أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد عبد القادر احمد - وعود اوباما تعبير عن ماذا؟















المزيد.....

وعود اوباما تعبير عن ماذا؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 06:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في المقال السابق الذي نشر امس تحت عنوان _ وعود اوباما لاسرائيل ووعوده للفلسطينيين_ كانت فحوى هذا المقال ان لا تناقض يسود الموقف و المصلحة الاستعمارية في اصدار هذه الوعود والايفاء والالتزام بها , والتناقض الوحيد الموجود هو في طريقة قراءتنا السياسية لهذه الوعود وهي الطريقة المشوهة _ بالتمنيات المملوءة بالرغبة الوطنية _ ان يتم بالدعاء تجريد الكيان الصهيوني من عوامل ومصادر قوته , ومنها , ضرورة ان تعني الوعود الامريكية للفلسطينيين , تضحية الامريكين الكاملة بعلاقتهم بالكيان الصهيوني وتضحيتهم بما تعنيه هذه العلاقة من مصالح قومية امريكية , وهذا لا ينطبق على امريكا فحسب وانما على جميع المراكز الاستعمارية العالمية , فطريقتنا في قراءة العلاقات هي إما مع او ضد .
ان هامش علاقة المراكز الاستعمارية ( ومنها بالطبع المركز الامريكي) بالكيان الصهيوني له حديه الادنى والاعلى , وهو هامش توظيف الكيان الصهيوني بمهمة محددة اقليميا , لذلك يجب ان يبقى هذا الكيان الصهيوني موجودا امنا متفوقا , وهو الامر الذي يجعل من وعد الحفاظ على بقاء الكيان الصهيوني وضمان امنه وتفوقه , الحد الادنى الذي لا تقبل المراكز الاستعمارية التنازل عنه , بل انها تفرض على باقي الاطراف الاقليمية ضرورة الاعتراف بالكيان الصهيوني والقبول به والتطبيع معه , فهو صمام امان المصالح الاستعمارية في المنطقة , غير ان ذلك لا يعني عدم وجود شرطا استعماريا تفرضه هذه المراكز الاستعمارية على الكيان الصهيوني , وهذا الشرط هو ان يبقى الكيان الصهيوني ديموغرافيا وتفوقيا في حدود المطلب والضرورة الاستعمارية التى لا تراه خارج اطار الموقع والحجم الوطيفي , وهي لا تحتاج لموافقته بهذا الصدد كما انها لم تكن تحتاج موافقة باقي الاطراف الاقليمية في ان تعترف وتقبل وتطبع مع الكيان الصهيوني , فمنطق المركز الاستعماري العالمي هو اجبار الطرف الاقليمي ( ومنه الكيان الصهيوني ) على الخضوع والقبول قسرا بالرؤية الاستعمارية , وفي هذا السياق ياتي حد الصراع بين البرنامج القومي الاقليمي ( ومنها برنامج الكيان الصهيوني المؤطر بشعار اسرائيل الكبرى ) والبرنامج الاستعماري العالمي الذي جوهره بقاء خلل ميزان القوى بين الاقليمي والعالمي يعمل لصالح العالمي , لذلك كان منطق ( تحجيم الاقليمي ) هو البرنامج السيد والمسيطر في تاريخ علاقة الاقليمي بالعالمي وسبب كثير من العمل العسكري الذي حدث في تاريخ هذه العلاقة ومن بينها حرب 1956 _1967_الحرب على العراق , والتي انتهت نتيجتها الى هزيمة الاقليمي وخضوعه لعملية التحجيم البرنامجي , طبعا بالاضافة انها حققت اهداف اخرى من مثل تغيير طبيعة النظام واجباره على التخلي عن استقلاله النسبي ونظام الحماية الحمركية ....الخ الى جانب جدولة واعادة جدولة حركة الصراع بين المراكز العالمية ومواقع المراكز الاستعمارية العالمية ونسب تفوقها لبعضها البعض ,,,,الخ
ان طريقة المركز الاستعماري في تحجيم البرنامج القومي الاقليمي ياخذ صورا متعددة بحسب خصوصية هذا البرنامج القومي الاقليمي كما ام هذه الخصوصية تحدد اسلوب التعامل معه عنيفا كان او غير عنيف , او نمط يجمع عدة اساليب معا , بل لقد تعرض الكيان الصهيوني بتايخ علاقته بمركز الاستعمار العالمي لمثل هذا التنوع في الاساليب الاستعمارية العالمي , فلا ننسى مثلا ان هزيمة الكيان الصهيوني في حرب اكتوبر لم تكن بعيدة عن رضى وتواطؤ المركز العالمي الاستعماري , وعلى وجه التحديد في جعل امكانية مفاجأته بالحرب ممكنا , والذي تلافاه لاحقا باطلاقه القمر الصناعي لمراقبة التحركات العسكرية في المنطقة كسبب من اسباب اطلاق هذا القمر الصناعي , ولم تكن اتفاقيات كامب ديفد الا تحجيما لكلا البرنامجين المصري والصهيوني في ان معا , حيث جرى عزل مصر عن القدرة العسكرية العربية وجرى في نفس اللحظة تجريد الكيان الصهيوني من التوسع الجغرافي ( سيناء) الذي كان سيشكل اساسا لتوسع استيطاني وتطبيقا مرحليا لشعار اسرائيل الكبرى , ولا نستطيع الا ان نرى ان من انجازات اتفاقية اوسلو ان المركز الاستعماري العالمي اجبر الكيان الصهيوني على التخلي ( النظري) عن شعار اسرائيل الكبرى , حيث اغتال غلاة الفكرة الصهيونية رابين بسبب هذا تحديدا , وفي هذا السياق يجب فهم ورؤية ان الاصرار العالمي على اقامة الدولة الفلسطينية هو اصرار حقيقي والوعد حوله وعد صحيح , وهو لا يعني قناعة المركز الاستعماري العالمي بحق الفلسطينيين القومي في فلسطين ولا استجابة لمثل هذه القناعة بل توظيفا استعماريا للصراع وللحقوق القومية الفلسطينية في عملية تحجيم الكيان الصهيوني وهو ما يشكل الحد الاعلى للعلاقة بين المركز الاستعماي العالمي والكيان الصهيوني ,
