أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - سوريا ليست مستعدةً بعد لأحمد عائشة















المزيد.....

سوريا ليست مستعدةً بعد لأحمد عائشة


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 803 - 2004 / 4 / 13 - 09:17
المحور: الادب والفن
    


1- مَن هو أحمد عائشة؟
ـــــــــــــ
عرفته في نهاية الثمانينات، شاباً في العشرين من عمره، ذا بشرةٍ فخاريةٍ وعينين خضراوين واعتدادٍ زائدٍ بالنفس. كان يدرس في جامعة اللاذقية، لا أدري ماذا، ولم أسأله يوماً. وكان لدي مكتبةٌ صغيرةٌ مختصةٌ بالموسيقى والشعر والسينما والفن وكل شيء! يتردد عليها، ليبتاع دون ترددٍ أشرطة الموسيقى الغربية التي أنصحه بها، ( بحجة شراء الأشرطة والكتب كنت آتي لسماع حديثك. كتب لي في إحدى رسائله ) ويظهر اهتماماً بالفن عموماً، وبالرسم خصوصاً. لم يرني حينها أياً من رسومه، لكنه في كل زيارةٍ كان لديه قضيةٌ فنيةٌ يناقشني حولها، انطلاقاُ من أفكارٍ غالباً ما كانت خاصةً وغامضةً ومعقدة! غادر أحمد عائشة اللاذقية قبل أن ينهي دراسته، غادرها بدون توديعي، هرباً من أناسٍ كانوا يلاحقونه بسبب قريبة لهم، عرفوا بأنها تزوره في غرفته. تاركاً في تلك الغرفة، كلَّ شيء، ثيابه وكتبه ورسومه وأشرطة الموسيقى!
عاد أحمد إلى حلب، مدينته، حيث قضى فترةً لا يدرس ولا يعمل، فقط يحيا على حساب سيدة فاضلة! أدى تورطه معها في علاقة غير عاطفية إلى الهرب مرةً أخرى، ليس من حلب فحسب، بل من البلد كله.
بعد هذا غاب عني سنوات. ليعود على شكل بطاقات كثيرة، كان يرسلها من أماكن متفرقة، وفي فترات متباعدة، لكنها وصلتني كلها تقريباً في بقجة واحدة! بطاقات لا تظهر بها شوارع أو أبنيةٌ أو تماثيل، ولا حتى مناظر طبيعية، بل أشخاص، رجالٌٌ ونساءٌ مرسومون بخطوطٍ بسيطةٍ وأحياناً بألوانٍ مائية، ملتفحون لا تظهر سوى عيونهم، ثم رجالٌ أفارقةٌ شبه عراة، يحملون رماحاً وأقواساً وعلى أكتافهم جعب أسهم! مرفقاً معها أخباراً مختصرةً عن سفره إلى ليبيا ومصر ثم إلى السودان حيث تنقل من شماله النوبي المسلم إلى جنوبه المسيحي والوثني. ولكنه حطَّ أخيراً في جزيرة قبرص سنة 1990.
في قبرص، بضربة حظٍ لا تصدق، ربما ساعدته فيها وسامته، تعرف على الرسام الإنكليزي الهام ( غلين هيوز ) وصار أحد العاملين معه في ورشته الفنية، ليس أحد العاملين بل أكثر رسامٍ شابٍ واعدٍ مقربٍ من هيوز، فقد استطاع أحمد أن يبهر الجميع، وخاصةً معلمه بقدرته على استيعاب أساليب كلِّ من كاندنسكي وموندريان ومالفيتش وهيوز نفسه.. الذاهبة بعيداً في التجريد، ودمجها مع التشخيصات التي نقلها من اسكتشات بأقلام رصاص وشمع، كتلك التي كان يرسلها لي، رسمها خلال رحلته الافريقية. لتظهر في لوحاته عناصر غريبة عن المحيط القبرصي الأرثوذكسي من جهته اليونانية، والغربي المتحررمن جهته الانكليزية، مما جعل لوحته تتمايز عن اللوحات المعروفة والدارجة في الجزيرة، بتنوع أساليبها وغنى عناصرها.وخلال زمن قياسي، بغض النظر عن سنه وعن هويته، أعتبر أحمد أحد فناني الصف الأول في قبرص، مشاركاً في التظاهرات التشكيلية بجانب غلين هيوز وجون كوفرج وثيو دولوس وفيوانا استانبوري.. أهم الأسماء الفنية في قبرص، مسعراً السنتيمتر المربع من مساحة لوحاته بذات سعر السنتيمتر المربع من لوحاتهم.
