت مضغة البدايات.
* ماذا بعد تلك الطفولة الملهمة؟
ألم أقل لك بان الحصاحيصا يجب ان يطلق عليها عاصمة الوطن للتعدد والتنوع الثقافي، كنت التصق بالراديو كي أسمع الحلقات الدرامية لحمدنا عبد القادر، ومنه تعلمت مباشرة كيفية أًسطرة الواقع، حيث كان كل سكان المدينة يعلمون من اين تنبع تلك الحكايات التي تنتقل عبر المذياع لكل السودان بيتاً بيتاً، ايضا هناك فرقة المسرح بنادي السكه حديد، في ذاك الزمان يمثلون شكسبير وكبار الكتاب العالميين حتي احد أعضاء الفرقة صار اسمه "قيصر"، ولم ينسوا النكهة المحلية الحصاحيصاوية الخالصة من منولوجات عبد الجليل كالمدو وشوقي العوض، وحسن طه وغيرهم، آه. هل نسيت استاذي الأول المسرحي بابكر آدم "قريقر" اول من نبهني بأن اكتب الشعر أو للمسرح، عندما إلتقط ذلك من كراسات مادة الإنشاء، لا زلت اذكر تميزه في طريقة التدريس، لانه كان يستخدم كل تكنيك المسرح في الحركة والأداء الصوتي مما حبب إلينا مادتة بقدرته المبدعة في توصيلها. ثم بعد ذلك رابطة الحصاحيصا للآداب والفنون في تكوينها الأول والثاني، كم كانت تفتننى أشعار حسن مطر الغنائية وعابدين الطاهر حسن، وبالطبع من بعد عادل عبد الرحيم ,والأستاذ الشاعر محمد رملي وشقيقي عاكف اسماعيل وكل ابداعات جيلهم.
وعندما امتدت خطوتي الابداعية بإتجاه المركز، وجدت سيرة طيبة العبق مهددت الطريق بشكل سهل، وفي كل محفل ثقافي بالخرطوم عندما أقول انا من الحصاحيصا يأتي ذكر الأجلاء حمدنالله عبد القادر،هاشم كرار، عثمان عابدين، عبد المنعم رحمة الله،مصطفي سيدأحمد، ازهري محمد علي، سميه حسن، فاطمة السنوسى، الهادى جمعه جابر، فيصل وهاشم محمد صالح، محجوب بكري،د.كمال عبد القادر، وأبو بكر وزيري وآخرين جعلوا الأمر سهلاً بفتح نوافذ وابواب واسعة لي ولمن جاء من بعدي من أبناء مدينتنا الحبيبة.
*حدثنا عن منتدي الحصاحيصا الأدبي وأثره في حياتك الثقافية؟

أعتز وازهو امام كل العالمين بذاك الحراك الفاعل الذي خلقه منتدي الحصاحيصا الأدبي عبر الأصدقاء الشعراء المؤسسين أزهري محمد علي د. طلال دفع الله و معتصم محمد الطاهر وكنت أكمل ذاك المربع الذهبي، البصمة التي تركها علي امتداد المليون ميل بإنتاجه المميز عبر الطواف بالمدن والجامعات في كل الجهات، بتلك الروح المبدعة الخلاقة التي كانت تنظم سير عضويته، خارج الأطر السائدة والمستهلكة، وإبتكارية وسائل تواصله مع الآخرين في زمن شح النشر والحصار، درجنا علي نشر تلك المطبقات الصغيرة المكتوبة بالخطوط الحرة كنت في الغالب اصممها لهزيمة حالة المشافهة المهيمنة، إلي ان إلتقط القفاز التشكيلي إبراهيم عبد الله من رفاعة وصارت مطبقاتنا لها بصمة جمالية تخصها بريشته المدربة على الجمال. وأيضاً في تنظيم الأطر الإدارية البسيطة المستنبطة من ضرورة ونوعية النشاط، عمق العلاقة الأحترافية بين الشعراء بعيداً عن التنافس المدمر، بل كان هو تنافس لخلق الجمال، لذلك كانت الحصيلة بجانب الطواف بكثير من مدن السودان إصدار ديوان "وضاحة" للشاعر أزهري محمد علي وكل نصوص ديوانه عدا نص "وضاحة" كُتبت وتم تدقيقها من خلال المنتدي وتعلمنا منها الكثير عن سعة الحلم وإنتقال روح أزهري المبدعة إلي انفاس الآخرين، وأجمل أغنيات د. طلال دفع الله عبد العزيز للمبدع مصطفي سيد أحمد كُتبت في تلك الأزمنة، تم تداولها من خلال عضويته حتي اضحت من أجمل الأغنيات لـ د. طلال سليل أسرة تتنفس الشعر والغناء وكان د. طلال وسيط جيد لنقل تلك الروح لنا جميعاً،الشاعر معتصم محمد الطاهر بذهنه المتوقد في فترة وجيزة إستطاع إنجاز أجمل أشعاره التي ضمها ديوانه الأول "شباك حنين" ومجموعتي الشعرية الأولي" فخاخ.. وثمة أثر" كًتبت كلها خلال سنوات المنتدي، ستفدت بشكل كبير من ما كان متاحاً من نقد بناء لتجويد نصوص المجموعة. وقد كان شعارنا "النقد ليس فعل قدح او ذم إنما هو إثراء وتمديد لما هو منجز". ولاحقاً إنضمت أصوات ناضجة مثل القاص والكاتب عثمان عبدالله وآخرين.