ان العملية الاستعمارية في بعض مستوياتها هي عملية تعبير سياسي عن المصالح القومية لمركز الاستعمار العالمي وهي قطعا ليست تعبيرا عن قناعة فكرية واخلاقية بحقوق اطراف اخرى, فلم يكن هدم القومية الفلسطينية واقتسامها بين عدة اطراف , واقامة الكيان الصهيوني على جزء من هذا التقسيم هو جراء تقارب روحاني بين النصارى واليهود ( ولا بد هنا عرضيا ان نشير الى الخطل الساسي في تفسير الاية القرانية _ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم_ فتفسير القضية الفلسطينية على اساس هذه الاية هو تحريف سياسي للمعاني الروحية للاية القرانية ) , ولا لاقتناع اخلاقي استعماري بضرورة تعويض اليهود عن اللاسامية التي مورست ضدهم في اوروبا بل هي شكل اعلى من اشكال ممارسة هذه اللاسامية ضدهم , ولكن على يد النظام الرسمي للاستعمار لا على يد الطبقات الاجتماعية , لذلك من ا لخطأ القول ان الرابطة الروحية الصهيو-انكلوساكسونية هي خلف اصدار وعد بلفور , او ان ترابط الراسمال الربوي الصهيو_انكلوساكسوني هو خلف عملية اصدرا هذا الوعد , بل ان مصلحة التفوق القومي البريطاني المستقلة عن كل سبب اخر هي التي كانت وراء ذلك ’ والان فان المصلحة القومية في المركز الاوروبي والمصلحة القومية في المركز الامريكي هي التي تستدعي عملية تحجيم الكيان الصهيوني واستكمال هذا التحجيم بالدولة الفلسطينية المستقلة
ان الرؤية سابقة العرض تستعرض شروط ما حدث وما هو مستمر حدوثه في واقع تاريخ ومستقبل العلاقة بين الاقليمي والعالمي وتستعرض تحققاتها في الحركة اليومية من حيث علاقة هذه الحركة اليومية بمسارها الاستراتيجي الذي لاينكر بالطبع وجود احتمالات تعزز حاجة المركز الاستعماري لوطيفة الكيان الصهيوني او في المقابل تدني مستوى هذه الحاجة الاستعمارية لها , لكن السؤال الذي يجب الاجابة عليه هو من هو الشارط ومن هو المشروط في هذه العلاقة وهل البدائل محدودة امام الرئيسي, المركزي في العلاقة أي المركز العالمي ام ان الكيان الصهيوني هو الرئيسي والمركزي الامر الذي يجعل خيارات العالمي محدودة تمنع حرية المناورة عن العالمي
ان التجربة التاريخية لمسار العلاقة تؤكد ان المركز العالمي للاستعمار يملك خيار نقل ثقل الخلل في ميزان القوى الاقليمي من طرف اقليمي الى اخر , ويثبت انتقال هذا الثقل بين ايران والعراق خلال سنوات معدودة هذا الامر كما تثبته ايضا حرب اكتوبر 1973 , وكسياسي لا يملك الا الاعتراف بوجود الاحتمالات اثناء قراءة الواقع فان الطابع السياسي للرؤية ينطلب ايضا الاعتراف بوجود الخيارات , لكن السؤال الاهم الذي يجب على كل سياسي فلسطيني الاجابة عليه هوكيف يمكن للملكة القيادية الفلسطينية التعامل مع هذه الحقائق والاحتمالات والخيارات ؟؟؟؟؟؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عهد اوباما , بين الضرورة السياسية والتفسير الاخلاقي
- حدة التصريحات الامريكية الاسرائيلية
- في رثاء المشرد_محمود محمد رشيد العنبتاوي
- الانقلاب الروسي في المجتمع الصهيوني
- زيارة الرئيس الى العراق...مبادرة متأخرة
- اليمين الصهيوني والسلوك الاوروبي ..اين يصبان؟
- كم تختلف القمة عن الشارع؟؟؟
- دعواة لحوار فلسطيني حول موضوع اهم
- اعلام معركة الكرامة معالجة تصالحية فلسطينية واصرار سياسي ارد ...
- المشروع الوطني الفلسطيني
- دفاعا عن الديموقراطية وضد الانقسامية
- بقاء الصراع ...وفناء الادوات
- قراءة .. في المؤتمر العالمي لاعادة اعمار غزة
- الحوار بين .. الفرح..الشك..الضياع
- القدسية........والقدس
- الجغرافيا الفلسطينية .. هو نقص برامج الفصائل الفلسطينية
- قراءة في الطريقة الفلسطينية لقراءة نتائج الانتخابات الاسرائي ...
- الكيان الصهيوني والاغتيالات
- الخصوصية الفلسطينية بين التثبيت والتراجع
- كتاب....خلف المعركة


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد عبد القادر احمد - وعود اوباما تعبير عن ماذا؟