من نيكوسيا، لم ينقطع أحمد عن إرسال طرودٍ كبيرةٍ خشبيةٍ تحتوي لوحات له، أحتفظت بأفضلها ووزعت الباقي على أصدقائي، وطرودٍ صغيرةٍ تحتوي إضافةً للكتب وأنابيب الألوان الزيتية، صوراً له ولأعماله ورسائل يتحدث فيها عن حياته هناك، وعن تجاربه الفنية الفردية والمشتركة، وهذه المرة بتفاصيل دقيقةٍ ومحددةٍ عن أنواع الألوان والقماش والتأسيس للوحة، وعن مفاهيم ما بعد الحداثة في الفن، الأمر الذي أشعرني، أن، ما أقوم به أنا، وربما مجمل التجربة التشكيلية السورية، ما زال خاضعاً لأفكار ومدارس ما قبل منتصف القرن العشرين في الفن، أي لأفكارٍ صار عمرها أكثر من خمسة عقودٍ في عالمٍ جديدٍ سريع التغيرات كما لم يكن يوماً! يتبدل ويختلف وكأنه لا يعود هو هو كلَّ عقدٍ من السنين بل كلَّ سنة، فما بالك بنصف قرن. هذه الفكرة التي لا يفتأ أحمد يكررها وهو يقارن بين رسمه والرسم الجديد الذي اطلع عليه في قبرص وأوروبا، وبين تجارب الفنانين السوريين والعرب الذين كنت أرسل له من حين لآخر صوراً عن لوحاتهم وبعض براشورات معارضهم.
سنة /1995/ تزوج أحمد عائشة في كنيسة بنيقوسيا باسم ( أنطوني آيشا ) امرأةً قبرصية، زواجاً مسيحياً أرثودكسياً، قدمت له هذه المرأة التي تحمل شهادة الهندسة وتعمل بها، منزلاً كاملاً، وعائلة بجد وجدة وأخوال وخالات، ومرسماً خاصاً، وجهاز كومبيوتر موصولاً بالانترنيت ليل نهار، مع كاميرا وماسحاً وناسخة وطابعة ملونة. ينسخ أحمد بواسطته الموسيقى التي يحب، حتى أنه أرسل لي تسجيلاً نادراً لأغنية البيتلز ( yesterday ) بصوت بوب ديلان! يرافقه على الجيتار جورج هاريسون. كما أنجبت له طفلاً سمّاه أحمد: ( أدونيس ) دون أي اعتراضٍ منها. وأظنني بذكر هذا أستطيع أن أبين صورة ما عن طريقة أحمد عائشة في التفكير، في الفن أم في الحياة برمتها. فهو رغم أعجابه بالشاعر أدونيس، وحرصه على متابعة واقتناء كل نتاجه الشعري، حتى أنه كلفني بشراء وإرسال الجزئين الأول والثاني من ( الكتاب ) المرتفعي السعر لدرجة أني لم أبتعهما لنفسي. أقول، رغم إعجابه هذا بأدونيس لم يسم ابنه أدونيس تيمناً به، بل فقط إعجاباً بالاسم، مؤكداً أنه عندما فعل ذلك لم يكن أدونيس الشاعر في باله لا من قريبٍ ولا من بعيد!