* عفيف إسماعيل والأيدولوجيا ؟
نعم.. انطلق من رؤية ايدلوجية للعالم، من خلال عدسة الماركسية التي تغوص في عمق الأشياء، أري العالم، ووفق ذلك اخطط بدقة علي المستوي الواعي من بناء لنصي الشعري ليحمل بصمة هذا المسبار الذي اثق في دقة فحصه، وعلي مستوي بنية اللاوعي اخصبها باستمرار بمحاولة تلاشي المسافة بين الفكرة والفعل. في ظني دائماً النص الشعري مُودلج وان لم يكن صاحبه يقر أو يعلم بذلك ، طالما انه يفضح انتماءات صاحبه بما يطرحه ويمثله من الشرائح الاجتماعية المستهدفة ضمناً داخل محموله المضموني. لكن أهتم بالتنقية البلاغية والجمالية للمنتج وإبعادها من فخ التبويق والببغاوية ،لآن التجيش الإيدلوجي وحده لا يستطيع ان يخلق جملة شعرية.


*ماذا عن علاقات التشكيل في كتاباتك وسيمولوجيا الصفحة؟
اعتنى بالشكل الفني للنص الشعرى في معماريته وحركته مع سطوة سلطة البياض المطلقة علي الصفحة لكسر حدة هذا البياض الذي قد يلتهم ما عداه في أغلب الاحيان، واحاول ما امكن من خلال اقتراح اشكال بصرية للقراءة تنظيم العلاقة بين العين والتنفس بحيث تتحرك وفق علاقات محمول المفردة الدلالي، أولاً ثم الجملة الشعرية ثانياً، ثم النص الشعري ككل كامل، وهذه المحاولة لا تحدد استجابة القارئ بل تمهد ليسر الإستجابة . نص القرن الحادى العشرين شامل لكل الفنون واستفيد من كل خبراتي العملية والمعملية مع مختلف الفنون، مثل التشكيل، التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، والموسيقي لتنظيم هذا العلاقات..
*غربة المكان والزمان تسيطر علي جزء كبير من نصوصك، هل للأمر علاقة بوجودك خارج السودان ؟
ليس للأمر علاقة جغرافية، بل للامر علاقة بغربة الروح والمكان والوجود في حدوده الجبرية وليس الاختيارية، وللروح واقعيتها الفادحة في تلمس الأشياء واحتمالها ومن ثمة التعايش معها حتي تغيرها إلي الأفضل اذا استطاعت إلي ذلك سبيلا، عليها أولاً الإقرار بالمأزق الزمكانى والروحي وغربتهما. وهي موجودة أيضاً حتي في النصوص التي كُتبت داخل السودان، أظن إنها جزء من اكتئابات الغربات الوجودية أصلاً.
* في مجموعتك الشعرية الأخيرة" إنه طائرك" لأحظت كثافة كتابة نصوص لشخوص بعينها ومن بينهم بعض أصدقاءك؟
الأصدقاء هم ملح الروح، وعبق الذاكرة الذي لا ينضب، وزادي، وثروتي المهولة التي أحرص أن أضعها في خزانة القلب العامرة بهم. لفت إنتباهي بشكل أعمق غبريال غارسيل ماركيز في رسالته تلك وهو يودع أصدقاءه بعد أن اصيب بذاك المرض الخبيث حين قال: "احفظوا قربكم ممن يحبكم وتحبون، قولوا لهم همساً أنكم في حاجة إليهم، أحبوهم واهتموا بهم، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفونها، لن يتذكر أحد افكاركم المضمرة، فاطلبوا من الرب القوة والحكمة للتعبير عنها.. وبرهنوا لأصدقائكم وأحبائكم محبتكم لهم». لقد بدات هذا الشكل من الكتابات منذ مجموعتي الشعرية الأولي" فخاخ وثمة أثر" ، من خلال إهداء نص، وفخاً كاملاً
للصديق عبدالعزيز عبد الرحمن، وأوفا رشتين باخ، وصديقتي الصغري لويزا، ثم في المجموعات الأخري لشخوص درامية اتعشق سيرتها الصديقة، أو لشخوص مهمشة إجتماعياً لكن لها ثراء انساني نبيل يعرفها الجميع علي المستوي الإجتماعي بالمدينة، ومشابهة لشخوص موجودة في كل المدن والقري بالسودان، ربما سوف ياتي اليوم الذي سوف أكتب عن سيرتي


مع هؤلاء الشخوص بشكل أكثر تفصيلاً ومحبةً، فلا طاقة في الوجود أعظم وانبل من طاقة الحب. لذلك ما جاء في "إنه طائرك" وتلويحة من القلب لكل الذين أحبهم.
تكتب قصيدة الهايكو التي تجيد التعبير بها، هل تحدثنا عن إهتمامك الخاص بها؟
أحببت هذا النوع من الكتابة في تسميته النقدية الآتية من آسيا، وجلبها إلي دائرة الضوء الأمريكي عزراباوند، لتنتشر بعد ذلك في كل العالم. لكن استقي جذور ما اكتبه من هايكو ليس من أصوله الاسيوية فقط، بل من الأمثال والحكم الشعبية الافريقية والعربية، المقولات الصوفية، ومربعات "الدوبيت" في اقتصادها للغة وتكثيفها وإنجازها في دقة التعبير. ووجدت في الأرث السوداني العديد من الشعراء قد كتبوا الهايكو ابرزهم صلاح أحمد إبراهيم. ايضا الكتاب العراقيين الذين ابدعوا في ذلك مثل منعم الفقير وحسب الشيخ جعفر..آخرين.. ما يحببني في الهايكو بانه يجعل المستمع والقاري جزء أصيل من النص بحيث يحفز مخيلتة للتحرك في فضاءات حرة تخصها بعيداً عن سلطة كاتب النص.
* لعل من أهم المحطات في حياتك كانت القاهرة؟
لعلك تذكر يا صاحب في صبانا الباكر كنا نسميها معاً "بلد الجن والملائكة!" لفيض السحر القادم منها، وكانت أحد أمنيات العمر أن أعيش بها، وعندما حدث ذلك كنت أسعد الموجودين بها، نهلت من فيوضها الثقافية المتدفقة برغم قسوة إهتزازية ظرف وجودي بها، وقد أعطتني الكثير مثل طباعة مجموعتي الشعرية الثانية" رهان الصلصال" و مجموعتي الشعرية الثالثة" ممر إلي رائحة الخفاء" مجموعتي الشعرية الرابعة "إنه طائرك" بها.
وأسست بها منتدي شموس الثقافي السوداني بالقاهرة2001 مع مجموعة من الأصدقاء منهم: النذير السر، وليد الشويه ، الموسيقار عاصم الطيب، وماجد وعبد الفتاح عرمان، ونازك عبد الباقي وسمية قسم، وعبد المنعم الحاج وغيرهم، وصار المنتدي أحد الأصوات السودانية المسموعة في القاهرة عبر الليالي العديدة التي كنا نقيمها ،وقد خلقت تواصل وتلاقح وتجسر بين الثقافة المصرية والسودانية بل امتدت أكثر من ذلك للأفق العربي والافريقي الموجود بالقاهرة حيث إستضفنا من خلال منبر شموس اهم قامات الشعر العربى مثل الشاعر الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي، والشاعر العراقي منعم الفقير، ود. طارق الطيب، حسن بيومي وغيرهم، وعملنا في شكل تؤامة مع ورشة الزيتون الإبداعية التي يديرها الشاعر والناقد شعبان يوسف، وتعاونا مع العديد من وسائل الإعلام المصرية المختلفة.
بجانب نشاطي الثقافي وسط منظمات حقوق الإنسان أحياناً كمحرر واحيانا كمخطط ثقافي طوعي مثل: المؤسسة الأمريكية الأفريقية لمناهضة التعذيب مركز القاهرة لدرسات حقوق الإنسان، مركز النديم للتاهيل. وأهداني هذا المركز الأخير أعظم الصديقات، وهي د. عايده سيف الدولة، تلك المرأة التي تنتمي إلي الآتي بقوة، تهب جل وقتها لقضايا حقوق الإنسان

بجانب مهارتها وتفوقها فى مجالها التخصصى- الطب النفسي-، في تطبيب قروح الأروح المعذبة الناجية من أهوال التعذيب في السجون واهوال الحروب التي يتفنن حكام الوطن العربي والافارقة في صناعتها علي مدار اليوم.
كأنها تتقمص روح جدتها الأسطورية "إزيزس" تخلق من نثار رماد تلك الأرواح المعذبة نفوساً عفية تستطيع ممارسة الحياة مرة أخري بعيدا عن أوجاع رحلاتهم الكابوسية السابقة. كذلك فعلت معي و اسرتي، وهي من أهدتني ماتبقي لي من عمر بفعل معرفتها لخبايا النفس البشرية واعادتني سوياً من جديد وبعثت شموع روحي المنطفئة بصبرها المعجز شمعة شمعة لتضئ لي عثرات عتمات غدى. واكثر من ذلك عندما صدرت مجموعتي الشعرية" رهان الصلصال" قبل عام من مغادرتي للقاهرة، كانت متحمسة لها بشكل كبير، ذات يوم سألتها أن تساعدني في إيجاد من يترجم لي هذه المجموعة للغة الإنجليزية، وكنت أعلم جيداً صداقتها للعديد من المحاضرات المتخصصات في هذا المجال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.ففاجأتني بقولها بكل بساطة: أنا سوف اترجمه لك! يا لها من امرأة فعالة لما تريد!! وقد كان "رهان الصلصال" في النسخة الإنجليزية أحد المفاتيح السحرية لي لبداية حياة أدبية جديدة في لغة آخرى في أستراليا.
لعل أهم ما حدث لي بالقاهرة أو في حياتي إطلاقا،ً هو عملي كمحرر في مركز الدراسات السودان بالقاهرة، الذي يديره المفكر السوداني الكبير د.حيدر إبراهيم، برغم إنني إعمل في العمل الثقافي العام والإبداعي بشكل خاص منذ نعومة معرفتي، وكان التخطيط الثقافي أحد مهام العمل اليومي في مضمار عملي السياسي الحزبي، إلا أن تجربة في العمل مع مثقف موسوعي مثل الدكتور حيدر إبراهيم كان لها خبرات لا تكتسب إلا معه. عملي بجانبه شكل إضافة نوعية في حياتي الثقافية والعملية وطرائق التفكير، فللرجل تواضع العلماء والعارفين ويقدم لك معرفته في طبق من السهولة والاريحية والنِديّة والثقة المتبادلة والحوار الخلاق، له ذهن متوقد متحرر متسامح إلا مع أعداء الإنسانية والتجهيل والخرافة، يفعل ما يفكر به بسهولة ويسر علماني كمن إمتلك أسرار الكون كلها، كأنها أمامه علي خارطة الدنيا منذ بدايتها، ما أعظمه من رجل ينضح ويتنفس معرفة، جددت معه بعض يقينيات الحياة التي نرددها كأكشيهات ذهنية ثابتة، لكن قلة هم من يعلمون عمقها، مثل قيمة الوقت الحقيقية بانه أغلي ما نملك ولا يجب هدر أي ثانية في غير المشروع الحياتي للشخص المحدد، وقصر الحياة نفسها وإن طالت سنواتها، وكيفية صناعة الثقافة،و..و..و..و.. احتاج إلي صفحات عديدة لا يسعها هذا الحيز كي اتحدث عنه، وعن هذه التجربة المضئية المشرقة بكل ما هو إنساني ونبيل، هذا الكورس الفكري المعرفي المكثف مع د. حيدر إبراهيم أفادني في خطوتي ما بعد القاهرة.