أشياءٌ كثيرةٌ تغيرت في أحمد خلال إقامته لمدة عشر سنواتٍ في قبرص اليونانية، تخللتها فراغاتٌ صغيرةٌ وكبيرةٌ عاد في إحداها إلى سوريا لقضاء الخدمة العسكرية الاجبارية التي لا مهرب لسوري، حتى كأحمد عائشة، منها. الرجل الذي قبل تغيير اسمه والزواج في كنيسةٍ بدون أدنى اعتراض، راح يشكو من تعصب الآخرين ومن عدم قبولهم به إلا خارجاً عن كل ما هو عليه، حتى لا مبالاته الدينية والقومية، هناك شعر بالجميع يريد امحاءه ورسم أنطوني آيشا أطونيو بدلاً عنه، أنطونياً قبرصياً يونانياً مسيحياً أرثوذوكسياً مواظباً على الذهاب إلى الكنيسة في كل يوم أحد وكل مناسبة. وصار يرسل لي إشارات متواترة عن ضجرره وعدم قدرته الاستمرار والبقاء في قبرص وعن...رغبته بالعودة للعيش في سوريا ! ( في سوريا، عندك، الحياة أفضل في كل شيء.. حتى الفتيات! ) لم تنفع كثيراً أو قليلاً تحذيراتي له بإنه إذا تابع الانزلاق في هكذا مشاعر وأفكار وعاد... فسيندم.
ـــــــــ
2- عاد والعود ليس أحمد:
ــــــــــــــ
عاد أحمد عائشة إلى سوريا سنة 2000 بشكلٍ نهائي! هذه كانت نيته. بعد أن كان يزورها زياراتٍ متقطعةً في سنيه الأخيرة في قبرص، بنى خلالها بمساعد اشقائه بيتاً في ضاحية الراشدين على حدود حلب.باعه بنصف كلفته ليبتاع داراً عربيةً شبه أنقاضٍ في حي جب الأحمر في مدينة حلب القديمة قرب القلعة. ولمدة أربع سنوات، راح أحمد يعمل في هذه الدار، مرمماً كل حجرٍ فيها، معيداً كل خشبةٍ إلى مكانها ولونها، داعماً سقوفها بعوارض من الخشب القطراني، مبدلاً أبوابها ونوافذها المفقودة بأخرى طبق الأصل، مزيناً أرضية غرفها بنقوشٍ عربيةٍ من المرمر الملون، مع بحرةٍ ذات نافورةٍ في وسط ساحتها لها حرفٌ واطئٌ أسود بالكاد يمنع الماء من أن يفيض خارجها، ناقشاً على الرخامة أعلى مدخل الدار، بيتاً من شعر أدونيس ( صنعكِ الله من ضِلعٍ ولن تستقيمي..... وها أنا أستمتع بإعوجاجكِ الكريم ) إلا أنه أبدل بصفة الكريم صفة اللئيم! ليطابق البيت مفهومه عن إعوجاج النساء! كما زنَّر جدران غرفة الجلوس الوسطى بشريطٍ طويلٍ من البورسلين الأبيض والأزرق الفاتح كُتِبَ عليه بالأسود والكحلي أشعارٌ للمتنبي بمجاورة سطورٍ من أشعاري! إلا أن أفدح ما خصني به هو ذلك النقش الكبير على الواجهة الداخلية المطلة على أرض الدار، والذي يقول : ( كان علي أن أرمي بها إلى أحضان الآخرين لأعود وأشتهيها ) !! ولو كان أحمد من الذين يسمعون نصيحةً أو يعطون أذناً لأحد، لما اختار كلاماً كهذا نبهه على ( فحش ) معناه أبوه وأخوته!