*وتلك الخطوة كانت إلي استراليا وخطوة نحو العالمية؟

استراليا متعددة الثقافات منذ وجودها بسكانها الاصليين وقبائلهم الكثيرة، وهم يشبهوننا كثيراً في لون البشرة وبعض الملامح ، تحديداً القبائل النوبية في شمال السودان، يتحدثون ما يقارب 700 لغة قبل ان يطمس كل ذلك من قبل الغزاة البيض، ومحاولة كتابة تاريخ جديد لاستراليا، يبدأ من تاريخ دخولهم قبل قرنين من الزمان، كما فعل اغلب المستعمرين في العالم. لكن هناك الرواة الشعبيين حفظوا الكثير من ذلك التراث المجيد، وبعض الاحفورات علي الصخور التي لم يتم هدمها أو طمسها بعد. لذلك كان إختياري لها كتربة خصبة أمدد جذورى فيها فأنا في الأصل إنسان وشرعية الوجود في هذا الكوكب أعطتني أن أكون مواطناً لكل العالم، إينما وطأت قدمي في هذه البسيطة هي أرضي وعلي أن اترك بذرتي فيها، تلك البذرة المخصبة بطمي النيل الأزرق وأرث حضارة تمتد لقرون أعتبر نفسي دائما سفيراً لها من خلال ما أكتب، لذلك منذ وصولى إليها كما أسلفت من تلك الدروس المكثفة من د. حيدر إبراهيم كانت خطواتي القادمة أمامي واضحة أكثر من ماسة براقة تحت الشمس، لذا لم اجد صعوبة في الإندماج في المجتمع الجديد، فالمتشابهون في الأرض يلتقون في الأحلام والطموحات وإن إختلفت اللغات، وأنا كائن سريع الإندماج قادر دائماً علي فتح الجسور مع الآخر، لأنني أؤمن بأن جنسيتي إنسان والعالم وطني الكبير، لذلك قابلت مجموعة طيبة من المبدعين والمثقفيين الاستراليين مثل الشاعر بيتر جيفريPeter Jeffrey الحائز علي وسام جائزة الدولة في التعدد الثقافي، والشاعرة وعازفة الباينو شيلا جوسب ب. وجنولSheila Jessop B-Wignall، والبروفسر دينس هسيكلDennis Haskell أستاذ الأدب بجامعة غرب استراليا،ودون وجنولDon Wignall
، ود. رودرك بتيRoderic Pitty، الشاعرة والمسرحية فيفيان جلانصVivienne Glance وبمعرفتي بهم، منهم تناسلت شبكة العلاقات مثل شجرة اللبلاب لتتمدد في كل المشاركات في أغلب ولايات أستراليا عبر المنتديات والمهرجانات وورش العمل المختلفة.
أيضا أسست أحد احلامي منظمة أجنحة Wings للتجسير وتنمية الثقافات، كجسر بين الثقافة الأسترالية، والثقافة الأفروعربية.
* حدثنا عن جائزة كيت دنتونKit Denton Fellowship” ؟
جائزة كيت دينتون جائزة سنوية تمنح للادب المرتبط بالأداء، يتم منح الجائزة خلال احتفالية نقابة الكتاب الاستراليين السنوية بسدني ، والجائزة تخليداً لذكري الكاتب الذي تحمل اسمه، وله بصمات واضحة في الادب الاسترالي، ويرعاها ابنه مقدم التلفزيون الشهير اندرو دينتونAndrew Denton، وهي عبارة عن التفرغ لمدة عام لإنجاز المشروع المحدد الذي يفترض اصلاً ان تكون هناك جهة ما تهتم بإنتاجه.



لقد تم ترشيحي لهذا الجائزة التي ضمت أكثر من ثمانين كاتباً بثلاثة اعمال مسرحية، الاولي مسرحية "إبن الشمس" وهي لمسرح الطفل، سوف تقوم شركة "باركن جيكو"” Barking Gecko” بإنتاجها في عام 2010 ضمن موسمها المسرحي و" المتاهة" وهي مسرح المرأة الواحدة، المخرجة والممثلة فيفيان جلانس لديها ايضاً رغبة اخراجها، وترجمة مسرحية قديمة كانت قد كُتبت في السودان في اوائل تسعينات القرن الماضي اسمها" أموات أو اكفان". ووصلت في التنافس فيها إلي القائمة الأخيرة التي كانت تضم ست كتاب، وفاز بها الكاتب إيان ديفيذ. قطعاً مثل هذا المشاركات الجادة هي خطوة واسعة نحو التجسير الثقافي بين الشعوب لأنني كنت المرشح الوحيد من اصول غير إنجلوساكسونية.وكنت سعيداً في حفل إعلان الجائزة بسدني برفقة الأصدقاء إبن المدينة الفنان النذير السر وأبن المدينة بالتبني وليد الشويه باننا كنا الأفارقة الوحيدون بتلك الصالة العامرة بالأجناس.
*وماذاعن جائزة الكتابة المسرحية عام 2008؟
منحة منظمة الكتابة المسرحية الأسترالية جائزة (ANPC) وتمت منحي هذه المنحة القومية بناء علي المشاركة الفاعلة في ورشة تطوير الكتابة المسرحية بكانبرا في يوليو2008 وقد تنافسنا عليها ست كتاب مسرحيين، وهي تساهم وتدعم الكاتب في التفرغ للكتابة.
*وماذاعن مشاركتك في مهرجان القاهرة الدولي للكتاب للعام2008؟
كنت ممثلاً لأستراليا عبر منحة السفر التي تقدمها وزارة الثقافة بغرب استراليا، ويتنافس عليها العديد من الكتاب للمشاركة الخارجية باسم استراليا، وكانت المنحة بغرض المشاركة في حفل إطلاق مجموعتي الشعرية الرابعة "إنه طائرك" من خلال فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للكتاب يناير 2008.من خلال دار الحضارة للنشر، وورشة الزيتون الإبداعية، ولعل الاسباب الأسياسية التي بموجبها فزت بتلك المنحة هي فعالية المشاركات الداخلية علي المستوي القومي لاستراليا في مجال التعدد الثقافي، وبفضل تلك المنحة شملت الجولة كل من السودان وقطر بجانب مصر.
*ماذا أضافت ترجمة اعمالك إلي لغات أخري؟
التحقق في لغات أخري يضيف الكثير لتجربتي، سعدت بإنعتاق نصوصي من أسر اللغة الواحدة ووصاياها، وسفرها وحدها لقارئ آخر شبه مجهول بالنسبة لي، بجهود مقدرة من الشاعرة للي جانLily Chan عندما ترجمت بعض أعمالي إلي للغة اليابانية، و د. إشراقة مصطفي بعض أعمالي إلي اللغة الالمانية، وكل من د. عايدة سيف الدولة، ود. إيمان احمد إسماعيل، ومعتصم

محمد الطاهر، ونازك عبد الباقي للغة الإنجليزية. بجانب ورشة التخليق الإبتداعيTrans-creation المستمرة مع فيفيان جلانس، ومن قبل مع الشاعرة الراحلة شيلا جوسب ب. وجنول. ساعدت هذه الترجمات في تواصلي مع قطاع أكبر من محبي الشعر والمسرح في استراليا بشكل خاص بتكوينتها الاثنية المتنوعة. وعبر وسيط الترجمة أظن بدأ يتحقق لي بعض خطوات ما أفكر به دائماً من هموم التجسير الثقافي بين الشعوب.
* والإنتماء لبلدين،السودان/استراليا! لغتين عربي/إنجليزي، مدينتي الحصاحيصا/ بيرث! ألا يشكل لك هذا التنازع؟ في الهوية بعض ارق؟! وما اثر كل ذلك علي كتاباتك؟
قال الشاعر الداغستاني العظيم رسول حمزاتوف ذات مرة:
"لاشيء في هذه الحروب يستحق الموت
سوى امراة جميلة
ووطن حنون
اما باقي النزاعات فهي صراعات بين الديكة".
أعتز بان الصدفة البيولوجية اختارت لي من دون كل البلاد الواسعة تلك المدينة التي تتكئ بدعة علي أحدي منحنيات النيل الأزرق، فالحصاحيصا غرفتي الصغري الخاصة والمفضلة علي غيرها، والسودان بيتي الكبير يسكن قلبي وأسكنه والعالم كله وبكل رحابته وطني.
مواثيق حقوق الإنسان الدولية تعطي حق التنقل في هذه البسيطة بلا شروط سوء حق الاختيار الواعي بما تريد، وبما يترتب عليه هذا الإختيار من حقوق وواجبات. لذلك أنا مواطن لهذا العالم الذي يحترم الإنسان ويكرمه. فكلنا في الأصل لنا حق شرعية الميلاد في هذا العالم، يعني بأننا سكان اصليون لكل العالم بعيداً عن التقسيم السياسي للحدود الجغرافية.
التعدد اللغوي والجغرافي هو مصدر غني وثراء بما يحمله من تلاقح وتجسير للعلاقات اختبار للثوابت، وتحقق بديهيات كانت صعبة المنال في مكان آخر. أنتمي بشدة لفكرة الإندماجIntegration بشروط علاقاته التباديلة وليس بنفي الآخر، وهذا ما


تتيحه لي أستراليا الآن بشكل عملي، أحاول بإستمرار ترجمة مفهوم الهوية الإنسانية علي مختبر التنفيذ اليومي.
*رسالة ثقافية للوزير إبن الحصاحيصا أنور محمد أحمد الحاج؟
أولاً التهنئة لك يا انور بهذا المنصب المستحق وزارة الحكم المحلي والخدمه المدنيه، أعلم خيالك العلمي المؤسس والمبدع في قراءة الواقع وإستنباط الحلول وترتيب الأوليات ضد السائد،أعلم إنك تري الان والحاضر والمستقبل القريب والبعيد في رحم الحلم بعيني زرقاء يمامة لا تتوهم التغيير، أعلم نبض الفنون في دمك كتلك الأنفاس التي كنت تتقاسمها مع مصطفي سيد احمد تحت سقف واحد،تعلم جيدا تلك المقولة اليونانية الخالدة " أعطني مسرحاً أعطيك أمة"
اعطي الحصاحيصا مسرحاً، وسوف تتمازج فيه ثقافات السودان المهمش في عاصمة التعدد الثقافي، وسوف يعزف المبدعون فيه سمفونية السودان الجديد وسوف يكون عنواناً حضارياً وتربيوياً وثقافياً ومعلماً لا يفني بتقادم الأزمان، بل يتعتق ويصير جزء من تاريخ المدينة.
اعطي الحصاحيصا مسرحاً لتبدأ صفحة جديدة للفنون.
اعطي الحصاحيصا مسرحاً لتبدأ صفحة جديدة في السياسة السودانية تهتم بتنمية الانسان من داخله تهتم بغذاء الروح قبل المعدة،ً في حقه الأصيل في أن يكون له متنفس وسط همومه النازفة، فالمسرح هو رئة ثالثة لكل الناس وسط آفة التصحر الثقافي، و هيمنة ثقافة البعد الواحد وحيدة القرن منذ الاستقلال.
اعطي الحصاحيصا مسرحاً تاريخاً جديداً سوف يبدأ في المدينة.