كان مشروع أحمد للعودة، إضافةً للزواج ببنت بلد صغيرةٍ حلوةٍ متعلمة، الأمر الذي لم يوفق به على الإطلاق، لأنه لم تعجبه أي من الفتيات اللواتي عرضن عليه، فهذه قصيرة وهذه سمينة وهذه محجبة وهذه أعجبته أمها أكثر منها و.... أقول كان مشروع أحمد للعودة هو امتلاك دارٍ عربيةٍ تقليديةٍ مجهزةٍ بكل الخدمات اللازمة اللازمة لاستقبال مجموعاتٍ محدودة العدد من السياح الأجانب التي تأتي إلى سوريا وترغب بإقامةٍ مؤقتةٍ من هذا النوع، بدل الفنادق المرتفعة التكلفة والتي لا تختلف بأجوائها وخدماتها عن الأمكنة والأجواء التي جاؤوا منها. كلَّف هذا الحلم السياحي أحمد عائشة ما يزيد عن أربع سنواتٍ من حياته، لم يرسم ولم يكتب ولم يقرأ خلالها شيئاً، وما يقارب من خمسة ملايين ليرة سورية، زادت كثيراً عما أحضره معه من نقودٍ، فاضطرَّ مراتٍ للسفر إلى قبرص والعمل في ورشات الدهان والترميم، لاستكمالها، ومنغصاتٍ لا حدود لها مع الجمارك والعمال وعائلته والقضاء القبرصي الذي حرمه من رؤية ابنه إلا بطلبٍ مسبقٍ يحدد به التاريخ والمكان، توافق عليه زوجته !! وللآن لم ينته من تنفيذ ما تتفتق به مخيلته من تحسيناتٍ ولوازم، إلا أنه نصب فوق أرض الدار المكشوفة، مظلةً ( خيمةً ) بلاستيكيةً مخططةً بالأزرق والأبيض، قائمةً على قضبانٍ حديديةٍ مقوسةٍ تقي من يجلس تحتها من الشمس القائظة صيفاً والأمطار والرياح شتاءً. وتساعد بدرجة ما على السهر وتناول الطعام بشكل جماعي تحتها في أكبر مساحة متاحة بالدار. إلا أن هذه المظلة كانت السبب في أن تتساقط المشاكل مدراراً على رأس أحمد! حيث تقدم جيرانه بشكوى إلى جهةٍ أمنيةٍ يدَّعون بها أن المالك الجديد لهذه الدار المدعو أحمد عائشة قد قام بتخريب ملامح موقعٍ أثري، وبأنه يحضر نساءً أجنبيات إلى المكان ويمارس معهم الدعارة !! وكان دفاع أحمد أنه متزوجٌ من أجنبية، وأن الأجانب الذين يستضيفهم الآن رجلٌ مع زوجته تجاوزا السبعين!! انتهى الأمر إلى أن يغادر الضيفان القبرصيان من أصل إنكليزي بيت أحمد ليمكثا في أحد الفنادق ما يكفي ليحزما حقائبهما كما حزما أمرهما ويغادرا سوريا بدون تفكيرٍ بالعودة إليها بالبقية القليلة الباقية من حياتهما! never ...never...ولكم أن تتصورا وقع التهمة بالدعارة والسين والجيم والخناقة مع الجيران، على هؤلاء الناس!! أما المخالفة الأثرية فقد حوِّلت لبلدية مدينة حلب ولمديرية الآثار للدراسة والكشف، ورغم أن مندوب مديرية الآثار لم يجد في المظلة القابلة للكشف جزئياً وكلياً مخالفةً صريحةً للقوانين، فإن اللجنة رأت أن تزال المظلة مع قواعدها كلياً، وكذلك الفرن الصغير الحجري الذي بناه أحمد في زاوية أرض الدار، كما أوصت بنزع الجلاس الإفرنجي من الحمام!!!.
نفذ أحمد كل طلبات اللجنة، مثل أي رجلٍ حضاريٍ يؤمن بالقوانين وبوجوب خضوعه وخضوع جميع المواطنين لها. إلا أن الفكرة الأساسية من مشروعه، وهي تأجير الدار للسياح الألمان والاسبان والإنكليز، طارت في مهب الرياح. وليس ذلك بسبب الحرب في العراق ولا الأوضاع الصعبة في سوريا نتيجة التهديدات الاسرائيلية والأمريكية، بل بسبب الجيران الذي أوصى الله فقط بالجار السابع منهم! لأن هذا الجار الثامن في حي الجب الأحمر هو من يقف لأحمد بالمرصاد، وقد هدده بأنه سوف يمنع أجانبه من دخول الحي، حتى ولو حصل على رخصة رسمية!! اتصل بي مرات، سائلاً إن كنتُ أعرف أحداً مسؤولاً في حلب؟... لا أعرف، قلت له إلا سعد يكن وزهير دباغ وبعض الشعراء، ولا أظن أحداً منهم يستطيع مساعدتك في هذا، خاصةً إذا أعتبرت المظلة أو الفرن مخالفة. ولكنك تستطيع بدورك أن تشتكي على هذا الجار وغيره، إلى الشرطة، وبالتأكيد، إذا شرحت لهم المشكلة، سوف يوقفونهم عند حدهم. فالجماعة مع السياحة، وسوريا هي الوطن الثاني لكل إنسان في العالم، كما يقولون! أجابني أحمد يائساً بأنه يتمنى أن يصل معهم لحلٍ بالتراضي لأنهم إذا لم يقبلوا بالفكرة طوعاً فإنهم يستطيعون في المستقبل إفساد كل شيء يقوم به..