اعطي الحصاحيصا مسرحاً حتي لا يكون حالنا كقول الماغوط:
"وقد دخلنا القرن الحادي والعشرين
لكن
كما تدخل الذبابة غرفة الملك"
* ماذا تبقي من ذكريات مهرجان الوفاء الأولي للمبدع مصطفي سيد احمد في الحصاحيصا مايو1996؟
تجلت عظمت أهل الحصاحيصا في تنظيم ذلك المهرجان الكبير للوفاء لاحد من اعظم مبدعي القرن العشرين في السودان، في ذلك الظرف السياسي والاقتصادي الخانق، تنادي كل اهل الحصاحيصا كيف يقدموا رسالة حبهم للمبدع مصطفي سيد احمد، لتتردد أصداؤها في كل جهات السودان، كانت أكبر تظاهرة ثقافية في تاريخ المدينة إطلاقاً، حيث امتلأ استاد الحصاحيصا بتلك الحشود على سعته، حيث بدا حجيح محبي ومعجبي وأصدقاء الراحل من قبل يوم من الاحتفال، وكانت ظاهرة نادرة في يوم الاحتفالية عندما كانت تتوقف كل البصات

السفرية القادمة الخرطوم لتفرغ أغلب ركابها في الحصاحيصا، وكذلك الآتية من سنار بورسودان والقضارف والابيض، ومن عطبره، وشندي، ودنقلا ايضا، الأسماء تضج بالذاكرة من أبناء المدينة أولها ياسر عراقي بصمته الدؤوب، وازهري علي عيسي بخبرته الطويلة في العمل العام، والاستاذ مدني العرضي المحامي بحماسه المعدي، وأزهري محمد علي المشتت في الجهات مثل بذار البشارة، ود. سلام محجوب قوليب ، ومدثر الجاهوري، وطلال عثمان بالوانه ومعه مجموعة ورشة التشكلييين خالد عباس، عبد العزيزحامد، حسين،راشد ضرار وغيرهم، وشبيبة الحصاحيصا متمثلة في جمال عبد الرحمن،والطيب ساتي ومعز حبيب الله، وحافظ ابراهيم، وهيثم السر وجيلهم الذي إنتبهنا فجأة لتلك الدماء الشابة الواعدة بخير كثير للمدينة، وفائزة السيد، وفاطمه الزين، نجوي مجذوب البحاري، ونازك عبد الباقي، فتحية عبد الفضيل، سناء فاروق وراق كما نعرفهن كن في الطليعة.
ومحمد مبارك حمزه بكرمه الفياض ودعمه اللامحدود، ومحمد عثمان ابشر "تورو" والفاتح يوسف حسن وعذوبة فرات الضيافة، والفاتح والصادق سنهوري اهدوا بيوت المدينة تذكار من تلك المناسبة العظيمة كرت الدعوة الجميل المعلق حتي الان علي جدران بيوت المدينة، الذي صممه الشاعر الصادق الرضي بخطوطه الجميلة، وتلاحم أهل الحصاحيصا في بذلهم مالهم ومنازلهم لتلك الجموع.
لن أنسى الجندي المجهول الذي لا يعلم أحد عن دوره العظيم في هذا المهرجان أبن الحصاحيصا مالك جعفر الذي يقيم بالعاصمة، سخر عربته لإجراء الاتصالات الضرورية التي بها نجح المهرجان، يا له من رجل مهذب خلوق دائم الإبتسام في تلك الرحلات الماكوكية التي كانت تحتاج إلي أكثر من اسبوعين لاجرائها بفضله تم إختصارها في يومين!! وكان يرافقني فيها وابن المدينة الموسيقار الهادي جمعه جابر رئيس جمعية أصدقاء المبدع مصطفي سيد أحمد في ذاك الوقت، والشاعر المميز عاطف خيري ونادر النذير ومعنا الحادي ياسر علي الذي كان يحفظ تعاريج الأمكنة وهو يشير لمالك جعفر بأقصر الطرق، إلي الحتانة لدعوة أبوعركي البخيت وعفاف الصادق، ثم بانت لمقابلة هاشم صديق ثم إلي أمبده لدعوة الدوش، والفتيحاب لدعوة قاسم ابو زيد، ثم اتحاد الفنانين لدعوة عبد القادر سالم، ثم إلي السجانة لدعوة عبد الرحمن حضرة وابنته وفرقة مصطفي سيد احمد، إلي معهد الموسيقي لمقابلة فرقة الجمام وجماعة شوف وحافظ عبد الرحمن. ثم الى الخرطوم لدعوة حنان النيل وساورا، ثم إلي الثورات لدعوة شاعر الشعب محجوب شريف الذي كان محظور من الخروج من دائرة العاصمة القومية، ومحدد الإقامة الجبرية بها، فارسل معنا زوجته الفاضله أميرة الجزولي، بنتيه مريم ومي، والأخيرة استطاعت ان تكون درة المهرجان بإنتزاعها ذلك الأعتراف من محافظ


الحصاحيصا" حين قال جملته المشهورة: "مهما اُعطينا من قوة وجبروت لن نستطيع ان نقهر هذا الجيل ، وهذا الشبل"مي" من ذاك الأسد محجوب شريف" .
اذكر يا صاحب مثلثنا المتساوي الأضلاع في تنظيم العمل بينك وياسر عراقي وبيني في متابعة المتابعة وتنسيق التنسيق، برغم المهام الأخري ،ورهق تلك الأيام التي تحولت بعد النجاح المذهل للمهرجان لأجمل الذكريات ، وأسماء كثير تضج بالذاكرة كان لها الفضل في إنجاح تلك التظاهرة التي سوف تبقي خالدة إلي أبد الأبدين في ذاكرة شهرذاد المدينة خلود مبدعها مصطفي سيد احمد فله الفضل الأول الأخير في ذاك النجاح الباهر، وظلنا الوريف ضد خيابات الحنين، والاكتئابات السياسية، ومحرضنا جميعاً علي الفعل الجاد والمثمر، و يعلمناالأمل والثورة، حين صرخ بأغنيته تلك لسميح القاسم:
بعض الغناء صرخة لا تطرب
فاذا استفزكم غناي فأغضبوا..
كأن الحصاحيصا وأهلها ارادوا إكمال بقية النص الشعري المجتزأ منه هذه الإنشودة لشاعر المقاومة الفلسطينة:
"يا منشئين علي خرائب منزلي تحت الخرائب نقمة تتقلب
إن كان جذعي للفؤوس ضحية جذري إله في الثرى يتأهب
هذا أنا عريان إلا من غد ارتاح في افيائه أو اصلب
لأجل عينيه وأعين اخوتي ارتاح في افيائه أو اصلب
امشي واعطي الدرب ما يتطلب
هذا أنا اسرجت كل متاعي ودمي على كفي..يغني..فاشربوا"
***
له الوفاء
بقدر عطاءه الثر
له الخلود، ولنا الغناء الجميل وإكمال خطوات دربه. والثقة التامة في الشعب السوداني الذي يعرف خيرة إبناءه ويكرمهم دائماً.
فله الخلود الأسطورى..
فسوف تحدث شهرذاد المدينة ذات يوم ما عن المبدع مصطفي سيد تقول قبل ان يدركها الصباح:
وجدان هذه الأمة السوداناوية سوف يبقي، اذا حافظنا علي بذار وزاد تماسكه، وهم مبدعون الوطن من كافة جهاته.
هم بذار الغد لوطن متعافي، خالٍ من كافة آفات الدمار والفتنة والعصبية.


*ماذا تبقي من ذكريات مهرجان تكريمك في الحصاحيصا بواسطة مؤسسة الشبيبة التربوية2008؟
الحصاحيصا دائماً هي رائدة الجديد،" تكريم المبدع حياً قطعاً أفضل من تكريمه ميتاً" تلك خطوة لم أتوقعها مطلقاً فطوال عملى الثقافي في الحصاحيصا وغيرها من المدن، إنما كنت أقوم بواجبي في النهضة والتنوير المعرفي وفق وسيلتي ككاتب، لم أكن أنتظر أو اتوقع تلك القلادة الموشومة بالحب ودفء الاصدقاء وكل أهل الحصاحيصا.
في ليلة التكريم احتشدت نفسي بمشاعر مختلطة ومضطربة جعلتنى انسي انني المحتفي به، وأشارك في الليلة بصفتي شاعر في مهرجان ثقافي تقيمه المدينة، ولم أشكر اهل الحصاحيصا علي هذه المودة العامرة، أو الزملاء الأجلاء في أتحاد الكتاب السوداني بالجزيزة الذين توجوا عمري بحضورهم،علي راسهم صديقي القاص محمد عز الدين، والقاص أحمد الفضل،ومبارك الصادق وجابر حسين،والاستاذه هنادي فضل، واخرين، والمبدعون، والشعراء ازهري محمد علي ومحمد طه القدال والفاضلابي عماد حسن إسماعيل. الفنانون د. ياسمين إبراهيم، الموسيقار ربيع عبد الماجد، وعلي الزين، عاطف انيس ،وعلاء الدين سنهوري، ورفيقي في جماعة الجمام المسرحية عبد المنعم محجوب، والاصدقاء الذين جاءوا من مختلف المدن أخص بالذكر والشكر الأخت نجوي مصطفي وياسر علي، والتشكيلي عبد المنعم حسن، والصحفيين مامون التلب،و الزبير سعيد، والصديقين جلال الجميل ووليد الشويه لتلك الرفقة الممتده بطول الوطن والآن بعرض استراليا.لم اشكر التشكيليين عبد العزيز حامد وطلال عثمان علي جهدهما البديع، أو وليد العشي وعماد بندي اللذان بذلا لي مكتبيهما طيلة وجودي للتحضير للمهرجان، فاتني ان اشكر رفيقي الذي كنت اتمناه موجوداً بعد جهده الكبير في التحضير حسن وراق، الذي غيبه مرض شقيقه أستاذ الأجيال فاروق وراق،وبعد المهرجان عبر مكالمات طويلة ظل حسن وراق يحثني للكتابة عن المهرجان. وشكري للفرقة الموسيقية الحصاحيصاوية التي رافقت د. ياسمين إبراهيم في رائعة الفنان الخالد إبن المدينة عبد المنعم حسيب. ولم أشكر د. حيدر ابراهيم مدير مركز الدراسات السودانية الذي فتح مكتبه بالمركز لنا بغير شروط.
ألم أقل لك بأنني نسيت في غمرة ذاك الفرح الخارق إنني المحتفي به، ولم أقل شكراً حتي لاسرتي بمؤسسة الشبيبة التربوية!! نسيت في غمرة ذلك ان اقول لهم طوال ساعات المهرجان كنت أتلو سراً أغنية لويس ارمسترونجLouis Armstrong الخالدة" ما اجمل هذا العالم" ذاك المقطع البديع الذي يقول:
ألوان قوس قزح خلابة في السماء
وايضا في وجوه المارة
أري اصدقاء يشدون ايدي بعضهم البعض
ويقولون كيف الحال؟
كيف الحال؟
لكنهم في الحقيقة يقولون
نحبك،
نحبك!
***
وذلك كان ذلك لسان حالى يقول للجموع المحتشدة همساً: أحبكم بلا حدود.. بلا حدود.
وثمالة تلك اللحظات سوف تتعتعني ماتبقي من عمري. فهل تكفي كلمة شكراً أصيلاً.
*حدثنا عن آخر مشاركاتك الثقافية؟
ضمن مهرجان مدينة بيرث الثقافي العالمي السنوي ومن خلال إحتفالية مهرجان كُتاب غرب استراليا داخله، شاركت في ختام فبرائر الماضي كمتحدث رئيسي بجانب الشاعرين آلف تيلرAlf Taylor من السكان الأصليين لإستراليا، والكاتب المعروف مارك تريدنكMark Tredinnick في أحد أمسيات الإحتفالية حول مفهوم الوطن كمكان جغرافي، وأثره علي كتابة الشاعر. لعل اجمل ما دار بها كانت بدايتها حيث حيت الشاعرة والمسرحية فيفيان جلانس مديرة الجلسة الرواي السوداني الراحل الطيب صالح، وقالت إنه فقد عظيم للسودان والعالم، وسوف تكون جلستنا من مهرجان الكتاب هذا اليوم علي شرفه. كنت قد أهديت فيفيان في العام الماضي نسخة مترجمة من موسم الهجرة للشمال.