لم يزودني أحمد عائشة بعد هذا تفاصيل ما جرى، وقد كان ينتوي السفر إلى دمشق لمقابلة السيد وزير السياحة الذي قيل إنه يترك باب مكتبه مفتوحاً لاستقبال الناس والسماع لشكاويهم كلَّ يوم اثنين!! إلا أن أحمد أرسل لعنوان مرسمي طرداً يذكر بالطرود التي كان يرسلها لي من قبرص، يحتوي مالديه من فراش وأنابيب ألوان أكرليك وزيتي. مع رسالةٍ صغيرةٍ يكرر بها ما قاله لي في نهاية آخر مكالمةٍ بيننا : سأحاول بيع الدار.. وبالتأكيد سأخسر بها كثيراً، ولكن يلزمني الآن بعض المال لأسافر إلى اسبانيا، ولمحاولة العيش هناك.......... ( سوريا يا منذر.. ليست مستعدةً بعد لأناسٍ أمثالي )
ـــــــــــــ
3- قصيدتان مشتركتان :
ـــــــــــــ
من قصائد قليلةٍ بالإنكليزية أرسلها لي أحمد ومن رسائله التي كان يلحُّ عليَّ بها جميعها على أمرين ( رجائي الوحيد منك أن تبعث لي بدواويين شعرك، وكوني أعرف أنه ليس لديك نسخ منها، صورها لي والكلفة خليها على الله والصدفة التي يمكن أن تجمعنا ) و ( تعال إلى قبرص، لا تحتاج إلى فيزا وتذكرة السفر رخيصة، وإذا قبلت، التذكرة والإقامة كلها على حسابي ) لم أسافر. ولكني من قصائده ورسائله استللت بعض السطور والصور وأستخدمتها في كتابة قصيدتين من قصائد مجموعتي الشعرية ( دعوة عامة لشخص واحد ) شعر: منذر مصري وشركاه. وأذكر أني عندما طبعت نسخاً من هاتين القصيدتين مع مجموعة من القصائد المشابهة المشتركة مع عدد من شعراءحلب، ووزعتها عليهم، أن الشاعرين محمد فؤاد وبسام حسين، قد أعجبا أيما إعجاب بهما أكثر من اعجابهما بالقصائد التي كتبتها من قصائدهما بالذات. مما أضحك أحمد وجعله يقول لي ما معناه، أنه لا يعتبر نفسه شاعراً ومع ذلك فإن قصيدتيه باعتراف الشعراء أنفسهم هما أفضل قصائد المجموعة! أورد الآن القصيدتين المذكورتين، ليس لأنهما تساعدان على إكمال تلك الصورة التي رغبت أن أرسمها له، بل لأني أريد أن أمهر كلَّ شيء بخاتم فمك.. أيها للشعر.
ـــــــــــــــــــــــ
1- اِسأَلني البَارِحَة
-------------------
( أَحمَد عائشَة - مُنذر مَصري )
*
إذا نَظَرنا إلى هَذا العَالم
مِن سَاقَيه
إذا فَرَضنا أَنَّ لَهُ سَاقين
أَعني :
بُرجَي التِّجارَةِ العَالَمَيِّةِ في نيويورك
أَو مَداخِنِ مَحَطَّاتِ تَوليدِ الطَّاقَةِ النَّوَويَّة
أَو أَعمِدَةَ الكَهرباءِ العِملاقَة
أَو...
اِصبِرْ عَلَيَّ قَليلاً
دَعني أُفكِّر.
/
إذا شَعَرتُ بأَنَّي لَن أَستَطيعَ
مُتابَعَةَ هَذهِ القَصيدَةِ
الَّتي بالكادِ بَدَأتُها
إذا تَركتُها لَكَ
لِتَصنَعَ في وَسَطِها عُقدَةً
ثُمَّ لِتَجِدَ لَها حَلاًّ
أَو أَيَّ نِهايَةٍ تُفسِدها
مِثلَ كُلِّ ما اعتَدنا عَليهِ
مِن نِهايات
إذا تَعَذَّرَ عَلَيَّ الآن
أَن أُجيبَ
لسَبَبٍ ما
عَن أَيِّ سُؤالٍ يَخطُرُ على بالِكَ
...