* هل هناك أي إصدارات أو مشاركات مستقبلية؟
جدول أعمالي لسنة 2009 عامر بالعديد المشاركات المختلفة منها، حالياً وحتي بداية شهر مارس أعمل مع المخرجة ليتيشاLeticia في أخراج مسرحيتهاHoods لشركة باركن جيكو، التي سوف تعرض مناول مارس .
في شهر مارس هناك مهرجان في ALL SAINTS’ COLLEGE أشارك في ثلاثة ورش عمل، وهناك مشاركة في8 مارس يوم المرأة العالمي، والتظاهرة العالمية" اعشق الشعر، وأكره العنصرية" التي اجتراحتها مجموعة شعراء ايرلندا وننظمها في منظمة أجنحة Wings للتجسير وتنمية الثقافات سنوياً كل ابريل بالتضامن معهم.
أيضا مع شركة باركنج جيكو"” Barking Gecko سوف نبدا الورشة التحضيرية الأولي لمسرحيتي ثلاثة أيام "إبن الشمس" برفقة المصمم، الموسيقار عاصم الطيب قرشي الذي سوف يعد المؤثرات الموسيقية والصوتية لها، ، بجانب المشاركة في مهرجان مدينة أدليد المسرحي مايو لمدة اسبوعين ، وذلك ضمن البرنامج التدريبي لدراستي الأكاديمية الحالية في التخطيط

الثقافي".أيضاً هناك مهرجان Moora في شهر يونيو، ثم مهرجان الربيع الشعري واسبوع الشعر القومي في بدايات سبتمبر شهر المهرجانات.في نفس الشهر هناك دعوة مهرجان مدينة ميلبورن في شرق استراليا للمشاركة في مهرجان Overload Poetry Festival,وللمشاركة الشعرية، بجانب ورشة إبداعية عن التخليق الإبتداعيTrans-creation برفقة الشاعرة فيفيان جلانسVivienne Glance وسوف يتم إطلاق مجموعتي الشعرية "طيور يتيمة" عربي-انجليزي من خلال فعاليات المهرجان،أيضا في خواتم نفس الشهر المحاضرة السنوية" حول رحلة تجربتي" التي اقدمها لطلاب كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة غرب استراليا بأشراف د. رودرك بيتي Roderic Pitty. في اكتوبر هناك ورشة عمل حول "التخليق الإبتداعي" Trans-creationسوف اقدمها برفقة الشاعرة فيفيان جلانسVivienne Glance ،التي ينظمها اتحاد كتاب غرب استرالياFAWWA وفي اواخر نوفمبر سوف تبدا البروفة الإعدادية لمسرحية "إبن الشمس" مع شركة باكنج جيكو Barking Gecko لمدة شهر حسب التعاقد معهم لكتابة هذه المسرحية تنص شروط العقد علي حضور جميع البروفات لإجراء أى تغييرات طارئة قد تظهر عندما يصبح النص المسرحي في مختبر الأداء المسرحي. بجانب القراءات الشهرية في الأمسيات الشعرية الراتبة مثل اليوم العالمي لحقوق الإنسان في ديسمبر.
بجانب الورشة الأسبوعية المستمرة للتخليق الإبتداعي Trans-creation لأعمالي الشعرية والمسرحية" مع الشاعرة والمسرحية الشاعرة فيفيان جلانسVivienne Glance، وسوف نكمل في شهر مايو القادم كتاب شعري بعنوان" يا امي.. هذا العالم يكذب علينا".
بجانب ذلك قدمت لدار نشر فرمانتلFremantle Press المجموعةالشعرية " طيور يتيمة" أحد خلاصات ورشة العمل المستمرة في "التخليق الإبتداعي" في العام الماضي.
واعد لنشر مسرحية "إبن الشمس" بالعربي والانجليزي في كتاب واحد في ختام هذا العام ليتزامن أطلاق الكتاب مع عرضها علي خشبة المسرح في أوائل العام 2010.
أومن بما قاله المهاتما غاندي" أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة". وها انا الآن قد عبرت نصف خطوتي الأولي التي بداتها في مدينتي الحصاحيصا.
هل هناك ما تود أن تضيفه لهذه المسامرة الأليفة:
اسعدني جدا أن أتسامر معك يا بابكر كما في الزمان القديم الممتد منذ طفولتنا معاً، والشكر لهذه الشبكة العنكبوتية الاكترونية التي قربت المسافات في هذه القرية الصغيرة المتعولمة التي تسمي العالم، ولكل أسرة صحيفة الحصاحيصا وأهلها
كل الود.
فبرائر 2009 بيرث



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهور ذابلة
- إندماج أم إقصاء؟!
- مبادرة -برانا- الثقافية
- نورس حط على القلب
- المتشظي
- عازف البيانو الأعمي في ميدان فورست او ظل بلا اثر
- الشاعر المصري حلمي سالم.. وفقهاء الظلام
- نافذةٌ لا تُغري الشمس
- وتبقي طفلة العصافير الموسمية
- بيكاسو ماقبل وبعد الجرنيكا
- الوان
- عودة
- قبعات غير مناسبة
- نصوص
- الموسيقار عاصم الطيب قرشي في مهرجان ميلا بالنرويج
- رتقُ الهواء
- خيوط بين الأشياء
- ساورا- إنداكوا
- 000الرقم:
- الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - مسامرة حوارية- جريدة الحصاحيصا