اِسأَلني
البَارِحَة..
ـــــــــــــ 1-5-2001

2-دَعوَةٌ مِلحاحَةٌ لِزيارَةِ قُبرُص
------------------------------
( أَحمَد عائشَة - مُنذر مَصري )
*
كانَ لَدَيَّ ثَلاثةُ جَوارِبَ
وَسَّختُها بالتَّتالي
ولَم تَقوَ عَزيمَتي
بَعدَ أَن وَضَعتُها جَميعَها في قَصعَة
عَلى غَسلِ واحِدٍ مِنها.
/
كان لَدَيَّ ثَلاثُ نِساء
لم تَرضَ أَيٌّ مِنهُنَّ البَقاءَ مَعي
بسبَبِ وساخَتي وكَسَلي
وحَسَناتيَ الأُخرى الَّتي تَعرِفُها.
/
وهكذا مُنذُ أن جِئتُ إلى هُنا
أَحيا وَحيداً
أَمَّا جَوارِبي
فَهِيَ
أَزواجاً..
ـــــــــــــ 1-5-2001
4- ما يقلقني حقاً هو :
ــــــــــــ

لن يحزنني سفر أحمد إلى اسبانيا ونجاحه بالإقامة بها، علماً بأن لديه جواز سفرٍ قبرصي يعفيه من وجوب أخذ فيزا لدخول أي دولة أوروبية!! على أنه، في أقرب فرصة، سوف يبدل اسم مكان الولادة في جوازه القبرصي، فبدل سوريا، سيكتب الحسكة!! وذلك لسببين، الأول، لأن الحسكة هي بالتحديد المكان التي سقط بها رأسه سنة 1967، والثاني، لأن لفظ الحسكة لا يبين من أي بلدٍ هو، وذلك يريحه من الكثير من الأسئلة والتأخير والازعاج في السفارات والمطارات. قلت، لن يحزنني سفر أحمد، فقد كان في سفره وغيابه أقرب لي منه في حضوره وإقامته في حلب، أمّا الذي يقلقني حقاً، فهو ما يتعلق بخلودي كشاعر.. ذلك أن أحمد إذا استطاع أن يبيع الدار ، فإن أول ما سيفعله المالك الحلبي الجديد سيكون محي سطور أشعاري المنقوشة على جدرانها!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 13/4/2004



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردٌّ على ردٍّ عمومى على رسالة خصوصية 3 من 2
- ردّ عمومي على رسالة شخصية 2 من 2
- ردّ عمومي على رسالة شخصية 1 من 2
- طراطيش حول الشراكة الأوروبية السورية
- أنا وهمنجويه ودانتي والمِقص
- قَصيدةٌ واحِدَةٌ كَتَبها محَمَّد سَيدِة عنِّي مُقابل10قَصائد ...
- مَاذا جِئتَ تَأخُذ ؟
- مكانة الشعر العربي الحديث والنموذج والانقراض
- القَصيدةُ المَجنونة ( 3 من 3) : المقاطع -11 إلى الأخير
- القَصيدَةُ المَجنونَة ( 2من 3) : الفِهرِس والمقاطِع ( 1إلى 1 ...
- القَصيدة المَجنونة (1 من 3) المقدمة
- خبر عاجل... شعبان عبود : أنا خائف
- زجاجات... لا أحد غير الله يعلم ماذا تحتوي!! بو علي ياسين – ا ...
- عراقي 6 من 5 منذر مصري : أخي كريم عبد... ابق أنت... وأنا أعو ...
- عراقي - 5 من 5 الحرب: ابق حياً- ليس سهلا إسقاط التمثال-احتفا ...
- عراقي - 4من 5- رسالة شاكر لعيبي
- عراقي 3من 5- المنفى والأرض والموت وقصيدة النثر العراقية
- عراقي 2من 5- الشعر: سعدي يوسف- مهدي محمد علي
- عراقي - 1من 5- المحتوى- المقدمة- نداء
- معادلة الاستبداد ونظرية الضحية - في الذكرى الثالثة عشر لوفاة ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - سوريا ليست مستعدةً بعد لأحمد عائشة